فى ذكرى اغتيال ياسين ذهب الجسد وبقى المنهج

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فى ذكرى اغتيال ياسين ذهب الجسد وبقى المنهج

بقلم: مجدي داود

ها هي الأيام تمر سريعا، ونحيي اليوم الذكرى الرابعة لاستشهاد إمام مجاهدي فلسطين وشيخ شهدائها , فى مثل هذا اليوم الثانى والعشرين من مارس فى العام الرابع بعد الألف الثانية من ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام , فى هذا اليوم قامت قوى البغي والطغيان الصهيونى بإطلاق الصواريخ عليه هو ورفاقه بعد خروجهم من صلاة الفجر من المسجد بمدينة غزة , ذلك اليوم المشؤوم على أمتنا حيث فقدت رجلا مؤمنا ومجاهدا عظيما وقائدا شجاعا وشيخا فقيها , فقدت أمتنا فى هذا اليوم رجلا بأمة , صنع من عجزه حياة أمة , رجلا كانت قوته فى عجزه , فهو الذى قال عنه كاتب صهيونى ( عندما ينطق ياسين يموت إسرائيلي ) هذه هى قوته التى كان يحارب بها مستعينا بالله عز وجل. في هذا اليوم العصيب الذى لم أشهد أسوأ منه قط إلا يوم اغتيال الشهيد البطل عبد العزيز الرنتيسي قتل أحمد ياسين .

لقد أعلن أرئيل شارون رئيس الوزراء الصهيوني حينئذ أنه أشرف بنفسه على اغتيال الإمام الشهيد أحمد ياسين وقام بتهنئة جيشه وشعبه الصهيوني على ذلك الإنجاز الكبير وهذا التفاخر الصهيوني كان يعبر عن مدى الضعف الصهيوني من جانبين

أولا / إن اغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين لم يكن بالعملية الأمنية ولا الإستخباراتية الصعبة بل تعتبر أسهل عملية اغتيال فى التاريخ الحديث لأن الشيخ ياسين رحمه الله لم يكن مختبئا ذات يوم وكان الجميع يعرف مكانه ويعرف بيته عكس غيره من قيادات حماس ومنهم الشهيد الرنتيسى مثلا الذي لم يكن يبيت فى بيته إلا نادرا ولم يكن أحد يعرف مكانه , كما أن الشيخ ياسين كان قد تثاقل عليه المرض فى الفترة الأخيرة حتى أنه كان فى المستشفى فى الليلة التى كان فيها .

ثانيا / إن فخر الإحتلال الصهيوني باغتيال الشيخ ياسين يدل على أن العدو الصهيوني لا يفهم حتى اليوم أنه لا يواجه أشخاصا بعينهم بل يواجه عقيدة صلبة راسخة , عقيدة لا تهتز وإن اهتزت الجبال , عقيدة تدفع كل من يعتقدها إلى تقديم روحه فداء لها , فلقد ربى ياسين أتباعه على العمل بإخلاص وعلى عدم الاعتماد على الأشخاص مهما علت قيمتهم ومكانتهم فهو الذي قال ( حماس موجودة و باقية ، لم تعد تنظيماً و لا فكرة ، حماس حقيقة وواقع وتيار شعبي كبير وضخم ، يقود في الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ، تيار شعبي له عمقه، حماس تتسع كل يوم ، وتؤمن أن مستقبلها هو مستقبل التمكين والنصر بمشيئة الله تعالى ) لهذا وإن تأثرت حماس باغتيال قائدها ومؤسسها ثم تلقت ضربة أخرى سريعة ومؤلمة وموجعة باغتيال الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي فهى لم تتخل عن طريقها ولا عن ثوابتها الراسخة رسوخ الجبال وبقيت حماس قوية واقفة على أرض صلبة لا تهتز ولا تموت وإن مات القادة العظام .

إن إغتيال الشيخ أحمد ياسين كان بكل المقاييس نصرا للمقاومة الإسلامية في فلسطين بكل فصائلها عموما وخاصة لحركة المقاومة الإسلامية حماس , فهذه المقاومة أربكت العدو , وجعلته يفقد عقله ويفشل فى توجيه يده الباطشة فوجهها ليقتل بها رجلا لا يستطيع أن يقتل نملة ولا أكبر من ذلك ولا أصغر , إن يد المقاومة الباطشة هى التى وصلت إلى القدس وتل أبيب وعسقلان حيفا وأشدود واسديروت وقفت شامخة فى وجه ما يسمى بعملية التسوية السياسية قبل وبعد اغتيال الشيخ ياسين , فلقد كان اغتيال ياسين هو تجديد العهد على السير فى طريق المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني وطرد كل الغاصبين والمحتلين وكان تنبيها للغافلين ليؤكد لهم خطورة المؤامرة التى تحيق بهم .

انتصرت المقاومة الفلسطينية لأن العدو كان يهدف من وراء اغتيال الشيخ ياسين ألا تسيطر حماس على القطاع بعد انسحابه منها وأن تتوقف المقاومة المسلحة و العمليات الاستشهادية وأن ينتهي هذا الفكر الجهادى للأبد ولكن خابت ظنونه فبعد ثلاثة أعوام من اغتيال الشيخ سيطرت حماس على قطاع غزة وقطعت يد الاحتلال الطويلة في القطاع , تلك اليد التي كانت تساعده فى تنفيذ عملياته الإجرامية وهي نفسها تلك اليد التي ساعدته في اغتيال قادة المقاومة الإسلامية وعلى رأسهم ياسين والرنتيسي والشقاقي والمقادمة وعياش , فقد دبر العدو وخطط ولكن سبقت كلمة الله , فقد قال الله تعالى فى كتابه المجيد ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ** وقال أيضا ( ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون ) ** وها هي المقاومة الإسلامية المسلحة تقود الأمة كلها نحو النصر والتمكين , ولنسأل أنفسنا جميعا أين ذلك الذى أصدر الأمر باغتيال الشيخ ياسين الآن ؟ أين شارون ؟ أين الجنرال الكبير ؟ أين الذى قال حين تولى رئاسة الوزراء أمهلونى مائة يوم وسأقضى على المقاومة الفلسطينية ؟! عجبا .

وأخيرا لقد كان اغتيال الشيخ ياسين إحياء لقلوب ظلت سنينا طويلة غافلة عن طريق ربها فأحياها الشيخ ياسين باستشهاده , و أقول إن أول يوم أصلي فيه الفجر فى المسجد هو يوم الثالث والعشرين من مارس 2004 وهو اليوم التالي مباشرة لاغتيال الشيخ أحمد ياسين فرحم الله شيخنا الحبيب أحمد ياسين وأسكنه فسيح جناته.