الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سعيد رمضان»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
(m)
سطر ١: سطر ١:
'''سـعيد رمضـان'''
'''سـعيد رمضـان'''
 
[[ملف:الداعية-الموفق-د.سعيد-رمضان-(أبوأيمن.gif|تصغير]]
بقلم : المستشار عبداللـه العقيل
بقلم : المستشار عبداللـه العقيل



مراجعة ١٦:٣٣، ١٣ يناير ٢٠١٠

سـعيد رمضـان

الداعية-الموفق-د.سعيد-رمضان-(أبوأيمن.gif

بقلم : المستشار عبداللـه العقيل

أول معرفتي به من خلال قراءاتي في مجلة "الإخوان المسلمون" الأسبوعية أوائل الأربعينيات ومن خلال جولاته في القطر المصري، وإلقاء الخطب والمحاضرات، حيث كان من شباب الإخوان المسلمين النشطين في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم تولى إدارة مجلة "الشهاب" الشهرية التي أصدرها الإمام الشهيد حسن البنا ـ رحمه الله ـ عام 1948م، وقد شارك في حرب فلسطين مع كتائب الإخوان المسلمين، وكان من قادتها في منطقة صور باهر والقدس.

ثم غادرها بعد الهدنة حين أجبرت الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا الجيوش العربية على إلقاء السلاح وإيقاف الحرب والانسحاب من فلسطين، وتركها لقمة سائغة لليهود، يعيثون فيها فساداً، يقتلون أهاليها ويخربون بيوتهم، ويقيمون المجازر الدموية لشعب فلسطين، الذي خذله الحكام العرب، ومُنعت الشعوب الإسلامية من الوقوف بجانبه والمساهمة في الدفاع معه عن أرض المقدسات، أرض الإسراء والمعراج، حيث قام الجيش المصري بأوامر من فاروق باعتقال المجاهدين من الإخوان المسلمين المصريين في فلسطين وإرسالهم إلى معتقل الطور بمصر، تنفيذاً لأوامر المستعمرين واليهود، الذين ذاقوا الأمرّين من الجهاد البطولي للإخوان المسلمين الذين كانوا يقتحمون على اليهود حصونهم ويلقون بأنفسهم في خنادقهم ويقتلونهم بالسلاح الأبيض، حتى فرّ اليهود من كل موقع للإخوان فيه وجود، واستغاثوا بالإنجليز ليحموهم من هؤلاء المجاهدين الذين لا يخافون الموت ولا يُبالون باليهود ولا بأسلحتهم الفتاكة، بل يتسابقون إلى الشهادة، وكم من معاقل لليهود سقطت بأيدي الإخوان المسلمين، وكم من معارك فرَّ منها اليهود كالأرانب أمام كتائب الإخوان المسلمين الفدائية، وكم من معركة شرسة خسر فيها اليهود المئات من قواتهم، بل كان الإخوان المسلمون يحررّون الجيوش العربية التي تقع في أسر اليهود، وما موقعة التبة 86، والفالوجة التي خسر فيها الجيش المصري، ووقع ضباطه فيها أسرى بين اليهود إلا مأثرة من مآثر الإخوان المسلمين.

والأستاذ سعيد رمضان من المقرّبين للإمام الشهيد حسن البنا، حيث زوَّجه كبرى بناته، وهو داعية موفّق، وخطيب مفوَّه، وسياسي محنك، يشد قلوب الجماهير وهو يخطب، ويأخذ بمجامع القلوب في أحاديثه الروحية بالكتائب والأُسر، كما كان له دور فاعل ومؤثر في أوساط الفلسطينيين، الذين وجدوا فيه الصورة الصادقة للأخ المسلم، الذي تسمو عنده رابطة العقيدة والدين على رابطة الجنس والطين، ويعيش للإسلام جندياً من الجنود في أي موقع كان.

سعدتُ بلقائه في بغداد عام 1948م، حين توجه إليها عائداً من فلسطين، حيث كانت الحكومة العميلة بمصر تطالب باعتقاله، وقد استقبله الإخوان المسلمون في العراق أحسن استقبال بما يجب نحوه، كأخ مسلم مجاهد، وداعية من دعاة الإخوان المسلمين، حيث تصدوا للحكومة العراقية التي كانت تريد تسليمه لمصر بناء على طلب حكومتها، واستقر الرأي على أن يُغادر العراق إلى باكستان، حيث وافقت حكومة العراق على عدم تسليمه لمصر، على أن يغادرها بأقرب وقت فقرر الإخوان المسلمون في العراق تأمين سفره، وسافرتُ معه من بغداد إلى البصرة بالقطار، وكان السفر إلى باكستان من مطار البصرة الدولي آنذاك، وكان برفقتنا حارس ليضمن مغادرته العراق وعدم تخلفه، وكانت رحلة ممتعة عرفتُ فيها سعيد رمضان جيداً، وحدثني عن الإخوان المسلمين حديث العارف البصير.

كما التقينا الكثير من إخواننا في البصرة الذين سعدوا بزيارته، وإن كان مخفوراً بحراسة الدولة، وبعد أن بات ليلة أو ليلتين في فندق المطار بالبصرة، غادَرنا إلى باكستان، مودعاً من جماهير غفيرة من الإخوان المسلمين احتشدت بالمطار.

ثم تكررت لقاءاتي به في مصر كثيراً حتى غادرها بعد حكم الطاغية عبدالناصر عليه بالإعدام، حيث تنقل في بلاد عربية كثيرة، وكان للمغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود موقف كريم نبيل، حيث رحب به وآواه وأصدر له جواز سفر خاص يتنقل به حيث شاء.



تأسيس رابطة العالم الإسلامي

وقد ساهم د.سعيد رمضان في تأسيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، كما كان الأمين العام للمؤتمر الإسلامي للقدس، وأسّس المركز الإسلامي في جنيف، وواصل إصدار مجلة "المسلمون" كبديل لمجلة "الشهاب" واستمرار لها، وشارك في العمل الإسلامي على الساحة الإسلامية الواسعة، واستقطب الكثير من العلماء والمفكرين من أنحاء العالم أمثال د.محمد ناصر، والسيد أبو الحسن الندوي، والسيد أبو الأعلى المودودي، ود.محمد حميد الله، ود.مصطفى السباعي، ومصطفى الزرقا، ومحمد المبارك، ومعروف الدواليبي، ومحمد أسد، وحيدر بامات، وعليم الله الصديقي، ود.زكي علي، ومحمود بوزوزو، وعلال الفاسي، وكامل الشريف، وعبدالله كنون، ومحمد أبو زهرة، ومحمد يوسف موسى، وغيرهم.

حتى كانت مجلة "المسلمون" أرقى مجلة إسلامية شهرية في الخمسينيات والستينيات، تستقطب جماهير المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويكتب فيها أساطين العلم وقادة الفكر، وكبار الدعاة والزعماء المصلحين، وينتظر المسلمون صدورها بفارغ الصبر، وقد صدرت بسورية فترة من الزمن بإشراف الدكتور مصطفى السباعي ـ المراقب العام للإخوان المسلمين بسورية ـ ثم في جنيف بإشراف د.سعيد رمضان.

إن الأستاذ د.سعيد رمضان داعية مرهف الإحساس، كريم الطباع، جياش العاطفة، غزير الدمعة، تغلب عليه الروحانية، وتأسره الكلمة الطيبة، ويتفانى في الأخوَّة الروحية، يبكي ويُبكي إذا تحدَّث أو خطب، أو حاضر، أو ناظر، ويرجع عن الخطأ إذا عوتب، ويستسمح إخوانه، ولا يحمل الحقد ولا الضغينة لمسلم، بل يُؤثر الاعتزال إذا ما أخطأ معه أحد ولا يعاتبه أو يحاسبه على إساءته له.



حياة المهجــر

عاش معظم حياته في المهجر، وأبى العودة إلى وطنه مصر، لأنه وجد في الحكام المتعاقبين نسخًا مكرورة للطغاة، وإن تفاوتت مراتب طغيانهم، وآثر العيش في ديار الغرب أواخر أيامه مع زوجه وأولاده، وتفرَّغ للقراءة والكتابة، ووجد من زوجته "أم أيمن" ابنة الإمام الشهيد حسن البنا، خير السند والمعين ـ بعد الله ـ مما خفّف عنه غربته، وأعانته على تنشئة أولاده، وواجه فيها محنة الجحود والنكران من بعض من أحسن إليهم، ووقف إلى جانبهم وساعدهم.

وكان إلى جانب كونه داعية موفقاً وخطيباً مصقعاً، ومحاضراً ناجحاً، يغوص في أمهات المسائل العلمية السامية للكون والإنسان والحياة، لقد كان الأستاذ "أبو أيمن" رحمه الله محبوباً من جماهير الإخوان المسلمين، وبخاصة الشباب، وله في كل قطر إخوان وخلان يذكرونه بخير، ويحبونه غاية الحب، ويدعون له لأنه من أسباب هدايتهم إلى طريق الحق والخير.

يقول العلامة السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي في كتابه القيم: "مذكرات سائح في الشرق العربي":

{وكان الإخوان أخبروني بوجود سعيد رمضان في القاهرة وأخبروني بنشاطه في العاصمة والأرياف، وتنقلاته واتصالاته بزملائه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وكنت حريصاً على الاجتماع به وبإخوانه، لأنني أعتبر الاجتماع برجال الدعوة والحركة الإسلامية من أكبر حسنات هذه الرحلة وأطيب ثمراتها، ولما طالت إقامتي في الحجاز، درست أحوال البلاد العربية عن كثب، وعرفت ما هنالك في العالم العربي من تفسخ في الأخلاق، واستبداد في الحكومات، وتحزب في السياسة، وانصراف بالكلية عن الدين وعبادة للمادة، وضياع الشعوب العربية بين حكومات مستبدة، ورجال يعبثون بأموال الدولة والأمة عبث الأطفال بالحصى والخزف، وأحزاب سياسية تتلهى بشعب، وتسخر منه وتضرب بعضه ببعض لمصلحتها وسياستها، ورجال لم تنشرح صدورهم للإسلام، ولكن يصرّون على أن يحكموا شعباً يؤمن بهذا الدين، وعرفتُّ أنه لا يغيّر هذا الواقع ولا ينقذ العالم العربي من الانهيار الذي يتهدده، إلا حركة شعبية قوية أساسها الدين والإيمان، والتقوى والجهاد، لإعلاء كلمة الله، ومن أهدافها تطهير المجتمع من الأدواء الخلقية والاجتماعية وتطبيق نظام الحياة الإسلامية في الأقطار الإسلامية، ورأيتُ الشر قد تفاقم، وإن الأمر أعظم من أن يُتدارك بجهود فردية ودروس دينية وإلقاء مواعظ وخطب أو نشر مؤلفات وكتب، إن السيل لا يمسكه إلا سيل مثله، والتيار لا يدفعه إلا تيار أقوى منه.

وقد سمعتُ ممن اتصلت بهم من أدباء الحجاز ومَنْ قابلتهم من الإخوان في الحج، أن حركة الإخوان المسلمين كادت تحقق هذه الأمنية، فقد أثَّرت في حياة البلاد تأثيراً قوياً، واجتمع عندها من قوة وإيمان، وعمل وعلم، وحماسة وتنظيم، ودعوة ما يستطيعون به ـ لو أذن الله بذلك ـ أن يُغيِّروا اتجاه البلاد، من اللادينية إلى الدين، ومن الاستهزاء بالدين إلى التمسك والتفاخر به.

وقد كتبتُ للأستاذ صالح عشماوي أخبره بسفري إلى مصر، ورغبتي بالاجتماع به وبإخوانه، وحين علمت بوجود الأستاذ سعيد رمضان، أبديتُ رغبتي بالاتصال به، حيث شرَّفني بزيارته مع رهط من الإخوان الشبان من طلبة الكليات، وأعجبني من نشاطه وخفة روحه التي كانت تبدو في حركات يده وأسارير وجهه وإقباله على الجالسين كلهم بالفكاهة والخطاب، وأعجبني ذهنه المتوقد، وقلبه المتفتح، ثم غادرنا على أن نجتمع غداً بعد زيارتنا للأستاذ صالح عشماوي، وفي الصباح جاءنا الأخ يوسف القرضاوي والأخمحمد الدمرداشي، ثم جاء بعدهما الأخ عبدالله العقيل ليأخذنا إلى مكتب الأستاذ صالح عشماوي الذي قابلنا بعناق حار، فكلانا مشتاق إلى صاحبه، ثم خرجنا منه إلى منزل الأستاذ سعيد رمضان الذي كان في انتظارنا، حيث كان الحديث عن الهند وحركة الدعوة الدينية والجماعة الإسلامية فيها.

وفي مساء الغد حضرنا محاضرة للأستاذ سعيد رمضان في قاعة عبدالحميد سعيد بدار الشبان المسلمين بالقاهرة.. وكانت محاضرة طويلة استغرقت ساعتين وكان موضوعها "الجامعة الإسلامية" وكان الحضور كبيراً ومعظمهم وقوف رغم سعة القاعة، وكانت الخطبة تُقاطع بالهتاف والتكبير والتحميد من الجماهير الغفيرة المتحمســة.



في داخل المحكمــة

وفي يــــوم الأحد 27- 4- 1370هـ الموافـــق 4- 2- 1951م، حضر إلينا الأخ عبدالله العقيل للذهاب إلى محكمة الجنايات لحضور مرافعة الأستاذ المحامي سعيد رمضان عن المتهمين من الإخوان المسلمين في قضية السيارة الجيب، وحين وصلنا المحكمة فتش الحراس جيوبنا، وأذنوا لنا بالدخول، ووقف الأستاذ سعيد رمضان المحامي موقف المرافع، وأدلى بقضيته في خطابة مؤثرة، وشجاعة نادرة، وذكر قصة استخلاف آدم وخروجه من الجنة، والصراع القديم بين الحق والباطل، والخير والشر، وتعاليم النبوة، ونزغات الشياطين، ثم ذكر الخلافة الإسلامية وشبابها، ثم وهنها وشيبها، والزحف التتاري والغارة الصليبية، ثم ذكر الصليبية الأوروبية في القرن التاسع عشر والاحتلال الأوروبي، ثم تدرج إلى ذكر الصليبية اليهودية ونواياها وخطرها على العالم الإسلامي، وأشار إلى نهضة الإخوان المسلمين ورباطهم أمام هذا الخطر الداهم ووقوفهم موقف المجاهدين، معززاً ذلك كله بالآيات والأحاديث الكثيرة، التي كان يستشهد بها، فيتحول الجو القضائي إلى الجو الديني، وترق القلوب، وتخشع وينسى الخطيب وينسى الناس أنهم في محكمة، ويتصورون وكأنهم في وعظ ديني، أو حفلة سياسية، وذلك يدل على قوة المحامي وإيمانه، وتقلب الجو، وتأثره بحركة الإخوان المسلمين، ولما خاطب المحامي العدل والرحمة في نفوس حضرات المستشارين وأراد أن يحرّك الإيمان والشعور الديني فيهم ـ وهم طبعاً مسلمون ـ تأثر الناس وتحركت النفوس، حتى إذا وجه خطابه إلى المتهمين وأوصاهم بالاستقامة والصبر وتلا عليهم الآيات والأحاديث في هذا المعنى، فاضت العيون، وعلا النشيج في بعض الجوانب، خصوصاً السيدات، وقد خرجنا من المحكمة متأثرين مما رأينا وسمعنا.

وحين زرنا الأستاذ البهي الخولي في يوم آخر وجدنا عنده الأستاذ سعيد رمضان مع الأخوين: فريد عبدالخالق، ومنير دله، وغيرهم، وكان الأستاذ سعيد رمضان يستعد للسفر إلى مراكش مروراً بإسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا، فودعناه على أمل اللقاء ثانية.

ولما توجهنا إلى سورية بعد فترة شاء الله أن نلتقي بالأستاذ سعيد رمضان بفندق "أميّة" بدمشق، حيث وجدنا عنده الدكتور مصطفى السباعي ـ المراقب العام للإخوان المسلمين بسورية ـ الذي وضع لنا برنامج الزيارة إلى حلب، وحمص، وحماة، حيث كان الإخوان المسلمون برفقتنا}. انتهى.

بهذا الوصف الدقيق تحدث السيد العلامة أبو الحسن الندوي عن الأستاذ د.سعيد رمضان حديث العارف البصير والداعية الحكيم.

وعن دور الأستاذ سعيد رمضان في القضية الفلسطينية وجهاد الإخوان المسلمين البطولي فيها منذ سنوات طويلة.



كامل الشريف

يقول الأستاذ كامل الشريف في كتابه القيم "الإخوان المسلمون في حرب فلسطين":

{... حين وضحت نيات الحكومة البريطانية وسياساتها في فلسطين، أخذ الإخوان المسلمون يعقدون المؤتمرات تباعاً، ويبيّنون للشعوب والحكومات حقيقة هذا الخطر الذي يهدد كيانهم ومستقبلهم، حتى نجحوا في إشراك العالم الإسلامي كله في هذه القضية، وباتت قضية فلسطين والعرب لا قضية أهل فلسطين وحدهم، وحين قامت القلاقل في فلسطين أخذوا يمدون المجاهدين الفلسطينيين بما يقع تحت أيديهم من مال أو سلاح، حتى نجح الإخوان في تسلل عدد من شبابهم للالتحاق بثورة الشيخ عز الدين القسام عام 1935م، وثورة 1936م، وبخاصة في المناطق الشمالية، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أخذ الإخوان المسلمون يعملون للقضية الفلسطينية عملاً إيجابياً فأرسلوا وفوداً لتدريب الفلسطينيين تدريباً سرياً، ولقد نجحوا في ذلك إلى حد بعيد، حتى أصبحت شُعب الإخوان ومراكزهم ودورهم هي مراكز القيادة وساحات التدريب، ولايزال أهل فلسطين الأوفياء يحمدون للداعية الإسلامي سعيد رمضان مواقفه الكريمة وأثره البالغ في توجيه الشباب العربي وجهة صالحة، ويذكرون بالفخار والإكبار جهوده وجهود إخوانه الأساتذة عبدالرحمن الساعاتي، وعبدالمعز عبدالستار، وعبدالعزيز أحمد، وغيرهم من كرام دعاة الإخوان المسلمين ومدربيهم}. انتهى.

ذلكم هو الأستاذ الداعية د.سعيد رمضان، وهذا قول الرجال فيه، وتلك بعض صفاته ومواقفه وجهوده وجهاده، إنه ثمرة من ثمار هذه الشجرة الباسقة شجرة الإخوان المسلمين التي غرسها الإمام الشهيد حسن البنا ـ رحمه الله.

ولقد بقيت صلتي به في كل الأحوال وجميع الأماكن وكانت لقاءاتي به متكررة في أكثر من مكان، وأكثر من قطر، ففي بلاد الشام، وفي الكويت، وفي السعودية، وفي العراق، وفي سويسرا، وإسبانيا، والأردن، وفلسطين، كانت أحاديث وحوارات ودروس ومناقشات وخواطر ومناجاة. وآخر مؤتمر حضرته معه في إسبانيا عام 1984م في غرناطة مع الحاجة زينب الغزالي، ثم تتابعت زياراتي له في سويسرا، حيث يقيم مع أسرته وأولاده في جنيف، وكانت آخر زياراتي له قبل خمس سنوات مع الأخ الكريم يحيى باسلامة في منزله، وكان مريضاً، وقد اختاره الله إلى جواره، وكان يتمنى أن يُدفن بالبقيع بالمدينة المنورة، ولكنه دفن بمصر التي لم يدخلها منذ خرج منها عام 1954م هروباً من الفرعون الهالك الذي أهدر دمه بإصدار حكم الإعدام عليه غيابياً: "وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد".

رحم الله أخانا وأستاذنا أبا أيمن، وغفر الله لنا وله، وبارك في ذريته وإخوانه السائرين على الدرب لمرضاة الرب.