ميلاد خاتم الأنبياء... وواقع الأمة!

ميلاد خاتم الأنبياء... وواقع الأمة!

بقلم:الإستاذ محمد مهدي عاكف

مقدمة

الأستاذ محمد مهدي عاكف - المرشد السابع للإخوان المسلمين

رسالة من محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين

﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة: 128).

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

يعيش المسلمون هذه الأيام ذكرى طيبة عزيزة علينا جميعًا هي ذكرى مولد النبي- صلى الله عليه وسلم.. خاتم النبيين، وصفوة الله من خلقه أجمعين، اختاره ربه ليحمل رسالته إلى الناس كافة؛ أبيضهم وأسودهم، عربهم وعجمهم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (سـبأ: 28)؛ بل تعدت رسالته الإنس إلى الجن، وأمروا أن يتبعوه ويطيعوه: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾ (الجـن: 1).

ومن سنن الله في الكون أن المعاني المجردة في كثير من الأحيان لا تكون متصورة ولا مفهومة عند أكثر الناس، فلابد لها من واقع تتمثل فيه، هذا الواقع يظهر في صورة شخص يعيش بين الناس بهذه المعاني متجسدة فيه.

فشاء الله سبحانه أن تكون مبادئ الإسلام وشريعته الفيض الذي تمثل في حياة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- فأقامه المولى سبحانه مثالاً عمليًّا: "كان خلُقُه القرآن"، يمثل قمة الفضائل والشمائل والكمالات في كل شيء، ومن هنا دعا الناس جميعًا لصياغة حياتهم وفق هذه الرسالة وحاملها إليهم- صلى الله عليه وسلم-: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (الأحزاب: 21).

فإذا تسابق المسلمون في ميادين التضحية بالأنفس والأموال، فهو الاقتداء برسول الله، وإذا تقربوا إلى الله بكل أنواع الطاعات فهو الأسوة برسول الله، وهكذا في كل ما جاء به، فرسول الله- صلى الله عليه وسلم- هو المثل الأعلى للإنسانية كلها، وهو معين دفَّاق لا ينضب خيره، ولا يتوقف عطاؤه.

ومتى فكر المسلم أن تكون له غاية أو أن يتخذ لنفسه مثالاً في أية قيمة من قيم الحياة، بعيدًا عن رسول الله، فليعلم أنه بدأ يسير في غير الطريق، وأن حياته قد أخذت تميل هنا وهناك: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (الأنعام: 153)، ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (النساء: 65)، ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ (النساء: 80)، ومن هنا يتضح معنى شعار الإخوان المسلمين (الرسول زعيمنا)، فهو القائد المطاع، والقدوة المتبعة إلى يوم الدين.

صفحة بيضاء

لقد شبَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحياته من جميع جوانبها هادئة نظيفة صادقة؛ ولذلك لقبه قومه بالأمين، روى ابن جرير الطبري عن سيدنا علي- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما هممتُ بشيءٍ ممَّا كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين، وفي كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد، ثم ما هممت بسوء حتى أكرمني الله- عز وجل- برسالته، فإني قلت ليلة لغلام من قريش كان يرعى معي بأعلى مكة: لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة، فأسمر بها كما يسمر الشباب، فقال: أفعل، فخرجت أريد ذلك، حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفًا بالدفوف والمزامير، فجلست أنظر إليهم، فضرب الله على أذنى فنمت، فما أيقظني إلا مسُّ الشمس، قال: فجئت صاحبي، فقال: ما فعلت؟ قلت ما صنعت شيئًا، ثم أخبرته الخبر، قال: ثم قلت له مرة أخرى مثل ذلك، فقال: أفعل، فخرجت، فسمعت حين جئت مكة مثل ما سمعت حين دخلتها تلك الليلة، فجلست أنظر، فضرب الله على أذني، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي فأخبرته الخبر، ثم ما هممت بعدها بسوء حتى أكرمني الله- عز وجل- برسالته" (وراه البيهقي).

