الدفاع المدني أدى دوراً بارزاً خلال الحرب على غزة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


العقيد الزهار: الدفاع المدني أدى دوراً بارزاً خلال الحرب على غزة

العقيد يوسف الزهار

أكد العقيد يوسف الزهار أن جهاز الدفاع المدني وطواقمه العاملة في قطاع غزة على أهبة الاستعداد والجاهزية لخدمة المواطن الفلسطيني الذي يطلب ويحتاج النجدة، مشيراًإلى أهمية هذا الجهاز في كافة أنحاء دول العالم، نظرا لطبيعة الدور الذي يلعبه والمهمات التي يؤديها.

وشدد الزهار في حوار خاص أجرته معه صحيفة "الرأي الحكومية"، على أن جهاز الدفاع المدني كان له دور كبير وعظيم خلال الحرب الإسرائيلية الشرسة التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة ، مشيراً إلى أن جهازالدفاع المدني قدم العديد من الشهداء والجرحى، مبيناً بأنه تم استهدافهم في الحرب أكثر من مرة وبشكل مقصود ومتعمد من قبل الاحتلال.

ولم يخفٍ العقيد الزهار أن الجهاز يواجه عدداً من المعيقات التي تؤثر على عملهم، لافتاً إلى أنهم يحاولون بقدرالمستطاع التغلب على هذه المعيقات.

وأضاف أن الدورات والمحاضرات التي يقيمها الجهاز تشتمل على التعريف بالحرائق وطرق مكافحتها ومعداتها وكيفية استخدام أجهزةالإطفاء، وكذلك دراسة الكوارث وأنواعها، ودور العاملين لحماية المبنى خلال الكارثة،وفيما يلي نص الحوار:

مهمة إنسانية

*هل لكم أن تبينوا لنا أهمية هذا الجهاز، وكيف تمكن من تجاوزأزمته خلال الحرب الشرسة على غزة ؟

نحن نؤكد أن الطواقم العاملة في جهاز الدفاع المدني دائما على أهبة الاستعداد لخدمة الشعب الفلسطيني وتوفير الخدمات اللازمة له عند احتياجهم، وجهاز الدفاع المدني لا يعرف بإداراته وأقسامه وإنما يعرف بالمهمة التي يقوم بها، فكما هو معلوم هو مجموعة إجراءات لحماية المواطن في أي مكان، ومحاولة منع وقوع الكوارث، وبالتالي فإن مهمة جهاز الدفاع المدني هي مهمة إنسانية وضرورية ولا غنى عنها في أي دولة من دول العالم.

ونحن كجهاز دفاع مدني فلسطيني لنا خصوصية، حيث أن جهاز الدفاع المدني يعاني أصلاً من أزمة في الإمكانيات والمعدات الموجودة ولكن زادت هذه الأزمة بعد الحصارالظالم المفروض على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ، وبعد الحرب الشرسة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على كافة مناحي الحياة الفلسطينية، وبالمناسبة فإن أول ما تم استهدافه هو مقرات ومعدات جهاز الدفاع المدني لكن بفضل الله عز وجل استطاع جهاز الدفاع المدني أن يقدم الخدمات للجمهور الفلسطيني ولكل المقيمين على هذه الأرض بصورة مهنية وبصورة شهد لها الجميع أنها كانت تفوق التصور.

*هل لكم أن توضحوا لنا أهم المعوقات التي تؤثر على جهاز الدفاع المدني؟ وماذا عن شهداء الجهاز؟

الأزمات التي عصفت وما زالت تعصف بجهاز الدفاع المدني منها ما هو متعلق بالظواهرالطبيعية كالأمطار الغزيرة والحرائق ومنها ما هو من فعل الإنسان كما حدث في العدوان الهمجي من قبل الاحتلال الإسرائيلي والذي كلف الجهاز الكثير من الناحية المادية وأعاق عمله بشكل كبير وحمله ضغطا كبيرا في العمل.

وفعالية جهاز الدفاع المدني ظهرت بصورة كبيرة في معركة الفرقان التي كانت عبارة عن ملحمة بطولية قام بها أبناءالدفاع المدني حيث قاموا بتنفيذ أكثر من 1300 نشاط ميداني خلال 22 يوماً من الحرب الشرسة، هذه الأنشطة وزعت ما بين إنقاذ وإطفاء وإسعاف، وكانت هنالك حالات من الشهداء من أبناء الدفاع المدني وكذلك إصابات، حيث بلغ عدد الشهداء 13 شهيداً، وبلغ عدد الجرحى أكثر من 31 جريحاً، وتم تدمير العديد من آليات الجهاز، ولكن بفضل الله عزوجل حين أتحدث عن 1300 فعالية خلال 22 يوم فهذا شيء يوضح حجم العمل الجبار الذي قام به أبناء الدفاع المدني.

ومن أهم المعوقات أيضا هو وجود نواقص في المعدات لدىجهاز الدفاع المدني منها قدم السيارات التي تعمل تحت إدارة الجهاز والتي منها ما هومصنع في عام 1988 و 1989 وهو ما يجعلها غير مواكبة للعمل في الظروف المعاصرة.

ولكن نحن نحاول الوصول إلى مكان الحدث في أسرع وقت وفي أكثر الطرق سلامة، فالمهم ليس الوصول، ولكن المهم هو الوصول والمحافظة على حياة المواطنين والعاملين، وأشير هنا إلى أن جهاز الدفاع المدني ضرب الرقم القياسي في سرعة الوصول إلى مكان الحدث وفي التعامل مع كل حالة حسب ما تحتاج.

