طنطا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مدينة طنطا في ذاكرة الإخوان المسلمين

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

  • بقلم/ السعيد العبادى


تمهيد

خريطة محافظة الغربية ويتضح منها موقع مدينة طنطا

طنطا عاصمة محافظة الغربية بمصر، وطنطا عاصمة الدلتا والعاصمة الثالثة بعد القاهرة والإسكندرية وتقع على بعد حوالي 92 كم شمال القاهرة, و120 كم جنوب الإسكندرية اسماها العرب القدامى "طَنتُدا", فإنها ملتقي هاما للطرق الحديدية والبرية حيث تربطها بجميع أنحاء الجمهورية شبكة مواصلات جيدة.

كما أنها تعتبر ثالث مدن الدلتا من حيث المساحة والسكان بعد المحلة الكبرى والمنصورة، وأهم شوارعها شارع الجيش (البحر سابقا) و شارع الجلاء وشارع النحاس وشارع سعيد وشارع المديرية وشارع علي مبارك. كما تحتوي المدينة على جامعة طنطا والتي تضم العديد من الكليات في التخصصات المختلفة, ويوجد بها حديقة حيوان صغيرة تسمى المنتزة، ويوجد بها أيضا مقر القناة السادسة المحلية.

وتشتهر مدينة طنطا بصناعة الحلوى والمسليات والزيوت والصابون والالات الزراعية والكتان والنسيج وبها وكلات كبرى الشركات بصفتها وسط الدلتا في التوزيع. وتلقب المدينة بمدينة البدوى أو شيخ العرب والتقسيم الإدارى لمدينة طنطا (قصم أول، قسم ثاني) وبالإضافة إلى القرى المجاورة التي تتبع مركز طنطا.


التكوين الجيولوجي

كانت المنطقة التي تحتلها طنطا من قديم الزمان مغمورة بمياه البحر الأبيض المتوسط وفي نهاية العصر { البلايتوسين } أخذ البحر يتراجع نحو الشمال وينحصر عن وجه اليابس وكان البحر منخفضا عن مستواه الحالى بحوالى { 12 متر }..

وفى نهاية الحضارة { الموستيرية } ارتفع البحر نحو { 7 متر } عن مستواه الحالى.. وفي الزمن المتأخر من العصر { البليولوزى } أنخفض مستواه ثم عاد للأرتفاع.. وفي آخر عصر { النيلوتيك } آى منذ حوالى { 8000 } عام وصل سطح البحر { 8 متر } أقل من المنسوب الحالى.. ومنذ ذلك الحين ظل يرتفع حتى وصل إلى الوضع الذي نراه عليه الآن و أثناء ذلك كان النيل يحمل إلى الدلتا الرواسب الشاطئية من حصى وحصباء ورمال خشنة حيث تم الأساس الذي أرتكزت عليه الرواسب الأحدث من الطمى الدقيق الناعم الذي حملته مياه النيل من منابعه في الحبشة والتي تكونت منها التربة الحالية وتختلف سمك الرواسب الطميية في الدلتا من منطقة إلى أخرى تبعا لطبقة الحصى والرمال إلى ترتكز عليها.. و تتكون تربة طنطا من سهول غاية في الخصوبة - كما تتمتع بطبقة من { الغرين } سميكة ناعمة ترتفع عن سطح البحر بمقدار { 8.40 متر }و هي طبقة طميية ثقيلة سـوداء - وعلى مسافة عدة أمتار من هذه الطبقة توجد طبقات الرمال الناعمة فالخشنة ثم الحصى أما الصخر الرسوبى الذي ترتكز عليه عليه هذه الطبقات الرسوبية فهو على عمق { 50 متر } وبذلك لا تظهر طبقات جيرية مطلقا على سطح الأرض في طنطـا.


تاريخ نشأة مدينة طنطا

كانت قبل الإسلام أسقفية كبيرة ذات مركز سام يحكمها أسقف خارج عن سلطة البطريركية.

أصبحت في صدر الإسلام حكمدارية بها دار الحاكم وعساكره وكانت عامرة بالسكان وبها عدة أسواق وجوامع أشهرها جامع البوصة والمرزوقي.

في عصرنا الحالي هي عاصمة محافظة الغربية، وتقع في قلب دلتا النيل، وتتمتع بشهرة دينية وتجارية. وبها قرية خرسيت الفرعونية وكان اسمها خورست - أرض عبادة الالة ست عند الفراعنة -اله الشر. وبها مسجد العمرى(بنى مع الفتح الإسلامي.

وبها قرية محلة منوف والتي كان بها قلعه للرومان الذين كانوا يحتلون مصر قبل الفتح الإسلامي. تعد طنطا من أكثر المدن المصرية كثافة سكانية.

زادت أهميتها منذ أن نزلها واستقر بها القطب الكبير السيد أحمد البدوي، شيخ الطريقة الأحمدية.

في عهد الفراعنة

طنطا هو اسم قديم في التاريخ منذ آلاف السـنين....أطلق عليها الفراعنة اسم { تناسو } وكانت إحدى بلاد المقاطعة الخامسة من مقاطعات الوجه البحرى في مصر الفرعونية.

في عهد الإغريق

في القرن الرابع قبل الميلاد أسـماها الأغريق { تانيتاد } ولما آلت مصر إلى الرومان عرفت باسم { طنتثنا } وعين لها مجلـس للأعيان.

و في العصر البيزنطي قبل الفتح العربي أطلق عليها { طو } وكان الاسم القبطي القديم { طنيطاد }

الفتح العربي

وبعد الفتح العربي { 20 هـ 641 م } حرف الاسم إلى { طنتدا } وصار بها جامع وحمام وسـوق وأسـقفية عصر الخليفة المستنصر باللـه.

في النصف الثاني من القرن الهجري الموافق النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي أحدث الخليفة المستنصر في الفترة { 427 هـ - 487 هـ } تغييرا كليا في حدود الأقسـام الإدارية بالقطر المصري فقد كان الوجه البحري ينقسـم إلى إقليمين كبيرين { إقليم مصر وإقليم أوجيسـتا منيك } وكان كل أقليم مقسـم إلى دوقيتين دوقية قسـم أول ودوقية قسـم ثان ثم تنقسـم كل دوقية { ولاية } إلى عدد ممن الكور أو المراكز الإدارية.. فألغى الخليفة الأقاليم و{ 46 } كورة في الوجه البحري وحيث جعل الوجه البحرى { 22 } إقليم منها إقليم { الطندتاوية } نسبة إلى طنتدا التي أطلق عليها الفاطميون { طندنا } واتخذوها قاعدة لأقليم الطندتاوية الجديد وعينوا لها عاملا أو واليا يتولى أمر الخراج والشرطة ومنذ ذلك الحين بـدأ الأهتمام بطنطا.

في عهد الأيوبيين

ثم جاء عصر الدولة الأيوبية فأزداد اهتمام صلاح الدين الأيوبي بها وأتسع عمرانها وأصبحت قرية كبيرة زمامها حوالي { 100 } فـدان و في القرن الثامن الهجري تغير أسـم { طندتا } إلى { طنت } ثم أعيد تقسـيم الدلتا في عهد السـلطان الأشـرف شعبان بن حسـين عام { 777هـ - 1375 م }إلى { 11 } إقليم كان ضمنها إقليم جديد سمي {الغربية} لأول مرة عاصمته محلة كبير { المحلة الكبرى } ويشمل معظم أراضى وسـط الدلتا ثم أطلق على { طنت }أ سم { طنتا } وأصبحت تابعة لإقليم الغربية وعين لها محتسـب كان يشرف على الآداب العامة والدين والرفق بالدواب والتعليم والمكاييل والموازيين وفض المشاكل بين المتخاصمين والعمل على توفير سـبل المعيشة للمواطنين ورقابتهم في معاملتهم وعبادتهم.

في عهد الفرنسيين

تم تعديل الحدود الإدارية إذ أصبح عدد الأقاليم { 8 } بعد إلغاء بعضها وضمها إلى أقاليم أخرى وأضيف إلى إقليم الغربية مساحات أخرى من الأقاليم المجاورة ـ وكانت طنتا من نصيب المنوفية وأطلق عليها أسـم { طنطه }وهو الاسم الذي استحسنه عامة المصريين الي يومنا هذا.

في عهد محمد على باشـا

قام بإجراء تعديل آخر فأصبح عدد الأقاليم بالوجه البحري منها :ـ في وسط الدلتا.. { الأول إقليم الغربية } ويشـمل أكثر من ثلثي أراضى الدلتا { الثاني أقليم المنوفية } ويشـمل المسـاحة الباقية وعادت طنطه لإقليم الغربية وجعلها محمد على باشا عاصمة لأحد أقسـام الغربية.

في عهد عباس طوسون باشا

وهو حفيد محمد على وكان أول مدير للغربية حيث سمي الإقليم باسم مديرية { طنطا } عاصمة للمديرية ومنذ هذا التاريخ ازدهرت المدينة ازدهارا كبيرا وأخذت تحتل مكانتها بسـرعة كعاصمة لأكبر مديريات القطر المصري وازدادت أهميتها بعد مرور أول خط حديدي بها ليصل القاهرة بالإسكندرية عام {1854 م }.. ومـد الأسـلاك البرقية والتليفونية في عهد الخديوي محمد توفيق باشـا عام {1888م}

وقد اختلف تسمية طنطا علي مر العصور كما يلي:

  • ذكر ابن حوقل (ت380هـ) طنطا باسم ” طنتـتا ”.
  • ذكرها الإدريسي (ت560هـ) باسم ” طنطة ”، وصحتها ” طنطـته ”، وقال أنها مدينة صغيرة متحضرة.
  • ذكرها ابن مماتي (ت606هـ) باسم ” طنـدتا ”.
  • ذكرها ابن جبير الأندلسي (ت 614هـ) باسم ” طندته ”.
  • عند ياقوت الحموي (ت626هـ) باسم ” طنتـثـنا ”, وصحتها ” طنطتـتا ”، وهي تسمية أقرب إلى ” طنتـداء ”.
  • وجاءت عند ابن دقماق (709هـ) باسم ” طننـتا ”.
  • وعرفها الفرنسيون باسم ” طنطه ”، وهكذا ينطقها العامة.
  • حالياً تعرف المدينة باسم ” طنطا ”، كما تعرف عند البعض باسم ” مدينة شيخ العرب ”. و” مدينة البدوي ”.
الحملة الفرنسية في طنطا

اختارت محافظة الغربية يوم السابع من شهر أكتوبر من كل عام، عيداً قومياً لها يعكس قوة إرادتها ‏وأصالة وصمود شعبها في مقاومة فلول الحملة الفرنسية، وأصبح هذا اليوم من كل عام علامة ‏مضيئة في مسيرة الغربية تحتفل به كل عام. ‏

ففي 7 أكتوبر 1798 وصل الكولونيل "لو فيفر" تجاه طنطا ورابط بجنوده أمامها، وأرسل إلى حاكم ‏المدينة سليم الشوربجى يأمره بإرسال أربعة من كبراء المدينة ليكونوا رهائن عنده حتى تستقر ‏الأمور.‏

ولكنه جاءه بأربعة من أئمة مسجد السيد أحمد البدوي، وعندما هم "لو فيفر" بإرسال الرهائن إلى ‏القاهرة، حتى هرع الأهالي بالبنادق والحراب والسيوف والسكاكين وغيرها، وهم يصيحون صيحات الغضب والثأر ‏للرهائن، ويرفعون بيارق الطرق الصوفية على اختلافهم، واندفعوا على الكتيبة الفرنسية.‏

‏فقامت معركة كبيرة بين أهل طنطا والفرنسيين استمرت عدة ساعات، ورغم التفاوت الواضح في قوة السلاح بين ‏الطرفين إلا أن لو فيفر رأى أن عدد جنوده لا يستطيعون الصمود أمام تلك الجموع الغفيرة، فبادر ‏بإنزال الرهائن.‏

المسجد الأحمدي.. أهم معالم مدينة طنطا

المسجد الأحمدي هو أكبر مساجد مدينة طنطا ومحافظة الغربية، وأشهر مساجد منطقة الدلتا، وبلغت مساحته بعد إعادة بنائه في القرن الرابع عشر الهجري 6300 متر.

وهو مربع الشكل وهو عبارة عن صحن تحيط به الأروقة من جميع الجهات وتغطي الصحن قبة مرتفعة، وفي الجهة الغربية للمسجد ثلاثة أضرحة أكبرها ضريح السيد البدوي وهو الضريح الوحيد المتبقي منها الآن. وللمسجد سبعة أبواب، أربعة بالجهة الغربية، وباب واحد بكل من الجهات الثلاث الأخرى، وعلى الباب القبلي لوحة تشير إلى تاريخ العمارة (1320هـ)

بدأ في القرن السابع الهجري كزاوية صغيرة للطريقة الأحمدية، وأصبح الآن أكبر وأشهر مساجد محافظة الغربية في مصر، لم يقتصر دوره على إقامة الشعائر والصلوات بل تحول إلى مؤسسة تعليمية مرموقة على غرار الجامعة الأزهرية، إنه مسجد طنطا الكبير

في عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي أقام مئذنة وقبة علي ضريح المسجد.

في القرن الثاني عشر الهجري أقام علي بك الكبير مسجدا بجوار الضريح، أقيمت به ثلاثة أضرحة للسيد البدوي وتلميذه عبدالعال والشيخ مجاهد إمام المسجد، كما شيد مقصورة نحاسية لضريح السيد البدوي هي الموجودة حتى الآن، وكذلك أنشأ سبيلا في مواجهة المسجد، وكُتابا لتعليم الأطفال اليتامى.

أوقف علي بك الكبير أرضا زراعية وعقارات للإنفاق على المسجد والعلماء والفقراء وطلاب العلم، وأتباع الطريقة الأحمدية.

تحول المسجد الأحمدي إلى معهد للعلوم الإسلامية خلال القرن الثاني عشر الهجري على غرار الجامع الأزهر، وكان عدد طلابه أكثر من 2000 طالب، وله شيخ كشيخ الأزهر وبلغ قمة مجده وازدهاره خلال القرن الرابع عشر الهجري.

تم تجديد المسجد الأحمدي سنة 2008 وبلغت تكاليف عمارته 17 مليون جنيه، وقد أجريت له عمارات وتوسعات سابقة في عصر عباس الأول ومحمد سعيد والخديو إسماعيل وعباس حلمي الثاني والملك فؤاد،عقدت فيه جلسة لمجلس شورى النواب سنة 1876.

في مسجد السيد البدوي مجموعة من آثاره منها مسبحته التي يبلغ طولها عشرة أمتار وبها ألف حبة، وصنعت من خشب العود والعنبر، وتفوح منها رائحة المسك، وأيضا عمامته ولثامه وعصاه الخشبية.

والمسجد الأحمدي تحفة معمارية وقيمة أثرية بهندسته القوية وزخارفه الهندسية والنباتية ومشغولاته الخشبية ولوحاته الخطية المنتشرة على منبره ومحرابه ونوافذه وأبوابه وجدرانه وقبابه.


طنطا ودعوة الإخوان المسلمين

كانت مدينة طنطا على موعد مبكر مع دعوة الإخوان المسلمين فقد دخلت دعوة الإخوان طنطا في بدايات الأربعينيات وكانت طنطا نقطة انطلاق وانتشار للدعوة بمحافظة الغربية وتميز إخوان طنطا بالجهد الطيب في نشر دعوتهم لكافة الوسائل الخدمية والاجتماعية كما أشاد بهم التقرير المالي للمركز العام للإخوان المسلمين من حرصهم على أداء سهم الدعوة بالرغم من خلو خزينة الإخوان بطنطا.

وأوردت مجلة الإخوان المسلمون بعض الإحصائيات عن انتشار دعوة الإخوان وعرض للشعب فجاءت مدينة طنطا .

فذكرت مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية – السنة الثانية – العدد 37 – الخميس 17 ذو القعدة 1353هـ / 21 فبراير 1935م عناوين جمعيات وأفرع جماعة الإخوان المسلمين بمصر فكانت كالتالي:

عناوين جمعيات الإخوان المسلمين

أولاً: مكتب الإرشاد العام للإخوان – القاهرة حارة نافع رقم 30 بالسروجية.

ثانيًا: عناوين شعب الإخوان بالقاهرة:

  • شعبة باب البحر: بشارع باب البحر درب الملاح.
  • شعبة غمرة: بشارع الصبان بعزبة الموافي.
  • شعبة زين العابدين: حارة الغزالات رقم 17 بسكة البغال.
  • شعبة روض الفرج: بشارع غربي المريس 19.
  • شعبة شبرا: بشارع أبي طاقية رقم 40.
  • شعبة باب الشعرية: بشارع الخليج رقم 602 بمدرسة الدشطوطي.
  • شعبة البراد: بشارع خمارويه بزاوية السادة الشاذلية العفيفية.
  • شعبة قايتباي: بشارع السلطان أحمد 81 قايتباي.
  • شعبة القبة: بمسجد القبة.

ثالثًا: شعب الإخوان في الوجه البحري:

  • الإسكندرية: سيدي جابر بجوار مسجد سيدي جابر الشيخ.
  • بورسعيد: بشارع توفيق أمام مستشفى الرمد.
  • شعبة بور فؤاد
  • الإسماعيلية: بشارع جومار.
  • السويس: بحي الأربعين.
  • أبو صوير: شرقية بنادي الإخوان.
  • البلاح: بمسجد الجباسة.
  • المنصورة: ميت مزاح النسايمة، العجيرة والعصافرة والمنزلة الجديدة والمنزلة، والفروسات وميت خضير والبصراط والجمالية وميت مرجا سلسيل والجوابر والكردي، وميت القمص، وبرمبال القديمة وكلها بمديرية الدقهلية وشبراخيت المحمودية وكفر الدوار والوسطاتية والبسلقون كلها بمديرية البحيرة وطنطا ومحلة دياي بمديرية الغربية.


بيان بشعب وفروع الإخوان داخل منطقة الغربية

شعب-الغربية.jpg

كما أوردت الجريدة مناطق الإخوان بالقطر المصري عام 1940م وكانت المنطقة الخامسة وهى منطقة الغربية كالآتي:

شعب-الغربية2.jpg


إخوان طنطا والمشاركة في مجلس الشورى العام

أول اجتماع لمجلس شورى الإخوان

حرص الإمام الشهيد على إحكام بناء الدعوة منذ بدايتها وإحسان تكوين هيكلها، فرأى ضرورة إيجاد مجلس شورى عام يوجه حركة الجماعة ويناقش أنشطتها، ويرجع إليه في تقرير الأمور المصيرية للجماعة، فدعا فضيلته نواب فروع الجمعية بالقطر المصري إلى الاجتماع بمدينة الإسماعيلية يوم الخميس الموافق 22 من صفر 1352هـ الموافق 15 من يونيو 1933م، وقد اشترك فيه كثير من الفروع واعتذر البعض، وكان كل فرع يمثل في مجلس الشورى بنائب الفرع وسكرتيره.

وتذكر جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الأولى – العدد الأول – 22صفر 1352هـ / 15 يوليو 1933م. عن الفروع التي دعيت للمشاركة في اجتماع مجلس الشورى الأول فتقول من ضمن المشاركين.

وفي طنطا شعبة ناهضة للإخوان لم يتم تكوينها الرسمي بعد يقوم بإدارتها الأستاذ محمد الجعار أفندي المدرس بالمعهد الأحمدي، ويساعده في ذلك الشاب الناهض محمد فوزي خليل أفندي .