الله أعلم حيث يجعل رسالته

يحدثنا- صلى الله عليه وسلم- عن اختيار الله له فيقول:"إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" (رواه مسلم)، وفي حديث آخر يقول: "أيها الناس، من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله، قال: "أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، ألا إن الله- عز وجل- خلق خلقه فجعلني من خير خلقه، ثم فرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتًا فجعلني من خيرهم بيتًا، فأنا خيركم بيتًا وخيركم نفسًا" (رواه أحمد).

عيد الحرية

إن ميلاد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هو ميلاد حرية البشرية، وبداية عهدها وجهادها..

فيا شباب الإسلام، إن الدنيا تتحرك فلا تقفوا، فهذا دوركم لخدمة أمتكم ولرفعة دينكم، أنتم ورثة الإسلام، فأقيموه حيث أقامه الله دستورًا خالدًا، ونظامًا وتشريعًا، وما أصدقها كلمة رحم الله قائلها: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم على أرضكم".

لقد كان رسولكم- صلى الله عليه وسلم- الداعية العابد لله، يتحرك بدعوته، وتعيش في قلبه ومشاعره وحياته كلها، وكان المربي الذي وصف الله أمته: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران: 110).

وكان- صلى الله عليه وسلم- القائد المجاهد الذي يقول: "وددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل" أخرجه البخاري ومسلم.

وكان- صلى الله عليه وسلم- النموذج الكامل في كل أقواله وأعماله، وهو القائل: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" (رواه مسلم)، "ولو كان موسى وعيسى حيَّيْن ما وسعهما إلا اتباعي" (رواه البخاري وأحمد).

واقع الأمة

ويأتي على الأمة الإسلامية هذا العام مولد المختار- صلى الله عليه وسلم- وذكريات المجد والعزة والسيادة، وأمجاد الانتصارات والبطولات يتمثل في تاريخهم أمام أعينهم؛ لكن الواقع الأليم يكشف عن أحوال الأمة التي تغيرت لدرجة أن غيرها صار يبيع ويشتري فيها علنًا، ويتصرف في أحوالها، فبعد مرور 87 عامًا من (وعد بلفور) المشهور والمشئوم، الذي أعطى لليهود وطنًا في فلسطين بغير حق، جاء وعد بوش اليوم لشارون، والأول لا يملك، والثاني لا يستحق، وتصرف بوش هذا كأن بلاد الإسلام عزبة خاصة به وبعائلته، وهذا الوعد الظالم الجديد يعطي شارون- لا قدر الله- الاندفاع كالثور الهائج، لابتلاع ما تبقى من أرض الإسراء والمعراج، وطرد الفلسطينيين، وحفاظًا على دولة اللصوص المجرمين ودولة الاحتلال، دولة الكيان الصهيوني.

والغريب لم يبادر أحد من حكام العرب والمسلمين باتخاذ موقف إيجابي ضد هذه التصريحات، والقليل منهم اكتفى بمجرد الاستنكار والشجب، ونرجو أن تفيق الأنظمة العربية، وأن تؤدي دورها في وقف هذا الزحف الصهيوني، والطغيان الأمريكي ومقاطعته، ومواجهته، والعمل على حفظ دماء المسلمين في العراق، التي أهدرتها أمريكا وحلفاؤها، وفي أفغانستان إيقاف هذا النزيف بأي ثمن، ومن العمل من خلال المنظمات الدولية وغيرها.

ويجب أن نذكر في هذه المناسبة العظيمة أن الحق- تبارك وتعالى- ربَّى محمدًا- صلى الله عليه وسلم- وصنعه ليربي به العرب، وربَّى به العرب ليربوا العالم، ويخرجوه من عبادة الكهان، إلى طاعة الرحمن، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

فما العرب بغير الإسلام، وما قيمتهم بغير هذه الرسالة؟! وما الفكرة التي يملكون تقديمها للبشرية إذا تخلوا عن هذه الدعوة؟ وتركوا هذا الميراث؟

إن العقيدة الإسلامية هي التي رفعت هذه الأمة إلى مكان القيادة والصدارة حين التزمت بها، ومن يوم أن تخلى المسلمون عنها لم تعد لهم وظيفة في الأرض، ولا كيان بين الدول، ولم يعد لهم في التاريخ دور، وصدق الله العظيم: ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ (الأنبياء: 10).

لقد كان العرب في أحط دركات الجهل والعماية، ورغم هذا ف الإسلام هو الذي خلد ذكرهم، وأعلى شأنهم، وأوجد لهم حضارة، وإن شئت فاقرأ: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الجمعة: 2)، ومن أجل هذا لن يعود المسلمون إلى سالف أمجادهم إلا بالعودة إلى محكم دينهم.

عيد تحرير سيناء

سيناء- تلك البقعة العزيزة من أرض مصر، أرض الإسلام- لها مكانة خاصة في نفوس المسلمين، فقد ورد ذكرها في القرآن في أكثر من موضع؛ وهو ما يدل على منزلتها، فهي المكان المقدس الذي خاطب الحق- تبارك وتعالى- فيه سيدنا موسى- عليه السلام- يقول الحق جل شأنه: ﴿فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا﴾ (القصص: 29)، ويقول سبحانه: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ﴾ (المؤمنون: 20).

ويتوافق مع ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام ذكرى تحرير سيناء من دنس الصهاينة الذين احتلوها عام 1967م، وإنا لنذكر بفخر واعتزاز ذلك اليوم من عام 1973م، الذي قام فيه جنود مصر البواسل بعبور القناة، وشعارهم التكبير والتهليل والاعتزاز بدينهم وإسلامهم؛ حيث دفعوا الكثير من التضحيات في سبيل استرداد ما احتله اليهود.. وقد تحقق بجهادهم وكفاحهم ودمائهم تحرير هذا الجزء المقدس من الوطن، وإن كل مسلم ليرجو أن يأتي اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين والعراق وأفغانستان، وكل أرض يقال فيها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، كما تحررت سيناء.

السنن الإلهية

وفي ذكريات المولد النبوي العظيم لابد أن نُذكِّر إخواننا بأن سنن الله- جل جلاله- في هذا الكون لا يمكن أن تتغير أو تتبدل، وهي ذات معايير ثابتة، ونواميس مطردة، اختص الله بها نفسه، فهو سبحانه المهيمن والمتفرد بصفات الجلال والكمال، والمسيطر على مجريات الأمور وتسيير دفة النظام الكوني، ليس هذا لأحد من خلقه، ومن نازعه من خلقه في شيء من ذلك، سلبه منه وأخذه أخذ عزيز مقتدر، حتى إذا أخذه لم يفلته..

ولقد مضت نماذج كثيرة من تاريخ الأمم تبرهن على ذلك.. واقتضت سنته- سبحانه وتعالى- أن يكون الهلاك قرين الطغيان؛ سواء على مستوى الفرد أو الأمم، فإذا طغى فرد قصمه الله، وإذا طغت أمة محقها الله، قال تعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص: 58).

ونحن نرى أن الطغيان والتفرد والتعالي، كله غرور وصلف وتطاول على رب العزة- جل وعلا- وهو علامة على قرب نهاية المغرورين؛ لأنه يناطح سنن الله في خلقه، ويسبح عكس تيار حركة الكون، وهو أيضًا دلالة على قرب نهاية هذا النظام العالمي الجديد الذي ولد في الحقيقة ميتًا؛ لأنه مخالف لكل النواميس.

خطوات ضرورية

وإزاء كل ذلك، فإننا نرى أن هناك ثلاث خطوات أساسية يجب على الأمة أن تراعيها لتضطلع بمسئوليتها وتقوم بدورها وتأخذ مكانتها:

1- أن تستعيد الأمة العربية والإسلامية الثقة بنفسها، وإحساسها بكرامتها الإنسانية، وقدرتها على استرداد حريتها السياسية.

