محمد رزق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ محمد رزق .. سيره ومسيره


مقدمة

  • الاسم /محمد رزق فتحي عبد الصمد بدر
  • تاريخ الميلاد /17/3/1984
  • تاريخ الوفاه / 15/12/2010
  • ولد الشيخ محمد رزق في قرية فتح الله حماد في 17/3/1984 وتلقي تعليمه الابتدائي في معهد الشباسيه الابتدائي الأزهري والتحق بكتاب القرية فتربي علي مائدة القرآن وعلي مأدبة الأزهر ، أنهي تعليمه الابتدائي في عام 1996 ثم التحق بمعهد أبوزيادة الإعدادي الأزهري ليتم الله عليه المرحلة الإعدادية عام 1999م
  • عُرف بين زملائه منذ نعومة أظافره بالصوت الحسن وعذوبة الإلقاء فكان يغرد بصوته .
  • ثم انتقل إلي المرحلة الثانوية بمعهد (صندلا) الثانوي الأزهري فتأسس في ذهنه الفهم الأزهري الوسطي بمنهج الأزهر الشريف وبرزت في هذه المرحلة بعض صفات الشيخ ، فمن نداوة الصوت وحلاوته إلي السمت الطيب الهادي وخفة الظل وسلامة الصدر ورقة الطبع ، ثم هو يتربي علي مواد الثانوية الأزهرية فعرف علوم الأزهر ومنهجه الوسطي .
  • ولم يكن الشيخ منفصلاُ عن أقرانه في الملعب فكان ماهراً في رياضة كرةالقدم كما كان قادراً علي الكسب الحلال ومنذ نعومة أظفاره والشيخ يساهم مع والده في نفقات المنزل رغم حرصه علي إتمام تعليمه ،
  • وفي هذه الفترة ومع النشأة الدينية والأزهرية للشيخ كان يتواعد مع زملائه يوماً في الأسبوع يجلسون في مجلس القرية يتدارسون بعض علوم الأزهر من سيرة وفقه وعلوم للقران الكريم لتتسع هذه الجلسة بعد ذلك ويلتحقوا بحلقات العلم في قرية الشباسية التي كانت تتم علي غرار ما بدأه الشيخ وزملائه في قريته
  • انتقلوا إلي الشباسيه والتحقوا بحلقات المسجد في كل يوم خميس من كل أسبوع ولم يتخلف الشيخ.
  • فكانت هذه أول معرفته بالأزهر ولم يتردد. ولما التردد !!!
  • وهو الذي قارن بين منهج الأزهرومنهج الإخوان فما وجد فارقاً بينهما بل كلاهما يقوي الآخر ويدعمه ويعضده.
  • أنهي الشيخ المرحلة الثانوية الأزهرية في عام 2002 ميلادي ، ثم التحق بكلية (أصول الدين والدعوة الإسلامية جامعة الأزهر فرع طنطا ) ( قسم الحديث وعلومه ) .

واختارها عما سواها رغبةً منه في إتمام علوم الشريعة وليتخرج بعدها إماما وخطيباً بوزارة الأوقاف .

  • وفي الجامعة انصهر الشيخ في دعوة الإخوان المباركه ، في السكن والكلية فعايش أخوانه عن قرب وتعرف علي رموز الدعوة في طنطا وشارك في أنشطة الإخوان المسلمين المختلفة داخل وخارج الجامعة وعلي التوازي لم يتخلف عن محاضراته وأنشطة جامعة الأزهر فشارك في مسابقة ( ألعاب القوي) ليحصل علي المركز الأول علي مستوي جامعة الأزهر عام 2004 في مسابقة العدو ( الجري لمسافات طويلة ) .

موقفه من القضية الفلسطينية

لم يكن الشيخ محمد رزق في غياب عما يدور في وطنه فشارك في احتجاجات طلاب الجامعة آنذاك علي ما يحدث من مجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وانتفض لخبر اغتيال الشيخ أحمد ياسين فخرج معبراُ عن غضبة لهذه الجريمة النكراء وسط جموع طلاب جامعه طنطا وما تبعه بعد ذلك اغتيال د/ عبدالعزيز الرنتيسي وتكررت الانتفاضة الطلابية مرة ثانيه والشيخ ما تخلف وما تردد مرة في المشاركة الإيجابية في هذه الفعاليات ومرت الأيام حتي جاء نبأ فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بتشكيل الحكومة الجديدة ليعوض المسلمون بعض جراحهم في فقد الشيخين الجليلين وكان لهذا الخبر أثره في فرحه الشيخ محمد رزق رحمه الله .

