زوجة فاروق المنشاوي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
زوجة فاروق المنشاوي


تقديم

تخرج فاروق المنشاوي من كلية الهندسة في يوليو 1965م، وتعرف على إحدى الأخوات وتقدم لها ووافق أهلها، غير أنه سرعان ما أعتقل في أغسطس 1965م، وفي إصرار المؤمنات الصادقات أصرت عروسه على انتظاره.

الزوج

الأستاذ فاروق المنشاوي بين جنود عبد الناصر

نشأ فاروق أحمد علي المنشاوي في بيت قاضٍ شرعي؛ حيث كان والده يعمل قاضيًا، وترعرع في وسط هذه البيئة التي عملت على خدمة دينها، وقد وُلد في عام 1943م.

كان أحد الطلبة الذي أحبوا الدعوة، وعملوا لها بكل طاقتهم، فقد كان فاروق طالبًا بكلية الهندسة، وكان ذا سمتٍ محبب لزملائه الطلبة؛ مما ساعده على التربع في قلوبهم وتوصيل دعوة الله لهم بكل يسر.

يصفه المهندس محمد الصروي بقوله:

"يسر الله لي والتحقت بكلية الهندسة، وهناك تعرفت على كثير من الإخوان مثل الشهيد فاروق المنشاوي، والذي عمل مع إخوانه على إحياء تنظيم الإخوان وتربية الشعب على معاني الإسلام الصحيح، وكان الزميل المهندس فاروق المنشاوي صاحب طاقة فاعلة كبيرة جدًّا".

عندما بدأت المحرقة الناصرية ضد الإخوان، حاول الخروج من مصر لأنه كان يعلم كما يقول أقرب الإخوان إليه إنهم لن يتركوه حيًّا إذا قبضوا عليه، غير أنه قبض عليه قبل أن يتخطى الحدود المصرية الليبية عند السلوم، وخرجت مجلة (المصور) بمانشيت كبير وبه صورة لفاروق المنشاوي وتحتها تعليق يقول "القبض على فاروق المنشاوي قائد منظمة التخريب على حدود السلوم". (4)

عذب فاروق المنشاوي تعذيبًا شديدًا فوق طاقته بسبب كونه مسئولاً عن خلية الطلبة وأن منهم عددًا قد هربوا إلى ليبيا ولم يستطع عبد الناصر القبض عليهم، ولذا وقع التعذيب الشديد على فاروق..

تقول الحاجة زينب الغزالي:

"وبعد فترة دخل ثلاثة جنود كأنهم خارجون لتوهم من جهنم، طول أجسامهم مرعب وعرض أجسامهم كذلك، وجوههم تعكس غلظة قلوبهم، وبعدهم بقليل دخل رجل فسألهم عما إذا كانوا قد عرفوني ورأوني، وأجابوا بنفس واحد بالإيجاب، وقالوا بأن موعد موتى قد حل، ثم خرجوا ليعودوا بالأخ فاروق المنشاوي فيجلدوه بعد أن قيدوه وصلبوه على عود من الخشب، وبين الجلدة والجلدة كانوا يسألونه عن عدد المرات التي زارني فيها، ويطلبون منه أن يسبني فيرفض فيزيدونه جلدًا، وأنا أتمزق مما أرى وأسمع حتى طرحوه أرضًا واعتقدت أنه يحتضر، ولكن إرادة الله شاءت له أن يعيش وبحاكم ليحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، يدعو في السجن للإسلام وللحق الذي آمن به حتى امتدت إليه يد آثمة وبتعليمات من عبد الناصر لتقتله في سجن ليمان طره فيفوز بالشهادة»(5).

وقدم فاروق المنشاوي للمحاكمة مع ثلة من إخوانه، أمام الفريق محمد الدجوي والتي حكمت عليه بالشغال الشاقة المؤبدة، غير أن النظام لم يصبر عليه بسبب حركته الدءوب داخل السجن ودعوة المسجونين إلى دعوة الله.

يقول المهندس الصروي:

فاروق المنشاوي الذي أصيب بمرض خطير وهو تشنجات في جميع جسمه ما عدا قلبه ولسانه وعينيه، ويظل متشنجًا ساعات طويلة بل أيامًا كثيرةً.. ورغم ذلك كان يصر على صيام النوافل والإقلال من الطعام.. ولا يستجيب لتعليمات الأطباء حتى ولو كانوا من الإخوان.

