الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:من تراث الدعوة»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
<center>''' | <center>'''يا مبارك.. هل تنام?'''</center> | ||
'''بقلم:أ/ | '''بقلم: أ.د/جابر قميحة''' | ||
[[ ملف:جابر قميحة.jpg|تصغير|<center>'''أ.د/جابر قميحة'''</center>]] | |||
هذا الضمير الحي سماه القرآن "النفس اللوامة". يقول الحسن البصري في سياق تفسيره لهذه النفس: "... إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه (في حوار معها): ما أردت بكلمتي? ما أردت بأكلتي? ما أردت بحديث نفسي? وإن الفاجر يمضي قدمًا ما يعاتب نفسه". | |||
لا | ويقول الشهيد [[سيد قطب]]: ".. فهذه النفس اللوامة, المتيقظة التقية الخائفة, المتوجسة التي تحاسب نفسها, وتتلفت حولها, وتتبين حقيقة هواها, وتحذر خداع ذاتها هي النفس الكريمة علي الله, حتي ليذكرها مع القيامة" {'''لا أقسم بيوم القيامة . ولا أقسم بالنفس اللوامة''' } [القيامة: 1, 2]. ثم هي الصورة المقابلة للنفس الفاجرة, نفس الإنسان الذي يريد أن يفجر, ويمضي قدمًا في الفجور, والذي يكذب, ويتولي, ويذهب إلي أهله يتمطي, دون حساب لنفسه, ودون تلوّم, ولا تحرج ولا مبالاة.." | ||
وعمر الذي "عدل, فأمن, فنام نومًا عميقًا علي رمال وحصي -لا في قصر, ولا منتجع, ولا استراحة- كان يتمتع بضمير حي متيقظ, جعله يعيش مشكلات أمته, ويعيش آلامها ومحنها.. ففي سنة 18هـ كان عام الرمادة.. والرمادة في اللغة معناها "الموت", فهو عام المجاعة التي لم تُسقط فيه السماء نقطة مطر واحدة فهلك الزرع والضرع, والخف والحافر, واسودت الرمال الصفراء فصارت في لون الرماد المتخلف عن حريق, وكلحت وجوه الناس, فصارت كذلك في لون الرماد, وقيل إنه مات في هذه المجاعة أكثر من ثلث الناس. | |||
.....[[ يا مبارك.. هل تنام?|تابع القراءة]] | |||
مراجعة ٠٣:٠٣، ٢١ يونيو ٢٠١٠
بقلم: أ.د/جابر قميحة
هذا الضمير الحي سماه القرآن "النفس اللوامة". يقول الحسن البصري في سياق تفسيره لهذه النفس: "... إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه (في حوار معها): ما أردت بكلمتي? ما أردت بأكلتي? ما أردت بحديث نفسي? وإن الفاجر يمضي قدمًا ما يعاتب نفسه".
ويقول الشهيد سيد قطب: ".. فهذه النفس اللوامة, المتيقظة التقية الخائفة, المتوجسة التي تحاسب نفسها, وتتلفت حولها, وتتبين حقيقة هواها, وتحذر خداع ذاتها هي النفس الكريمة علي الله, حتي ليذكرها مع القيامة" {لا أقسم بيوم القيامة . ولا أقسم بالنفس اللوامة } [القيامة: 1, 2]. ثم هي الصورة المقابلة للنفس الفاجرة, نفس الإنسان الذي يريد أن يفجر, ويمضي قدمًا في الفجور, والذي يكذب, ويتولي, ويذهب إلي أهله يتمطي, دون حساب لنفسه, ودون تلوّم, ولا تحرج ولا مبالاة.."
وعمر الذي "عدل, فأمن, فنام نومًا عميقًا علي رمال وحصي -لا في قصر, ولا منتجع, ولا استراحة- كان يتمتع بضمير حي متيقظ, جعله يعيش مشكلات أمته, ويعيش آلامها ومحنها.. ففي سنة 18هـ كان عام الرمادة.. والرمادة في اللغة معناها "الموت", فهو عام المجاعة التي لم تُسقط فيه السماء نقطة مطر واحدة فهلك الزرع والضرع, والخف والحافر, واسودت الرمال الصفراء فصارت في لون الرماد المتخلف عن حريق, وكلحت وجوه الناس, فصارت كذلك في لون الرماد, وقيل إنه مات في هذه المجاعة أكثر من ثلث الناس. .....تابع القراءة