الشيخ أحمد ياسين في حوار صحفي له قبل تعرضه لمحاولة الاغتيال بأيام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس في حوار صحفي له قبل تعرضه لمحاولة الاغتيال بأيام


أحمد ياسين سلام عليك.jpg

اعتبر الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس أن إلزام الفلسطينيين بالهدنة في ظل استمرار دولة الكيان الصهيوني في سياسة التصعيد هو ظلم لهم وللقضية الفلسطينية .

وأضاف ياسين سنأخذ القانون بأيدينا إذا لم تتحرك السلطة ضد العملاء ، ولسنا مستعدين للحديث عن هدنة في ظل استمرار العدوان الصهيوني وأكد الشيخ ياسين أن حركته سترد على عمليات الاغتيال في الوقت الذي يرتئيه الجناح العسكري.

وفي نفس الوقت حذر الشيخ ياسين من أن حركته ستأخذ القانون بيدها إن لم تتمكن السلطة من تتبع العملاء الذين يساعدون الاحتلال على اغتيال الناشطين الفلسطينيين وقال:"ستأتي لحظة ونأخذ القانون بأيدينا ونعاقب العملاء لأن خطرهم تفاقم, ونحن ننتظر أن يعرف الشعب مدى خطر العملاء حتى إذا تصرفنا وقف الشعب كله بجانب المقاومة".وقال في حديث خاص بصحيفة الوطن السعودية : " السلطة التي لا تستطيع أن تدافع عن شعبها وتحقق له أمنه لا يجوز أن تطالب الشعب بألا يدافع عن نفسه, فإما أن تحقق له الأمن وإما أن تتركه يدافع عن نفسه".

وفيما يلي نص الحوار:

    • هناك حديث عن لقاءات عقدت في مصر بين أسامة حمدان وزياد عمرو وزير الثقافة ومسؤولين مصريين ما مدى صحة هذه الأنباء وما مدى استعداد الحركة لعقد هدنة جديدة؟

- هدنة من جانب واحد لا تجوز، نحن أعطينا هدنة ثلاثة شهور ولكن العدو الصهيوني لم يلتزم ولم يوف بشيء، العدو اغتال القيادات مثل أبو شنب ولم يعد هناك هدنة ونحن لسنا مستعدين تماما للحديث عن هدنة في ظل العدوان الصهيوني.

    • عملية القدس الأخيرة سبقت اغتيال أبو شنب، هل تفاجأ الجناح السياسي للحركة بها؟ وألا تعتبر هذه العملية خرقاً للهدنة قبل أن تقوم دولة الإرهاب الصهيوني بخرقها؟

لا لم تكن هناك هدنة، كانت الهدنة خمسة وأربعين يوما والعدو الصهيوني قتل واعتقل ونحن أعلنا أن هذا عدوان مستمر لا يمكن أن نصبر عليه وسندافع عن أنفسنا وسنرد على عمليات العدو.

ولم تكن القيادة السياسية على علم بهذه العملية فهي لا تتدخل في الشئون العسكرية وكل له قيادة تختلف عن الأخرى وكل له مهماته والقيادة السياسية لا تعلم بالعملية إلا عند حدوثها وصدور بيان عن القيادة العسكرية بتبنيها.

    • هل من الممكن أن تقبل حماس في المستقبل القريب أو البعيد بهدنة، وإذا كان من الممكن أن تقبل فما الشروط التي ستطرحها؟

أنا أستبعد الهدنة تماما، نحن دماؤنا تنزف كل يوم وشهداؤنا يسقطون كل يوم فلا يمكن أن أتحدث عن هدنة، فقبل أن أدفع لا بد أن يدفع العدو الثمن وعندما يدفع الثمن ممكن نتحدث عن هدنة.

    • كيف ينظر الجناح السياسي للعمليات التي يقوم بها الجناح العسكري، ألا يمكن أن تؤدي هذه العمليات إلى اقتتال داخلي؟ وربما تؤدي إلى سقوط حكومة أبو مازن؟

لماذا تؤدي إلى اقتتال داخلي...؟!