ويصفه إخوانه فيقولون:

"كان يمتاز بالهدوء الشديد وسعة الصدر والصبر على المناقشة الموضوعية كان يقرأ في صلاة العشاء ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)﴾ (آل عمران) يكررها بصورة ملحوظة في صلواته لا يملك من يراه إلا أن يحترمه".

شهادة وصبر

ظلت الزوجة على عهدها مع زوجها بالرغم من أنه حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، ومرت الأيام والسنين وهي تسمع عن تعذيبه الكثير وتقطع قلبها بسبب ما يعانيه من محنة إلا أنها كانت تنتظرها مفاجأة كبرى.

يقول المهندس الصروي:

"في أبريل 1969م قامت الحكومة بنقل الإخوان (الذين لم يتم ترحيلهم إلى سجن قنا) من عنبر الإيراد إلى عنبر رقم (1) بالدور الثاني، وعاش هذا العدد من إخوان (تنظيم 65) في عنبر رقم (1) في هدوءٍ واستقرار مع ظروف أحسن من التي كانوا فيها في عنبر الإيراد (غيابة الجب)، وبدأوا يمارسون حياتهم كمساجين عاديين مثل باقي مساجين الليمان الذين يتجاوزون الأربعة آلاف موزعين على أربعة عنابر هي (1، 2، 3، 4).

كان الزميل المهندس فاروق المنشاوي صاحب طاقة فاعلة كبيرة جدًّا..

فبمجرد أن تنسَّم شيئًا قليلاً من حرية الحركة، بدأ يتحرك في السجن.. متشبهًا بسيدنا يوسف عليه السلام، وتوطدت علاقة الزميل المهندس فاروق المنشاوي بطبقة السياسيين الذين سجنهم عبد الناصر لأسبابٍ مختلفة..

وهؤلاء السياسيون مزيج من مختلف الأفكار والأخلاق والعادات، ابتداءً من الصحفي الكبير مصطفى أمين وانتهاءً بكل مَن تفوه بكلمةٍ أو نقد حكم الحكومة (آنذاك).

تحدَّث فاروق المنشاوي مع هؤلاء جميعًا عن فكر الإخوان في قضية 1965م، وعن الفكر السياسي عند سيد قطب ومحمد يوسف هواش..

فتم كتابة عدة تقارير فيه من ضباطٍ كانوا مسجونين معه بتهم مختلفة، فتم نقل فاروق المنشاوي ثانيةً إلى عنبر الإيراد..

الذي كان فارغًا تمامًا سوى من نفرٍ قليلٍ من محترفي الإجرام، وافتعل أحدهم مشادةً مع فاروق المنشاوي، وقابل فاروق ذلك باحترامٍ وأدبٍ زائد، وصبر جميل. وفي اليوم التالي أحضر هذا المجرم المحترف سكينةً طولها 25 سم.. وعند قيام فاروق بغسل رأسه تحت الحنفية قام المسجون بطعن فاروق المنشاوي في رقبته 13 طعنة، بسرعةٍ فائقة، ووقع فاروق على الأرض، وحملوه بسرعةٍ إلى مستشفى الليمان.

وفي المستشفى كان هناك الأخ المهندس محمد شاكر خليل الذي تم ترحيله من سجن قنا إلى مستشفى ليمان طره للعلاج، ولما علم بالخبر، ذهب إلى حجرة العمليات، فأشار إليه فاروق بتوجيهه إلى القبلة، وطلب أن ينام على جنبه الأيمن، ثم فاضت روحه إلى بارئها». (6)

ونشرت جريدة الأهرام الخبر يوم 30 مايو 1970م، ثم جاءت النيابة، وحققت مع السجين القاتل، وأثناء التحقيق تم حبسه في عنبر الإيراد بدون طعامٍ ولا ماء حتى مات صبرًا، ودفنت معه الأسرار كلها.

كانت هذه المفاجأة التي كانت تنتظر الزوجة هي بعد هذه السنين من الغياب في غياهب السجون تأتي يد آثمة لتغتال أحلامها وتغتال زوجها التي لم تدخل به لكنها انتظرته وكانت على استعداد لانتظاره المدة كلها ما دام ذلك في سبيل الله.

تحملت العروس الأزمة ونعاه قلبها قبل دموعها وبعد أن هدأت الأزمة بثلاث سنوات قام الإخوان بتزويجها من أخ فاضل هو المهندس محمود سلامة وهو من إخوان الإسكندرية بعد أن قضى ثماني سنوات خلف القضبان.

للمزيد عن الإخوان المسلمون والمرأة

من أعلام الأخوات المسلمات

.

.

أقرأ-أيضًا.png

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخرى

وصلات فيديو

.