الشيخ وانتخابات 2005

الشيخ محمد رزق

كانت هذه هي أول انتخابات تمر علي الشيخ وهو مدرك لحقيقة ما يدور في مصر من تقلبات سياسيه فشارك مع الإخوان في طنطا مع الأستاذ / عادل البرماوي والشيخ / السيد عسكر والأستاذ / محمد العزباوي مرشحىالإخوان المسلمين بطنطا آنذاك .

وتم اعتقال الشيخ علي خلفية هذه المشاركة .

فما وهن وما ضعف وما زاده الاعتقال إلا ثباتا وإصرارا وحبا لدعوة الإخوان المسلمين .

أنهي الشيخ مرحلة الجامعة في عام 2006 وأتم حفظ كتاب الله كاملاً لينتقل بعد ذلك إلي مرحلة ما بعد الجامعة

عمل محفظاً لكتاب الله في قريته و القرى المجاورة .

عمل إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف عام 2008

عُرف بين زملائه بالصوت الحسن .

في هذه الفترة بدت علي الشيخ علامات التعب ومع التحاليل و الأشعه تبين أن الشيخ مصاب بورم في الرئه خضع بعده للعلاج الكيماوي ، لم يتأثر الشيخ بخبر مرضه وتقبله بنفس راضيه بقضاء الله وقدره .

إنتخابات 2010

خضع الشيخ لعملية جراحية قبيل الانتخابات بأيام قليلة أقعدته عن بعض الأعمال قبل الانتخابات خاصة وان المرض والألم زاد عليه في هذه الفترة ، وبالرغم من ذلك فوجئ الإخوان وأهالي البلد بالشيخ المريض أمام لجنة الاقتراع مصراً علي الخروج والمشاركة مصاحباً لبعض أهالي القرية يحثهم علي المشاركة وشهادة الحق ، لم تمر أيام قليله حتي صعق أهالي البلد بخبر وفاته بعد صراع مع المرض في يوم الأربعاء الموافق9/1/1432هجرى 15/12/2010ميلادى

فى صحبة داعية مسافر

يعزى الإخوان المسلمون أنفسهم مع تشييع عضو ٍِِ من أعضاء جسدهم إلى رقعة من الأرض اختارها الله له ولنا في الظاهر والباطن لا يعلمه إلا هو من الخير وإن كنا قد شيعنا فما هو إلا جثمان ولكن روحه وفكرته ومنهجه ما زالت تنبض أنفاسها في قلوبنا وبين أضلعنا

في الحقيقة إن السماء والأرض تشاركنا هذه الأحزان بدموع غزيرة غير مقطوعة مع زمانِِِ ِولا مكان فقد قال (صلي الله عليه وسلم) (إذا مات ابن آدم بكى عليه موضعان موضع فى الأرض وموضع في السماء فأما الموضع الذي في الأرض فموضع سجوده وأما الموضع الذي في السماء فموضع صعود عمله ) فما أكثر الباكين على شيخنا

كان لا يجعل له عذرا عن القيام بالصلاة المسنونة فضلا عن المفروضة فكان له مع قيام الليل حال فمع مرضه الشديد وجرحه العميق فقد جعل لى القدر معه نصيبا في أول ليلة من خروجه من العملية الجراحية فمع ذلك وجدته حين نشر الليل ظلامه وغفل الناس بسباتهم وجدت هذا الأسد ناشراً جسده بين يدي ربه !

فهذا ضعيف الجسد منهك الرئة يأبى إلا الوقوف بين يدي ربه ويجعل هذه الرئة بما بقى لها من نبض تهمس بذكر الله بين يديه مرتلا قول الله (إن المتقين في جنات وعيون أخذين ما أتاهم ربهم )إلى آخر الآيات سورة (الذاريات) فهل هناك عذر لملايين من البشر سالمى الجسد لهم أعين مملوءة بالنوم وأفواه بالطعام وقلوب بالغفلة والجبن !!

