الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القائد أبو المعتصم في عيون أهله ومحبيه»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''القائد أبو المعتصم في عيون أهله ومحبيه'''
{{مقالة مراجعة أحداث}}
 
<center>'''القائد أبو المعتصم في عيون أهله ومحبيه'''</center>
 
[[ملف:محمود عبد الله علي عقل.jpg|تصغير|210بك|<center>'''الشهيد القسامي محمود عبد الله علي عقل'''</center>]]
[[ملف:محمود عبد الله علي عقل.jpg|تصغير|210بك|<center>'''الشهيد القسامي محمود عبد الله علي عقل'''</center>]]


سطر ٦٤: سطر ٦٧:


كان نبأ استشهاد أبو المعتصم كالصاعقة علي وعلى أبناء المعسكر جميعا ، وخصوصا أنه لم يمض على فراقه إلا بعض دقائق ، وإذا بالقصف يحدث ، ويزف إلي نبأ استشهاده ، وما فاقم الأمر أكثر أن أبا المعتصم وزوج أختي أبو يوسف ميط كانا معا واستشهدا معا ، فأحسست حينها أن حياتي انتهت في تلك اللحظة ، ولكن رحمة الله بعباده المؤمنين هي البلسم والشفاء في كل لحظة .
كان نبأ استشهاد أبو المعتصم كالصاعقة علي وعلى أبناء المعسكر جميعا ، وخصوصا أنه لم يمض على فراقه إلا بعض دقائق ، وإذا بالقصف يحدث ، ويزف إلي نبأ استشهاده ، وما فاقم الأمر أكثر أن أبا المعتصم وزوج أختي أبو يوسف ميط كانا معا واستشهدا معا ، فأحسست حينها أن حياتي انتهت في تلك اللحظة ، ولكن رحمة الله بعباده المؤمنين هي البلسم والشفاء في كل لحظة .


'''المصدر:[[كتائب الشهيد عز الدين القسام]]-المكتب الإعلامي'''
'''المصدر:[[كتائب الشهيد عز الدين القسام]]-المكتب الإعلامي'''

مراجعة ٠٨:٤٨، ١٠ أغسطس ٢٠١٠


القائد أبو المعتصم في عيون أهله ومحبيه
الشهيد القسامي محمود عبد الله علي عقل

لا يشعر الإنسان بقيمة العظماء إلا إذا افتقدهم وفارقوه دون رجعة ، ولا يشعر حتى العظماء بقدرهم بين الناس ، لأنهم علموا أن ما عند الله خير من هذه الدنيا الفانية ، فتجهزوا ليوم الرحيل ، وحرصوا على أن يتركوا لهم ذكرا طيبا بعد رحيلهم ، فكانوا خير من وطأت أقدامهم هذه الأرض ، لأنهم وبكل صدق رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

ومن حق الذين سبقوا علينا أن نوفيهم حقوقهم ولو بالكلمة الطيبة ، علها تلامس القلوب قبل العيون ، لذا فإننا سنستعرض في هذا الحوار مع زوجة الشهيد ، وفي الذكرى السادسة لرحيله ، بعضا من محطات حياة الشهيد القائد محمود " عبد الله " علي عقل .

  • في البداية تحدثي لنا عن حياة أبو المعتصم ، وما الذي كان يميزه عن غيره ؟

كانت حياة أبو المعتصم حياة هادئة ، وكان يحيى الحياة الإسلامية في كل أموره ، ويحرص على تربية أبنائنا التربية الإسلامية الخالصة ، وكان دائما يوصينا بمداومة مراقبة الله عز وجل والإحسان إلى الآخرين ، والإكثار من الأعمال الصالحة التي ترضي الله عنا .

  • كيف كان مسلك شهيدنا داخل البيت ؟ وكيف كان يعامل أهله ؟

كان الشهيد رحمه الله هادئ الطباع ، ساكن الوجدان ، رفيق بأهله وأبنائه ، حريصا على إرضاء والديه ، وبرهما في كل الأمور ، محبا للنظام والنظافة ، بشوشا لا يغضب إلا لوجه الله ، شجاعا يحترم الآخرين ويقدرهم ، حريصا على التخلق بأخلاق الإسلام في كل تصرفاته وسكناته .

  • كيف كان أبا المعتصم يبدأ يومه ، وبماذا كان ينهيه ؟

ككل العظماء يبدأ يومه بصلاة الفجر والدعاء والذكر والإكثار من قراءة القرآن ، فإن كان عنده عمل جهادي استيقظ مبكرا ، وإن لم يكن عنده وقلما يحدث هذا فإنه يرتاح لبعض الوقت ، مصداقا لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم " إن لبدنك عليك حقا " أما كيف ينهي يومه فهذا يرجع إلى طبيعة عمله في هذا اليوم ، فقد لا ينتهي بسبب ارتباطه بعمل آخر في اليوم التالي.

  • ما أصعب شيء واجهكما في حياتكم الزوجية ؟

ليس هناك شيء أصعب من أن تفقد الزوجة زوجها بعد شهر واحد من زواجها ، فقد اعتقل أبو المعتصم بعد شهر من زواجنا ، وكنت حينها حاملا ، وخرج من السجن بعدما أنجبت معتصم وكان عمره سبعة شهور .

  • كيف كانت علاقة شهيدنا مع القرآن الكريم ؟ وما المسجد الذي التزم فيه ؟

كان محبا للقرآن الكريم دراسة وقراءة وحفظا ، ولولا ضيق وقته لعاش كل حياته مع القرآن ، فقد كان يحرص على أن يطبق القرآن واقعا عمليا في حياته .

والتزم أبو المعتصم منذ صغره في مسجد البريج الكبير ، وتربى على يد قادة أفاضل أمثال الشهيد القائد إبراهيم المقادمة ، والشيخ أبو أيمن طه ، حيث تعلم منهم حب التضحية والبذل في سبيل الله .

