سلطة رام الله خانت شعبها وأنقذت القاتل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فولك: سلطة رام الله خانت شعبها وأنقذت القاتل


غزةفلسطين الآن– اعتبر مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك أن موقف سلطة رام الله من تقرير القاضي ريتشارد غولدستون في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية كان مخيبا للآمال، وأعرب عن استغرابه من أن تلعب السلطة ما قال إنه يمثل خيانة لشعبها.

وقال فولك في حوار مع قناة الجزيرة :" إن المعلومات التي توفرت لديه كانت تشير بشكل أساسي إلى أن السلطة الفلسطينية تأثرت بالضغط الإسرائيلي الأميركي وخضعت لأسباب عديدة لهذا الضغط مشيرا إلى أنه لم يمارس على السلطة ضغوط من أي دولة عربية وإسلامية.

جاء ذلك بعد أن قال فولك في تصريحات سابقة في واشنطن أن سلطة رام الله التي يفترض أنها تمثل الشعب الفلسطيني هي التي قامت بإنقاذ (إسرائيل) من الإدانة بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة عبر تأجيل التصويت على تقرير.

واليكم نص الحوار بالكامل الذي سجلته شبكة فلسطين الآن:-

س/ كيف جرت عملية تأجيل التصويد على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون؟

لقد كان تطوراً مخيباً للآمال للغاية ذلك أن السلطة الفلسطينية قامت بسحب القرار الذي يتبنى تقرير غولديستون، الكثير منا عبر العالم الذين أملوا أن هذا التقرير سيمضي قدماً بالجهود الساعية إلى مسائلة إسرائيل بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة خلال الشتاء الماضي، هذا يبدو أنه موضوع فيتو جيوسياسي وهو مخيب للآمال أن السلطة الفلسطينية تلعب دوراً يمثل خيانة لشعبها.

س/ هل قامت السلطة الفلسطينية وحدها بذلك، أم نسقت مع دولاً عربية وإسلامية كما ذكرت في بداية الأمر؟

المعلومات المتاحة لدي تقول بأن السلطة الفلسطينية بشكل أساسي تأثرت بطرف الضغط الإسرائيلي والأمريكي وأنها خضعت لأسباب عديدة لذلك الضغط، ولم تستدعي ضغطاً آخر من الدول العربية أو الإسلامية.

س/ قلت في المؤتمر الصحفي أن رغبة السلطة الفلسطينية بالحصول على ترخيص شركة هواتف محمولة لابن محمود عباس، قد يكون واحد من الأسباب التي دفعت لطلب التأجيل، على ماذا استندت في هذه المعلومات؟

لقد كنت أكرر مزاعم تم القيام بها من طرف آخرين، وليست لدي مصادر مستقل لهذه المزاعم وأحاول أن أعرف ما قد يشرحه، هذا الانحياز غير المتوقع من الممثلين الفلسطينيين في مجلس حقوق الإنسان، أن يكونوا الأولين الذين من المفترض أن يدعموا تقرير غولديستون بدل أن من أن يلعبوا هذا الدور الذي انحنوا فيه وانخضعوا للضغط الإسرائيلي والأمريكي لتأجيله، وإذا كان بالإمكان لمنعه من أي مداولات جادة.

س/ أليس في تقديمك لمثل هذه المعلومات غير المؤكدة تجاوزاً لموقعك ودورك الوظيفي، كمقرر للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟

أنا في الواقع لا أقوم بتلك الوظيفة في الوضع الراهن أنا فقط أتحدث كشخص يهتم بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي لفترة طويلة، وأنا أتحدث باسمي الخاص ولست موظفاً للأمم المتحدة، أنا أتحرر من هذا الدور المتمثل في التحقيق بشأن الأراضي الفلسطينية، لكن بما أن إسرائيل لا تسمح لي بالدخول والقيام بذلك التحقيق فأنا أحاول أن أتحدث وأتصرف كمواطن خاص يشعر بالقلق تجاه هذه القضية.

