الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالوا في رمضان»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة ٣ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''<center><font color="blue"><font size=5>قالوا في رمضان</font></font></center>'''


'''قالوا في رمضان'''
'''أ.د/[[جابر قميحة]]'''
 
أ.د/جابر قميحة
 


[[ملف:د.جابر قميحة.jpg|تصغير|يسار|'''<center>د.[[جابر قميحة]]</center>''']]


من الحقائق التي حملها إلينا التاريخ، وسرى مسرى الأمثال قولهم "العرب أمة شاعرة". وكذلك قولهم "الشعر ديوان العرب". ولا مبالغة في ذلك: فالشعر هو الذي حفظ تاريخهم وأيامهم، ومسيرتة حياتهم.
من الحقائق التي حملها إلينا التاريخ، وسرى مسرى الأمثال قولهم "العرب أمة شاعرة". وكذلك قولهم "الشعر ديوان العرب". ولا مبالغة في ذلك: فالشعر هو الذي حفظ تاريخهم وأيامهم، ومسيرتة حياتهم.
سطر ١٣: سطر ١٢:


ثم لنستمع بعد ذلك للشاعر "يس الفيل" وهو يحيي هذا الشهر المعظم قائلاً:
ثم لنستمع بعد ذلك للشاعر "يس الفيل" وهو يحيي هذا الشهر المعظم قائلاً:
شـهر  الصيام تحية من iiشاعر
شـهر  الصيام تحية من iiشاعر
هـذى  أحاسيسي بليلك iiتزدهي
::::هـذى  أحاسيسي بليلك iiتزدهي
 
أقـبـل كما أرجو عوالم iiرحمةٍ
أقـبـل كما أرجو عوالم iiرحمةٍ
وأقـم  كـريـمًا بين أكرم iiأمةٍ
::::وأقـم  كـريـمًا بين أكرم iiأمةٍ


عن كل ما يؤذي المشاعر صاما
عن كل ما يؤذي المشاعر صاما
ومـشاعري  لك طاعة iiتتسامى
::::ومـشاعري  لك طاعة iiتتسامى
 
حتى  لمن هو عن سناك iiتعامى
حتى  لمن هو عن سناك iiتعامى
خـطرت هدى، وتألقت iiإسلاما
::::خـطرت هدى، وتألقت iiإسلاما


ويتحدثُ الشاعرُ عن فضيلة الصوم، وأثرها الروحي والتربوي في نفوس المسلمين الذين يصومون ويعبدون الله.. ابتغاء وجه الله. يقول الشاعر يس الفيل:
ويتحدثُ الشاعرُ عن فضيلة الصوم، وأثرها الروحي والتربوي في نفوس المسلمين الذين يصومون ويعبدون الله.. ابتغاء وجه الله. يقول الشاعر يس الفيل:


هذى الجموعُ إلى الصيام تسابَقَتْ
هذى الجموعُ إلى الصيام تسابَقَتْ
صـامـوا نهارًا، واستظل بليلهم
::::صـامـوا نهارًا، واستظل بليلهم
 
يـبـغون وجه الله في ملأ iiطغى
يـبـغون وجه الله في ملأ iiطغى
يـتـألـقـون بـما أفأت iiعليهم
::::يـتـألـقـون بـما أفأت iiعليهم
 
وإلـيك يلتجئون إن عصفت iiبهم
وإلـيك يلتجئون إن عصفت iiبهم
فـانـصر  عبادك، إنهم بك iiقوةٌ
::::فـانـصر  عبادك، إنهم بك iiقوةٌ


الـكـل فـيك بفيض برك iiهاما
::::أمـل، وجـادوا بـاليسير iiكراما


الـكـل فـيك بفيض برك iiهاما
أمـل، وجـادوا بـاليسير iiكراما
ومـضـى يقطع بينهم.. iiأرحامَا
ومـضـى يقطع بينهم.. iiأرحامَا
ويـحـطمون بأرضهم.. iiأصناما
::::ويـحـطمون بأرضهم.. iiأصناما
 
مـحـنٌ،  ومدت للضلوع iiسهاما
مـحـنٌ،  ومدت للضلوع iiسهاما
كبرى، وهم بسوي رضاك iiيتامى
::::كبرى، وهم بسوي رضاك iiيتامى