    • عملية القدس أوشكت أن تجر الساحة الفلسطينية إلى صراع داخلي، فجاء اغتيال أبو شنب ليقطع الطريق على السلطة الفلسطينية باتخاذ إجراءات ضد حماس؟

أصلا هذا ظلم للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية أنا أعطي هدنة ثلاثة شهور والعدو لا يلتزم بها ولا ينفذ شيئاً، ماذا يمكن للشعب الفلسطيني أن يفعل، السلطة التي لا تستطيع أن تدافع عن شعبها وتحقق له أمنه لا يجوز أن تطالب الشعب بألا يدافع عن نفسه فإما أن تحقق له الأمن وإما أن تتركه يدافع عن نفسه.

أما أن تؤدي إلى سقوط حكومة أبو مازن، لماذا؟ هل سقطت الحكومة من العمليات الصهيونية في المدن الفلسطينية، هذا الكلام غريب، نحن ندافع عن أنفسنا.

    • صدرت بعض التصريحات من قادة الحركة باعتبار اغتيال أبو شنب مكسباً سياسياً، كيف يمكن أن نفهم ذلك؟

لولا اغتيال أبو شنب كانت ستقوم فتنة داخلية لكن اغتيال أبو شنب أوقفها لذا فهو مكسب سياسي، ثانيا على الصعيد العالمي، هز اغتيال أبو شنب العالم وأظهر له إجرام الاحتلال وأنه يغتال السياسيين وليس العسكريين فقط.

    • بالنسبة لقضية العملاء، أكثر من يتضرر منهم فصائل المقاومة خاصة من كتائب عز الدين القسام ولكنكم تقولون إن متابعتهم وظيفة السلطة، ألا يجب أن تفعلوا شيئا للكشف عنهم أو الحد من نشاطهم؟

الأصل أنها وظيفة السلطة ونحن حتى لا نعمل صداماً داخلياً، لذا لم نتصرف، ولكن الصبر له حدود وستأتي لحظة ونأخذ القانون بأيدينا ونعاقب العملاء لأن خطرهم تفاقم. ونحن ننتظر أن يعرف الشعب مدى خطر العملاء حتى إذا تصرفنا وقف الشعب كله بجانب المقاومة ودافع عنهم.

    • ما الاحتياطات التي يتخذها المقاومون للوقاية من تتبع العملاء لهم؟

كل فرد له احتياطاته وهناك تحذيرات بتقليل تحركاتهم وعدم الخروج في أوقات وأماكن معروفة وعدم الخروج في الأوقات التي يوجد فيها الطيران في الجو.

    • هناك حالة من الترقب لرد الحركة على اغتيال أبو شنب هل تأخر الرد نابع من ضغوطات خارجية على الحركة أم لأسباب داخلية؟

لا توجد ضغوطات على الحركة لكن يرجع الرد للجناح العسكري وإمكاناته وقدراته هي التي تجعله يحدد متى يأتي الرد، فمثلا بعد اغتيال يحيى عياش رحمه الله الرد جاء بعد أربعين يوما، المهم الرد قادم لكن في أي وقت هذا علمه عند الله سبحانه وتعالى.

    • ما موقف الحركة في تعاملها مع السلطة الفلسطينية أولا في ظل الخلافات الموجودة بين أبو مازن وعرفات، ثانيا في ظل الضغوطات الإسرائيلية على السلطة لمحاولة اعتقال الناشطين في الجناح العسكري للحركة أو جمع سلاحهم؟

أولا نحن لا نتدخل في المشاكل الداخلية بين عرفات وأبو مازن.

