الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الأستاذ عمر بهاء الأميري يصف الإمام البنا»
لا ملخص تعديل |
Attea mostafa (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
''' | '''<center><font color="blue"><font size=5>الأستاذ [[عمر بهاء الأميري]] يصف الإمام [[البنا]]</font></font></center>''' | ||
[[ملف:الامام البنا2.jpg|تصغير|يسار|'''<center>الامام الشهيد [[حسن البنا]]</center>''']] | |||
'''سمعت عنه كثيرًا'''، ورأيت له في قلوب محبيه صورًا لامعةً رائعةً، فتراءى لعقلي عملاقُ هُدىً ورأيٍ وحكمةٍ، وتخيلته أمام عينيَّ عملاقًا في جسمه أيضًا، جبَّارًا في قسماته وسماته. | '''سمعت عنه كثيرًا'''، ورأيت له في قلوب محبيه صورًا لامعةً رائعةً، فتراءى لعقلي عملاقُ هُدىً ورأيٍ وحكمةٍ، وتخيلته أمام عينيَّ عملاقًا في جسمه أيضًا، جبَّارًا في قسماته وسماته. | ||
'''ولما رأيته بين صحبه'''- أول ما رأيته- ما ظننت أنه هو، ثم قدِمت إليه فتلقَّاني في بشاشةٍ، لا تكلفَ فيها، ورحبَّ بيَ، منساقًا مع فطرة رحبة. | '''ولما رأيته بين صحبه'''- أول ما رأيته- ما ظننت أنه هو، ثم قدِمت إليه فتلقَّاني في بشاشةٍ، لا تكلفَ فيها، ورحبَّ بيَ، منساقًا مع فطرة رحبة. | ||
'''لم أجد له في مشاهدتي صورتَه في مخيلتي'''.. كان أقرب إلى القِصَر منه إلى الطول، وأدنى إلى الوداعة منه إلى الجبروت.. في صراحته إباء، وفي جرأته إغضاء. | '''لم أجد له في مشاهدتي صورتَه في مخيلتي'''.. كان أقرب إلى القِصَر منه إلى الطول، وأدنى إلى الوداعة منه إلى الجبروت.. في صراحته إباء، وفي جرأته إغضاء. | ||
'''زُرتُه في بيته'''، فوجدته زاهدًا بسيطًا، وأكلتُ على مائدتِه، فوجدتُه فقيرًا كريمًا، وصحِبتُه في أسفارٍ، فلم أرَ أكثرَ منه أُنسًا وإيناسًا في مواطِن الراحة، ولا أكثرَ منه فناءً في العمل وقت العمل. | '''زُرتُه في بيته'''، فوجدته زاهدًا بسيطًا، وأكلتُ على مائدتِه، فوجدتُه فقيرًا كريمًا، وصحِبتُه في أسفارٍ، فلم أرَ أكثرَ منه أُنسًا وإيناسًا في مواطِن الراحة، ولا أكثرَ منه فناءً في العمل وقت العمل. | ||
'''شاهدتُه يتكلم بين أفراد'''، فلم أجد صوتَه يتطاول على الأصوات، ولاحَ لي أنه أميلُ إلى الإصغاء منه إلى إبداء الآراء، فإذا دخل الحديث طورَ المِراء صمَتَ في إعراضٍ، أو أقبلَ فى ابتسامٍ، وهو بين الإشفاق والشفقة؛ حتى إذا انتهى الأمر إلى زبدته، كانت كلمته هي الفاصلة. | '''شاهدتُه يتكلم بين أفراد'''، فلم أجد صوتَه يتطاول على الأصوات، ولاحَ لي أنه أميلُ إلى الإصغاء منه إلى إبداء الآراء، فإذا دخل الحديث طورَ المِراء صمَتَ في إعراضٍ، أو أقبلَ فى ابتسامٍ، وهو بين الإشفاق والشفقة؛ حتى إذا انتهى الأمر إلى زبدته، كانت كلمته هي الفاصلة. | ||
'''المصدر: مجلة المسلمون- السنة الثانية - العدد(3).''' | '''المصدر: مجلة المسلمون- السنة الثانية - العدد(3).''' | ||
المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:٣٠، ٢٠ أكتوبر ٢٠١١

سمعت عنه كثيرًا، ورأيت له في قلوب محبيه صورًا لامعةً رائعةً، فتراءى لعقلي عملاقُ هُدىً ورأيٍ وحكمةٍ، وتخيلته أمام عينيَّ عملاقًا في جسمه أيضًا، جبَّارًا في قسماته وسماته.
ولما رأيته بين صحبه- أول ما رأيته- ما ظننت أنه هو، ثم قدِمت إليه فتلقَّاني في بشاشةٍ، لا تكلفَ فيها، ورحبَّ بيَ، منساقًا مع فطرة رحبة.
لم أجد له في مشاهدتي صورتَه في مخيلتي.. كان أقرب إلى القِصَر منه إلى الطول، وأدنى إلى الوداعة منه إلى الجبروت.. في صراحته إباء، وفي جرأته إغضاء.
زُرتُه في بيته، فوجدته زاهدًا بسيطًا، وأكلتُ على مائدتِه، فوجدتُه فقيرًا كريمًا، وصحِبتُه في أسفارٍ، فلم أرَ أكثرَ منه أُنسًا وإيناسًا في مواطِن الراحة، ولا أكثرَ منه فناءً في العمل وقت العمل.
شاهدتُه يتكلم بين أفراد، فلم أجد صوتَه يتطاول على الأصوات، ولاحَ لي أنه أميلُ إلى الإصغاء منه إلى إبداء الآراء، فإذا دخل الحديث طورَ المِراء صمَتَ في إعراضٍ، أو أقبلَ فى ابتسامٍ، وهو بين الإشفاق والشفقة؛ حتى إذا انتهى الأمر إلى زبدته، كانت كلمته هي الفاصلة.
المصدر: مجلة المسلمون- السنة الثانية - العدد(3).