س/ برأيك ما هو تأثير ما قامت به السلطة الفلسطينية، وصفتها بأنها أنقذت إسرائيل من الإدانة؟ ما تأثير ما قمت به السلطة الفلسطينية على عدالة القضية الفلسطينية في العالم اليوم؟


أعتقد أنه من الصعب أن نقيم التأثير الكامل في وقت سريع، وأعتقد أنه يخلق شعوراً بأن السلطة الفلسطينية ليست قادرة على حماية مصالح الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي وداخل منظومة الأمم المتحدة، أعتقد أنه ينقل شعوراً لدى الكثيرين في العالم بأن هناك تقدماً في الكفاح الفلسطيني ذلك التقدم سيرتكز على الكفاح المدني وليس على سلوك الحكومة والسلطة، تقرير غولديستون مهم كمصدر للشرعية للكفاح الفلسطيني وسيظل مهماً على ذلك المستوى، والكفاح الفلسطيني الآن نجح حركة المناهضة العنصرية كالصراع الأخلاقي الأول في العالم من أجل العدالة السياسية والاجتماعية.

س/ السلطة الفلسطينية تقول بعد ما قامت به تقول الآن أنها تريد أن ترفع هذا التقرير وهذا النقاش إلى مجلس الأمن، ما حظوظ هذه الفكرة وهذه الرغبة التي أعلنت عنها السلطة برأيك؟

أعتقد أن السلطة الفلسطينية تحاول أن تصحح سمعتها بعد هذه التطورات المؤسفة في مجلس حقوق الإنسان، ما إذا كان بالإمكان أن تحال القضية إلى مجلس الأمن دون تبني التقرير من طرف مجلس حقوق الإنسان، لست متأكداً من ذلك فهذه عملية إجرائية، وأعتقد أنه إذا كانت هناك إرادة سياسية لدى أعضاء مجلس الأمن ربما هنا نتطلع إلى تركيا التي تصرفت بقدر من الاهتمام بمسألة تمثيل تقرير غولديستون ربما تركيا قد تتخذ مبادرة كعضو جديد في مجلس الأمن، لترفع قضية معالجة تقرير غولدستون على أجندتها.

س/ أنت رجل حقوقي ومعني بقضية حقوق الإنسان في العالم ووصفت هذه الحادثة بأنها حادثة غير مسبوقة أن يقوم ممثل المعتدى عليه بالدفاع عن المعتدي، هذه قضية أكبر من السلطة وأكبر س/ من الأنظمة والحكومات، ألا يشكل هذا في قضية شرعية تمثيل القضية الفلسطينية لدى العالم، ولدى المنظومة الدولية، ولدى مجلس حقوق الإنسان بذاته، ألا يطرح استفهامات كبرى حول من يجب وكيف يجب أن يمثل هذه القضية؟

نعم.. أعتقد أن يخلق أزمة تمثيل بالنسبة للشعب الفلسطيني، بمعنى من المعاني منظمة التحرير الفلسطيني يفترض بها أن تكون مصدر التمثيل للشعب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، وفي نفس الوقت محمود عباس يتعاملوا معه على أساس أنه رئيس عندما ظهر في الأمم المتحدة، مما يعنيه أنه يمثل السلطة الفلسطينية، أنا لست متأكداً ما هي المرحلة القادمة من التطورات ولكن من المهم بالنسبة للفلسطينيين أن يشكلوا حكومة تحظى بقدر من المصداقية فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني، وذلك الظرف ليس متوفراً الآن، ليس فقط هذا المشكل وإنما غياب التمثيل، حماس وهي الممثل المنتخب للشعب الفلسطيني، وأيضاً الممثلين المنتخبين في غزة الذين هم محرومون من هذا التمثيل، إذاً هناك مشاكل حقيقية في الجانب الفلسطيني فيما يتعلق بالتمثيل على المستوى الدولي.


المصدر:فلسطين الأن