ثانيا المطالب الصهيونية لا تخدم الشعب الفلسطيني ولا القضية الفلسطينية، عندما طلبت دولة الكيان الصهيوني من السلطة ضرب المقاومة في عام 96 وضربتها، لم يعد لديها قوة تدافع عن نفسها ولا قوة تضغط على الجانب الصهيوني ولا قوة تدعم وجود المطالب الفلسطينية، وأدارت دولة الكيان ظهرها وانتهت أوسلو واليوم يريدون ضرب المقاومة الفلسطينية من أجل تطبيق خارطة الطريق التي ستؤدي إلى دولة وبعد أن يضربوا المقاومة ستدير دولة الإرهاب ظهرها، فلا دولة ولا شعب فلسطينياً, إذن من الخطأ تماما أن أنزع سلاحي في اللحظة التي يحمل فيها العدو كامل سلاحه , إلا في لحظة واحدة أن نتصالح نحن الاثنان على الطاولة بدون أسنان ولا مخالب، لكن نزع سلاحنا معناه استسلامنا وربط الرايات البيضاء ليبقى العدو المنتصر القوي على الشعب الفلسطيني.

    • هل هناك إمكانية لحدوث مصادمات بين النشطاء في الحركة والسلطة إذا قامت بخطوة لجمع السلاح أو اعتقال النشطاء من الحركة؟

نحن أعلنا موقفنا تماما وهذا مرفوض، مرفوض جمع السلاح والاعتقالات وسندافع عن أنفسنا وسنترك للشعب الفلسطيني أن يدافع عن المقاومة، والشعب قادر على حماية المقاومة ولن يسكت.

    • ما تقييم الحركة للتهديدات الصهيونية باجتياح كامل لقطاع غزة وما هي استعدادات الحركة إذا حدث ذلك فعلا؟

يعرف الصهاينة أن دخولهم غزة لن يكون سهلا وسيدفعون الثمن وسيهربون كما هربوا في الماضي.

    • كيف تنظر الحركة إلى مستقبل الانتفاضة والعمل السياسي، هل من الممكن أن يسيرا معا أم سيتقدم أحدهما على الآخر؟

في ظل عدم توازن القوى لا يمكن للعمل السياسي أن يسير، عندما تختل موازين الصراع لا بد من وجود العمل العسكري الذي يضر بمصالح العدو ويجعله يركع لأن الله تعالى قال " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها " وقال أيضا " ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم " لذا المسار السياسي وحده لا يمكن أن يكون حلا كافياً في ظل عدم توافق القوى بين الشعب الفلسطيني والصهيوني الذي تدعمه أمريكا، لذا يتوجب وجود قوة فلسطينية مرافقة قوية ترغم العدو على التنازل.

    • لكن شيخ ياسين قد يرد بعض السياسيين أيضا بأنه لا يوجد توازن عسكري بين المقاومة والاحتلال؟

لم يوجد شعب محتل في العالم كانت قدرته بقدرة الجيوش المحتلة لكن الشعوب لأنها صاحبة حق فبإمكانياتها البسيطة تستنزف العدو وتجعله يركع لمطالبها ولا يستطيع أن يدير حرباً طويلة الأمد وبالتالي سيتنازل.

يعني انظر إلى العدو الصهيوني وإلى وضعه الداخلي، أمنه مفقود, واقتصاده منهار, وتجارته وزراعته منهارتان، كل شيء عنده مفقود. هذه القوى البسيطة رغم أنها غير مكافئة للعدو لكنها استطاعت تحقيق تعادل الجراح وجعلت العدو يولول , نحن ممكن أن ندفع 4000 شهيد وهو يدفع 800 قتيل لكن النتيجة متناسبة، مثلما قال الله تعالى " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون ".

    • هل يمكن أن يؤثر رضوخ الاتحاد الأوروبي للضغوط الأمريكية والصهيونية بتصنيف الجناح السياسي للحركة ضمن المنظمات الإرهابية، على الحركة؟

نحن على الحق موجودون على أرضنا وما يهمنا هو الشعب الفلسطيني العربي المسلم الذي يقف بجانبنا , لذا لا يهمني التصنيف ولن يقدروا أن يجففوا منابع الحركة فنحن حركة ربانية إسلامية، الله تكفل بها، وعندما تكون الشعوب معنا فالنصر معنا إن شاء الله.

    • ولكنك قلت قبل قليل إن اغتيال أبو شنب مكسب سياسي على الصعيد العالمي، فإذا تم تصنيف الجناح السياسي ضمن قوائم الإرهاب فكيف سيعتبر العالم أن اغتيال القادة السياسيين من جرائم الاحتلال؟

كما قلت العدو يعتبرنا كلنا إرهابيين ولو قدر سيغتال الشعب الفلسطيني كاملا فهو يريد أرضاً بلا شعب، فلا يهمنا أي تصنيف.

