الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تاريخ الأسرة»
لا ملخص تعديل |
ط (حمى "تاريخ الأسرة" ([edit=sysop] (غير محدد))) |
||
(١٣ مراجعة متوسطة بواسطة ٨ مستخدمين غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{مقالة مراجعة أحداث}} | |||
<center>'''تاريخ الأسرة فى الجماعة'''</center> | |||
[[ملف:الإمام-البنا-في-حديث-الثلاثاء.jpg|تصغير]] | |||
إن تاريخ نظام الأسر فى الجماعة مرتبط بظروف سياسية عاشتها الجماعة ، نذكرها هنا بصورة موجزة على النحو التالى : | |||
* فى أوائل [[أكتوبر]] [[1941]] م ، عقد الإمام [[البنا]] اجتماعات فى مدينة دمنهور | |||
هاجم فيها [[السياسة]] البريطانية هجوما سافرا ، فصدر أمر رئيس الوزراء ' [[حسين سرى]] ' باعتقاله ، فاعتقل فى 13 [[أكتوبر]] سنة [[1941]] م . | |||
وأمضى الأستاذ مدة شهر فى معتقل الزيتون ، وكان معه الأستاذان ' [[أحمد السكرى]] ' و ' [[عبد الحكيم عابدين]] ' ، وعندما صدر أمر بالإفراج عنه ؟ رفض أن يخرج حتى يفرج عن زميليه ؛ لولا أن ألح عليه أخواه فى الخروج ،لما فى ذلك من المصلحة العامة للجماعة . | |||
وأخذت الحكومة تضيق على الجماعة وتصادر مطبوعاتها ، وتمنع ظهور اسم ' [[الإخوان المسلمون]] ' فى أى صحيفة أو كتاب ، مستجيبة فى ذلك لأمر المستعمرين الإنجليز . | |||
* فى ذلك الوقت - وقت الحرب العالمية الثانية – كانت جيوش الألمان تكتسح أمامها جيوش الحلفاء فى الصحراء [[الغربية]] ، حتى كادت تقتحم دلتا [[مصر]] ، فسقطت وزارة ' [[حسين سرى]] ' وجاءت وزارة ' [[مصطفى النحاس|النحاس]] ' ، وتقرر إجراء انتخابات جديدة . | |||
وتقدم الأستاذ مرشحا نفسه عن دائرة [[الإسماعيلية]] ، و[[للإخوان]] فيها مالهم من النفوذ ، وفى أثناء المعركة الانتخابية استدعى ' [[مصطفى النحاس|النحاس]] ' المرشد وحدثه بصراحة قائلا : إن [[الإنجليز]] طلبوا منه أن يحول بين ' [[حسن البنا]] ' و دخول المجلس بأى طريقة ، مبديا دهشته من إصرار [[الإنجليز]] على منع رجل من الشعب من دخول مجلس النواب !! | |||
النحاس | ب- واستشار الأستاذ [[مكتب الإرشاد]] ، ثم قابل ' [[مصطفى النحاس|النحاس]] ' وأبلغه أن الإنجليز يريدون أن يوقعوا بين [[الإخوان]] و[[الوفد]] ، وقال الأستاذ ' [[البنا]] ' ' [[مصطفى النحاس|للنحاس]] ' : إن من الخير أن تدخر جهود المصريين ؛ لتحرير وطننا ، فعدونا ليس مصريا ، وقدم الأستاذ دليلا على صدق نيته بأن تنازل عن ترشيح نفسه ، فحفظها | ||
[[مصطفى النحاس|النحاس]] جميلا ، فصرح بصدور مجلة باسم ' [[الإخوان المسلمون]] ' وسمح للجماعة بإقامة المؤتمرات العامة ، وبنشاط فرق الجوالة - وكل ذلك كان مما حرمته حكومة ' [[حسين سرى]] ' على الجماعة . | |||