حصاد الدعوة

بلغت دعوة الإخوان فى تلك الفترة أشدها، وأتمت تقريبًا هياكلها الإدارية، كما تضاعفت أعداد الشُّعب حتى بلغت الألف شعبة، كما بلغت المناطق 29 منطقة، ولما كان من الصعب نشر أسماء كل الشعب فقد قام الإخوان بنشر أسماء المناطق ورؤسائها وزوارها من المكتب العام؛ حيث استبدل بمندوب المنطقة فى السابق مسئول المنطقة، واتخذ المركز العام نظام الزوار والمفتشين من قبل المركز العام، يقومون بالتوجيه الروحى والإدارى للمناطق، ولكنهم لا يتدخلون فى عمل المناطق، وليس لهم حق إنشاء أو إلغاء أقسام أو لجان بالمنطقة، وإليك مناطق الإخوان بالقطر المصري.

شعب-الغربية3.jpg


اقتراحات إخوان طنطا للمؤتمر السادس للإخوان يناير 1941م

اقترح الإخوان على لجنة المؤتمر العديد من المقترحات التي تقدم رؤى إصلاحية لبعض القضايا ويجب وضعها في الحسبان عند وضع قرارات المؤتمر، ومجمل هذه المقترحات هي:

1- يقترح الإخوان بطنطا توجيه خطاب الإخوان المسلمين وجهة عملية تعالج النواحي الحيوية وتستمد من واقع الحوادث والمشاهدات، ووجوب تكوين لجان فنية بمكتب الإرشاد العام تدرس نواحي المنهاج الإصلاحية الإنشائية، وتحددها تحديدًا دقيقًا، وتقدم عنها مشروعات قوانين للمكتب وللدولة.

2- تقترح لجنة الدفاع عن العمال بدار الإخوان بطنطا مطالبة الحكومة بإصدار التشريعات الخاصة بإنقاذ العمال وتحسين حالهم، ومطالبة الأغنياء بالاكتتاب لمساعدة أسر العاطلين منهم، واستنجاز وزارة الشئون الاجتماعية ما وعدت به من معونتهم. ومطالبة الحكومة بإصلاح التعليم بالعناية بالقرآن الكريم والدين الإسلامي، وتعليم أولاد العاملين مجانًا. وبإصلاح المجتمع المصري بمحاربة المنكرات التي يتردى في مهاويها العمال وغيرهم من فقراء الأمة وأغنيائها.


زيارات الإمام البنا لطنطا

قام الإمام البنا رحمه الله بعدد من الزيارات لمدينة طنطا والتي كانت تأتى في إطار الاطمئنان على الشعب وكانت أشبه برحلات سنوية وكانت جريدة الإخوان المسلمين تنشر جدول هذه الزيارات باستمرار ومنها:

رحلة فضيلة المرشد لزيارة فروع الجمعية:

كانت تلك الرحلة الثانية التي يقوم بها فضيلة المرشد العام لزيارة شعب الإخوان بعد استقراره في القاهرة،وكان نصيب طنطا من الزيارة يوم 29 ربيع الثاني - غرة جمادى الأولى لمدة يومان.

وفي خلال شهري يوليو وأغسطس من عام 1936م قام الإمام الشهيد برحلته السنوية، وقد نشرت مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية جدولها الزمني تحت عنوان "الأستاذ المرشد العام في الوجه البحري والصعيد"وهذا نصه:

يقوم الأستاذ إن شاء الله برحلتين أولاهما إلى الوجه البحري على النظام الآتي:

  • يوم الأربعاء 3 جماد أول، 22 يوليو - طنطا.

رحلات فضيلة المرشد العام فى شهر رمضان المبارك سنة 1357هـ:

  • السبت 13 رمضان - طنطا


مشاركة الإمام في افتتاح دار الإخوان بطنطا

كما ذكرت جريدة الإخوان المسلمين الخبر الآتي: احتفل الإخوان المسلمين بطنطا في مساء غرة جمادى الأولى سنة 1352هـ بافتتاح ناديهم بشارع وصفي خلف دار المدرسة الأحمدية بكفرة أبي النجا بحضور فضيلة المرشد العام وحضرة نائب الجمالية دقهلية، وقد شرف الحفل وفد من شبراخيت على رأسه فضيلة نائب الإخوان هناك، وكان الإقبال عظيمًا والسرور شاملاً.

وتوالت الخطب والقصائد من حضرات الأدباء في بيان وجوب العمل للإسلام والنهضة به.

وقد تطوع فضيلة الأستاذ الشيخ يحيى حسن خطاب إمام وخطيب مسجد سيدي عز الرجال بأن يكون نائب الإخوان بطنطا، كما تطوع حضرات أصحاب الفضيلة الأستاذ الشيخ علي المنوفي والأستاذ الشيخ سيد رجب واعظ المركز والأستاذ الشيخ محمد شعبان فراج خطيب مسجد المنشاوي بمعاونته في هذه المهمة.

ونقلت جريدة الإخوان خبرًا آخر بعد تكوين شعبة طنطا بحوالي ستة أشهر تقريبًا ورد فيه تكوين شعبة جديدة في قرية محلة دياي وكان نائبها الشيخ أحمد عبد الحميد.


زيارة مندوبي مكتب الإرشاد إلى طنطا

بعد عقد مجلس الشورى العام في دورته الثانية بفترة وجيزة أرسل مكتب الإرشاد أحد أعضائه وهو الأخ محمود عبد اللطيف لزيارة شعب الوجه البحري، وأرسل عضوًا آخر هو الأخ محمود علي إمام أفندي لزيارة شعب الوجه القبلي.

وقد نشرت جريدة الإخوان أخبار تلك الزيارة تحت عنوان: "مندوب مكتب الإرشاد العام": بدأ حضرة محمود عبد اللطيف أفندي مندوب مكتب الإرشاد العام للإخوان مروره على شعبهم في غرة ذي القعدة المبارك وفق المنهج الآتي، وسيخطر حضرته كل شعبة بخطاب عن موعد وصوله إليها بالضبط تفاديًا لما عساه أن يصادفه من الطوارئ التي ينجم عنها اختلاف بعض المواعيد:

  • من 20 ذي القعدة إلى 22 منه: الغربية: طنطا، محلة دياي.


النشاط الطلابي لإخوان طنطا

كان الشباب -ولا يزالون- هم وقود أي حركة أو دعوة، وحملة مشعلها، وبهم تجدد الدعوات شبابها، وتنتقل من طور إلى آخر. وقد اهتم الإمام البنا بالطلاب على اعتبار أنهم أوسع شباب الأمة انفتاحًا وثقافة وقدرة على فهم الدعوة والعمل في سبيلها؛ فأسس لهم شعبة خاصة بهم، واعتنى بهم أشد عناية، ثم تطور العمل، فأرسلهم في بعثات صيفية لتبليغ الدعوة، ونشر الفكرة في ربوع القطر المصري، كما أدخل بعضهم في مكتب الإرشاد، وأفسح لهم في جريدة الإخوان.

وفى هذه الفترة التي نتناولها اعتمد الإمام البنا على الطلاب وعلى المتخرجين منهم فى إرساء قواعد فترة التكوين؛ فقد كان أعضاء أول وثاني كتيبة من كتائب الإخوان من الطلاب والخريجين الجدد الذين رباهم الإمام على يديه، كما اعتمد الإمام البنا عليهم في إقامة المعسكرات، وجدد بهم دماء قسم الجوالة، فانطلق بهم انطلاقة عظيمة، كما كان مؤتمر الطلاب المنعقد فى 20 فبراير 1938م البداية لانتقال الإخوان إلى مرحلة جديدة من مراحل الدعوة، وتمثلت أنشطة الإخوان - فيما يلى:

مؤتمر طنطا: عقد ذلك المؤتمر فى شهر ذى القعدة 1357هـ الموافق نهاية ديسمبر 1938م، ويبدو أن تلك المؤتمرات كانت مؤتمرات تمهيدية لعقد المؤتمر الخامس الذى عقد فى يناير 1939م.


أنشطة الطلاب خارج المدارس والجامعات

حرص الطلبة على استمرار النشاط الطلابي خلال الصيف؛ فقاموا بعمل معسكرات وحفلات ومؤتمرات وغيرها من الأنشطة التي كانت تهدف إلى تربية الفرد تربية إسلامية صحيحة، وانقسمت هذه الأنشطة إلى:

المؤتمرات

وضمن الأنشطة المتعددة التي كان الطلبة يقومون بها في الصيف إقامة المؤتمرات والندوات، وتكوين اللجان التي تقوم على تنظيم الأنشطة الصيفية؛ مثل لجنة الخطابة التي تقوم على تنظيم سلسلة من المحاضرات النافعة، وكان مقر هذه اللجنة المركز العام، كما كانت هناك لجنة التحرير التى كانت تعمل على إصدار نشرات دورية وتوزيعها، كما تقوم بعمل مسابقات بين الإخوان، تتناول موضوعات هامة، بالإضافة إلى تحرير ركن الطلبة في جريدة الإخوان النصف شهرية.

مثلما حدث في طنطا؛ حيث قام الطلبة بإقامة مؤتمر صيفي بشعبة قسم ثان مما كان له أثر عظيم في نفوس الناس.

زيارات وفود الطلاب

أوردت مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية – السنة الرابعة – العدد 10 – 26ربيع أول 1355هـ / 16 يونيو 1936م. رسالة موجهه من مكتب الإرشاد إلى نواب الإخوان والنقباء لتسهيل لجان لزيارة الطلاب وهذه نص الرسالة:

مكتب الإرشاد العام: بعثة الصيف للإخوان المسلمين

إلى الأحبة في الريف الجميل

الإخوان المسلمون أول من آمن بحق إخوانهم في أوقاتهم وأموالهم ومواهبهم، فهم ينتهزون كل فرصة من أوقات فراغهم ليهاجروا إلى أولئك الأحباب في بلدان مصر؛ عواصمها وقراها يجلسون إليهم ويشاركونهم عاطفتهم ويتناصحون فيما بينهم ويوثقون روابط الأخوة بين الفلاح في الحقل والعامل في المصنع والتاجر في المتجر وبين الطالب والموظف والداعية إلى الخير والإرشاد.

ولقد كان أول من يقومون بهذا الواجب الأستاذ المرشد فهو - أيده الله - ما كان يظفر بإجازة من إجازاته وبخاصة إجازة الصيف حتى يرحل من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان ينشر الدعوة ويوقظ الأفكار.

وقد رأى المكتب العام للإخوان المسلمين في هذا العام أن يختار وفدًا من طلبة الجامعتين: الأزهرية والمصرية يقتسم بلدان القطر فيطوف فيها ويقوم بواجب الدعوة إلى الله ونشر الخير والتهذيب بين المواطنين الكرام من إخواننا المحبوبين، فتكونت لذلك لجان عشر ستزاول مهمتها على التقسيم الوارد بعد هذا إن شاء الله.

ورجاؤنا إلى حضرات نواب الإخوان ونقبائهم أن يسهلوا لإخوانهم مهمتهم وأن يعينوهم في غايتهم التي هي غاية الجميع وأن يمدوهم بالإرشادات اللازمة التي تساعدهم على نجاح الغرض الذي هاجروا من أجله وهي هجرة في الله، نرجو أن تكون لهم أجرًا وللدعوة نشرًا وللبلد خيرًا إن شاء الله.

وكان نصيب طنطا من هذه الزيارة هي لجنة (ب) والتي تكونت من التالي:

لجنة (ب): من حضرتي أحمد رفعت أفندي بكالوريا، وعلي أفندي مطاوع بالطب مديرية الغربية ومراكزها، فوه، ودسوق، وكفر الشيخ، كفر الزيات، طنطا، المحلة الكبرى، طلخا، السنطة، زفتى، شربين. كما قام وفد من طلاب جامعة فاروق على رأسهم الأخ محمد فريد شريف بزيارة إخوانهم فى القاهرة، وزار أيضًا إخوان طنطا الثانوية إخوانهم في قسم الطلبة بالقاهرة. وفى جامعتي فؤاد وفاروق زار وفد من الطلبة إخوانهم في المعاهد التعليمية في الأقاليم.

كما زار طلبة جامعة فاروق إخوانهم الطلاب بالقاهرة، وكان على رأس الوفد الأخ محمد فريد شريف ، وزار إخوان مدرسة طنطا الثانوية إخوانهم الطلبة في القاهرة، وكانوا أول من اتخذ بطاقات شخصية خاصة بنظام الأسر، حمل صورهم وأسماء أعضاء أسرهم.


تشويه صورة إخوان طنطا وأول قضية للإخوان

لم يخلو الإخوان وتاريخهم من محاولات تشويه صورتهم وكانت البداية من طنطا فقد قام "المجلس البريطاني" بطنطا عن طريق أحد عملائه بتلفيق قضية خطيرة ضد الإخوان المسلمين باتهام أخوين من خيرة أفراد الإخوان هما محمد عبد السلام فهمي وكان مهندسًا في مصلحة الطرق والكباري بطنطا، ثم سافر بعد ذلك إلى إنجلترا وحصل على الدكتوراه وعمل أستاذًا بكلية الهندسة بأسيوط، ثم عميدًا لها، ثم وكيلاً لجامعة الأزهر. وجمال الدين فكيه وكان موظفًا ببلدية طنطا، وكانت التهمة الموجهة لهما "أنهما يعدان جيشًا للترحيب بمقدم الألمان، وأنها يحدثان بلبلة في الأفكار، ويعدان عناصر معادية للحلفاء ، وأن هذين الأخوين هما الوسيطان بين الإمام البنا ومجموعة أفراد عرضت على الأستاذ البنا شخصيًّا أنواعًا من السلاح والعتاد الألماني، وقد سر الإمام البنا بذلك ورحب بالحصول على هذه الأسلحة، وجعل من هذين الأخوين الوسطاء في هذه الصفقة، وقد اعترف الأفراد المقبوض عليهم من غير الإخوان بذلك.

وبناء على ذلك تم القبض على الأخوين محمد عبد السلام فهمي وجمال الدين فكيه، ولما كانت البلاد في حالة حرب مع الأعداء فقد طالبت النيابة بإعدامهما، وسميت هذه القضية بالجناية العسكرية العليا 883 لسنة 1942م قسم الجمرك، واستمر حبس الأخوين ثمانية أشهر ونصف على ذمة القضية بسجن الحضرة بالإسكندرية.

وقدمت القضية أمام محكمة الجنايات العسكرية العليا باب الخلق، وقد اهتم الإمام البنا اهتمامًا شديدًا بهذه القضية، التي إذا تهاون فيها الإخوان وثبتت التهمة عليهما -مع كذب المدعي- فسيؤدى الأمر إلى حل الجماعة ومحاكمة أعضائها جميعًا أمام القضاء العسكري، أو على الأقل فستفتح بابًا أمام الإنجليز من تلفيق التهم والادعاءات على من يريدون من الإخوان في أى وقت شاءوا بصورة قانونية. وكان من شدة اهتمام الإمام البنا بها -كما ذكر الأستاذ محمود عبد الحليم- أنه كان يواظب على الحضور الدائم لجلسات القضية، كما أنه كلف مجموعة من الإخوان بحضور الجلسات وكتابة كل ما يحدث فى الجلسة، ويتم إعداد مذكرة كاملة عما حدث بالجلسة وعلى ضوئها يكتب الإمام البنا ملاحظات يقدمها لهيئة الدفاع لتستعين بها في إعداد دفاعها. وقد اختير لهذه القضية مجموعة من خيرة المحامين من الإخوان ومن غيرهم؛ ومن هؤلاء الأساتذة: محمد على علوبة باشا، وعبد الرحمن البيلي بك، ومحمد فريد أبو شادي بك، وعمر التلمساني، وعلي منصور، ومع أن الإمام البنا ترك لهم تحديد أتعابهم، لكنهم رفضوا أن يتقاضوا أتعابًا وتطوعوا مشكورين. ورغبة فى إتمام دعم هيئة الدفاع تاقت نفس الإمام البنا إلى محام كان يعد فى ذلك الوقت الحجة التي يرجع إليها فى معضلات القانون سواء إليه بصفته الشخصية أو من خلال مؤلفاته، وكان يومئذ عميدًا لكلية الحقوق وهو الدكتور على بدوى بك والذي وافق أن يتولى الدفاع عن الإخوان فى تلك القضية والتي كان فيها الكثير مما يثير، سواء فى شهادة الشهود المملاة عليهم أو فى مهاجمة الدفاع لهؤلاء الشهود لإظهار بطلان شهادتهم أو فى مرافعة النيابة، وما كالته للإخوان من تهم الخيانة العظمى وما طالبت به من تطبيق مواد الإعدام، وقد استمات الدفاع فى المرافعة، والذى كان على يقين من أنه يدافع عن النبت الطاهر النقى الذى يؤمل فيه إنقاذ البلد على يديه الطاهرتين، والذى تضافرت جهود كل ذوى السلطة من داخل البلاد وخارجها على القضاء عليه قبل أن يكبر ويغلظ ويستوى على سوقه، لكن قضاء مصر الشامخ أثبت أنه فوق كل هذه السفاسف وأن يد العبث والإفساد لم تصل إليه بعد، وأن قدسيته ما زالت هى حمى هذا البلد، فبعد مراجعة المدعى ثانية وتهديده بالمواجهة مع المدعى عليه كذب نفسه وتراجع فى اعترافه، وذكر أن ذلك لم يحدث، وبعد انتهاء المرافعات أعلنت المحكمة رفع الجلسة للمداولة لإصدار الأحكام، واستمرت المداولة نحو الساعة كانت من أشد الساعات طولاً على الإخوان وخاصة الأستاذ المرشد؛ لما ستتمخض عنه هذه الساعة من كلمات معدودة ينطق بها رئيس المحكمة تقرر مصير هذه الدعوة، وانتهت المداولة وخرجت هيئة المحكمة وكانت مكونة من خمسة أعضاء برئاسة المستشار فؤاد أنور بك ، وعضوية المستشارين محمد توفيق إبراهيم بك، وزكى أبو الخير الأبوتجي بك، ومعهم اثنان من العسكريين، ونطق رئيس المحكمة بالأحكام وفى صدرها براءة الأخوين جمال الدين فكيه، ومحمد عبد السلام فهمي فهتف جميع الحضور "يحيا العدل".

وبذلك برأ القضاء ساحة الإخوان من تهمة الخيانة العظمى، وأضاع على الإنجليز فرصة اتخاذ القانون والقضاء مطية له ووسيلة للقضاء على هذه الدعوة، وأخرت حل هذه الجماعة ست سنوات، وأسدل الستار على هذه القضية، إلا أن الحكومة استخدمتها فى حل الجماعة عام 1948م كما سنوضح ذلك بعد.

محاولة منع إقامة مؤتمر طلابي لإخوان طنطا

في طنطا حاولت قوات من رجال البوليس إفشال الاحتفال الكبير الذي أقامته منطقة الإخوان بطنطا لاختتام نشاط الطلاب بمناسبة قرب انتهاء العام الدراسي.

وبالفعل حاصرت قوات البوليس دار الإخوان بقيادة مأمور طنطا وضباطها وقاموا بمصادرة مكبرين للصوت كانت المنطقة أعدتهم لإذاعة المؤتمر، ولكن الإخوان استطاعوا أن يوقفوا هذا العدوان ويستمروا في حفلهم.


