الفرق بين المراجعتين لصفحة: «جورجيا ساكاشفيلي ...النسخة الاسرائيلية في القوقاز»
Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''<center> جورجيا ساكاشفيلي ...النسخة الاسرائيلية في القوقاز</center>''' '''بقلم : مراد عبد الله''' تكشف ا...') |
Attea mostafa (نقاش | مساهمات) ط (حمى "جورجيا ساكاشفيلي ...النسخة الاسرائيلية في القوقاز" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد))) |
(لا فرق)
|
المراجعة الحالية بتاريخ ١٣:١٠، ٢٨ يونيو ٢٠١١
بقلم : مراد عبد الله
تكشف التقارير المنقولة من جورجيا، فضلاً عن «التسريبات» الإعلامية الصهيونية ما بعد حرب القوقاز بين روسيا وجورجيا؛ أن العلاقات بين اسرائيل وجورجيا متينة ومتداخلة ووثيقة جداً، ولا تقف عند الحدود التي ساندت بها «اسرائيل» التمرد الجورجي بإسلحة متطورة؛ لضرب استقرار القوقاز بعدوانها على أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، والذي انتهى بالهزيمة والفشل؛ بل يتأكد اليوم الدعم الكبير والمتداخل في المخططات المشتركة بينهما؛
وفي اتجاهين: الأول العودة إلى تنفيذ مخططات اقليمية تؤثر على توازن واستقرار الاقليم، في سياق مخططات الهيمنة الأميركية، والثاني: استخدام جورجيا ذاتها منصة «اسرائيلية» في سياق خطط الأخيرة – اسرائيل- لضرب ايران بالتنسيق والترتيب مع المسؤولين الجورجيين وفي تداخل للمخططات بين القوقاز والشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أن سماح جورجيا للطائرات الحربية «الاسرائيلية» باستخدام أراضيها وأجوائها لضرب ايران؛ سيسجل سابقة لجورجيا المهتزة داخلياً، وبسبب من أن «النخبة» الحاكمة في جورجيا ترى بالعلاقة مع «اسرائيل» أنها ليست تجارية أو عسكرية أو اقتصادية فقط ؛
بل ذات أبعاد استراتيجية سياسية عسكرية وفكرية وفلسفية أيضاً، فالرئيس الجورجي عندما سُؤل عن قدوته الفكرية؛ ذكر دافيد بن غورين الرئيس الأول للكيان الصهيوني، وسبق له في معرض ترحيب بوفد صهيوني بالعاصمة تبليسي أن قال نصاً: «إن ما يؤذي اسرائيل يسبب لنا الأذى في جورجيا»؛ ثم أقسم :«إن المكان الوحيد في هذا العالم الذي أشعر فيه وكأنني في بلدي هو اسرائيل» فالأبواب الجورجية جميعها مفتوحة للصهيونية، ووزير الدفاع الجورجي دافيد كيرزاشفيلي يحمل «الهوية الاسرائيلية»؛ وسبق له أن استوطن في فلسطين، ويتحدث العبرية بطلاقة.
حول أهمية جورجيا الراهنة للكيان الصهيوني، يبرز تحليل زيفي ماجين، الذي عمل ملحقاً عسكرياً للكيان الصهيوني في كل من كييف وموسكو، وهو يشغل راهناً منصب رئيس مركز الدراسات اليورو- آسيوية في هيرتزيليا؛ فهو يرى من أجل حماية «المصالح» الإستراتيجية الصهيونية أهمية دعم جورجيا بما تستطيع «اسرائيل»، وذلك في ظل تشابك «المصالح» مع استراتيجيات واشنطن في الإقليم، والمتعلقة بأنابيب النفط والطاقة بين البحر الأسود وقزوين في القوقاز الشمالي والجنوبي، واستغلال موقع جورجيا بين روسيا وتركيا وأذربيجان وإيران، وبين البحرين الأسود وقزوين.
برز هذا عندما هددت «اسرائيل» بتزويد جورجيا بالأسلحة مالم توقف روسيا صفقة الصواريخ مع سوريا (وكالات الأنباء 18-9- 2010 )، والمقصود صفقة صواريخ «ياخونت» الدفاعية المضادة للسفن، وجاء على لسان رئيس فريق الائتلاف الحاكم في الكنيست زيف الكين؛ ثم على لسان المحلل السياسي «الاسرائيلي» بني بريسكين، والمسألة ذاتها أثارها وزير الدفاع الإميركي روبيرت غيتس أثناء لقاءه في واشنطن مع وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف؛ الذي أكد العمل على اتمام الصفقة.
سبق وأن استعرضت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية بعض من صفقات الأسلحة الاسرائيلية لجورجيا؛ منها تحديث طائرات (سو 25) سكوربيون، وهي طائرات (سوخوي 25)، واتفاق على شراء دبابات (ميركافا) وطائرات استطلاع بدون طيار وقاذفات (لينكس) وذلك في زيارة غير معلنة لوزير الدفاع الجورجي دايفيد كيزراشيلفي، وأن الدعم العسكري المقدم هو بترتيب مع الولايات المتحدة، حيث ستمول واشنطن وتدفع أثمان الصفقات العسكرية الاسرائيلية لجورجيا مباشرةً.
أما سبب التعاون العسكري على الصعيد الأسرائيلي؛ فهو لاستخدام القواعد الجوية الجورجية في العدوان على ايران وبحكم المسافة الجغرافية، وهنا ينبغي أن تكون هذه القواعد الجوية بكامل الجهوزية العسكرية، لإستقبال الطائرات الحربية الأميركية التي تستخدمها اسرائيل من طراز (اف16 ي) و (سوفا 107)، وهاذا الرقم 107 هو رمز الوحدة الجوية الاسرائيلية التي تلقت تدريباتها للعدوان على ايران.
سبق أن دمرت العمليات الحربية الروسية عام 2008 هذه القواعد الجوية وتكشف التقارير أن ضربها حينها لم يكن من فراغ، بل رسالة لـ «تل آبيب»، وحيث تطلب الأمر بالسنوات اللاحقة للحرب إعادة بنائها لإعادة بنائها بمواصفات غربية جديدة، تناسب المواصفات العسكرية «المطلوبة» على مستوى العمل الحربي في الأقليم، طالما لم تتغير النوايا الصهيونية المبيتة ضد إيران.
في (18\8) الماضي؛ أعلن وزير خارجية الكيان الصهيوني افيغدور ليبرمان: «انه لا يوجد امكانيات للتعاون العسكري مع جورجيا، بسببٍ من مخاوف تأثير هذا التعاون على الوضع في الشرق الأوسط»، وذلك أثناء لقاءه مع «وزير التطوير الاقليمي الجورجي» راماز نيقوليشفيلي، مكرراً؛ «إن التعاون العسكري ليس في جدول الأعمال بالعلاقات الثنائية بين البلدين».
جاء هذا التصريح للتمويه على حقيقة الوضع في جورجيا، فالتعاون العسكري بين تبليسي وتل آبيب على قدمٍ وساق، حيث يقام بإشراف واشنطن ولأهداف استراتيجية لا تخفى على أحد، ويطغى الاهتمام الاستراتيجي لـِ « اسرائيل» على الملف النووي الأيراني، فالقواعد الجوية الاسرائيلية في جورجيا بنيت بإشراف تقني، ودعم وتمويل مالي امريكي، حيث تستطيع اسرائيل استخدامها في التوقيت المطلوب، بعد أن انتهى تجهيزها منذ شهر آيار ( مايو ) الماضي. وتفيد التقارير أيضاً عن انتهاء بناء محطة رادار اقليمية في الجنوب الغربي من جورجيا، تستطيع مسح المناطق الجوية الشمالية والغربية لإيران.
وبمساعدة مالية وتقنية امريكية، تم بناء مطارين عسكريين استراتيجيين، وجهوزية لإستخدام المقاتلات الجوية، بل والقاذفات الثقيلة نمط (ب 52)، القاعدة الأولى في محافظة «مستيا»، والثانية في «شيخارشفيلي».
في الجنوب من العاصمة تبليسي وبمدينة «مارنيولي»؛ انتهى تحديث قاعدة جوية لذات الغرض، وهذه القاعدة تستطيح ان تستقبل القاذفات الجوية وتمويلها بالوقود.
ويجري الأن وعلى قدمٍ وساق أيضاً التحضير لبناء القواعد البحرية على شواطئ البحر الأسود الجورجية، وفقاً لمقاييس ومواصفات القواعد البحرية الغربية، وذلك لاستخدام صنوف السلاح البحري والحاملات كبيرة الحجم.
جورجيا ساكاشفيلي «اسرائيل» في نسختها القوقازية على كل المستويات، منصة انطلاق للعدوان على ايرن في الخطط والاستراتيجيات المبيتة بين تل آبيب وتبليسي والمايسترو واشنطن، في إطار من المعزوفات الدموية للاحتكارات العالمية والمافيات والعصابات المتعددة الأسماء أمثال: «بلاك ووتر» وتاوبعها من أحلاف عسكرية تحت إشراف أمريكي- صهيوني، يفسر ما سبق وتناولته «فورن افيرز» وتقارير تسربت الى وسائل الأعلام ونقلتها الصحف المختلفة بما فيها «التسريبات الإسرائيلية لصحيفة بريطانية حول تعاول دول أخرى لقصف ايران»...
المصدر
- مقال:جورجيا ساكاشفيلي ...النسخة الاسرائيلية في القوقازالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات