الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:من تراث الدعوة»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<center>'''لا تيأسوا أيها المسلمون'''</center>
<center>'''يا مبارك.. هل تنام?'''</center>




'''بقلم:أ/عصام العطار '''
'''بقلم: أ/جابر قميحة'''
[[ملف:عصام العطار.jpg|200بك|يسار]]


لا تيأسوا، فلعلّ النّكبات التي نزلت بكم، والتّجارب التي روّعتكم ولوّعتكم، والنّيران التي أحرقتكم وصهرتكم، قد كشفت عن أعينكم الحجب، ونفت عن نفوسكم الخَبَث، وميّزت لكم بين الحقّ والباطل، والصّحيح والزّائف، والصّدق والكذب، وبيّنت لكم بما لا يدع مجالاً لشكّ أو لَبْس أنّه لا مُعْتَمَدَ لكم إلاّ الله، ولا طريقَ لكم إلاّ الإسلام، وأنَّ ما انخدع به كثيرٌ منكم من الشّعارات والدّعوات، ومن صداقة الشّرق والغرب لم يكن في حقيقته إلاّ... '''كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا'''... [النور: 39] وهذا كلُّه يُعِدُّكم من خلال الآلام العميقة، والتّجارب المريرة والرّؤية الدّاخليّة والخارجيّة الواضحة، لانطلاقةٍ جديدةٍ واعيةٍ مصمّمةٍ على طريق الإسلام العظيم؛ طريق المستقبل العظيم لكم ولكلّ البشر.
[[ ملف:جابر قميحة.jpg|تصغير|<center>'''أ.د/جابر قميحة'''</center>]]
هذا الضمير الحي سماه القرآن "النفس اللوامة". يقول الحسن البصري في سياق تفسيره لهذه النفس: "... إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه (في حوار معها): ما أردت بكلمتي? ما أردت بأكلتي? ما أردت بحديث نفسي? وإن الفاجر يمضي قدمًا ما يعاتب نفسه".


لا تيأسوا، فالإسلامُ -إن رجعتم إلى الإسلام- يضع في أيديكم مفاتيح التّغيير الضّروريّ المنشود اقرؤوا قولَ الله عزَّ وجلَّ:
ويقول الشهيد [[سيد قطب]]: ".. فهذه النفس اللوامة, المتيقظة التقية الخائفة, المتوجسة التي تحاسب نفسها, وتتلفت حولها, وتتبين حقيقة هواها, وتحذر خداع ذاتها هي النفس الكريمة علي الله, حتي ليذكرها مع القيامة" {'''لا أقسم بيوم القيامة . ولا أقسم بالنفس اللوامة''' } [القيامة: 1, 2]. ثم هي الصورة المقابلة للنفس الفاجرة, نفس الإنسان الذي يريد أن يفجر, ويمضي قدمًا في الفجور, والذي يكذب, ويتولي, ويذهب إلي أهله يتمطي, دون حساب لنفسه, ودون تلوّم, ولا تحرج ولا مبالاة.."


'''وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ''' [الشورى: 30]
وعمر الذي "عدل, فأمن, فنام نومًا عميقًا علي رمال وحصي -لا في قصر, ولا منتجع, ولا استراحة- كان يتمتع بضمير حي متيقظ, جعله يعيش مشكلات أمته, ويعيش آلامها ومحنها.. ففي سنة 18هـ كان عام الرمادة.. والرمادة في اللغة معناها "الموت", فهو عام المجاعة التي لم تُسقط فيه السماء نقطة مطر واحدة فهلك الزرع والضرع, والخف والحافر, واسودت الرمال الصفراء فصارت في لون الرماد المتخلف عن حريق, وكلحت وجوه الناس, فصارت كذلك في لون الرماد, وقيل إنه مات في هذه المجاعة أكثر من ثلث الناس.
 
.....[[ يا مبارك.. هل تنام?|تابع القراءة]]
وقول الله عزَّ وجلَّ:
 
'''إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ.'''.. [الرعد: 11]
ففي هاتين الآيتين الكريمتين سرُّ دائكم ودوائِكم، وتخلّفِكم وتقدّمِكم، وضعفكم وقوّتكم، وهزيمتكم ونصركم في كلّ زمان ومكان وميدان.....[[لا تيأسوا أيها المسلمون|تابع القراءة]]

مراجعة ٠٣:٠٣، ٢١ يونيو ٢٠١٠

يا مبارك.. هل تنام?


بقلم: أ.د/جابر قميحة

أ.د/جابر قميحة

هذا الضمير الحي سماه القرآن "النفس اللوامة". يقول الحسن البصري في سياق تفسيره لهذه النفس: "... إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه (في حوار معها): ما أردت بكلمتي? ما أردت بأكلتي? ما أردت بحديث نفسي? وإن الفاجر يمضي قدمًا ما يعاتب نفسه".

ويقول الشهيد سيد قطب: ".. فهذه النفس اللوامة, المتيقظة التقية الخائفة, المتوجسة التي تحاسب نفسها, وتتلفت حولها, وتتبين حقيقة هواها, وتحذر خداع ذاتها هي النفس الكريمة علي الله, حتي ليذكرها مع القيامة" {لا أقسم بيوم القيامة . ولا أقسم بالنفس اللوامة } [القيامة: 1, 2]. ثم هي الصورة المقابلة للنفس الفاجرة, نفس الإنسان الذي يريد أن يفجر, ويمضي قدمًا في الفجور, والذي يكذب, ويتولي, ويذهب إلي أهله يتمطي, دون حساب لنفسه, ودون تلوّم, ولا تحرج ولا مبالاة.."

وعمر الذي "عدل, فأمن, فنام نومًا عميقًا علي رمال وحصي -لا في قصر, ولا منتجع, ولا استراحة- كان يتمتع بضمير حي متيقظ, جعله يعيش مشكلات أمته, ويعيش آلامها ومحنها.. ففي سنة 18هـ كان عام الرمادة.. والرمادة في اللغة معناها "الموت", فهو عام المجاعة التي لم تُسقط فيه السماء نقطة مطر واحدة فهلك الزرع والضرع, والخف والحافر, واسودت الرمال الصفراء فصارت في لون الرماد المتخلف عن حريق, وكلحت وجوه الناس, فصارت كذلك في لون الرماد, وقيل إنه مات في هذه المجاعة أكثر من ثلث الناس. .....تابع القراءة