ثقافة الأمن والسلامة

*كيف تصف رجال الدفاع المدني خلال القيام بمهامهم؟وماذا عن دورة الأمن والسلامة التي أقيمت مؤخرا؟

رجال الدفاع المدني أظهروا العديد من البطولات الإنسانية وكانوا خير حارس ومؤتمن على مقدرات وبيوت وأعراض المسلمين في قطاعنا الحبيب، ونحن نشكر وزارة الداخلية التي تحاول دائما تطوير ثقافة الأمن والسلامة لدى أبناءنا.

أما بخصوص الدورة فهي تهدف إلى الارتقاء بمعلومات وثقافة الدفاع المدني لدى العاملين في وزارة الداخلية، التي قدمت أكبر عدد من الشهداء خلال معركة الفرقان، بما فيهم وزير الداخلية الشهيد الوزير سعيد صيام، الذي ضرب المثل الأعلى هو وإخوانه الشهداء في كيفية الدفاع عن المواطن الفلسطيني في كل الميادين.

نحن نهدف إلى إدخال ثقافة الأمن والسلامة إلى كل بيت فلسطيني بعد أن أدخلنا ثقافة الدفاع المدني إلى المدارس والجامعات، ونحن اليوم أمام مشروع تدريب يهدف إلى تغطية كافة أبناء شعبنا من أجل التعامل مع هذا الملف (ملف السلامة والأمن) فالمطلوب من كل فرد فلسطيني أن يكون على دراية بكيفية التعامل مع الإطفاء والإنقاذ والإسعاف.

وبلغ عدد المتدربين الذي تخرجوا من دورات مديرية الدفاع المدني 3500متدربا بعد معركة الفرقان، ونحاول أن ندخل الأمن والسلامة إلى كل بيت من خلال إرشادات مكتوبة أو مسموعة أو من خلال التلفاز، وأيضا من خلال التدريبات العملية والميدانية.

*هل لكم أن تذكروا أهم الانجازات التي ساهم الدفاع المدني في إنجازها؟

لعل من ثمار نشاطات وفعاليات مديرية الدفاع المدني أننا رأينا أن المرأة الفلسطينية أصبحت تتعامل مع السلامة البيتية بطريقة مهنية بعيداً عن الخوف والفزع والهرب، وهذا بعد أن تلقت المرأة إرشادات وتوجيهات في ثقافة السلامة العامة، وأصبحت تدخل إلى مكان الناروتطفئها سواء في أماكن الطهي أو أسطوانات الغاز الموجودة في البيوت، وهذا كله يقلل من الكوارث التي يمكن أن تحدث بسبب الجهل بثقافة السلامة والأمن.

مضامين وقائية

*ما أهم المضامين التي يركز عليها الدفاع المدني في ندواته ومحاضراته ودوراته؟

نحن كما قلت لكم أننا نهدف إلى خلق نوع من الثقافة الوقائية في جميع نواحي الحياة وفي مختلف مجالات العمل الفلسطيني وداخل مؤسسات ووزارات السلطة الفلسطينية، ونأتي دائما بمحاضرين وضباط أكفاء من الدفاع المدني مؤهلين ومتخصصين في كافة المجالات.

وتشتمل الدورات والمحاضرات على التعريف بأنواع الحرائق وطرق مكافحتها، وأجهزة ومعدات مكافحة الحرائق، وكيفية استخدام أجهزة الإطفاء، والكوارث وأنواعها، ودور العاملين لحماية المبنى خلال الكارثة، ودليل الوقاية من الحريق، وخطة الإخلاء وأهدافها وعناصرها، والإسعاف من الاختناق والإنعاش القلبي والرئوي وإسعاف الكسور والجبائر، والجروح والنزيف، كما وتشمل تطبيقات نظرية وعملية في كيفية استخدام أجهزة الإطفاء وطرق الوقاية من الحرائق.

*كيف تقيمون أداء جهاز الدفاع المدني وهل من رسالة توجهونها إلى أبناءالجهاز؟

الحمد لله لم يسجل أي تقصير من أبناء جهاز الدفاع المدني ولكن قد نواجه أزمات، فمثلاً في بعض الحالات وصلت سيارة الإطفاء إلى المكان وحينما حاول طاقم السيارة تفعيل جهاز الضغط أو مضخات الضغط من الماء كان هنالك عطل لأنها تحتاج إلى صيانة، فمثل ذلك يؤثر على طبيعة العمل، ونحن نحاول علاج الموقف بصورة مباشرة وسريعةمن خلال إرسال سيارة دعم دائمة مع السيارة الأولى تكون المسافة بينها وبين السيارةلأولى دقائق محدودة، أما رسالتي لأبناء وطواقم الدفاع المدني، فأقول لهم: أنتم على ثغر من ثغور هذا الوطن، هذه أرواح الناس وأعراضهم وأموالهم ومقدراتهم أمانة في أعناقكم برغم قلة ما بين أيدينا من عتاد ومعدات وآليات إلا أنكم كنتم فعلا أبطال الملاحم الإنسانية أثبتوا على ما أنتم عليه وعسى الله سبحانه وتعالى أن يغير هذاالأمر بخير منه وأن تبقوا رموزاً للعطاء والتضحية الإنسانية من أجل وطنكم وشعبكم.

المصدر:فلسطين الأن