  • -لم يعرف الشيخ الكسل ولا الخمول ولا الأعذار مع أنه بعد مرضه كان له العذر فما غاب يوماً عن لقاء لإيمانه بما فيه من خير أو عن أداء واجب لديه نحو الآخرين ولا عن عمل كلف به حتى وإن كان المرض ينهش فيه أو يفتت أوصال رئته فلقد ختم أخر أعماله بالوقوف في دعوة الله ففي صباح اليوم الذي سافر فيه إلى القاهرة لإجراء العملية الجراحية كان مع أخوانه في كبد الليل يعلق لافتات مرشح (الإسلام هو الحل)الأستاذ محمد الحليسي.

وقبل الوفاة بأيام صمم على الخروج ليضع صوته رغم ما علم من تزوير ليعرى أصحاب المعاذير الواهنة والحجج الباطلة ويفضح أصحاب خيوط العنكبوت لأنه تمسك بحبل الله المتين ومنهجه العظيم

  • وفى طعامه كان حريصا على أكل الحلال ففي يوم قال لي منذ أكثر من أسبوع وأنا أشتاق إلى أخذ من هذه الأرض سنبله من القمح ولكن لا أجد صاحب الحقل حتى أستأذنه وامتنع عن الأخذ حتى بحث عنه واستأذنه فأذن له بتعجب قائلا إن الأرض كلها ملك لك يا شيخ وعجب الرجل من حرصه على تحرى الحلال حتى في هذه الأمور البسيطة فرتل الشيخ قول الله تعالى (يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله أن كنتم إياه تعبدون )

(يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) و والله لقد صدق الله فصدقه الله فكثير من الأمور قد تغلق أبوابها وكثير من الإجراءات الحكومية كانت تقف أمامي فيقول لي توكل على الله وأنا أدعو لك رب العباد فكنت أتعجب فيقول لا تعجب ليس لنا فيه شأن فقد أمرنا الله بالدعاء وتكفل بالإجابة فتقضى الأمور ببركة دعاء الشيخ بعد تعثرها مرة بعد مرة !!!!!

  • والأعجب من ذلك موازنته العجيبة بين الدنيا و الأخرة دون تفريط أو غلو في أحدهما على الآخر فكان يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا فيعمل على تجهيز شقته ويضع أوصاف زوجته وشريكة حياته وبالرغم من هذا العزم على الزواج كان يوصى بمن يغسله ويكفنه ومن يصلى عليه!!!
  • ولقد وسع الشيخ –يرحمه الله-الناس بالحب وسلامة الصدر ونشر ابتسامته على وجهه لهم في الله وما وجدته غاضبا أبدا إلا فى حاجة،الله له فيها حق
  • وللشيخ الجليل مع كتاب الله أحوال وأوراد فكان يرتل القرآن بجميع جسده أنفه قبل لسانه وقلبه قبل فمه حتى الأصابع تعد الحركات والأذن تعي ما يقرأه اللسان وترتاح لذلك ولا تتعجب فلو سمعت هذا الصوت العذب لزال عنك العجب لرقة ونداوة الصوت العذب الذي يثبت القلب كما يثبت المطر رمال الصحراء
  • وفى النهاية نقول مات الجسد وترك الأثر بين الناس وشهد له القاصي والداني بالسيرة الطيبة والصلاح والخير فصدق فيه قول المعصوم (صلي الله عليه وسلم)(أنتم شهداء الله في الأرض)

دروس في موت الأحباب

الشيخ محمد رزق

فموت الأحباب على القلوب وقعه خطير وهوله عظيم ,فما أعظمها من مصيبة تفرق الأحباب ,ولاتفرق بين الشيوخ والشباب , صدق فيها قول ربنا تهجم علينا هذه المصيبة لتلتقط أحبابنا وأقراننا تنقلهم من جوارنا إلى جوار غيرنا لكن ماأعظم هذا الجوار إن كان مع نبينا, وإن ممايخفف المصيبة على القلوب أن يكون المصاب رجل أعد نفسه للأ خرة بصالح العمل وعدم طول الأمل فهو يتذكر الأخرة جعل نفسه من أبنائها بل سعى في طلبها فذالك بشرى قول ربنا