النشاط الاجتماعي

قامت الشعب بعدة أنشطة في المجال الاجتماعي؛ مثل مساعدة الفقراء والمحتاجين، ومحاربة الفساد والمنكرات الاجتماعية، والوقوف أمام الهجمة التبشيرية الشرسة على المجتمع المصري، وإنشاء كثير من المؤسسات الاقتصادية والنوادي الاجتماعية والمساجد، والاهتمام بتحفيظ القرآن، وإنشاء المدارس النهارية والليلية، والعمل الجاد بشتى السبل على محو أمية المواطنين.

ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة:

مجال الثقافة العامة

أما مجال الثقافة العامة ومحو الأمية وتحفيظ القرآن وغيرها فقد نشطت شعب الإخوان في تلك الأنشطة، وقامت بالعديد من المشروعات؛ ونمثل لذلك بشعبة طنطا التي قامت بمشروعات عديدة في ذلك المجال، والتي منها:

‌*أ- إلقاء محاضرات دينية وعلمية في كل أسبوع.

  • ‌ب- افتتاح مدرسة باسم الجمعية لتحفيظ أبناء المسلمين القرآن الكريم، وتعليمهم مبادئ الدين والعلوم.
  • ‌ج- افتتاح قسم ليلى لتعليم العمال القراءة والكتابة ومبادئ الدين والعلوم.

‌*د- إنشاء مكتبة للمطالعة، حافلة بالكتب العربية؛ الدينية والأدبية.

إنشاء المساجد وتعميرها: قد حرص الإخوان على تعمير المساجد أيضًا، وهى خطوة ربما تكون أهم من الإنشاء نفسه؛ لأن ما فائدة وجود مسجد خاوٍ من العمار؟ لذلك كانت ندوات واحتفالات بل وعروض الجوالة وغيرها كل ذلك كان يحث الناس على التزام الفروض والشعائر الإسلامية، وأهمها الصلاة. وقد كان لشعبة المحلة الكبرى وسيلة مبتكرة فى ذلك؛ حيث جهزت سيارة بالمذياع لتجوب أنحاء المدينة كل يوم جمعة تدعو التجار وعموم الناس إلى إغلاق متاجرهم وحوانيتهم وقت الصلاة. وقريبًا من ذلك فعلت شعبة طنطا؛ حيث طبعت مطبوعًا باسم "صيحة الجمعة"، يدعو الناس ويحثهم على المحافظة على الشعائر الدينية عامة، وخاصة صلاة الجمعة.

إنشاء مستوصف خيرى

وقد بلغ شدة الإقبال على هذه العيادات أن المستوصف الخيرى الذى أنشأه الإخوان المسلمون بطنطا بلغ عدد المرضى الذين عولجوا فيه من مختلف الأمراض بعد أقل من شهرين ونصف من نشأته 1233 مريضًا ما بين رجال وأطفال ونساء، وقد أعد هذا المستوصف بجميع الأدوات والأجهزة وغرف الكشف وأدوات التحليل والفحص، ويشرف على العلاج فيه خلاصة أطباء المدينة كل فى اختصاصه، وتلك نماذج يسيرة لكثير من أعمال الشعب فى هذا المجال.

كما قامت شعبة طنطا بإنشاء مركز للإسعاف خلال المولد الأحمدى، يعمل فيه فريق الجوالة، وقد قام بإسعاف ما يقرب من 300 حالة.

التبرعات المالية والالتزام بالاشتراكات

أدى اتساع أنشطة الإخوان وتنوعها إلى احتياجهم إلى تنظيم المالية العامة للجماعة، وكان المركز العام سباقًا فى ذلك؛ فقدم حسابا ختاميا للسنة المنتهية، وقدم ميزانية للسنة الجديدة، وقرر توحيد السنة الإدارية والمالية للإخوان فى تاريخ واحد، على أن تبدأ فى أول مايو وتنتهي في أبريل من السنة التي تليها، وقد عدل هذا القرارُ قرارًا سابقًا اختلفت فيه السنة المالية عن السنة الإدارية، وقد حض مكتب الإرشاد الشعب والمناطق على عدم الاعتماد على الإعانات الحكومية، وعدم اعتبار تلك الإعانات موردًا ثابتًا؛ لأن الجماعات العاملة والدعوات الحقة لا تعتمد إلا على إيمان أعضائها وتضحياتهم ومواردهم وبذلهم فى سبيل دعوتهم. وطالب مكتب الإرشاد المناطق والشعب باشتراكات شهرية، وحددها على النحو التالى: 1جنيه شمال القاهرة، و1جنيه الصف، و1جنيه غرب القاهرة، و2جنيه الفيوم، و1جنيه جنوب القاهرة، و3جنيهات بنى سويف، و1جنيه الجيزة، و2جنيه الفشن، و2جنيه الإسكندرية، و1جنيه مغاغة، و3جنيهات البحيرة، و2جنيه بنى مزار، و3جنيهات الغربية، و2جنيه المنيا، و3جنيهات المنوفية، و1جنيه منفلوط، و2جنيه قويسنا، و2جنيه أسيوط، و5جنيهات الدقهلية، و1جنيه سوهاج، و5جنيهات الشرقية، و1جنيه البلينا، و2جنيه القليوبية، و1جنيه فرشوط، و2جنيه القنال، و1جنيه قنا، و2جنيه السويس، و1جنيه إسنا. وأعفى من الاشتراك مناطق عنيبة وأسوان وإدفو والأقصر لاعتبارات خاصة. وقد بادرت مناطق شمال القاهرة والجيزة والبحيرة والغربية والمنوفية وقويسنا والشرقية والقليوبية والسويس والصف والفيوم وبني سويف ومغاغة وبنى مزار ومنفلوط والبلينا بالتسديد، وكانت منطقة طنطا أولى المناطق استجابة مع أنه لم يكن لها رصيد، وتأخرت مناطق غرب القاهرة وجنوب القاهرة والإسكندرية والدقهلية والمنيا وأسيوط وقنا، كما وعدت فرشوط بالدفع السريع، وقد حاولت مناطق سوهاج والفشن الاعتذار عن عدم سداد تلك القيمة، ولم يقبل المركز العام ذلك.


نموذج من تضحيات إخوان طنطا

كانت نماذج الإخوان في التضحية مضرب للأمثال وهناك العديد من الأمثلة ونذكر منها نموذج من إخوان طنطا فتذكر مجلة الإخوان المسلمون – السنة الثانية – العدد 47 – صـ24 – 2ذو الحجة 1363هـ / 18 نوفمبر 1944م، المركز العام – تقرير عن مشروع اكتتاب الدار الجديدة – 20جمادى الآخرة 1364هـ / 1 يونيو 1945م، فتقول:

وتصل التضحية مداها؛ فلم يجد الأخ الحاج زكي محمد محمد جعيصة أفندى من طنطا مالا يتبرع به للدار الجديدة، ولكنه يملك قطعة أرض صالحة للبناء، مساحتها أربعة قراريط، فسارع إلى تحرير عقد ابتدائى يتنازل فيه عن ملكية هذه القطعة للإخوان المسلمين للتصرف فيها لشراء دارهم الجديدة.