2- أن تختار الأمة منهاجها الذي يحقق لها العزة والسعادة في الدنيا والآخرة، وهي لن تختار إلا الإسلام، وما أبعدت عنه إلا مكرهة مقهورة.

3- أن تختار القيادة القوية الأمينة على مصالح الأمة، والقادرة على حشد طاقات العالم العربي والإسلامي؛ لأن مواجهة الخطر اليهودي ليس واجبًا عربيًّا فحسب؛ بل هو واجب إسلامي، وتحرير فلسطين والعالم العرب من قبضة الصهيونية هو واجب كل مسلم جادِّ على ظهر الأرض.

وحينئذ يتحقق موعود الله لخير أمة أخرجت للناس، أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ (النور: 55)، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: 51).

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

The Birth of the Seal of Prophets .. and the Status Quo of the Ummah

A message from ustaz: Mohammed Mahdi Akef General Guide of Muslim Brotherhood

Now has come to you a Messenger from among yourselves: It gieves him that you should suffer, ardently anxious is he over you: to the Believers is he most kind and merciful- Holy Koran.S.9.128

In the Name of Allah, Most Gracious, Most Merciful; peace and God"s blessings be upon our prophet Mohammed, his family and followers

The Muslims are passing a dear memory: It is the birth date of the prophet (peace and God"s blessings be upon him)… the seal of prophets and the best of Allah"s creatures, chosen by Allah to carry His message to all people the white and the black, the Arab and the non-Arab "We have not sent you but as a(messenger) to all mankind, giving them glad tidings, and warning them(against sin), but most people know not - Holy Koran.S.34.28. The call he was chosen to carry was directed to

Mankind and the Jinn who were asked to follow and obey -Say
It has been revealed to me that a company of Jinn listened to
(the Koran).They said: We have really heard a wonderful
Recital - Holy Koran.S.72.1

It is one of the practices of Allah that abstract meanings are not

usually illustrated to or understood by many people. These
abstract meanings should have a reality to be exemplified on
This reality may be a man who lives among people embodying

these meanings

Allah-Most High- has willed that the principles of Islam be embodied in the life of the prophet Mohammed, whom Allah

introduced as a practical example :"His morals were just
according to the Holy Quran". The Prophet surely possesses
high moral excellences in everything ,hence Allah called all
mankind to lead their life to be in accordance with the message
and the prophet who bears it:-"You have indeed in the

Messenger of Allah an excellent exemplar for him who truly

believes in Allah and the Final Day, and who remembers Allah
much - Holy Koran.S.33.21

When people rival in the fields of sacrificing their souls and properties, they are following the messenger of Allah. When

they obey Allah in everything, they follow the messenger of

Allah and the message he bears. The messenger of Allah is the

ideal for all humanity

When a Muslim needs to have an end or to have an ideal in life away from the messenger of Allah- he should know that he has missed the way and his life is not straight:"Verily, this is My Way leading straight: follow it: follow not (other) paths: They will scatter you about from His Path: Thus does He command you, that you may be righteous - Holy Koran-S.6.153."But no, by your Lord, they can"t have no (real) Faith until they make you judge in all disputes between them and find in their souls no resistance against your decisions, but accept them with the fullest conviction- Holy Koran.S.4.65,"He who obeys the Messenger, obeys Allah - Holy Koran.S.4.8. Thus, people understand the Muslim Brotherhood slogan (The prophet is our leader): he is the leader we obey and the one we follow till the Day of Judgment

Clean record

The messenger of Allah- peace and god"s prayers be upon Him

grew up with keeping his life clean, sincere and tranquil. That"s
why he was named "the sincere and faithful" . Ibn Gareer Al

