الروابي.. مدينة فلسطينية بأيدٍ صهيونية / د. عصام شاور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الروابي.. مدينة فلسطينية بأيدٍ صهيونية


بقلم:د. عصام شاور

يعتبر مشروع بناء مدينة "الروابي" هو الأول من نوعه، حيث هي المرة الأولى التي ستقام فيها مدينة فلسطينية في الضفة الغربية منذ الاحتلال الصهيوني لها عام 1967, المشروع يعتبر استثماراً ضخماً مقداره (700 مليون دولار) بين شركة الديار القطرية وشركة " بيتي العقارية" الفلسطينية التي تشرف على تنفيذ المشروع.

عند انطلاق العمل بالمشروع وعدت الشركة الفلسطينية وعلى لسان مديرها السيد بشار المصري بأن يتم تنفيذ المشروع بأدوات وخبرات فلسطينية بحتة، ولكننا تفاجأنا بأن السلطة الفلسطينية وقعت عقودا مع 20 شركة إسرائيلية بمليارات الشواكل لتوفير المواد والخدمات التي يحتاجها المشروع وتحتاجها المدينة وهذا يعني أن الأدوات والخبرات ليست فلسطينية بحتة وإنما صهيونية، ربما لا يكون للفلسطيني فيها سوى دور العامل كما هو حاله عند العمل في المستوطنات الصهيونية، وهذا يعني خسارة فادحة للاقتصاد الفلسطيني ودعماً كبيراً للشركات الإسرائيلية التي كانت على وشك الإفلاس نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها دولة الاحتلال، لأن القسم الأكبر من الأموال المخصصة للمشروع سيضخ في الاقتصاد الإسرائيلي في حين سيتم امتصاص الملايين من أموال الضفة الغربية عند بيع العقارات للشعب الفلسطيني مع تحميله قدراً كبيراً من الديون على شكل قروض.

إن بناء المدن في الضفة الغربية يعزز ثباتنا على الأرض وهذه لا نختلف فيها، ولكن عدم مقدرتنا على بناء مدينة بأدوات وخبرات فلسطينية يعني أننا غير قادرين على بناء دولة، وكان من الأجدر إدارة المشاريع بحيث لا تعود بالنفع على الكيان الغاصب، وإن كانت السلطة الفلسطينية اشترطت أن لا تكون هناك علاقة للشركات الإسرائيلية بالمستوطنات فهذا لا يبرر اللجوء إليها، لأن المستوطنات هي مشاريع تقوم بها دولة الاحتلال، فإن كان اقتصادها منتعشا انتعش الاستيطان والعكس بالعكس، وإن كنا نحرص على إنشاء مدينة الروابي فإن اليهود احرص على الإبقاء على مئات المستوطنات وهم الأقدر على توفير الدعم اللازم لبقائها وتضخيمها، فلن تدمرها مقاطعتنا لها طالما تعيش بأمن وسلام وطالما (إسرائيل) قادرة على دعمها ماليا.

الأصل أن يستفيد الشعب الفلسطيني في الداخل من المشاريع الاستثمارية الضخمة ولا يكون فقط مستهلكا، وإن كان هناك عجز من الجانب الفلسطيني في الداخل فيجب الاستعانة بالشركات العربية، ولماذا لا نتعاقد مع شركات أردنية أو مصرية؟ فالأردن قريبة وشركاتها تمتلك كل الإمكانات لتنفيذ مشاريع في الضفة الغربية وهي أحق بأموال العرب، والأولى أن ننفتح على أشقائنا العرب لا على عدونا الصهيوني .