عقد بيع ابتدائي لقطعة أرض تبرع بها أحد الإخوان لبناء الدار الجديدة
عقد بيع ابتدائي لقطعة أرض تبرع بها أحد الإخوان لبناء الدار الجديدة


أنشطة شعب طنطا

تنوعت أنشطة الشعب فى تلك الفترة، وتوسعت بشكل كبير، وأصبح للإخوان أنشطة جديدة فى مجال الرياضة والجوالة والتربية وغيرها من الأنشطة، إلا أن تلك الأنشطة تعرضت فى فترة من الفترات للتضييق، عندما أغلق النحاس باشا رئيس الوزراء جميع شعب الإخوان مع بقاء المركز العام مفتوحًا، فتوقفت أنشطة الشعب، إلا أن الإخوان حافظوا على وجودهم وكيانهم، ونذكر هنا تجربة إحدى الشعب، وكيف واجهت تلك الأحداث.

وهذه نماذج من أنشطة الشعب في تلك الفترة:

1-افتتاح شعب جديدة: ظل اهتمام الإخوان بتكوين شعب جديدة فى قرى ونجوع مصر على أشده، كما ظل الإخوان يأخذون بوسائلهم المعهودة فى تكوين الشعب الجديدة؛ حيث يعتمدون على زيارات الأفراد أو الوفود إلى القرى الجديدة، فيستجيب أهلها إلى تكوين شعب بها، هكذا استمر الحال حتى قبل صدور نشرة قسم المناطق في أبريل 1944م. ومن أمثلة ذلك ما قام به طلبة الجامعة الأزهرية بطنطا حيث اجتهدوا في زيارات بلدة سنطة البلد، أسفرت عن تكوين شعبة بها.


رحلات جوالة طنطا

وفى طنطا تحرك فريق الجوالة صباح الجمعة 14 من مارس 1947 برحلة كشفية سيرا على الأقدام إلى بلدة السنطة حيث عسكروا ثم اتجهوا إلى الجعفرية وتطاى ثم لميت حواى ثم الأمبوطين, وكان الإخوان يشرحون الدعوة للناس.


الأنشطة الرياضية

استمرت أنشطة الإخوان الرياضية وتطورت مع تطور الجماعة, فزادت عدد الفرق والأفراد والتي تمييزوا فيها أمثال محمد مصطفى فوزى الشهير باللورى فى سباق الدراجات وأصبح يمثل مصر في المحامل الرياضية الدولية وسيد نصير وعمر شندى وغيرهم.

وكان لإخوان طنطا نصيب من هذا النشاط الرياضي المتميز وقد شارك إخوان طنطا في هذه الفعاليات وكما اوردت جريدة الإخوان المسلمين بعض هذه الأنشطة الرياضية ومنها:

1-كأس المرشد والجريدة اليومية.

مع زيادة نشاط الفرق الرياضية وتنافسها, ابتكر الإخوان فكرة إقامة مسابقة حول كأس المرشد حيث تتبارى الفرق مع بعضها البعض, ويحصل الفائز على كأس المرشد.

فقد اجتمع مجلس الرياضة الأعلى للإخوان وقرر إقامة مسابقة رياضية على كأس تذكارية باسم فضيلة المرشد العام يتنافس على إحرازه منتجات كرة القدم بالمكاتب الإدارية, ولقد استقبل الإخوان ذلك بالفرح والسرور.

وقد أعلن المجلس جدول المباريات كالتالي:

رياضة-الغربية.jpg

كما نظمت إدارة الفرق الرياضية للإخوان بالأسكندرية مباراة ملاكمة كبرى بين فريقها وفريق إخوان طنطا يوم الثلاثاء 11 فبراير بصالة البلدية الساعة الثالثة مساءا.

الإحتفال بالمناسبات الإسلامية

كان لإخوان طنطا دور متميز في الاحتفال بالمناسبات الإسلامية والدينية ومنها:

الاحتفال بالمولد النبوي

بمناسبة ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم سيقيم الإخوان سلسلة من الحفلات العظمى تمجيدًا لهذه الذكرى الحبيبة إلى قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ويحضرها صاحب الفضيلة الأستاذ المرشد العام للإخوان المسلمين وقد نشرنا في العدد الماضي مواعيد الحفلات الأولى، وستقام بقية تلك الحفلات على الترتيب الآتي: (الجمعة 16 من ربيع أول بطنطا)

الإسراء والمعراج

كما أقام المكتب الإداري بطنطا سرادقًا فسيحًا بنادي الإخوان الرياضي وقد حضر فضيلة المرشد العام ولفيف من الإخوان.

احتفال إخوان طنطا بمرور 20 عاماً على تأسيس الإخوان

كما أقامت جميع مناطق وشُعب الإخوان احتفالات بمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس أول شُعبة للإخوان المسلمين في الإسماعيلية بناءًا على قرار من المركز العام.

من هذه الاحتفالات:

عقد الإخوان في منطقة طنطا بهذه المناسبة وألقى الدكتور يوسف القرضاوي قصيدة بعنوان "الدعوة تتحدث عن نفسها" نقتطف منها هذه الأبيات:

يا دعوة الحق قصّي ما لقيت فقد ... يؤذى الهدى ويعان الباطل البور

كم أنشأت شعبًا كالأنجم انتشرت ... في مصر دور الهدى يا نعمت الدور

أكرم بها شعبًا بل يا لها شعلاً ... تكوي وتهدي كذاك النار والنور

وترسل النور يهدي من له بصر ... والعمى تنكر والخفاش مذعور

الأنشطة الثقافية

ومن الأنشطة الأخرى التي مارستها الشعب الإخوانية الاهتمام بإلقاء المحاضرات العلمية والثقافية بين الأوساط المختلفة وذلك بهدف شرح تعاليم الإسلام وقيمه واستنفار الطاقات للعمل للإسلام، من ذلك ما فعله قسم العمال بشعبة الإخوان بطنطا حيث دعا القسم 45 عاملاً يمثلون 40 حرفة وتحدث إليهم الأخ الأستاذ البهي الخولي وبيّن لهم النظام الاجتماعي الإسلامي ودعاهم إلى العمل في سبيل الحق وتكونت منهم لجنة تحت لواء الإخوان المسلمين.


المراجع