Tabary reported Muhammad [pbuh] as saying: "I have

never tried to do what my people did except for two times

Every time Allâh intervened and checked me from doing so and I never did that again. Once I told my fellow-shepherd to take care of my sheep when we were in the upper part of Makkah. I wanted to go down to Makkah and entertain myself as the young men did. I went down to the first house of Makkah where I heard music. I entered and asked: ‘What is this?’ Someone answered: ‘It is a wedding party.’ I sat down and listened but soon went into deep sleep. I was awakened by the heat of the sun. I went back to my fellow-shepherd and told him of what had happened to me. I have never tried it again" Narrated by Al Bayhaqy

Allah knows best where to place His mission

Our prophet - peace and god"s prayers be upon Him-tells us how Allah gave eminence to him, saying: "Verily Allah granted eminence to Kinana from amongst the descendants of Isma"il and he granted eminence to the Quraish amongst Kinana and he granted eminence to the Quraish amongst Banu Hashim and he granted me eminence from the tribe of Banu Hashim" ( narrated by Muslim. In another Hadeeth he says :"O people who am I "you are the messenger of Allah" they replied. He said: I am Mohammed Ibn Abdollah Ibn AbdolMottalib. When Allah created me He made me the best choice of His creation, and when He created tribes He made me come from the best of tribes, and when He created souls He made me come from the best of souls, and when He created clans He made me come from the best of them" -Narrated By Ahmed

Liberation Day

The birth date of the messenger of Allah- peace and god"s prayers be upon Him- is the birth date of the liberation of humanity and the beginning of its Jihad

O Muslim youth: the world is moving , do not stop; it is your role to serve your Ummah and religion. You are the heirs of Islam; So you must implement Islam as it was revealed by Allah: an everlasting constitution. As one said: " Observe the principles of the Muslim state in your hearts, and the Muslim state will emerge accordingly

Your prophet - peace and God"s prayers be upon Him- the caller and worshipper- was moving with the Call occupying his heart, feelings and all his life. He was the educator whose Ummah was described by Allah as:"You are the best of humans"Holy Koran.S.3.110

The prophet- peace and god"s prayers be upon Him- was the Mujahid leader who says:"I wish I were killed during Jihad for the sake of Allah (then) come back to life(then) killed (then) come back (then)killed"-narrated by Bukhary and Muslim Our prophet- peace and god"s prayers be upon Him- was a perfect example in his sayings and deeds. He says:"I am the master of the sons of Adam on the Day of Judgement, and it is no boast"(narrated by Muslim), and "If Moses and Jesus were alive, they would have but followed me" (Narrated by Bukhary and Ahmed)

The status quo of the Ummah

Whenever the birth date of the prophet comes, comes with it the memories of dignity, pride and dominance and recalls glories of victories and heroism. But the pathetic status quo highlights the Nation"s state of affair to the extent that it has become a fall guy in the eyes of other nations. It is 87 years since the notorious Balfour Declaration was issued giving the Jews a national home in Palestine without any right; and now comes Bush"s declaration to Sharon although the former doesn"t own and the latter doesn"t deserve

Bush wields his authority on the Muslim land as if it were his fiefdom where he and his family do as they please. The new unjust declaration gives Sharon- God forbids- the green light to rush like a mad bull swallowing what is left of the land Aqsa and driving the Palestinians out and preserving the entity of the Zionist bandits

Strangely, no Arab or Muslim ruler adopted any positive stance against this declaration; few of them did nothing but condemn We ask the Arab regimes to wake up and do their role in resisting the Zionist thrust and the American aggression boycotting and facing them; we ask the Arab rulers to wake up and stop the Muslim blood shed by America and its allies in Iraq and Afghanistan. With the help of the international organizations, we ask you you to stop the bloodshed, whatever the costs are

On this great occasion, we should admit that Allah-Most High educated Mohammed - peace and God"s prayers be upon Him-

to make him educate the Arabs who are  ordained to educate the

world and to rescue them from worshipping priests to worship Allah and from the injustices of religions to the justice of Islam.

