مع الإمام المجدد الشهيد حسن البنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مع الإمام المجدد الشهيد حسن البنا

د. عبدالله فرج الله***مع الإمام المجدد الشهيد حسن البنا، رحمه الله، في ذكرى مئويته الأولى، تطيب الصحبة، ونتمنى أن لا تنتهي معه الرحلة، «من فقه الأولين» تحل ضيفاً في ديوان البنا العامر، وبحره الزاخر، وعمره الزاهر.. مع أنفاسه العطرة، وأنواره الباهرة، وأسراره الظاهرة، وأخلاقه الآسرة.. نقتبس قبساً نحيا به، ونوراً نسير به، وظلاً نستظل به، وقلباً نطمئن به، ونفساً نعظم بها ونكبر، وروحاً نسمو به، وخلقاً نعلو به، وقولاً نهتدي به، وفعلاً نقتدي به..

بقلم:د. عبدالله فرج الله

مع الإمام المجدد الشهيد حسن البنا، رحمه الله، في ذكرى مئويته الأولى، تطيب الصحبة، ونتمنى أن لا تنتهي معه الرحلة، «من فقه الأولين» تحل ضيفاً في ديوان البنا العامر، وبحره الزاخر، وعمره الزاهر.. مع أنفاسه العطرة، وأنواره الباهرة، وأسراره الظاهرة، وأخلاقه الآسرة.. نقتبس قبساً نحيا به، ونوراً نسير به، وظلاً نستظل به، وقلباً نطمئن به، ونفساً نعظم بها ونكبر، وروحاً نسمو به، وخلقاً نعلو به، وقولاً نهتدي به، وفعلاً نقتدي به..

العيد الأكبر!!

في 29 رمضان 1367هـ الموافق 5 آب/ أغسطس 1948م، كتب الإمام المجدد يخاطب الشباب موجهاً ومرشداً، وطالما أطال الوقوف بين يدي الشباب، الذين أولاهم عنايته واهتمامه، لإيمانه بأهميتهم ومكانتهم، مبيناً لهم رؤيته لمفهوم العيد، وهم مقبلون على العيد في ظرف حرج، تمر به أمتهم، بقوله:

«يا شباب: إن عيدكم الأكبر يوم تتحرر أوطانُكم، ويَحكمُ قرآنُكم..

فاذكروا في العيد ماضيَكم المجيد؛ لتتذكروا تبعاتكم، وأملكم لحاضركم، ورسالتكم لمستقبلكم، وجدِّدوا الآمال، وآمنوا، وتآخَوا، واعملوا، وترقَّبوا بعد ذلك النصرَ المبين..

ولا تنسَوا أن ثمنَ النصر تضحيةٌ وفداءٌ؛ فاحرِصوا على تقديم هذا الثمن، ولا تهِنوا بعد ذلك ولا تحزنوا؛ فأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم، وما كان الله ليضيعَ إيمانكم».

فلسطين الباسلة المجاهدة.. تدعوكم!!

في شهر رجب 1358هـ الموافق آب/ أغسطس 1939م كان الإخوان المسلمون على أهبَّة الاستعداد لنصرة فلسطين المجاهدة، وجعلوا من يوم 27 رجب يوم فلسطين ومن ذكرى الإسراء والمعراج منطلقًا لبدء حملة كبيرة من الحركة والجهاد لنصرة فلسطين.

وفي هذه الأثناء كان الإمام الشهيد حسن البنا يقوم بجولته ورحلته الصيفية الطويلة والمعتادة في مدن وقرى الصعيد، ومن هناك بعث إلى الإخوان يُذكِّرهم بهذه القضية الخطيرة، ويحملهم التبعة والمسؤولية، ويحفِّزهم للحركة والجهاد والتضحية، وكان الإخوان كعهدهم دائمًا عند حسن الظن بهم.

وهذا نص كلمته التي كتبها تحت عنوان «في 27 رجب.. إلى الإخوان المسلمين».

«أيها الإخوان..

بين هذه التنقلات الدائمة في مدن الصعيد المبارك وقراه أذكِّركم من كل قلبي بيوم فلسطين يوم 27 رجب،

فلسطين الباسلة المجاهدة الشهيدة، تدعوكم بلسان المسجد الأقصى المبارك، وبلسان الشهداء من أبنائها المجاهدين، وبلسان أراملها الطاهرات وأطفالها الأبرياء، الذين جنت عليهم القوة الغاشمة والجبروت الظالم فأصبحوا ولا عائلَ لهم ولا سند، وبلسان هذا العدوان الصارخ من الصهيونيِّين شذَّاذ الآفاق وحثالة الشعوب، وبلسان الأخوَّة الإسلامية التي تجعل من المسلمين جسمًا واحدًا، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.

فلسطين الباسلة المجاهدة الشهيدة تدعوكم لتُثبتوا وجودكم، ولتُظهروا غضبكم، ولتقدموا مساعداتكم حتى يعلم الغاصبون الطامعون أنَّ المسلم لن ينسى أخاه، ولن يقصر في واجبه.

ابعثوا بالاحتجاجات الكتابية، وألِّفوا اللجان، اجمعوا الإعانات، تنازلوا عن النعيم والترف يومًا واحدًا في سبيل فلسطين، وابعثوا بما تقتصدونه وتجمعونه من الأهالي إلى اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين بدار الإخوان المسلمين؛ لتبعث بالأموال المجموعة إلى الأرامل والأيتام من أبناء المجاهدين.

وإن اللجنة لتنتظر منكم بيانًا وافيًا بأسماء أعضاء لجان فلسطين الفرعية، وبالوسائل العملية الإيجابية التي ستساعدون بها إخوانكم المجاهدين في يوم الإسراء المبارك.

احذروا أن تقصروا فتندموا أشدَّ الندم، وتُسألون عن ذلك في الآخرة.

وفَّق الله المسلمين لخيرهم وتحرير أوطانهم واستعادة مجدهم».