الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مشعل: اسم حماس لدى الشارع الفلسطيني يذكِّرهم بالمقاومة»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
ط (حمى "مشعل: اسم حماس لدى الشارع الفلسطيني يذكِّرهم بالمقاومة" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٧:٣٤، ٢ أكتوبر ٢٠١١

مشعل: اسم حماس لدى الشارع الفلسطيني يذكِّرهم بالمقاومة
01-08-2005


مقدمة


- الإخوة في حركة فتح شركاؤنا في النضال والتضحيات

- حماس نظيفة اليد ولذلك يطمئن الناس إلينا

- أنا على قناعة راسخة بأن ياسر عرفات قُتل مسمومًا

أكد الأستاذ خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي ل حركة المقاومة الإسلامية حماس )- أن المنافسة الحقيقية لدى حماس هي المنافسة على التضحية والاستشهاد والدفاع عن الشعب، والسعي من أجل دحر الاحتلال، مشيرًا إلى أنه عندما يُذكر اسم حماس لدى الشارع الفلسطيني فإنهم يتذكرون المقاومة، ويتذكرون التفاني والإيثار والتضحية والبطولة، ولا يتذكرون الانقلاب على السلطة.

موضحًا أن "الإخوة في حركة فتح شركاء في النضال وفي التضحيات وفي المقاومة، وبالتالي إن أساء البعض منهم فلا تكون هذه إساءةً عامةً، ولا تعبر عن طبيعة العلاقة بين حماس وبين حركة فتح ؛ لأن حماس حريصةٌ على أن تكون قضيةُ فلسطين عنصرَ إجماعٍ وتوحيدٍ للموقف العربي، وليس عنصرَ تفريقٍ، مشيرًا إلى حماس نظيفة اليد وجُرِّبت؛ ولذلك يطمئن الناس عندما تدفع المال لها، أو تدفع المال للشعب الفلسطيني من خلالها.

هذا أهم ما جاء في الحوار الذي أجرته وكالة (قدس برس) مع الأستاذ خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي ل حركة المقاومة الإسلامية حماس - والذي تم فيه تسليط الضوء على مجمل المشهد الفلسطيني في المرحلة الراهنة.

  • هل تجاوز الفلسطينيون خطر الاقتتال الداخلي بعد الهدوء الذي باتت غزة تشهده؟
من فضل الله تعالى أنه تم تجاوز الأزمة الأخيرة، وأتمنى أن لا تتجدد مثل هذه الأحداث المؤسفة؛ لأنها لا تخدم القضية الوطنية، ولأنها لا تُفرح إلا عدوَّنا الصهيوني ، لكنَّ حرص الجميع على المصلحة العامة والجهود التي بذلت من قبل جميع الأطراف- إضافةً إلى جهود الوفد المصري- أدى والحمد لله إلى هذه النتيجة الإيجابية، ونحن من طرفنا في حركة حماس سنظل عند ثوابتنا المعروفة في تحريم الدم الفلسطيني، والحرص على الوحدة الوطنية وتعزيزها، والدفاع عنها، وفي توجيه البندقية الفلسطينية نحو العدو المحتل، وفي الوقت ذاته سنظل متمسكين بخيار المقاومة، باعتباره خيارًا إستراتيجيًّا لتحرير الأرض، واستعادة الحقوق، وسنحتفظ أيضًا بحقنا في الرد على خروقات العدو واعتداءاته على شعبنا؛ لأن التهدئة ليست من طرف واحد، فهي تهدئةٌ مشروطةٌ، ولا يمكن أن يطلَق العنانُ للعدو كي يقتل ويجتاح ويغتال ويعتقل ويدنِّس الأقصى ويهوِّد القدس ويصادر الأراضي ويبني الجدار والمغتصبات، ويقوم بكل هذه الاستفزازات.. لا يتوقع أحد أن يقوم الفلسطينيون- وهم شعب أصيل- بعدم الرد على هذه الاستفزازات.
وهذه السياسات هي التي تؤمن بها حماس ؛ لأنها تمثل الضمير الفلسطيني العام، ومع ذلك فإن أي اختلاف بيننا وبين إخواننا في السلطة أو في حركة فتح أو أي فصيل آخر- أي خلاف في الساحة الفلسطينية بشكل عام- علاجه الحوار، فالحوار هو الوسيلة الوحيدة لعلاج الخلاف داخل المجتمع الفلسطيني، ونحن- وقد أكدنا ذلك مرارًا- ليس لدينا صراعٌ أو معركةٌ، لا مع الإخوة في السلطة، ولا مع الإخوة في حركة فتح ، ونحن اختلفنا واعترضنا ورفضنا بعض الممارسات الخاطئة من بعض الأجهزة داخل السلطة التي تجرَّأت على إطلاق النار على المجاهدين.. هذا هو الذي استثارنا.
  • لكنْ تُحمِّل مَن تحديدًا مسئوليةَ الأحداث الأخيرة بين حماس و فتح ؟
أحمِّل وزير داخلية السلطة مسئولية ما حصل في قطاع غزة ؛ باعتبار أنه هو- أي نصر يوسف- كان مُصدِرَ التعليمات بإطلاق النار، وحماس طالبت في بداية الأزمة بإقالته.. ففي ظل هذه الأزمة قامت بعض الأطراف وبعض الشخصيات وبعض الأجهزة بالكثير من الاتهامات والتحريض المملوء بالاختلاقات والاتهامات الباطلة والأكاذيب؛ مما أشعرَنَا بخطورةِ ما قد يحضَّر له ضد الحركة، وكأنه تجهيز للمسرح لخطوات تصعيدية ضد حماس ، وأعتقد أنه وبعد احتواء هذه الأزمة فستعالَج مختلف القضايا- إن شاء الله- عبر الحوار وعبر التواصل؛ لنتفرغ جميعًا إلى المعركة الأساسية، وهي مواجهة الاحتلال، والدفاع عن شعبنا، ثم الاستعداد للانسحاب الصهيوني، واندحار الاحتلال عن أرض غزة ؛ حتى نقدم صورةً مشرقةً عن الشعب الفلسطيني وعن تحمله للمسئولية في هذه المرحلة الدقيقة.
  • أنتم متهمون بأنكم طلاب سلطة وأنكم انقلبتم على السلطة حينما سنحت لكم الفرصة بذلك؟
بدايةً نحن لسنا طلاَّب سلطة، ولو كنا نسعى لها لقبلنا المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، ولقبلنا المشاركة في حكومات سابقة، حتى أيام ياسر عرفات رحمه الله، ولكنَّ هدفنا الأساس هو السعي لتحرير أرضنا، والدفاع عن شعبنا، وبعد إنجاز هدف التحرير واستعادة الأرض والحقوق نتفاهم وطنيًّا، وعبر الحوار، وعبر الآليات الديمقراطية، وخاصةً صناديق الاقتراع، كيف تكون الشراكة في القرار، وكيف نصنع مرجعيةً للقرار الفلسطيني يشترك فيها الجميع دون تفرد من أحد.
والشعب الفلسطيني يعلم أن حماس أبعد ما تكون عن المنافسة على السلطة، وأن المنافسة الحقيقية لدى : :حماس هي المنافسة على التضحية والاستشهاد والدفاع عن الشعب، والسعي من أجل دحر الاحتلال، وعندما يُذكر اسم حماس لدى الشارع الفلسطيني فإنهم يتذكرون المقاومة، ويتذكرون التفاني والإيثار والتضحية والبطولة، ولا يتذكرون الانقلاب على السلطة.. هذه هي الحقائق، ونحن لا نقيم بالاً لهذه الاتهامات؛ لأن شعبَنا يعلم الحقائق، ويعلم من هي حماس، ويعلم من هم الذين ينقلبون على السلطة، والمثل العربي حاضر لدى الذاكرة الفلسطينية "رمتني بدائها وانسلت".
  • هل كانت قيادة حماس مطمئِنَةً إلى أن التوتر لن يعود، خاصةً في ظل التجييش الإعلامي واتهام الحركة بمحاولة الانقلاب على السلطة؟!
الإخوة في حركة فتح فيهم الكثير من العقلاء، وهم إخوةٌ مناضلون، اختلطت دماؤنا في الانتفاضة الأولى والثانية، ونحن وإياهم في خندق واحد.. هم شركاؤنا في النضال وفي التضحيات وفي المقاومة، وبالتالي إن أساء البعض منهم فلا تكون هذه إساءةً عامةً، ولا تعبِّر عن طبيعة العلاقة بيننا وبين حركة فتح ، حتى وإن شابها بعض التوتر، وخاصةً في ظل المنافسة وفي ظل نتائج الانتخابات البلدية وفي ظل تحريض البعض ومطامع البعض الآخر وفي ظل الضغوط الأمريكية والصهيونية.
ولعل الجميع قد استغرب عندما استمع إلى تصريحات وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز- الذي يدعو فتح للتوحد في مواجهة حركة حماس، مؤكدًا أن هذا التحريض والعوامل الخارجية والتحريض الصهيوني- الأمريكي يصب الزيت على النار، وتابع قائلاً: "لكن تبقىفتح حركةً مناضلةً.. نحن حريصون على أن تظل العلاقة معها صحيةً، وفي سياق العمل المشترك لمصلحة شعبنا، وإن شاء الله نحن وإياهم قادرون على تجاوز هذه المرحلة، وعلى التفرغ للهمِّ الوطني العام، وعلى الاستعداد الحقيقي من أجل مواجهة استحقاق الانسحاب :الصهيوني عن أرض غزة".. لكن بات من الضروري الاستعجال في ترتيب البيت الفلسطيني؛ لأن هذا هو الذي سيحسم نقاط الخلاف".
وقال مشعل: "لابد من الاستعجال في إجراء الانتخابات، فالانتخابات هي التي ترتب البيت الفلسطيني.. لا بد من الاستعجال في بناء المرجعية الوطنية- ممثلةً في منظمة التحرير الفلسطينية- بعد التوافق على إعادة بنائها على أسس سياسية وتنظيمية جديدة.. لا بد من الاتفاق على هيئة وطنية تشرف على ملف الانسحاب من
قطاع غزة.. هذه القضايا إذا استعجلنا في إنجازها فسنقلِّص مساحات الاختلاف، وسنتوافق على مرجعيات تكون الحكم في قضايا الاختلاف.

الانتخابات البلدية والتشريعية

  • لمَ لمْ تشارك حماس في حكومة الوحدة الوطنية؟ أليس بوسع المشاركة فيها أن تكون حاجزًا أمام المصادمات؟
عرض حكومة الوحدة الوطنية جاء خارج السياق، ونحن كنا متفقين على خطوات محددة لترتيب البيت الفلسطيني، والأصل أن ننفذها.. الأصل أن يلتزم الجميع بها، ولو التزم الجميع بها لكانت تكفينا، وتغني عن فكرة حكومة الوحدة الوطنية.. عندما نتوافق عن المرجعية العامة للداخل والخارج- ممثلة في منظمة التحرير - بعد إعادة البناء، وعندما نسارع بتنفيذ الانتخابات التشريعية، وهي أساسية في ترتيب البيت الفلسطيني، وبناء الحياة السياسية الفلسطينية، على أسس ديمقراطية، وهذه معنية بالضفة والقطاع.. وعندما نتوافق على هيئة وطنية لملف الانسحاب من غزة، فنحن نكون قد عالجنا معظم الجوانب المتعلقة بمرجعية القرار الفلسطيني، وبالتالي هذا يغنينا عن حكومة الوحدة الوطنية".
وموضوع حكومة الوحدة الوطنية موضوع خلافي؛ لأنه بحاجة إلى جدل وحديث حول البرنامج السياسي، وحول استحقاقات المرحلة، وأيضًا لا يمكن لأحد أن يتقبل أن يطلب من حماس ، أو من غيرها من الفصائل- عبر المشاركة أو العرض- أن تتحمل مسئوليةً مرحلةً هي لم تشارك في اتخاذ القرار فيها، وليست مسئولة عن أخطائها".
  • لماذا تتلكَّأ السلطة من وجهة نظركم في إحياء منظمة التحرير الفلسطينية؟
هذا السؤال يوجَّه لهم.. نحن راجعناهم وتابعناهم كثيرًا.. هناك معاذير كثيرة، ولكنها بالنسبة لنا ليست مقنعةً.

العملية الديمقراطية

فوز حماس فى الانتخابات
  • حركة حماس بعد أن تمكنت من تحقيق فوز في الانتخابات البلدية التي جرت في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة تبدي حرصًا على إجراء انتخابات تشريعية، وتحرص في الوقت ذاته على الدخول إلى منظمة التحرير الفلسطينية.. فهل هذا يعني أن حماس تسعى إلى السيطرة على مركز صنع القرار الفلسطيني بعد أن تمكنت من السيطرة على الشارع؟! وهل هذا من شأنه أن يستفز حركة فتح وغيرها من القوى والفصائل الفلسطينية؟
الجميع طالب حماس في الماضي بالمشاركة في آليات الحياة السياسية الفلسطينية، وعندما بادرنا بالمشاركة أصبحت مشاركتُنا متهمةً وعليها علامات استفهام وهذا غير معقول..!! عندما لم نشارك في الماضي اتُّهمنا، وعندما قررنا المشاركة نُتَّهم من جديد.. هذا عبثٌ ونحن استشعارًا منا للمسئولية وجدنا أن المرحلة الدقيقة اليوم تتطلب خطوةً من حركة حماس بالإسهام في بناء الحياة السياسية الفلسطينية، وتجاوز التحفظات السابقة التي وضعناها في التسعينيات، لاعتقادنا أن الظرف قد تغير.
صحيح أن التشريعي هو جزءٌ من هياكل "أوسلو" السياسية، ولكنَّ الظرف تغيَّر كما أوضحنا في حينه، والانتفاضة الحالية رسمت عمليًّا معالم البرنامج السياسي العام للشعب الفلسطيني، في إصراره على تحرير أرضه واستعادة القدس، وتحقيق حق العودة، والتخلص من الاحتلال ومن الاغتصاب، والتمسك بخيار المقاومة وبسلاحها من أجل الدفاع عن شعبنا ومقاومة المحتل حتى يرحل عن أرضنا.
وهذه الثوابت الوطنية التي رسختها الانتفاضة والتي باتت هي عمليًّا المرجعية السياسية الحقيقية لدى المجموع الفلسطيني.. في هذا الجو وجدنا أن المشاركة السياسية حتى في مؤسسة التشريعي مشاركةً إيجابيةً وضروريةً، وهي جزء من حرصنا على ترتيب البيت الفلسطيني وعلى تشكيل مرجعية وطنية للقرار السياسي الفلسطيني، بعيدًا عن الاستفراد، و حماس طلبت في التسعينيات من السلطة- يوم كانت الأخيرة في أوجها- أن تجري انتخاباتٍ بلدية ورفضت، ومعروف لدى الشعب الفلسطيني أن هناك توصيةً صدرت من أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى رئيس السلطة السيد ياسر عرفات توصيه بعدم إجراء الانتخابات في ذلك الوقت؛ خوفًا من نجاح حماس أو عدم ضمان تفوق فتح.. إذن لم يكن المانع من مشاركتنا في التشريعي في التسعينيات هو خوفنا على موضوع النتائج، بدليل أننا كنا ندعو إلى الانتخابات البلدية، ولكن البُعد السياسي في ذلك الوقت هو الذي منعنا.
فحماس تحترم اللعبة الديمقراطية، "وطالما نلجأ إلى صناديق الاقتراع فنحن نحترم النتائج أيًّا كانت، فإذا اختارها الشعب فأهلاً وسهلاً، وإذا اختارالشعب غيرنا فأهلاً وسهلاً.. هذه مقتضيات العملية الديمقراطية، وهي الآلية المنطقية التي يحتكم إليها العالم من أجل فرز الممثلين وفرز القيادات وبناء المؤسسات السياسية، فطالما تراضينا هذا الأسلوب فعلينا الالتزام به.
وحماس تثق في نفسها وتثق في حسن اختيار شعبها وتعرف نفسها جيدًا، وهي في ذات الوقت وفي جميع الأحوال تحترم صناديق الاقتراع ونتائجها، ونحن نشارك اليوم لاعتقادنا أن المرحلة تغيرت، والاعتبار السياسي تغير، وهناك مسئوليتان نشعر في حماس أن علينا أن ننهض بهما مع مجموع القوى الفلسطينية، وهي مسئولية مشتركة يتحملها الجميع: المسئولية الأولى مواجهة المحتل وهذه وسيلتها المقاومة والتمسك بسلاحها؛ لأن الاحتلال لا يرحل إلا مضطرًا، ورحيله اليوم من غزة هو رحيل اضطراري تحت ضغط المقاومة، ويُحسب بالتالي لصالحها، والمسئولية الثانية هي ترتيب البيت الفلسطيني، وبناء الحياة السياسية على أسس ديمقراطية صحيحة عبر صناديق الاقتراع، والسعي عبر برنامج للإصلاح الحقيقي النابع من الأجندة الوطنية الفلسطينية ومن الحاجات الحقيقية، بعيدًا عن الأجندات المستوردة الخارجية، ومحاربة كل أشكال الفساد، ومساعدة الشعب الفلسطيني، على أن يعيش حياةً كريمةً، والتخفيف من معاناته؛ ليتفرغ للمعركة الأساسية في مواجهة الاحتلال.. هاتان مسئوليتان كبيرتان، ونحن نشعر بعبء النهوض بهما جنبًا إلى جنب مع كل القوى الفلسطينية.

شراكة الجميع

المقاومة
  • لكن هل حماس ستنفرد بالسلطة إذا ما تمكنت من الفوز بالانتخابات؟
أنا أطمْئِن الشارع الفلسطيني وأُطمئِنُ جميع القوى بأن حماس ليست قادمةً لتتفرد.. حماس قادمة، وهي موجودة وحاضرة من أجل أن تشارك الآخرين وأن يشاركها الآخرون في بناء الوطن، وتحرير الأرض، ومقاومة المحتل، وخدمة الشعب الفلسطيني، وهذه مساحة من التنافس مطلوبة، ولكن على قواعد صحيحة، وضمن الأعراف وضمن القانون وضمن ما توافقنا عليه فلسطينيًّا، والتجربة خير برهان.
ولا يجوز أن نستحضر التجربة الجزائرية أو غيرها، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل التجارب الأخرى، لكن نحن لدينا تجربةٌ خاصةٌ بنا كفلسطينيين، بدليل أن هناك بلدياتٍ فازت بها فتح واحترمناها، وأي موقع تفوز به :فتح- سواء في البلديات أو في الجامعات أو في غيرها- فنحن نحترم صناديق الاقتراع.. نحن اشترطنا الإصرار على الديمقراطية وعلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وأن يتم ذلك بآلياتٍ نزيهةٍ، بعيدًا عن أي تزوير أو شبهة تزوير، ثم بعد ذلك فنحن نتحدى الجميع إذا كانت حماس سوف ترفض أي نتيجة من نتائج الانتخابات، وسيكتشف الجميع أن حماس في عقلها السياسي وفي نفسيتها وفي ممارستها العملية ستكون هي الأقرب دائمًا إلى الروح الديمقراطية.
وحماس ليست وحدها الموجودة في الميدان حين تنظرون في الميدان العسكري هناك كتائب القسام، وهناك
كتائب شهداء الأقصى، وهناك سرايا القدس، وكتائب أبو علي مصطفى، ولجان المقاومة الشعبية، وكتائب الجبهة الديمقراطية.. هناك وجود للجميع، وفي الحياة السياسية هناك وجود للجميع.. في الجامعات هناك وجود للجميع، وبالتالي لا ينبغي المبالغة في الحديث عن السيطرة وعن الأغلبية، ما يعني حماس هو أن تجري الانتخابات، وأن تمضي على أصولها الصحيحة، ويعنينا أن يتقبل الجميع نتائج الانتخابات أيًّا كانت والتعددية ستبقى؛ لأن الوضع الفلسطيني لا يتقبل إلا التعددية، ولا يتقبل إلا الشراكة في القرار، ولا يتقبل تفردًا، والذي يدلل على هذه الروح الإيجابية لدى حماس أنه عندما طُرح موضوع القانون النسبي في الانتخابات فنحن رحَّبنا به، رغم أننا في حماس لا يؤثر علينا كثيرًا أن يكون نظام دوائر انتخابي أو نظام نسبي، لكن لأن النظام النسبي يعطي فرصةً للفصائل الأخرى لكي تكون لها مشاركةٌ ودورٌ في المؤسسات، سواءٌ البلدية أو التشريعية، فنحن رحَّبنا بذلك حرصًا منا على شراكة الجميع.
  • لكن ماذا عن برنامج حماس فيما بعد الانتخابات؟
برنامجنا بعد الانتخابات التشريعية هو الدفاع عن خيار المقاومة وحماية هذا الخيار، سنقاوم من خلال المؤسسة التشريعية، بمعنى أننا عبر المنبر التشريعي نؤكد على حقنا في المقاومة.. ندافع عن هذا الخيار، نوفر له الغطاء السياسي، ونتوافق عليه أيضًا فلسطينيًّا؛ باعتبار أن هذه مؤسسةٌ سياسيةٌ فلسطينيةٌ تتعلق بالضفة والقطاع، وهي معنية بالشأن الفلسطيني، وثانيًا حماية الحقوق والمصالح الفلسطينية ومسيرة المفاوضات خلال السنوات العشر الماضية وما سبقها كذلك شهدت مسارًا من التراجع ومن التآكل للمطالب والحقوق الفلسطينية ونحن معنيون بذلك. فكما نحمي حقوق شعبنا ونحمي مصالحه عبر المقاومة وعبر طرحنا الإعلامي وخطابنا الجماهيري فنحن نريد أن نحميَه عبر المؤسسة التشريعية؛ بحيث يكون هناك سقفٌ للمطالب الفلسطينية لا يمكن التنازل عنه.
نحن معنيون ببرنامج إصلاح شامل في الحياة السياسية الفلسطينية.. إصلاح شامل يحارب كل أشكال ومظاهر الفساد المالي والإداري والأخلاقي، بحيث نبني مجتمعًا نظيفًا.. نبني مجتمعًا حرًّا فيه العدالة والتكافل وإعطاء الفرص للجميع، وفيه العدل وفيه توفير متطلبات الحياة اليومية.. نبني اقتصادًا ينعتق من التبعية للاقتصاد الصهيوني.. نبني علاقاتٍ متوازنةً مع محيطنا العربي والإسلامي.. نحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني وحريته في التعبير وفي الكلمة وفي النقد وفي المعارضة.. نريد أن نبني مجتمعًا فلسطينيًّا حضاريًّا نظيفًا.
مسئوليتنا أن نمنع التغول، وأن نمنع الاستئثار وبؤر الفساد ومراكز القوة التي تستأثر بقوت الشعب، وننهي حالة الفقر بقدر الإمكان، و حماس لديها برنامج وخبرة، ولديها تاريخ في تقديم الخدمة لشعبنا عبر مؤسساتها الاجتماعية والإغاثية، بمعنى أن حماس معنية بأن تخدم شعبها وأن تريح هذا الشعب وتخفف معاناته ليتفرغ لمعركته الأساسية، ثم نحن أخيرًا معنيون عبر المشاركة في المجلس التشريعي بتعزيز الوحدة الوطنية عبر إقامة نهج في التعامل الداخلي قائم على الحوار وعلى التفاهم، بعيدًا عن التفرد، وبعيدًا عن الاقتتال والفوضى.
  • هل يمكن أن توضح لنا الأساس الذي قام عليه حوار الاتحاد الأوروبي مع حماس ؟
الحوار من طرفهم كما لمسنا هو اعتراف بوزن الحركة، وأنه لا يمكن القفز عنها، وثبت لديهم أن أي حل يتجاوز :حماس وفصائل المقاومة لا مستقبلَ له ولا مجال لنجاحه، ورأوا الوزن الحقيقي للحركة عسكريًّا وسياسيًّا وعبر صناديق الاقتراع وعبر الشعبية على الأرض.. فهذا دافع أول، والدافع الثاني هو محاولة استكشاف فكر الحركة وهذا بالنسبة لهم، أما بالنسبة لنا فنحن حريصون أن يسمع الآخرون والعالم كله منا لا عنا؛ لأن هناك الكثير من التحريض والتشويه يقوم به الكيان الصهيوني ضدنا في الغرب وفي الشرق وفي كل مكان.. هذا أولاً.. أما ثانيًا فنحن واثقون من رؤيتنا وطرحنا ومن عدالة قضيتنا، ولدينا الثقة بقدرتنا على تقديم رؤيتنا بشكل واضح للعالم كله، والدفاع عن هذه الرؤية، ثم نحن نريد أن نكشف حجم الظلم وحجم العدوان الذي يمارسه الكيان :الصهيوني.
وهناك الكثير من الحقائق لا يسمع عنها العالم، ونحن نريد أن نجلي الصورة بكل تفاصيلها للعالم كله؛ حتى يدرك حجم الظلم، خاصةً وأننا ندرك أن صورة الكيان الصهيوني اليوم باتت قبيحةً، فالانتفاضة الأخيرة من عظمتها وإنجازاتها أنها كشفت الوجه القبيح لهذا الكيان، خاصةً في ظل تفوقه العسكري وممارسته لهذه القوة العسكرية الباطشة في أبشع صورها ضد الإنسان الفلسطيني الأعزل أو شبه الأعزل، وخاصةً ضد الأطفال والنساء"، مشيرًا إلى أن استطلاعات الرأي في الاتحاد الأوروبي تبين أن 59% يعتبرون أن هو الخطر الأول على السلام في العالم، حتى لدى الشارع الأمريكي فإن 43% يعتبرون أن الكيان الصهيوني هو الخطر الأول على السلام العالمي.
ونحن ندرك أن الأيام وأن الزمن يكشف مزيدًا من زيف المشروع الصهيوني، ونحن معنيون بأن نكسب أكبر مساحة من التأييد والتعاطف في العالم؛ لأن واحدة من أبعاد قضيتنا الفلسطينية العادلة هي البعد الدولي والبعد الإنساني، ونحن بالتالي معنيون بأن نتحرك في هذا الملعب وفي هذا الميدان، ونحن واثقون بأننا سنكسبه، رغم أن الانحياز الدولي لا يزال حاصلاً لصالح الصهاينة؛ بسبب تأثير اللوبي الصهيوني وتأثير الإدارة الأمريكية، وخاصةً اليمين المحافظ، وتأثير الابتزاز الصهيوني لدول العالم حتى اللحظة.
  • هل تعتقد أن هناك ضغوطًا أمريكيةً على بعض الدول الإقليمية للحد من علاقتها مع الحركة؟ وهل لهذه الضغوط تأثيرٌ؟
لا شك أن الضغط الأمريكي على كثير من الدول العربية والإسلامية يؤثر على علاقتنا معها.. ومع ذلك فإن الدول العربية والإسلامية تقيم علاقات مع حماس بصور مختلفة، بين من يفتح مكتبًا ل حماس وبين من يتواصل معها بأشكال مختلفة.
فهذه العلاقات لم تتراجع رغم الضغط الأمريكي، وذلك يعود إلى أمرين هما: وزن حماس في الساحة الفلسطينية، ونظر كل عاقل لها وعارف بالسياسة بأن حماس جزء من المستقبل الفلسطيني.. جزء أساسٌ من الحاضر ومن المستقبل الفلسطيني، وبالتالي فلا يمكن تجاوزها، ومن يريد أن يتعامل مع القضية الفلسطينية فلا يستطيع إلا أن يتعامل مع حماس، وأن يتعامل مع القوى الأخرى في الساحة الفلسطينية، والأمر الثاني هو مصداقية :حماس.. فالدول العربية والإسلامية جربتنا فوجدت لحماس مصداقيةً عاليةً، وأنها تجاوزت أخطاء الآخرين، فحماس لا تتدخل في الشئون الداخلية للدول، ولا تستهدف أمن الدول العربية والإسلامية سلبًا، بل بالعكس هي حريصةٌ على أمن أمتها.
وحماس عند عهدها ووعدها وعند كلمتها.. حماس حريصةٌ على أن تكون قضية فلسطين عنصرَ إجماع وتوحيد للموقف العربي، وليس عنصر تفريق.. حماس لا تدخل في محاور الخلافات العربية، وهي دائمًا منحازة لمصالح أمتها.. حماس متوازنة في موقفها.. حماس صريحة وواضحة، وهي تتمتع بقدر كبير من النزاهة والأخلاقية العالية.. حماس نظيفة اليد، وجُرِّبت ولذلك فالناس تطمئن عندما تدفع المال لها، أو تدفع المال للشعب الفلسطيني من خلالها، ومن خلال مؤسساتها.. هذه العوامل تدفع الدول بحمد الله رغم الضغط الأمريكي لأن تحافظ على هذه العلاقات.
  • ماذا ترجِّح في سبب وفاة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات؟
أنا على قناعة راسخة بأن ياسر عرفات- رحمه الله- قُتل مسمومًا، وأنا كنت أول من أطلق هذا الموقف في الساحة الفلسطينية لحظة وفاة ياسر عرفات .. كنت أول من أطلقه، وظللنا نطالب السلطة بالتحقيق في هذا الموضوع ونحن لم نسكت، وإننا نعتبر أن ما جرى جريمةٌ صهيونيةٌ لا يجوز السكوت عليها، أو التستر أو القفز عنها، بصرف النظر عمن يتفق أو يختلف مع ياسر عرفات ، ف حماس طالبت وما زالت بالكشف عن خيوط هذه الجريمة وإدانة العدو الصهيوني في كل المحافل الدولية بها؛ لأن القرائن كثيرة، حتى ولو لم تكن هناك أدلة قاطعة؛ لأن المكر الصهيوني قام بهذه الجريمة بشكل خفي.

المصدر