The Arabs are valueless without the message of Islam. They wouldn"t have any message to give to humanity if they deserted this Call and this heritage

The Islamic Faith raised the Muslim Ummah to the place of leadership when it acted according to the Islamic teachings and rules. when Muslims deserted the Islamic Faith, the became functionless and hence have no weight among nations and no role in history. What Allah says is true: "We have revealed for you (O men) a book which will give you eminence. Will you not then understand?- Holy Koran.S.21.10

The Arabs were in a complete ignorance .It is Islam which has immortalized them and raised their position among the world and earned them a civilization . Read this verse in the Koran" It is He who has sent amongst the unlettered a messenger from among themselves, to rehearse to them his verses , purify them and instruct them in the Book and Wisdom- although they had been –before-in manifest error- Holy Koran. The Assembly. 2 Because of this, Muslims will never gain back their glory unless they return to their religion

Sinai Day

Sinai- a  dear part of Egypt’s land – is also  one of Islam’s spots which has a high standing  in the Muslims’ hearts. It has been mentioned in the holy Koran more than once, which proves its prestige  as a holy spot  where God spoke to Moses . The Koran says”Now when Moses had fulfilled the term, and was traveling with his wife, he perceived a fire in the direction of Mount Tour” Holy Koran.The Narration 29.  The Koran also says ” Also a tree springing out of Mount Sinai which produces oil and relish for those who use it for food” Holy Koran. The Believers, Verse 20

Fortunately, our  celebration of  Prophet Mohammed ’s birth date   synchronizes with the day Sinai was liberated from the Zionist usurpers who occupied it in 1967. On this occasion , we mention with pride that  day in 1973 when our courageous soldiers crossed the Canal while chanting Laelaha illallah and Allaho Akbar , voicing their  pride  of their religion .They sacrificed a lot for liberating what the Jews had usurped. Only with their struggle, fighting and blood, this dear part of our country was liberated . And each Muslim impatiently waits for the day when the other Muslim lands will be liberated, in  Palestine, Iraq and Afghanistan, and each Muslim land all over the world.

God’s Constant Laws

Marking the anniversary of Prophet Mohammed’s birth date, I must remind my brothers that God has put constant laws in His universe, which cannot be changed by anyone . No one – whoever is he - can challenge such constant laws. One of these such constant laws is that tyranny- either at the level of individuals or nations- results in complete ruin . The holy Koran says” And how many towns we destroyed , which exulted in their life of ease and plenty ! Now those habitations of theirs , after them , are destroyed –All but a few ! And we are their heirs.” Narration –verse 58 We see that tyranny, brag and arrogance are epithets of those who challenge God and this presages a pathetic end of those who carry such qualities. Those people go against the worldwide current. This clearly applies to the new world order which was nipped in the bud i.e. born dead- as it runs counter to all the constant laws of our world

Necessary Steps

Against all this, we see that there are three steps which our Nation must observe to replay its role, thus restoring its prestigious standing in the world

Our Nation must restore its dignity and self confidence, and its ability to restore its political freedom

The Nation must use the optimum way of selecting its way of life which brings about its dignity and happiness here and in the hereafter . And it will not find it except in Islam, which it has been forced to leave and deviate from

It must use the optimum way of selecting its leaders from among its strong and honest sons , who are able to mobilize all the potential of the Arab and Muslim world . Confronting the Zionist danger is not the duty of Arabs only, but it is the duty of each Muslim in the world and liberating Palestine and the Arab world is the very duty of each Muslim on earth

If the Nation honors these aforementioned pledges, it will deserve God’s promise to the Nation of Prophet Mohammed –PBUH. The Koran says “ Allah has promised , to those among you who believe and work righteous deeds that will –of a surety –grant them in the Land , inheritance of power ,as He granted it to those before them , that He will establish in authority their religion –the one which He has chosen for them, and that He will change their state of fear to one of security and peace.”Holy Koran.S.24.55. and "And say, " when will that be?" Say:"May be it will be quite soon!" Holy Koran.S.17.51

Prayers and peace be on our prophet Mohammed, his family and followers