أخطر حوار مع حسين الشافعي حول الثورة والإخوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أخطر حوار مع حسين الشافعي حول الثورة والإخوان
  • كان قيام دعوة الإخوان ضرورة.
  • كان حسن البنا قوي الإيمان ملهمًا يدعو للمحبة فأحبه الناس جميعًا.
  • اعتبر الأحرار أن دعوة الإخوان هي المدرسة التي يجب أن ينشأوا بين جدرانها.
  • لما ضرب الجيش ضربته كان طبيعيًا أن تتجاوب معه دعوة الإخوان.

السيد حسين الشافعي- نائب رئيس جمهورية مصر العربية في عهد عبد الناصر- يعرض لنا انطباعه ورأيه في جماعة الإخوان ومؤسسها الأول الإمام الشهيد حسن البنا، ومدى أن حركة الجيش قد التقت مع دعوة الإخوان المسلمين.. من خلال هذا السؤال:

قيام جماعة الإخوان المسلمين - التي تعبرون عن رأيها وعن رسالتها وهدفها- هذه الجماعة التي كان قيامها ضرورة تطلبها البلاد في وقت انعدم فيه الوازع الديني، وأصبحت الوصولية هي الهدف، والأنانية هي المنطق، والإباحية والحياة التافهة التي تتركز في الاستمتاع الرخيص هي كل ما يُفكر فيه شباب الأمة جميعًا، وقد كان لتقصير المسئولين من علماء الدين في قيامهم برسالتهم- ليبصروا الأمة بما يحييها- سببًا آخر في ضرورة هذا القيام وهذا الظهور.
وقد كان العلماء لهم بعض العذر، فإن العلة قديمة قدم الاستعمار، فقد كان المستعمر يرى في الدين قوةً روحيةً يجب أن تدفع القوى المادية، لتستعذب العمل والفداء والاستشهاد في سبيل الله ، فسعى المستعمر ليفصل بين هذه القوة وتلك، ويخلق طبقةً تُسمَّى رجال الدين، لا حول لها ولا قوة في أمور الأمة، حتى كان الشعب حائرًا في أمره، لا يعرف عالمًا يرشده ولا حاكمًا يقومه؛ لأن هذا العالم منطوٍ على نفسه، وهذا الحاكم لا يعرف من أمر ربه شيئًا.
وفي هذا الجو وفي تلك الظروف تحتَّم قيام جماعة تُبصر الناس أمر دينهم، وترسم للحاكم والمحكوم الطريق السليم، وليست في قيامها أية بدعة أو خارقة للعادة، إذ إن قيام هذه الجماعة إنما هو مطلب مهم من مطالب القرآن الذي يقول: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُون) (آل عمران: 104)
فقامت جماعة الإخوان، ووجدت الشعب المؤمن بطبيعته ومعدنه، متعطشًا إلى من يبصره أمر دينه، فالتف حولها، إذ إنها عوضته ما فوَّته الاستعمار على الأمة من إهمال الدين، ولا أنسى في هذا المجال- بكل خير وتقدير- الإمام الراحل الشيخ حسن البنا- رحمه الله- فقد كان قويَّ الإيمان، ملهَمًا يدعو للمحبة، وفيه كل مقومات المحبة، فلم يكن فظًّا ولا غليظَ القلب، فأحبَّه الناس جميعًا، ووهبوا لشخصه كل ما يملكون من نزعات الحب الخالص الصادق، ولم تكن حرب فلسطين هي اللقاء الأول بين الجيش والإخوان الذين تطوعوا في تلك الحرب، ولكن اللقاء كان قبل ذلك فإن الأحرار كانوا يتلمسون الخلاص في كل مجال ومضمار، واعتبروا أن دعوة الإخوان هي المدرسة التي يجب أن ينشأوا بين جدرانها.
هذا هو رأيي في دعوة الإخوان المسلمين
أما عن النصف الآخر من السؤال، وهو عن مدى التقاء دعوة الإخوان وحركة الجيش فأقول لك: "إن دعوة الإخوان وحركة الجيش ملتقيتان، وليس في ذلك شك؛ إذ إن هدف كلتيهما هو الإصلاح، وإن كان هناك اختلاف بسيط في المنهج، فالمعروف أن للإصلاح طريقين.. طريقًا قصيرًا، وآخر طويلاً، ولكلٍ مميزاته ومعوقاته، والطريق القصير مؤداه أن نضرب أولاً ثم نربِّي، والطريق الطويل مؤداه أن نُربي أولاً ثم نضرب.
ولقد اختار الجيش الطريق القصير فضرب ضربته القاضية، موجِّهًا إياها إلى الفساد المتركز في القصر والحكم والحزبية والإقطاعية، وهاهو آخذ في تربية الشعب وتوجيهه، وينبغي الانتفاع بالوقت، ومحاولة إحياء الأمل من جديد في نفوس الشعب، بعد أن كاد يتلاشى تلاشيًا أبديًّا، وسرعة التخلص من الفساد قبل أن يستشري فيصبح لدى الشعب طبيعة مألوفة لا يفكر في التخلص منها، أما معوقات هذا الطريق فتتلخَّص في أن الإصلاح سيقوم على شعب لم ينل حظه وافرًا من التربية الصحيحة والتوجيه السليم.
ومميزات الطريق الطويل تتلخص في أن الإصلاح يقوم على أساس سليم؛ لأن أمامه شعبًا قويًا نال حظه الوافر من التربية السليمة، وهذه التربية السليمة ستجعل الشعب يتجاوب مع صيحات الإصلاح دون تأخر أو تواكل أو مروق، وأما معوقات هذا الطريق فإنها عكس لمميزات الطريق القصير تمامًا.
ولكن الهدف لحركة الجيش ودعوة الإخوان واحد، وهو الضربة القاضية التي تحطم طواغيت الفساد حتى تدعها هشيمًا تذروه الرياح، ولما أن ضرب الجيش ضربته كان طبيعيًّا أن تتجاوب معه دعوة الإخوان التي كانت تمهد لهذه الضربة بتربية الشعب المسلم، وثمة اختلاف وجيز، وهو أن حركة الجيش استوعبت كل أفراد الشعب، بَيد أن دعوة الإخوان قد استوعبت الغالبية الساحقة من أبناء الوطن فحسب.. إلا أن حركة الجيش ودعوة الإخوان يلتقيان أيضًا عند الهدف من تجمعاتهما؛ إذ إن كلتيهما تسعى لتحرير الوطن وإقامة الإصلاح فيه على أسس سليمة متينة.


للمزيد عن حسين الشافعي

حسين الشافعي شاهداً على العصر

مقالات أخرى

تابع مقالات أخرى

وصلات فيديو

.

للمزيد عن ثورة 23 يوليو

وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

متعلقات أخرى

وصلات خارجية

مقالات خارجية

.

وصلات خارجية

مقالات خارجية

وصلات فيديو

.

وصلات فيديو