وبعاطفةٍ إيمانية متدفقة: نرى الشاعر "محمد هاشم رشيد" يوجهُ نداء للمسلمين في كل من بالمعمورة لكي يدركوا عبرة الصوم، ويأخذوا أنفسهم بها عمليًا، تُرى ماذا يقصد الشاعر بعبرة الصوم؟ يقول الشاعر:
وبعاطفةٍ إيمانية متدفقة: نرى الشاعر "[[محمد هاشم رشيد]]" يوجهُ نداء للمسلمين في كل من بالمعمورة لكي يدركوا عبرة الصوم، ويأخذوا أنفسهم بها عمليًا، تُرى ماذا يقصد الشاعر بعبرة الصوم؟ يقول الشاعر:


أيها  المسلمون في كل أرض
أيها  المسلمون في كل أرض
آن  يا إخوتي اللقاءُ iiالمرجى
::::آن  يا إخوتي اللقاءُ iiالمرجى
 
لـم  نـكن غير أمة iiوحدتها
لـم  نـكن غير أمة iiوحدتها
ثـم  عـدنـا قبائلاً iiوشعوبًا
::::ثـم  عـدنـا قبائلاً iiوشعوبًا
 
عـبـرة  الصوم أن iiنتلاقى
عـبـرة  الصوم أن iiنتلاقى
فـلـقـد وحد الصيام خطانا
::::فـلـقـد وحد الصيام خطانا


وعـلـى كل بقعة أو iiبلاد..
وعـلـى كل بقعة أو iiبلاد..
بعد طول النوى وطول البعاد
::::بعد طول النوى وطول البعاد
 
شرعة الحق والهدى iiوالرشادِ
شرعة الحق والهدى iiوالرشادِ
وافـتـرقنا في كل أفق iiونادِ
::::وافـتـرقنا في كل أفق iiونادِ
من  جديد على طريق iiالجهادِ
 
ومـنانا  برغم أنف iiالأعادي
من  جديد على طريق ii[[الجهادِ]]
::::ومـنانا  برغم أنف iiالأعادي
 
وفي قصة شعرية، يقدم الشاعر [[محمد هاشم رشيد]] عبرًا، وقيمًا إنسانيةً أخرى للصوم، وتبدأ هذه القصيدةُ القصصيةُ بأحدِ المسلمين الموسرين الصائمين يقدمه الشاعر وقد:


وفي قصة شعرية، يقدم الشاعر محمد هاشم رشيد عبرًا، وقيمًا إنسانيةً أخرى للصوم، وتبدأ هذه القصيدةُ القصصيةُ بأحدِ المسلمين الموسرين الصائمين يقدمه الشاعر وقد:
سـارَ والـشـمسُ فوقهُ iiتتلظى
سـارَ والـشـمسُ فوقهُ iiتتلظى
سـاهـمًا،  ملء صدره iiزفراتٌ
::::سـاهـمًا،  ملء صدره iiزفراتٌ
 
ظامئًا يعصف الصدى بين جنبيه
ظامئًا يعصف الصدى بين جنبيه
جائعًا ـ تصرخ الضلوعُ iiوتشكو
::::جائعًا ـ تصرخ الضلوعُ iiوتشكو


فـتـحـيـلُ الوجودَ شعلةَ iiنارِ
::::خـلـفـتـه  مـبـلبل iiالأفكارِ


فـتـحـيـلُ الوجودَ شعلةَ iiنارِ
خـلـفـتـه  مـبـلبل iiالأفكارِ
كـلـفـح  الهجير بين البراري
كـلـفـح  الهجير بين البراري
مـا  تلاقيه من ضني iiوانصهار
::::مـا  تلاقيه من ضني iiوانصهار


وبينما هو في الطريق إلى قصره: رأى ما يشبهُ الكوخ بلا سقف، وقد ضم عجوزًا وفتيةً استبد بهم الفقرُ والضعفُ والشقاء، فيتفتح ضمير الصائم الثري، ويستبد به الحزن لما يرى، ولكن الشعورَ الحيَّ وحده لا يطعم جائعًا، ولا يروي ظامئًا، لذلك ترجَمَ الرجلُ شعورَه إلى عمل:
وبينما هو في الطريق إلى قصره: رأى ما يشبهُ الكوخ بلا سقف، وقد ضم عجوزًا وفتيةً استبد بهم الفقرُ والضعفُ والشقاء، فيتفتح ضمير الصائم الثري، ويستبد به الحزن لما يرى، ولكن الشعورَ الحيَّ وحده لا يطعم جائعًا، ولا يروي ظامئًا، لذلك ترجَمَ الرجلُ شعورَه إلى عمل:


وأتى الكوخ قائلاً: "أيها القومُ
وأتى الكوخ قائلاً: "أيها القومُ
 
::::هلموا.. فأنتم في جواري
هلموا.. فأنتم في جواري


اهجروا الكوخ، وانزلوا في رحابي
اهجروا الكوخ، وانزلوا في رحابي
 
::::أنتِ أمي، وهؤلاء صغاري
أنتِ أمي، وهؤلاء صغاري
 
***


ويختمُ الشاعر قصتَه بإبرازِ أهمِّ القيم الروحيةِ والاجتماعيةِ، والإنسانية التي يقودُنا إليها الصوم. فيقول
ويختمُ الشاعر قصتَه بإبرازِ أهمِّ القيم الروحيةِ والاجتماعيةِ، والإنسانية التي يقودُنا إليها الصوم. فيقول


هكذا  الصومُ فكرةٌ تملأُ iiالنفس
هكذا  الصومُ فكرةٌ تملأُ iiالنفس
هكذا الصومُ نشوةٌ تاسر الروح
::::هكذا الصومُ نشوةٌ تاسر الروح
 
هكذا الصوم رحمة تغمر القلب
هكذا الصوم رحمة تغمر القلب
ليس  معناهُ أن نجوعَ iiونصدى
::::ليس  معناهُ أن نجوعَ iiونصدى
 
ونرى البؤس والشقاءَ iiفنغضي
ونرى البؤس والشقاءَ iiفنغضي


فـتـسـمـو  لـعالم iiالأنوارِ
::::فـتـمضي مع النسيم iiالسارِي


فـتـسـمـو  لـعالم iiالأنوارِ
فـتـمضي مع النسيم iiالسارِي
فـيـحـيـا بـسـنة iiالإيثار
فـيـحـيـا بـسـنة iiالإيثار
ونقضي  الحياة مثل الضوارِي
::::ونقضي  الحياة مثل الضوارِي
 
ثـم  نـرجـو تفضلُ iiالجبارِ
ثـم  نـرجـو تفضلُ iiالجبارِ


ونلتقي بشاعر طيبة محمد ضياء الدين الصابوني، وهو يفيضُ سعادةً وبشرا بقدوم رمضان العظيم، فيقول:
ونلتقي بشاعر طيبة [[محمد ضياء الدين الصابوني]]، وهو يفيضُ سعادةً وبشرا بقدوم رمضان العظيم، فيقول:


شهر أطل بفجره البسام                دنيا من الإشراق والإلهامِ
شهر أطل بفجره البسام                 
::::دنيا من الإشراق والإلهامِ


شهرٌ أطل فمرحبًا بقدومه                وبفيضه المتدفق المترامي
شهرٌ أطل فمرحبًا بقدومه                 
::::وبفيضه المتدفق المترامي


***
يبرز الشاعر الجو الروحي الذي يسيطرُ على الصائمين في رمضان، من خشوع وتقوى وذكر وتسبيح، فيقول:


يبرز الشاعر الجو الروحي الذي يسيطرُ على الصائمين في رمضان، من خشوع وتقوى وذكر وتسبيح، فيقول:
وفي رمضان كم خشعت قلوبٌ
وفي رمضان كم خشعت قلوبٌ
وفي رمضان كم غفرت iiذنوب
::::وفي رمضان كم غفرت iiذنوب
 
ومـا  أحـلى ليالي الذكر iiفيه
ومـا  أحـلى ليالي الذكر iiفيه
وتـسبح  في معارج من كمالٍ
::::وتـسبح  في معارج من كمالٍ


بـذكـر الله والـسبع iiالمثاني
بـذكـر الله والـسبع iiالمثاني
تـفـتـح  فيه أبوابُ iiالجنانِ
::::تـفـتـح  فيه أبوابُ iiالجنانِ
 