وجاء دور [[الانجليز]] مع [[الأخوان]] فحاولوا التقرب من الجماعة بل حاولوا شراء الجماعة بالمال ، فطلب [[الإنجليز]] أن يقابل مندوبهم الأستاذ ' [[البنا]] ' فقابله فى غير دار السفارة وفى غير دار [[الإخوان]] ، وطلب المندوب البريطانى من الأستاذ أن يعرف أهداف [[الإخوان]] ، فوضح الأستاذ له أهداف الجماعة ، ومنهجها ، وموقفها من الأجانب ، وعلاقة [[الإسلام]] بالأديان السماوية . . فقال المندوب للأستاذ : إن فكرتهم عن [[الإخوان]] كانت سيئة ، ولكنها تحسنت الان بعد هذا الاتصال المباشر بالأستاذ. | |||
وكان الأستاذ فى هذه المقابلة قد عرف من المندوب البريطانى شيئا عن مدى استعانة الإنجليز بالزعماء ، وبرهن له المندوب على أنهم يعينون أصدقاءهم فى تكاليف العمل السياسى ، وأن هذا شىء عادى . | وأرادوا أن يشتروا الجماعة بالمال ، فقال المندوب للأستاذ : تعبيرا عن تقديرنا [[للإخوان]] : بعد أن فهمنا أهدافهم نود أن نقدم بعض المال للجماعة ؛ لتستعين به على تحقيق أهدافها الديموقراطية . | ||
وكان الأستاذ فى هذه المقابلة قد عرف من المندوب البريطانى شيئا عن مدى استعانة [[الإنجليز]] بالزعماء ، وبرهن له المندوب على أنهم يعينون أصدقاءهم فى تكاليف العمل السياسى ، وأن هذا شىء عادى . | |||
ويحدث الأستاذ عن ذلك قائلا : كان الكلام ينزل على قلبى كأنه الخناجر وكان رده عليهم - بعد أن ظنوا أنهم أقنعوه لحسن استماعه - أن قال للمندوب البريطانى : إنكم مادمتم تعتبروننا رقيقا يباع ويشترى بالمال ، فلن تستطيعوا أن تتفاهموا معنا ، ولابد لكم من أن تعترفوا بحقيقة التطورات التى حدثت فى العالم الإسلامى ، وأن تغيروا عقلية التجار التى دخلتم بها أرضنا . | ويحدث الأستاذ عن ذلك قائلا : كان الكلام ينزل على قلبى كأنه الخناجر وكان رده عليهم - بعد أن ظنوا أنهم أقنعوه لحسن استماعه - أن قال للمندوب البريطانى : إنكم مادمتم تعتبروننا رقيقا يباع ويشترى بالمال ، فلن تستطيعوا أن تتفاهموا معنا ، ولابد لكم من أن تعترفوا بحقيقة التطورات التى حدثت فى العالم الإسلامى ، وأن تغيروا عقلية التجار التى دخلتم بها أرضنا . | ||
ت- وبعد هذه المقابلة الحاسمة ؛ ضغط الإنجليز على النحاس ليضيق على الإخوان ففعل ، إذ أصدر أمرا بإغلاق جميع شعب الإخوان فى القطر المصري كله ، وإن أبقى على المركز العام غير مغلق تحت المراقبة الشديدة ، واشتطت الحكومة فى تعقب الإخوان ورصد حركاتهم ، وحاول الإنجليز استفزاز الإخوان ليقاوموا هذا الضغط ؛ فيجد الإنجليز فرصة للبطش | ت- وبعد هذه المقابلة الحاسمة ؛ ضغط [[الإنجليز]] على [[مصطفى النحاس|النحاس]] ليضيق على [[الإخوان]] ففعل ، إذ أصدر أمرا بإغلاق جميع شعب [[الإخوان]] فى القطر المصري كله ، وإن أبقى على المركز العام غير مغلق تحت المراقبة الشديدة ، واشتطت الحكومة فى تعقب [[الإخوان]] ورصد حركاتهم ، وحاول [[الإنجليز]] استفزاز [[الإخوان]] ليقاوموا هذا الضغط ؛ فيجد [[الإنجليز]] فرصة للبطش ب [[الإخوان]] بطشتهم التى يريدون -وبخاصة أن البلاد فى ظل حرب عالمية وحكم عسكرى . | ||
* ولكن الإخوان فهموا المخطط ، وفوتوا على الإنجليز هدفهم ، واتجه الإخوان إلى المساجد ، يقرأون فيها رسالة ' المأثورات ' ، ويلقى بعضهم عظة ، أو كلمة فى المسجد ، إذا أتيح ذلك له . | * ولكن [[الإخوان]] فهموا المخطط ، وفوتوا على [[الإنجليز]] هدفهم ، واتجه [[الإخوان]] إلى المساجد ، يقرأون فيها رسالة ' المأثورات ' ، ويلقى بعضهم عظة ، أو كلمة فى المسجد ، إذا أتيح ذلك له . | ||
ث- وأشيع فى ذلك الجو الرهيب أن الإتجليز سوف يلقون القبض على الأستاذ وربما نفوه من مصر - كما فعلوا من قبل مع عدد من الزعماء والمصلحين - وأحس الأستاذ بذلك فكتب رسالة إلى إخوانه سميت : ' رسالة النبى الأمين ' ، وهى نفس الرسالة التى اشتهرت فيما بعد باسم : ' بين الأمس واليوم ' وهى هى التى نشرت آنا آخر باسم : ' من تطورات الفكرة الإسلامية وأهدافها ' . | ث- وأشيع فى ذلك الجو الرهيب أن [[الإتجليز]] سوف يلقون القبض على الأستاذ وربما نفوه من [[مصر]] - كما فعلوا من قبل مع عدد من الزعماء والمصلحين - وأحس الأستاذ بذلك فكتب رسالة إلى إخوانه سميت : ' رسالة النبى الأمين ' ، وهى نفس الرسالة التى اشتهرت فيما بعد باسم : ' بين الأمس واليوم ' وهى هى التى نشرت آنا آخر باسم : ' من تطورات الفكرة الإسلامية وأهدافها ' . | ||
وإن الناظر فى هذه الرسالة على اختلاف أسمائها ، ليحس من خلالها أنها وصية مودع ، يوصى إخوانه باستمرارية العمل من أجل الإسلام ومجمل الرسالة فى كلمات هو : | وإن الناظر فى هذه الرسالة على اختلاف أسمائها ، ليحس من خلالها أنها وصية مودع ، يوصى إخوانه باستمرارية العمل من أجل [[الإسلام]] ومجمل الرسالة فى كلمات هو : | ||
1 - توضيح رسالة النبى الأمين عليه الصلاة والسلام ليلتزم الإخوان بتحقيق هذه الرسالة فى المجتمع . | 1 - توضيح رسالة النبى الأمين عليه الصلاة والسلام ليلتزم [[الإخوان]] بتحقيق هذه الرسالة فى المجتمع . | ||
2 - توضيح المنهج القرانى فى الإصلاح الاجتماعى . | 2 - توضيح المنهج القرانى فى الإصلاح الاجتماعى . | ||
3 - تحديد الشعائر العملية لهذا المنهج | 3 - تحديد الشعائر العملية لهذا المنهج القرآنى فى الإصلاح ، بل وللإسلام كله وما يشتمل عليه من نظام . | ||
4 - حديث عن الدولة الإسلامية الأولى وكيف قامت قوية فتية ؛ ليعرف الناس كيف تبنى الدول. | 4 - حديث عن الدولة الإسلامية الأولى وكيف قامت قوية فتية ؛ ليعرف الناس كيف تبنى الدول. | ||
سطر ٥٠: | سطر ٥٣: | ||
7 - بيان لطغيان المادة على بلاد المسلمين ، مما ترك أسوأ الاثار. | 7 - بيان لطغيان المادة على بلاد المسلمين ، مما ترك أسوأ الاثار. | ||
8 - تحديد عمل جماعة الإخوان فى ظل هذه الظروف مجتمعة وهو : البعث والإنقاذ . | 8 - تحديد عمل [[جماعة الإخوان]] فى ظل هذه الظروف مجتمعة وهو : البعث والإنقاذ . | ||
9 - وصية من المرشد للإخوان يوضح لهم مكان جماعتهم ومكانتها من التيارات الحزبية والسياسية المعاصرة. | 9 - وصية من المرشد [[للإخوان]] يوضح لهم مكان جماعتهم ومكانتها من التيارات الحزبية والسياسية المعاصرة. | ||
10 – تحديد لواجبات الإخوان ، ومطالبتهم بالالتزام بها ؛ من إيمان واع وأخلاق فاضلة وإقبال على منابع الدعوة الأولى ، ومن تآخٍ وتحاب فى الله ومن سمع وطاعة فى المنشط والمكره . | 10 – تحديد لواجبات [[الإخوان]] ، ومطالبتهم بالالتزام بها ؛ من إيمان واع وأخلاق فاضلة وإقبال على منابع الدعوة الأولى ، ومن تآخٍ وتحاب فى الله ومن سمع وطاعة فى المنشط والمكره . | ||
* غير أن هذه الظروف مرت بسلام ، ولم يعتقل الإنجليز المرشد ولا أغروا بالجماعة رئيس الوزراء - ربما لظروفهم السيئة فى الحرب مع الألمان ، وإيثارهم ألا يفتحوا فى هذه الظروف العصيبة جبهة داخلية فى مصر . | * غير أن هذه الظروف مرت بسلام ، ولم يعتقل [[الإنجليز]] المرشد ولا أغروا بالجماعة رئيس الوزراء - ربما لظروفهم السيئة فى الحرب مع الألمان ، وإيثارهم ألا يفتحوا فى هذه الظروف العصيبة جبهة داخلية فى [[مصر]] . | ||
ج- بل حدث ما هو أكثر من ذلك ؛ إذ أصدر رئيس الوزراء أمراً بفتح شعب الإخوان المسلمين فئ نفس عام 1943 م ، وعقد الإخوان اجتماعا ضخما ضم المسئولين من الإخوان فى القطر كله ، وكان أهم ما فى هذا الاجتماع أمرين : | ج- بل حدث ما هو أكثر من ذلك ؛ إذ أصدر رئيس الوزراء أمراً بفتح شعب [[الإخوان المسلمين]] فئ نفس عام [[1943]] م ، وعقد [[الإخوان]] اجتماعا ضخما ضم المسئولين من [[الإخوان]] فى القطر كله ، وكان أهم ما فى هذا الاجتماع أمرين : | ||
الأول : قراءة رسالة | الأول : قراءة رسالة النبى الأمين . | ||
الثانى : تقرير نظام الأسر - التى سميت حينها بالأسر التعاونية . | الثانى : تقرير نظام الأسر - التى سميت حينها بالأسر التعاونية . | ||
تلك صورة واضحة لتاريخ نظام الأسرة | تلك صورة واضحة لتاريخ نظام الأسرة فى الجماعة ، وهو نظام قديم فى تاريخ الجماعة ، ورسالة الأسر التعاونية قديمة كذلك ، لم تسبقها من الرسائل سوى ' رسالة المنهج ' ، تلك التى حدد فيها المرشد مراحل العمل ، وتكوين الكتائب عام [[1937]] م . | ||
ولقد كان نظام الأسر فى الجماعة وتاريخها ، هو البناء الدقيق للجماعة من الداخل. لكى تستطيع الجماعة مواجهة التحدى الذى يستهدف القضاء عليها ، وهذا البناء الداخلي كان يتطلب من الجماعة أن تقيم بناءها الداخلي على الأسس التالية : | ولقد كان نظام الأسر فى الجماعة وتاريخها ، هو البناء الدقيق للجماعة من الداخل. لكى تستطيع الجماعة مواجهة التحدى الذى يستهدف القضاء عليها ، وهذا البناء الداخلي كان يتطلب من الجماعة أن تقيم بناءها الداخلي على الأسس التالية : | ||
سطر ٧٤: | سطر ٧٧: | ||
3 - تنظيم صفوف الجماعة وتقوية العلاقات بين أفرادها . | 3 - تنظيم صفوف الجماعة وتقوية العلاقات بين أفرادها . | ||
4 - التعاون بين الأفراد فى كل أمر يخدم الإسلام . | 4 - التعاون بين الأفراد فى كل أمر يخدم [[الإسلام]] . | ||
5 – التعارف الكامل بين الأفراد . | 5 – التعارف الكامل بين الأفراد . | ||
سطر ٨٦: | سطر ٨٩: | ||
9 - تطبيق الإيمان تطبيقاً عملياً فى العقيدة . | 9 - تطبيق الإيمان تطبيقاً عملياً فى العقيدة . | ||
10 – تطبيق الإسلام تطبيقاً عملياً فى العبادة والمعاملة والسلوك والأخلاق . | 10 – تطبيق [[الإسلام]] تطبيقاً عملياً فى العبادة والمعاملة والسلوك والأخلاق . | ||
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]] | |||
[[تصنيف: | [[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:١٦، ٢٥ فبراير ٢٠١٢
إن تاريخ نظام الأسر فى الجماعة مرتبط بظروف سياسية عاشتها الجماعة ، نذكرها هنا بصورة موجزة على النحو التالى :
هاجم فيها السياسة البريطانية هجوما سافرا ، فصدر أمر رئيس الوزراء ' حسين سرى ' باعتقاله ، فاعتقل فى 13 أكتوبر سنة 1941 م .
وأمضى الأستاذ مدة شهر فى معتقل الزيتون ، وكان معه الأستاذان ' أحمد السكرى ' و ' عبد الحكيم عابدين ' ، وعندما صدر أمر بالإفراج عنه ؟ رفض أن يخرج حتى يفرج عن زميليه ؛ لولا أن ألح عليه أخواه فى الخروج ،لما فى ذلك من المصلحة العامة للجماعة .
وأخذت الحكومة تضيق على الجماعة وتصادر مطبوعاتها ، وتمنع ظهور اسم ' الإخوان المسلمون ' فى أى صحيفة أو كتاب ، مستجيبة فى ذلك لأمر المستعمرين الإنجليز .
- فى ذلك الوقت - وقت الحرب العالمية الثانية – كانت جيوش الألمان تكتسح أمامها جيوش الحلفاء فى الصحراء الغربية ، حتى كادت تقتحم دلتا مصر ، فسقطت وزارة ' حسين سرى ' وجاءت وزارة ' النحاس ' ، وتقرر إجراء انتخابات جديدة .
وتقدم الأستاذ مرشحا نفسه عن دائرة الإسماعيلية ، وللإخوان فيها مالهم من النفوذ ، وفى أثناء المعركة الانتخابية استدعى ' النحاس ' المرشد وحدثه بصراحة قائلا : إن الإنجليز طلبوا منه أن يحول بين ' حسن البنا ' و دخول المجلس بأى طريقة ، مبديا دهشته من إصرار الإنجليز على منع رجل من الشعب من دخول مجلس النواب !!
ب- واستشار الأستاذ مكتب الإرشاد ، ثم قابل ' النحاس ' وأبلغه أن الإنجليز يريدون أن يوقعوا بين الإخوان والوفد ، وقال الأستاذ ' البنا ' ' للنحاس ' : إن من الخير أن تدخر جهود المصريين ؛ لتحرير وطننا ، فعدونا ليس مصريا ، وقدم الأستاذ دليلا على صدق نيته بأن تنازل عن ترشيح نفسه ، فحفظها
النحاس جميلا ، فصرح بصدور مجلة باسم ' الإخوان المسلمون ' وسمح للجماعة بإقامة المؤتمرات العامة ، وبنشاط فرق الجوالة - وكل ذلك كان مما حرمته حكومة ' حسين سرى ' على الجماعة .
وجاء دور الانجليز مع الأخوان فحاولوا التقرب من الجماعة بل حاولوا شراء الجماعة بالمال ، فطلب الإنجليز أن يقابل مندوبهم الأستاذ ' البنا ' فقابله فى غير دار السفارة وفى غير دار الإخوان ، وطلب المندوب البريطانى من الأستاذ أن يعرف أهداف الإخوان ، فوضح الأستاذ له أهداف الجماعة ، ومنهجها ، وموقفها من الأجانب ، وعلاقة الإسلام بالأديان السماوية . . فقال المندوب للأستاذ : إن فكرتهم عن الإخوان كانت سيئة ، ولكنها تحسنت الان بعد هذا الاتصال المباشر بالأستاذ.
وأرادوا أن يشتروا الجماعة بالمال ، فقال المندوب للأستاذ : تعبيرا عن تقديرنا للإخوان : بعد أن فهمنا أهدافهم نود أن نقدم بعض المال للجماعة ؛ لتستعين به على تحقيق أهدافها الديموقراطية .
وكان الأستاذ فى هذه المقابلة قد عرف من المندوب البريطانى شيئا عن مدى استعانة الإنجليز بالزعماء ، وبرهن له المندوب على أنهم يعينون أصدقاءهم فى تكاليف العمل السياسى ، وأن هذا شىء عادى .
ويحدث الأستاذ عن ذلك قائلا : كان الكلام ينزل على قلبى كأنه الخناجر وكان رده عليهم - بعد أن ظنوا أنهم أقنعوه لحسن استماعه - أن قال للمندوب البريطانى : إنكم مادمتم تعتبروننا رقيقا يباع ويشترى بالمال ، فلن تستطيعوا أن تتفاهموا معنا ، ولابد لكم من أن تعترفوا بحقيقة التطورات التى حدثت فى العالم الإسلامى ، وأن تغيروا عقلية التجار التى دخلتم بها أرضنا .
ت- وبعد هذه المقابلة الحاسمة ؛ ضغط الإنجليز على النحاس ليضيق على الإخوان ففعل ، إذ أصدر أمرا بإغلاق جميع شعب الإخوان فى القطر المصري كله ، وإن أبقى على المركز العام غير مغلق تحت المراقبة الشديدة ، واشتطت الحكومة فى تعقب الإخوان ورصد حركاتهم ، وحاول الإنجليز استفزاز الإخوان ليقاوموا هذا الضغط ؛ فيجد الإنجليز فرصة للبطش ب الإخوان بطشتهم التى يريدون -وبخاصة أن البلاد فى ظل حرب عالمية وحكم عسكرى .
- ولكن الإخوان فهموا المخطط ، وفوتوا على الإنجليز هدفهم ، واتجه الإخوان إلى المساجد ، يقرأون فيها رسالة ' المأثورات ' ، ويلقى بعضهم عظة ، أو كلمة فى المسجد ، إذا أتيح ذلك له .
ث- وأشيع فى ذلك الجو الرهيب أن الإتجليز سوف يلقون القبض على الأستاذ وربما نفوه من مصر - كما فعلوا من قبل مع عدد من الزعماء والمصلحين - وأحس الأستاذ بذلك فكتب رسالة إلى إخوانه سميت : ' رسالة النبى الأمين ' ، وهى نفس الرسالة التى اشتهرت فيما بعد باسم : ' بين الأمس واليوم ' وهى هى التى نشرت آنا آخر باسم : ' من تطورات الفكرة الإسلامية وأهدافها ' .
وإن الناظر فى هذه الرسالة على اختلاف أسمائها ، ليحس من خلالها أنها وصية مودع ، يوصى إخوانه باستمرارية العمل من أجل الإسلام ومجمل الرسالة فى كلمات هو :
1 - توضيح رسالة النبى الأمين عليه الصلاة والسلام ليلتزم الإخوان بتحقيق هذه الرسالة فى المجتمع .
2 - توضيح المنهج القرانى فى الإصلاح الاجتماعى .
3 - تحديد الشعائر العملية لهذا المنهج القرآنى فى الإصلاح ، بل وللإسلام كله وما يشتمل عليه من نظام .
4 - حديث عن الدولة الإسلامية الأولى وكيف قامت قوية فتية ؛ ليعرف الناس كيف تبنى الدول.
5 - حديث ضاف عن أسباب الضعف والانحلال التى حلت بالدولة الإسلامية ، فصيرتها دويلات ضعيفة تابعة .
6 - بيان لأنواع الصراع الذى يجتاح الأمة الإسلامية المعاصرة ، الصراع السياسى والصراع الاجتماعى .
7 - بيان لطغيان المادة على بلاد المسلمين ، مما ترك أسوأ الاثار.
8 - تحديد عمل جماعة الإخوان فى ظل هذه الظروف مجتمعة وهو : البعث والإنقاذ .
9 - وصية من المرشد للإخوان يوضح لهم مكان جماعتهم ومكانتها من التيارات الحزبية والسياسية المعاصرة.
10 – تحديد لواجبات الإخوان ، ومطالبتهم بالالتزام بها ؛ من إيمان واع وأخلاق فاضلة وإقبال على منابع الدعوة الأولى ، ومن تآخٍ وتحاب فى الله ومن سمع وطاعة فى المنشط والمكره .
- غير أن هذه الظروف مرت بسلام ، ولم يعتقل الإنجليز المرشد ولا أغروا بالجماعة رئيس الوزراء - ربما لظروفهم السيئة فى الحرب مع الألمان ، وإيثارهم ألا يفتحوا فى هذه الظروف العصيبة جبهة داخلية فى مصر .
ج- بل حدث ما هو أكثر من ذلك ؛ إذ أصدر رئيس الوزراء أمراً بفتح شعب الإخوان المسلمين فئ نفس عام 1943 م ، وعقد الإخوان اجتماعا ضخما ضم المسئولين من الإخوان فى القطر كله ، وكان أهم ما فى هذا الاجتماع أمرين :
الأول : قراءة رسالة النبى الأمين .
الثانى : تقرير نظام الأسر - التى سميت حينها بالأسر التعاونية .
تلك صورة واضحة لتاريخ نظام الأسرة فى الجماعة ، وهو نظام قديم فى تاريخ الجماعة ، ورسالة الأسر التعاونية قديمة كذلك ، لم تسبقها من الرسائل سوى ' رسالة المنهج ' ، تلك التى حدد فيها المرشد مراحل العمل ، وتكوين الكتائب عام 1937 م .
ولقد كان نظام الأسر فى الجماعة وتاريخها ، هو البناء الدقيق للجماعة من الداخل. لكى تستطيع الجماعة مواجهة التحدى الذى يستهدف القضاء عليها ، وهذا البناء الداخلي كان يتطلب من الجماعة أن تقيم بناءها الداخلي على الأسس التالية :
ا - الفهم الجيد للدين : أهدافه ووسائله .
2 - الإيمان العميق بهذا الدين ، والاعتزاز بالانتماء إليه .
3 - تنظيم صفوف الجماعة وتقوية العلاقات بين أفرادها .
4 - التعاون بين الأفراد فى كل أمر يخدم الإسلام .
5 – التعارف الكامل بين الأفراد .
6 - التناصح والتواس بالحق والصبر.
7 -أن يحمل الفرد عبء الجماعة ، وأن تحمل الجماعة عبء الفرد .
8 - أن تحمل الجماعة وأفرادها عبء الدين .
9 - تطبيق الإيمان تطبيقاً عملياً فى العقيدة .
10 – تطبيق الإسلام تطبيقاً عملياً فى العبادة والمعاملة والسلوك والأخلاق .