فمع الخبر بموت أخينا الشيخ(محمد رزق ) تواردت ذكرياته وكلماته على العقول ,تتطرق في أذاننا كلمات القرآن وهي تخرج من فمه بصوت ندي وبإحساس مرهف يهز القلوب , لم يكن المتشدق في الكلام , ولا فصيح اللسان , وإنما صاحب كلمات تخرج من الجنان , وصاحب صوت تشتاق لسماعه الأذان , مع خبر وفاته أصبحت أقف معه بذكرياته وبكلماته

فاإليك أيها الحبيب :

((ياأخي إن لك بين يدي الله منصرفاً ,فانظر إلى أين منصرفك إلى الجنة أم إلى النار ))

هذه أخر رسائلك عبر الهاتف المحمول

إلى أحد إخوانك قبل رحيلك , وكأنك تشعر أنك اقتربت على الرحيل , ولعلك الآن حبيبي قد عاينت منصرفك الذي كنت تتمناه , والذي دعونا الله لك به أن تكون من سكانه في جنة ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر , في رفقة من تحملت دعوته وقمت لتبلغ رسالته , بذلت لها الغالي والرخيص وأنت في مرضك , لم يضعفك المرض , بل كانت همتك العالية , ونفسك الراضية , تدافع ألم المرض لنلقاك بين إخوانك في كتائبهم , تشاركهم في أعمالهم وأرائهم ,

((والله لئن رُدت إلى صحتي وعادت إلى عافيت لأرين الله ماذا أفعل لهذه الدعوة ))

كلماتك الأخيرة التي مازالت تتردد في أذني وتقطع مهجتي , وتحزنني على ألم الفراق , وأنت على موعد في زيارتي لنجلس سوياً لتناقشني في هم الشباب الذين حملت همهم والذي أردت أن يكونوا في طليعة الدعاة العاملين , تناقشني أحوالهم , تنطق بكلمة لعلها الآن تذكرة لي ولإخوانك الذين سيعرفونها , تقول بلسان ناطق وقلب صادق( والله لئن رُدت إلى صحتي وعادت إلى عافيتي لأُرين الله ماذا أفعل لهذه الدعوة)

وكأني بك تذكرني بأنس بن النضر حين فاتته غزوة بدر ولم يعلم بخروج النبي لقتال المشركين فيحزن حزنا شديدا , فينذر نفسه للشهادة في سبيل الله ويشهد رسول الله قائلا :

(لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ماأصنع ) فلما كان يوم أحد خرج وهو يتمنى الشهادة في سبيل الله ويقول لسعد بن معاذ : الجنة ورب النضر

فيتفقده المسلمون بعد الغزوة ليجدوه شهيدا في جسده بضعة وثمانين جرحاً مابين ضربة بسيف وطعنة برمح وسهم وقد مثل به المشركون ولم تعرفه إلا أخته الربيع بنت النضر بعلامة في أصبعه , وليصدق فيه قول الله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

فإن كنت أخي لم تبرأ من مرضك , فلقد صدقت ربك وأنت في أصعب ظروفك تدافع ذلك المرض الخبيث , جلست في معتكفك , تحاكي الشباب , تتودد إليهم وتتقرب منهم , حتى صرت من أحب الناس إلى قلوبهم , ولتكون بعد موتك أنت الشعلة الذي أشعلت حماسهم وفجرت طاقاتهم للعمل لدين ربك ,وهذا أبلغ شاهد على صدقك في دعوتك .

تحاكي أحد زوجات الإخوان زوجها وعن أخيها الشقيق وهي تجد في هاتفه رقماً مسجلا باسم (حبي )

فتنزعج لذلك ظانة أن أخاها قد وقع في حب فتاة ,فتنصت إليه سراً وهو يهاتف هذا الحبيب في بداية الحديث بقوله (حبي) لتفاجأ أنه أنت ذاك الحبيب فرحمك الله من أخ قد ملكت القلوب .

( إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته)

ما أجملها من ميتة قد حظيت بها مت وأنت ثابت على دعوتك , فما أجملها من موته رزقت بها فقد أخبرنا عن نبيك

من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته )رواه أحمد ) وزاد في الجامع (ثم يقبضه عليه )

لم يرد بخلدي يوما أن تصير هكذا أرجع بذكرياتي إلى الوراء لأتذكر دخولك في هذه الدعوة المباركة مع بداية الجامعة لتتعرف على أفراد دعوتك فتمضي بك الأيام لتتدخل السجن أياماً في انتخابات ( 2005 ) فظننا أن ذلك سيؤدي بك وقتها إلى الرجوع عن دعوتك فلم تزدد إلا ثباتا وثقة لتخرج بعدها أفضل حالاً مما كنت لتعلم الشباب الخائفين على فرص العمل والعقبات الثقة واليقين .

(المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)

رحمك الله يا قلباً حنوناً نبض بالحب لإخوانه , كم كنت من السعداء أنا وإخوانك الذين نالوا حظاً من قلبك , أتذكر أخرا الكتائب الذي جمعتني بك حين حان وقت المبيت , فأعفاني إخواني من المبيت لأنني قادم من سفر , وعُفيت أنت لمرضك ولأنك كنت على موعد مع الدواء فهمست لي قائلاً:

لئن عزمت المبيت لأبيتن معكم فإنها من أجمل الليالي التي نجتمع فيها سوياً ولا ندري هل نلتقي مرة ثانية أم لا وتذهب للمبيت رغم ما بك من مرض لنصفّ أقدامنا جميعا للقيام بعد سهر طويل ولنفترق على طاعة وتعميق لروابط الحب بيننا من تلك الكتيبة المباركة صاحب شرف (بلغوا عني ولوآية )

كم سعدت برفقتك في هذه الإجازة التي قضيت جزءاً منها معك لتجرني إلى الخير والعمل الصالح معك وأنت تقف بمفردك لتنظم بين أهل عزبتك مسابقة للقرآن فتصبحني أنا وأخيك لتحكيم المسابقة فتقف وأنت المريض لتساوي بين الأولاد والبنات لتكون أخر أنفاسك في خدمة كتاب ربك فبلّغك ربي بما حفظت وقرأت بكل حرف منزلاً من منازل أهل الجنة

(صبر ورضا بالقضاء مع عظم البلاء)

يزداد عليك المرض فتزداد معه صبراً على البلاء ونرى فيك الرضا بالقضاء لم تشعرنا بعظم المرض ولا بالجزع منه

بل لسان حالك الحمد لله على كل حال لتقول في رسائلك لإخوانك (أحبابي أنا على ما قدر الله لي وهو الخير وجزآكم ربى خير الجزاء على دعائكم) بل تعلمهم معنى الراحة في الدنيا وهو البعد عن الراحة قائلا لهم (من عرف قدر الجزاء صبر على طول العناء ولا عبر احد على مقر الراحة إلا على جسر التعب , ولا فرحه لمن لا هم له ولا لذة لمن لا صبر له ولا نعيم لمن لا شقاء له ولا راحة لمن لا تعب له , فيا عظم ما ستنال من جزاء بُشّرنا به في كتاب ربنا

وببشرى نبينا في حديث جاء في الموطأ من حديث عطاء بن يسار، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين، فقال:

أنظرا ماذا يقول لعواده (لزواره (فان هو إذا جاءوه حمد الله وأثنى عليه، فيرفعان ذلك إلى الله وهو أعلم، فيقول:

إن لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيته أن أبدله لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، وأن أكفر عنه سيئاته".

وبقوله صلى الله عليه وسلم :إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وان الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ".

( وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله ، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة " فسعادتنا وسرورنا أنك ستلقاه وقد طهرك من الذنوب , ستلقاه وقد نلت أجر الصابرين المحتسبين , فهنيئا لك بهذا الأجر العظيم

(رسائل موتك تصرخ فينا)

أخي الحبيب كأننا بموتك الآن نستمع إلى رسائل إنذار تصرخ في أذاننا , تأخذ ألباب عقولنا وتملك قلوبنا, تقول لنا

  • - أنا الشاب الذي رأيتموه منذ سنين قليلة أجري بينكم , أمرح مثلكم , فانظروا كيف حالي الآن وما هي أحوالكم .
  • - أنا من اصطفاني ربي فمت وأنا بينكم ثابت على دعوتكم فانظروا كيف أنتم حين يأتي دوركم .
  • - أنا من عشت في أواخر عمري مريضاً فلم يقعدني المرض عن أداء رسالتي , فكيف أنتم يا صحاحاً لم تصابوا بمصيبتي.

أخي الحبيب الغالي : بموتك أيقظت قلوبنا وعلى الحقيقة التي لابد منها بصرت عيوننا , فمضينا بعدك نجدد العهد مع ربنا

فوداعاً أيها المجاهد على أمل اللقاء بك في صحبة نبينا , وداعاً وذكراك لن تترك قلوبنا , وداعاً يا حبيباً لن تفارق قلوبنا

وداعاً أيها البطــــــــــــــــــل

لفقدك تدمع المقـــــــــــــل

بقــــــــاع الأرض قد ندبتفراقك

واشتكى الطلــــــــــــــــــــــــــــــــل

لئن نائت بنا الأجســــــــــــــــاد

فالأرواح تتصـــــــــــــــــــــــــــــل

ففي الدنيا تلاقينــــــــــــــــــا

وفي الأخرى لنا الأمــــــــــــــــــل

فنسأل ربنا المـــــــــــــــــــــولى

وفي الأســــــــــــــــحار نبتهل

بأن نلـــــــــــقاك في فرح بدارٍ

ما بها مــــــــــــــــــــلل

بجنات وروضــــــــــــــــات

بها الأنهـــــــــــار والحـلل

بها الحـــــــــور تنادينا

بصوت ماله مــــــــــــــثل

بها الأحبـــــــــــــاب قاطبة

كذا الأصحــــــــــاب والرسل

بها أبطـــــــــــــــــــــال أمتنا

بها شهـــــــــــــــدائنا الأول

هنيئــــــــــاً ما ظفرت به

هنيئــــــــــاً أيها البطـــــــل

أسأل الله أن يجعل الجنة مأواك , وأن يبشرك بصحبة نبيك ومصطفاك, وأن تكون من سكان الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا , وأن تزوج من الحور العين ماشئت عوضاً عن زواج الدنيا وأسال الله أن نكون بصحبتك في الجنة مع الرفيق الأعلى إنه ولي ذلك والقادر عليه

ألبوم صور

ألبوم صور الأستاذ محمد رزق

 

محمد-رزق-وقيادة-الدراجة

محمد-رزق-وسط-زفاف-اخ

محمد-رزق-وسط-اهل-بلدته

محمد-رزق-وسط-القرية

محمد-رزق-وسط-الشباب

محمد-رزق-وسط-الاخوان

محمد-رزق-وسط-اخوانه-فى-اخر-ايامه

محمد-رزق-وسط-اخوانه-الكرام

محمد-رزق-وسط-اخوانه

محمد-رزق-وسط-اخوان-الحمراء

محمد-رزق-واحد-اخوان-الحمراء

محمد-رزق-مع-اخوانه

محمد-رزق-مع-احد-الاخوة-الكرام

محمد-رزق-مع-احد-الاخوة

محمد-رزق-في-رحلة-خلوية-مع-اخوانه

محمد-رزق-في-المسجد

محمد-رزق-فى-اخر-اعتكاف-له

محمد-رزق-في-اخر-اعتكاف

محمد-رزق-بغطاء-الرأس-اخر-ايامه

محمد-رزق-اثناء-الغداء

محمد-رزق-اثناء-الرحلة

محمد-رزق

الشيخ-محمد-رزق-وسط-اهل-القرية

الشيخ-محمد-رزق-وسط-اخوانه-مشايخ-الازهر

الشيخ-محمد-رزق-وسط-اخوانه

الشيخ-محمد-رزق-مع-اخ-له

الشيخ-محمد-رزق-03

الشيخ-محمد-رزق-04

الشيخ-محمد-رزق-02

الشيخ-محمد-رزق-01


للمزيد عن الإخوان في كفر الشيخ

روابط داخلية

أهم أعلام إخوان كفر الشيخ

أهم أعلام إخوان كفر الشيخ

روابط خارجية

مقالات متعلقة

وصلات فيديو