تـبيت وأنتَ موصولُ iiالجنان
تـبيت وأنتَ موصولُ iiالجنان
وتـتـلو  فيه من غرر iiالبيانِ
::::وتـتـلو  فيه من غرر iiالبيانِ


وليلُ الصائمين ليل عبادة وقيامٍ تقربًا إلى الله، واستنزالاً لرحمته وغفرانه. يقول شاعرُ طيبة:
وليلُ الصائمين ليل عبادة وقيامٍ تقربًا إلى الله، واستنزالاً لرحمته وغفرانه. يقول شاعرُ طيبة:
يـا لـيالي القيام عودي iiعلينا
يـا لـيالي القيام عودي iiعلينا
جمعتنا في الروض منها سويعا
::::جمعتنا في الروض منها سويعا
 
يقطعونَ  الليلَ الطويلَ iiبترتيـ
يقطعونَ  الليلَ الطويلَ iiبترتيـ
::::وانـفـحـينا بأطيب iiالنفحات


وانـفـحـينا بأطيب iiالنفحات
ت مـع الراغبين في iiالقرباتِ
ت مـع الراغبين في iiالقرباتِ
ـيـل  جـميل منور iiالكلماتِ
::::ـيـل  جـميل منور iiالكلماتِ


ويقول الشاعر "حسن فتح الباب" إن رمضان هو أكثر الشهور إلهامًا لي بأجمل قصائدي، فهو شهرُ الصفاء العقلي والروحي، لذلك تنطلق فيه القريحة بشعرِ التوبةِ والنجاوى.
ويقول الشاعر "حسن فتح الباب" إن رمضان هو أكثر الشهور إلهامًا لي بأجمل قصائدي، فهو شهرُ الصفاء العقلي والروحي، لذلك تنطلق فيه القريحة بشعرِ التوبةِ والنجاوى.


ومن قصائد الشاعر الرمضانية قصيدةٌ بعنوان (غفران) يقول فيها:
ومن قصائد الشاعر الرمضانية قصيدةٌ بعنوان (غفران) يقول فيها:
كـلـمـا طافت على الكون iiنهايا
كـلـمـا طافت على الكون iiنهايا
أشـرقـت  روحي يا رب iiورفت
::::أشـرقـت  روحي يا رب iiورفت
 
واستفاض الطهر يسري في فؤادي
واستفاض الطهر يسري في فؤادي
واجـتـلى  قلبي أسرار iiالنجاوى
::::واجـتـلى  قلبي أسرار iiالنجاوى
 
رب فـارحـم، نـادما مما iiيعاني
رب فـارحـم، نـادما مما iiيعاني
واهـدِ فـي غمرٍ من الدجن iiسراةً
::::واهـدِ فـي غمرٍ من الدجن iiسراةً
 
رب واسـكب من سماواتك iiفيضًا
رب واسـكب من سماواتك iiفيضًا
::::وسـرت فـي موكب الدنيا خطايا


فـي ضـيـاء غامر منك iiالحنايا
::::مـن  مـعـانيك، ويجتاح الخلايا


وسـرت فـي موكب الدنيا خطايا
فـي ضـيـاء غامر منك iiالحنايا
مـن  مـعـانيك، ويجتاح الخلايا
وجـلا نـورك عـن حسي iiدجايا
وجـلا نـورك عـن حسي iiدجايا
وتـقـبـل  تـوبة من كل iiجاني
::::وتـقـبـل  تـوبة من كل iiجاني
 
وأقـل  عـثـرة مـكلومٍ iiوعاني
وأقـل  عـثـرة مـكلومٍ iiوعاني
يـغـمـر  الـنفس بآمال iiحسانِ
::::يـغـمـر  الـنفس بآمال iiحسانِ


وبهذا الدعاء الطيب ـ يا عزيزي القارئ ـ نختم مقالنا عن رمضان والصوم. ونودعك على أمل اللقاء في مقال جديد من . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبهذا الدعاء الطيب ـ يا عزيزي القارئ ـ نختم مقالنا عن رمضان والصوم. ونودعك على أمل اللقاء في مقال جديد من . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المراجعة الحالية بتاريخ ٢٢:٤٦، ٢٤ أكتوبر ٢٠١١

قالوا في رمضان

أ.د/جابر قميحة

من الحقائق التي حملها إلينا التاريخ، وسرى مسرى الأمثال قولهم "العرب أمة شاعرة". وكذلك قولهم "الشعر ديوان العرب". ولا مبالغة في ذلك: فالشعر هو الذي حفظ تاريخهم وأيامهم، ومسيرتة حياتهم.

و ها قد أهل علينا باليمن والبركات شهر رمضان المعظم، وهو ربيع النفوس والقلوب، وكان لرمضان في وجدان الشعراء تدفق ثرار فاض بأعذب الكلم. فلتكن هذه الحلقة من "ديوان العرب" عن "رمضان والصيام.

ونستهلها بقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).

ثم لنستمع بعد ذلك للشاعر "يس الفيل" وهو يحيي هذا الشهر المعظم قائلاً:

شـهر الصيام تحية من iiشاعر

هـذى أحاسيسي بليلك iiتزدهي

أقـبـل كما أرجو عوالم iiرحمةٍ

وأقـم كـريـمًا بين أكرم iiأمةٍ

عن كل ما يؤذي المشاعر صاما

ومـشاعري لك طاعة iiتتسامى

حتى لمن هو عن سناك iiتعامى

خـطرت هدى، وتألقت iiإسلاما

ويتحدثُ الشاعرُ عن فضيلة الصوم، وأثرها الروحي والتربوي في نفوس المسلمين الذين يصومون ويعبدون الله.. ابتغاء وجه الله. يقول الشاعر يس الفيل:

هذى الجموعُ إلى الصيام تسابَقَتْ

صـامـوا نهارًا، واستظل بليلهم

يـبـغون وجه الله في ملأ iiطغى

يـتـألـقـون بـما أفأت iiعليهم

وإلـيك يلتجئون إن عصفت iiبهم

فـانـصر عبادك، إنهم بك iiقوةٌ

الـكـل فـيك بفيض برك iiهاما

أمـل، وجـادوا بـاليسير iiكراما

ومـضـى يقطع بينهم.. iiأرحامَا

ويـحـطمون بأرضهم.. iiأصناما

مـحـنٌ، ومدت للضلوع iiسهاما

كبرى، وهم بسوي رضاك iiيتامى

وبعاطفةٍ إيمانية متدفقة: نرى الشاعر "محمد هاشم رشيد" يوجهُ نداء للمسلمين في كل من بالمعمورة لكي يدركوا عبرة الصوم، ويأخذوا أنفسهم بها عمليًا، تُرى ماذا يقصد الشاعر بعبرة الصوم؟ يقول الشاعر:

أيها المسلمون في كل أرض

آن يا إخوتي اللقاءُ iiالمرجى

لـم نـكن غير أمة iiوحدتها

ثـم عـدنـا قبائلاً iiوشعوبًا

عـبـرة الصوم أن iiنتلاقى

فـلـقـد وحد الصيام خطانا

وعـلـى كل بقعة أو iiبلاد..

بعد طول النوى وطول البعاد

شرعة الحق والهدى iiوالرشادِ

وافـتـرقنا في كل أفق iiونادِ

من جديد على طريق iiالجهادِ

ومـنانا برغم أنف iiالأعادي

وفي قصة شعرية، يقدم الشاعر محمد هاشم رشيد عبرًا، وقيمًا إنسانيةً أخرى للصوم، وتبدأ هذه القصيدةُ القصصيةُ بأحدِ المسلمين الموسرين الصائمين يقدمه الشاعر وقد:

سـارَ والـشـمسُ فوقهُ iiتتلظى

سـاهـمًا، ملء صدره iiزفراتٌ

ظامئًا يعصف الصدى بين جنبيه

جائعًا ـ تصرخ الضلوعُ iiوتشكو

فـتـحـيـلُ الوجودَ شعلةَ iiنارِ

خـلـفـتـه مـبـلبل iiالأفكارِ

كـلـفـح الهجير بين البراري

مـا تلاقيه من ضني iiوانصهار

وبينما هو في الطريق إلى قصره: رأى ما يشبهُ الكوخ بلا سقف، وقد ضم عجوزًا وفتيةً استبد بهم الفقرُ والضعفُ والشقاء، فيتفتح ضمير الصائم الثري، ويستبد به الحزن لما يرى، ولكن الشعورَ الحيَّ وحده لا يطعم جائعًا، ولا يروي ظامئًا، لذلك ترجَمَ الرجلُ شعورَه إلى عمل:

وأتى الكوخ قائلاً: "أيها القومُ

هلموا.. فأنتم في جواري

اهجروا الكوخ، وانزلوا في رحابي

أنتِ أمي، وهؤلاء صغاري

ويختمُ الشاعر قصتَه بإبرازِ أهمِّ القيم الروحيةِ والاجتماعيةِ، والإنسانية التي يقودُنا إليها الصوم. فيقول

هكذا الصومُ فكرةٌ تملأُ iiالنفس

هكذا الصومُ نشوةٌ تاسر الروح

هكذا الصوم رحمة تغمر القلب

ليس معناهُ أن نجوعَ iiونصدى

ونرى البؤس والشقاءَ iiفنغضي

فـتـسـمـو لـعالم iiالأنوارِ

فـتـمضي مع النسيم iiالسارِي

فـيـحـيـا بـسـنة iiالإيثار

ونقضي الحياة مثل الضوارِي

ثـم نـرجـو تفضلُ iiالجبارِ

ونلتقي بشاعر طيبة محمد ضياء الدين الصابوني، وهو يفيضُ سعادةً وبشرا بقدوم رمضان العظيم، فيقول:

شهر أطل بفجره البسام

دنيا من الإشراق والإلهامِ

شهرٌ أطل فمرحبًا بقدومه

وبفيضه المتدفق المترامي

يبرز الشاعر الجو الروحي الذي يسيطرُ على الصائمين في رمضان، من خشوع وتقوى وذكر وتسبيح، فيقول:

وفي رمضان كم خشعت قلوبٌ

وفي رمضان كم غفرت iiذنوب

ومـا أحـلى ليالي الذكر iiفيه

وتـسبح في معارج من كمالٍ

بـذكـر الله والـسبع iiالمثاني

تـفـتـح فيه أبوابُ iiالجنانِ

تـبيت وأنتَ موصولُ iiالجنان

وتـتـلو فيه من غرر iiالبيانِ

وليلُ الصائمين ليل عبادة وقيامٍ تقربًا إلى الله، واستنزالاً لرحمته وغفرانه. يقول شاعرُ طيبة:

يـا لـيالي القيام عودي iiعلينا

جمعتنا في الروض منها سويعا

يقطعونَ الليلَ الطويلَ iiبترتيـ

وانـفـحـينا بأطيب iiالنفحات

ت مـع الراغبين في iiالقرباتِ

ـيـل جـميل منور iiالكلماتِ

ويقول الشاعر "حسن فتح الباب" إن رمضان هو أكثر الشهور إلهامًا لي بأجمل قصائدي، فهو شهرُ الصفاء العقلي والروحي، لذلك تنطلق فيه القريحة بشعرِ التوبةِ والنجاوى.

ومن قصائد الشاعر الرمضانية قصيدةٌ بعنوان (غفران) يقول فيها:

كـلـمـا طافت على الكون iiنهايا

أشـرقـت روحي يا رب iiورفت

واستفاض الطهر يسري في فؤادي

واجـتـلى قلبي أسرار iiالنجاوى

رب فـارحـم، نـادما مما iiيعاني

واهـدِ فـي غمرٍ من الدجن iiسراةً

رب واسـكب من سماواتك iiفيضًا

وسـرت فـي موكب الدنيا خطايا

فـي ضـيـاء غامر منك iiالحنايا

مـن مـعـانيك، ويجتاح الخلايا

وجـلا نـورك عـن حسي iiدجايا

وتـقـبـل تـوبة من كل iiجاني

وأقـل عـثـرة مـكلومٍ iiوعاني

يـغـمـر الـنفس بآمال iiحسانِ

وبهذا الدعاء الطيب ـ يا عزيزي القارئ ـ نختم مقالنا عن رمضان والصوم. ونودعك على أمل اللقاء في مقال جديد من . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر:رابطة أدباء الشام