في التاريخ الإسلامي كانوا يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه كاذب وساحر فهل كانت حقا فيه هذه الصفات؟ لكنه صبر وتحمل وجاهد وفي النهاية انتصر الإسلام.

ونحن نحمل راية الحق , فنحن أصدق الناس في العالم ويهمنا السلام فأنا لا أحارب اليهودي لأنه يهودي أو لأنه يعيش في فلسطين ففي مصر يعيش اليهود والنصارى مع المسلمين ولم يحاربوهم، لكن لو أخي أخذ بيتي سأقاتله فأنا أقاتله من أجل حقي الذي أخذه مني وليس لأنه يهودي ففي الأصل نحن واليهود أبناء عم فإسحاق أخو إسماعيل عليهما السلام، لذا فأنا أقاتل اليهودي من أجل استرداد حقي وليس لأنه يهودي.

    • بالنسبة للخطوة التي اتخذتها السلطة بتجميد أرصدة بعض المؤسسات الأهلية الفلسطينية، كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الحركة؟ وما علاقة الحركة بها؟

التأثير يقع على الناس المستفيدين منها من شهداء وأيتام وأرامل فالدعم يأتي لهذه المؤسسات من الخارج ويتم توصيله لأصحابه ولا نضع شيئا في جيبنا لذا فنحن لا نتأثر ولا علاقة لنا بذلك، وإنما التأثير يقع على الشعب وسيواجههم الشعب في النهاية.

    • هل هناك قناة اتصال بين حماس والسلطة لتحرير أموال تلك المؤسسات؟

- هناك مطالبة والسلطة شعرت بخطئها وصرفت مستحقات الناس هذا الشهر وما فعلته بتجميد الأموال إنما يأتي استجابة لضغوط أمريكية ليست في صالح الشعب الفلسطيني.

    • ماذا تقول لبعض الأفراد الذين لا يرون فائدة لصواريخ القسام، خاصة من الذين يسكنون مباشرة عند مناطق إطلاقها ويتعرضون للاجتياح في أي وقت؟

قالوا عن الصواريخ إنها ألعاب أطفال ثم صاروا يصرخون منها، دولة الإرهاب الصهيوني تخشى من هذه الصواريخ , فهي دولة قائمة على الأمن وإذا فقدت الأمن فقدت روحها، وأذكر ضابط طيران صهيونياًً قال لأولاده إذا مت اضربوا هذا الجرس وقولوا هنا مات يهودي مجنون اعتقد أن اليهود يمكن أن يقيموا دولة فأخطأ. لأنه رأى أن هناك دولة قائمة فعلا لكن أمام ضربات المقاومة تهتز وتنهار وتضيع ولا مستقبل لها، لذا وصف نفسه بالخطأ والجنون.

يهود العالم تجمعوا هنا لأنهم فقدوا الأمن في العالم وهذه الصورايخ تفقدهم الأمن، صواريخ الكاتيوشا في الشمال لم تقتل يهودياً واحداً في عشرين عاما كل مهمتها كان إفقادهم الأمن وصارت الصواريخ المعادلة الصعبة في الشمال، والآن الصورايخ معادلة صعبة في الجنوب.

ودخولهم بيت حانون لم يمنع إطلاقها ولم تتوقف خلال احتلالهم وعرفوا ألا فائدة من احتلالها. واليوم لو وجدوا فائدة لاحتلوها، وعندما أقمنا الهدنة قال لهم شارون جلبت لكم الأمن فقالوا له الأمن جلبته حماس لأنها أعطتنا الهدنة وليس أنت.

فالصواريخ هدفها إفقاد المنطقة الجنوبية كلها الأمن، وقد كانت هناك العمليات الاستشهادية على المستوطنات وفي الداخل لكن لم يفكروا في اجتياح القطاع بينما الصواريخ أقلقتهم وأفقدتهم الأمن في تلك المنطقة.