  • كم من الوقت كان يقضيه أبو المعتصم خارج البيت ؟ وهل كنت تعارضينه في هذا الأمر ؟ وهل كان يعطي أهل بيته حقهم الشرعي ؟

لعل معظم وقته كان يقضيه خارج البيت ، بسبب طبيعة عمله الجهادي الذي يتطلب منه ذلك ، من خلال متابعة المجاهدين ، والإشراف والمشاركة في الأعمال الجهادية ، والإعداد لمواجهة الاحتلال الصهيوني ، حيث أنني لم أكن أعارضه على شيء فيه خدمة للإسلام والمسلمين ، لأن إنسان كهذا لا بد أن يفضل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، وكان يحرص على أن يعطينا حقنا ، وفي بعض الأوقات كان يعوضنا عما يفوتنا .

  • كيف كانت نظرة شهيدنا للحياة الدنيا ؟ وهل كان متفائلا بالمستقبل ؟

كان الشهيد يعتبر حياته في الأيام معدودة ، لذا كان يعمل كأنه مسافر عنها في أي لحظة ، فيحرص على اغتنام كل دقيقة من حياته في طاعة الله ، وكان متفائلا جدا بالمستقبل ، معتبرا أن الذي سيأتي سيغير وجه التاريخ ، فقد كان متفائلا باقتحام المستوطنات وطرد الاحتلال من قطاع غزة ، وقد حدث ما تمنى .

  • كيف كانت طبيعة تعامله مع التنظيمات الأخرى على الساحة الفلسطينية ؟

كان موضوعي في تعامله مع التنظيمات الأخرى ، يتحدث مع الجميع ، ويحترم وجهات النظر المختلفة ، فلا تحزب لديه ، ولا أنانية ولا حب للذات على حساب الآخرين ، فالكل سواء عنده كأسنان المشط ، حيث كان يُحكم شريعة الله في تعامله مع الغير ، لذا أحبه الجميع ، وكَنوا له كل الاحترام والتقدير .

  • ما هو الدعاء الذي كان يردده دائما ؟ وهل كان يكثر من الحديث عن الشهادة والشهداء ؟

كان دعاؤه المفضل " اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وأمتني على الشهادة في سبيلك " ، ولأنه من الجيل الأول المؤسس لكتائب القسام ، فقد كان دائما يكثر من الحديث عن الشهادة والشهداء ، لأنهم جيل صادق ، عملوا على إعلاء راية الإسلام في كل مكان ، وهذا كان عهدهم مع الله عز وجل . ومن كلماته التي كان يرددها دائما " مت مرابطا خير لك من الدنيا وما فيها "

  • ما موقف أبو المعتصم من الاحتلال الصهيوني ؟

من فينا لا يبغض الاحتلال الصهيوني وهو جاثم على صدورنا وقلوبنا ، فقد كان أبو المعتصم دائم التفكير في كيفية صد الاحتلال عن مدننا ومخيماتنا ، وكان من أشد الباحثين عن الأهداف الصهيونية التي تصلح لضربها أو تنفيذ عملية فيها ، كونه أحد القادة المسئولين عن هذه الأمور ، وكان يتمنى أن يستيقظ ويرى النصر بعينيه ، وقد اندحر الاحتلال من ديارنا ، وطهرت مقدساتنا .

  • هل كان يخرج للرباط لتفقد المجاهدين كونه من قيادة كتائب القسام ؟

كان أبو المعتصم حريصا دائما على حياة إخوانه المرابطين ، وكان دائم التفقد لشئونهم وأمورهم ، حريصا على أداء الأمانة التي كُلف بها على أكمل وجه ، لدرجة أنه وفي ليلة استشهاده كان مرابطا مع إخوانه ، يؤانسهم ويخفف عنهم .

  • هل تغير سلوك شهيدنا بعد استشهاد رفاقه القادة ؟ وما هي أهم الكلمات التي كان يرددها ؟

طبعا تغير سلوكه بعد استشهاد رفاقه وأحبابه ، فقد أحس بالوحدة والفراغ من بعدهم ، وخصوصا أن المسئولية تضاعفت عليه من بعدهم ، وكان دائما يردد " هم السابقون ونحن اللاحقون ، اللهم أكرمنا مثلهم بالشهادة " .

  • هل سبق استشهاده مؤشرات أو دلالات معينة ؟

كل الدلائل التي كانت قبل استشهاده توحي بأنه على طريق إخوانه الشهداء ، فعندما فرغت الساحة من أصحابه جاءه الدور ، وشعر بأنه المقصود في هذه المرة ، فصار يتصرف وكأنه شهيد مع وقف التنفيذ ، وما أكد ذلك الرؤيا التي رآها أحد أصدقائه المقربين منه ، من أنه سيلحق بإخوانه شهيدا ، وكانوا دائما يقصون عليه الرؤيا فيضحك ويقول " إن شاء الله يكرمنا بالشهادة وألحق بمن أحب " .

  • كيف تلقيت نبأ استشهاد زوجك أبا المعتصم ؟

كان نبأ استشهاد أبو المعتصم كالصاعقة علي وعلى أبناء المعسكر جميعا ، وخصوصا أنه لم يمض على فراقه إلا بعض دقائق ، وإذا بالقصف يحدث ، ويزف إلي نبأ استشهاده ، وما فاقم الأمر أكثر أن أبا المعتصم وزوج أختي أبو يوسف ميط كانا معا واستشهدا معا ، فأحسست حينها أن حياتي انتهت في تلك اللحظة ، ولكن رحمة الله بعباده المؤمنين هي البلسم والشفاء في كل لحظة .

المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي