لست أعلم قضية امتزجت فيها الدوافع الدينية بالعوامل الوطنية مثل قضية فلسطين، فهي قضية وطن ودين ففلسطين هي القبلة الأولى، ومقر المسجد الأقصي الذي بارك الله حوله، وسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى الملأ الأعلى، إلى سدرة المنتهى حيث رأى من آيات ربه الكبرى...تابع القراءة
وُلِد الشيخ «محمد عبد الله دراز» في قرية "محلة دياي" بمركز دسوق، التّابع لمحافظة كفر الشيخ، على الفرع الغربيِّ للنيل في عام ١٨٩٤م، ونشأ في بيت عِلم وتقوى، فوالده هو:
الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن حسنين دِراز، كان مولده بـ "محلة دياي" أيضًا في 12 يناير 1874م، في أسرةٍ علميّةٍ كان لها نشاطٌ تعليميٌّ بارز، فأبوه (الشيخ محمد) وعمّه (الشيخ أحمد) وجدّه (الشيخ حسنين) وغيرهم، كانوا يلقون دروس اللّغة العربية وعلوم الشريعة، بالمسجد العمريِّ في بلدة "دياي"، والتي كان يؤمّها طلاب العلم من البلدة وما جاورها، يتلقّون العلوم بطريقةٍ منظمة، يُراعَى فيها سُلّم تعليميّ متدرّج بحسب مستويات الطلاب، ويُتاح لهم استعارة الكتب العلميّة التي وقفها الجدُّ الشيخ حسنين على أولاده وذريّته.
حيث تم تأسيس الحركة الصهيونية المستندة إلى فكرة القومية اليهودية، والمتبنية لمشروع إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين (الكيان الصهيونى).
ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر تبنى عدد من المفكرين اليهود الدعوة إلى تكوين قومية يهودية، وبلور هذه الدعوة المفكر اليهودي الروسي "بينسكر" في كتابه "التحرير الذاتي" الذي أصدره في عام 1882م، ولكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض والمعارضة من بعض المفكرين اليهود المتدينين، وتبلورت هذه المعارضة في المؤتمر الوطني العام لممثلي الدين الإصلاحي اليهودي الذي انعقد في مدينة بيتسبورغ بالولايات المتحدة في عام 1885م، حيث أصدر بيانًا يرفض فيه فكرة العودة إلى فلسطين معلنًا أن أمريكا هي "صهيوننا".