الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عصام العطار»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط (حمى "عصام العطار" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
عصام العطار أديب ذوّاقة يتقن فنّ الكلمة المؤثرة، وخطيب مفوّه من خطباء العربية النادرين في هذا العصر الذي غلبت فيه العُجمة وضاع فيه البيان.. وهو داعية وهب حياته لدعوة الإسلام، ودافع عن قضايا أمته، ،اضطر للعيش في ديار الغربة، وتفرّغ للعمل الإسلامي في أوروبا.
عصام العطار أديب ذوّاقة يتقن فنّ الكلمة المؤثرة، وخطيب مفوّه من خطباء العربية النادرين في هذا العصر الذي غلبت فيه العُجمة وضاع فيه البيان.. وهو داعية وهب حياته لدعوة الإسلام، ودافع عن قضايا أمته، ،اضطر للعيش في ديار الغربة، وتفرّغ للعمل الإسلامي في أوروبا.


[[ملف:17849.gif|تصغير|عصام العطار]]
== حياته: ==


== حياته ==


[[ملف:17849.gif|تصغير|عصام العطار]]
ولد عصام العطار في دمشق لعائلة عريقة عُرفت بالتقوى والعلم، وتلقّى فيها علومه ثم أكملها بمطالعاته الخاصة الواسعة، وعمل في التربية والتعليم فكان من ألمع العاملين في هذا الحقل بدمشق، كما أنه وهب حياته للدعوة الإسلامية منذ فجر شبابه حتى غدا من أعلامها في العالم الإسلامي، وعرفه الناس مفكراً حكيماً وسياسياً صادقاً وقائداً مجاهداً وقف في وجه الانحراف والاستبداد ودافع عن قضايا الأمة في جرأة نادرة.. وعندما زاد طغيان الناصرية وأعوانها في فترة الوحدة بين مصر وسورية. كان عصام العطار من الأصوات النادرة التي جهرت بموقفها من الطغيان وندّدت بأساليبه وبخاصة في خطبه الشهيرة بمسجد جامعة دمشق وجامع "دنكز" وكانت تلك الخطب تستقطب الجماهير الإسلامية ومنها آلاف الشباب . وبعد انفكاك الوحدة بين مصر وسورية وعودة الدعوة الإسلامية للعمل العام كان عصام قائداً لها في سورية، وخاض الانتخابات النيابية على رأس قائمة إخوانه ففاز بالنيابة عن دمشق فوزاً ساحقاً تجاوز فيه السياسيين الكبار العريقين في العمل السياسي، وأثار ذلك الفوز حفيظة أعداء الدعوة الإسلامية، كما كان موضوعاً لتعليقات المعلقين والمراسلين الأجانب الذين قام بعضهم بدق أجراس الخطر ويحذر من فوز العطار وإخوانه وما يمثله ذلك من نهضة إسلامية شعبية.وبعد الظروف السياسية التي مرّت بها سورية منذ أواسط الستينات اضطر الأستاذ عصام للعيش في ديار الغربة فتفرّغ للعمل الإسلامي في أوروبا وبخاصة في حقل الطلاب العرب والمسلمين القادمين للدراسة والتخصص، وقد أعطى هذا الجهد ثمرات مباركة لا تزال تزيد وتنمو.. على أنه رغم ذلك العمل فإن الأستاذ العطار لم ينقطع عن المشاركة في الاهتمام بأمور المسلمين والدعوة الإسلامية في سورية وبقية العالم الإسلامي.
ولد عصام العطار في دمشق لعائلة عريقة عُرفت بالتقوى والعلم، وتلقّى فيها علومه ثم أكملها بمطالعاته الخاصة الواسعة، وعمل في التربية والتعليم فكان من ألمع العاملين في هذا الحقل بدمشق، كما أنه وهب حياته للدعوة الإسلامية منذ فجر شبابه حتى غدا من أعلامها في العالم الإسلامي، وعرفه الناس مفكراً حكيماً وسياسياً صادقاً وقائداً مجاهداً وقف في وجه الانحراف والاستبداد ودافع عن قضايا الأمة في جرأة نادرة.. وعندما زاد طغيان الناصرية وأعوانها في فترة الوحدة بين مصر وسورية. كان عصام العطار من الأصوات النادرة التي جهرت بموقفها من الطغيان وندّدت بأساليبه وبخاصة في خطبه الشهيرة بمسجد جامعة دمشق وجامع "دنكز" وكانت تلك الخطب تستقطب الجماهير الإسلامية ومنها آلاف الشباب . وبعد انفكاك الوحدة بين مصر وسورية وعودة الدعوة الإسلامية للعمل العام كان عصام قائداً لها في سورية، وخاض الانتخابات النيابية على رأس قائمة إخوانه ففاز بالنيابة عن دمشق فوزاً ساحقاً تجاوز فيه السياسيين الكبار العريقين في العمل السياسي، وأثار ذلك الفوز حفيظة أعداء الدعوة الإسلامية، كما كان موضوعاً لتعليقات المعلقين والمراسلين الأجانب الذين قام بعضهم بدق أجراس الخطر ويحذر من فوز العطار وإخوانه وما يمثله ذلك من نهضة إسلامية شعبية.وبعد الظروف السياسية التي مرّت بها سورية منذ أواسط الستينات اضطر الأستاذ عصام للعيش في ديار الغربة فتفرّغ للعمل الإسلامي في أوروبا وبخاصة في حقل الطلاب العرب والمسلمين القادمين للدراسة والتخصص، وقد أعطى هذا الجهد ثمرات مباركة لا تزال تزيد وتنمو.. على أنه رغم ذلك العمل فإن الأستاذ العطار لم ينقطع عن المشاركة في الاهتمام بأمور المسلمين والدعوة الإسلامية في سورية وبقية العالم الإسلامي.






 
== شعره ==
== شعره: ==
 
 


لم يكن عصام العطار شاعراً محترفاً إلا أن له نفثات شعرية ضمنها نجاوى فكره وذوب نفسه المحترقة لهموم الإسلام والمسلمين، وقد جاء شعره صورة صادقة له في تواضعه وإبائه، وكفاحه المستمر، والتزامه لحدود الإسلام وجهاده في سبيله.
لم يكن عصام العطار شاعراً محترفاً إلا أن له نفثات شعرية ضمنها نجاوى فكره وذوب نفسه المحترقة لهموم الإسلام والمسلمين، وقد جاء شعره صورة صادقة له في تواضعه وإبائه، وكفاحه المستمر، والتزامه لحدود الإسلام وجهاده في سبيله.
سطر ٢٣: سطر ٢٠:


ثورةُ الدّين ثورةُ الوحي والعقل
ثورةُ الدّين ثورةُ الوحي والعقل
تسامتْ  أصلاً  وروحاً  iiوفِكرا
تسامتْ  أصلاً  وروحاً  وفِكرا




مشعَلُ الحقِ والعدالةِ  iiسارت
مشعَلُ الحقِ والعدالةِ  سارت
بهما في الزّمان عصراً iiفعصرا
بهما في الزّمان عصراً فعصرا




تملأُ  الأرضَ  والجوانحَ  نوراً
تملأُ  الأرضَ  والجوانحَ  نوراً
وتُحيلُ   الحياةَ   حبّاً   iiوخيرا
وتُحيلُ الحياةَ حبّاً وخيرا




سطر ٣٨: سطر ٣٥:




حملوا   راية   التُّراب iiوألقَوْا
حملوا راية التُّراب وألقَوْا
راية   اللهِ   عزاً   iiونصرا
راية   اللهِ   عزاً   ونصرا




فإذا الأنفُ في الرّغام iiخضيبٌ
فإذا الأنفُ في الرّغام خضيبٌ
وإذا   بالهوان  دُنيا   iiوأخرى
وإذا بالهوان  دُنيا وأخرى




أيها   المؤمنُ   الأبيُّ  iiتقدّم
أيها المؤمنُ الأبيُّ  تقدّم
نَحملِ  الشمسَ والكواكبَ iiذِكرا
نَحملِ  الشمسَ والكواكبَ ذِكرا




لا  يرُعكَ  الظلامُ  سادَ  iiوهيّا
لا  يرُعكَ  الظلامُ  سادَ  وهيّا
نقذفِ  الحقَّ في الدّياجير iiفجرا
نقذفِ  الحقَّ في الدّياجير iiفجرا




أُصدُقِ   الله   نيّةً   iiوجهادا
أُصدُقِ   الله   نيّةً وجهادا
يُنبتِ  القفرُ  والجلاميدُ iiنصرا
يُنبتِ  القفرُ  والجلاميدُ نصرا




سطر ١٠٩: سطر ١٠٦:


قال: الذين يصلحون عند فساد الناس"(7).
قال: الذين يصلحون عند فساد الناس"(7).


والأستاذ عصام من الدعاة الذين طالت غربتهم عن أوطانهم، وحركت الغربة كوامن الشعر في نفوسهم.. فنظم شعرا فيه اللوعة والألم، وفيه صدق العاطفة والتصوير، وفيه إحساس عميق بمأساة العرب والمسلمين ومأساة الإنسان في هذا العصر..
والأستاذ عصام من الدعاة الذين طالت غربتهم عن أوطانهم، وحركت الغربة كوامن الشعر في نفوسهم.. فنظم شعرا فيه اللوعة والألم، وفيه صدق العاطفة والتصوير، وفيه إحساس عميق بمأساة العرب والمسلمين ومأساة الإنسان في هذا العصر..




سطر ١٢٠: سطر ١١٤:


ثورةُ الدّين ثورةُ الوحي والعقل
ثورةُ الدّين ثورةُ الوحي والعقل
تسامتْ  أصلاً  وروحاً  iiوفِكرا
تسامتْ  أصلاً  وروحاً  وفِكرا




مشعَلُ  الحقِ  والعدالةِ  iiسارت
مشعَلُ  الحقِ  والعدالةِ  سارت
بهما في الزّمان عصراً iiفعصرا
بهما في الزّمان عصراً فعصرا




تملأُ  الأرضَ  والجوانحَ  نوراً
تملأُ  الأرضَ  والجوانحَ  نوراً
وتُحيلُ  الحياةَ  حبّاً  iiوخيرا
وتُحيلُ  الحياةَ  حبّاً  وخيرا




ما  لقومي  -لقد  آسيتُ لقومي
ما  لقومي  -لقد  آسيتُ لقومي
قد  تجافَوا  عن الحنيفةِ iiصَدرا
قد  تجافَوا  عن الحنيفةِ صَدرا




حملوا  راية  التُّراب  iiوألقَوْا
حملوا  راية  التُّراب  وألقَوْا
راية    اللهِ    عزاً    iiونصرا
راية    اللهِ    عزاً    ونصرا




فإذا  الأنفُ في الرّغام iiخضيبٌ
فإذا  الأنفُ في الرّغام iiخضيبٌ
وإذا  بالهوان  دُنيا  iiوأخرى
وإذا  بالهوان  دُنيا  وأخرى




أيها   المؤمنُ   الأبيُّ  iiتقدّم
أيها   المؤمنُ   الأبيُّ  تقدّم
نَحملِ  الشمسَ والكواكبَ iiذِكرا
نَحملِ  الشمسَ والكواكبَ ذِكرا




لا   يرُعكَ  الظلامُ  سادَ  iiوهيّا
لا يرُعكَ  الظلامُ  سادَ  وهيّا
نقذفِ  الحقَّ في الدّياجير iiفجرا
نقذفِ  الحقَّ في الدّياجير iiفجرا




أُصدُقِ   الله   نيّةً   iiوجهادا
أُصدُقِ   الله   نيّةً   وجهادا
يُنبتِ  القفرُ  والجلاميدُ  iiنصرا
يُنبتِ  القفرُ  والجلاميدُ  نصرا




سطر ١٥٨: سطر ١٥٢:
ويزداد به الشوق إلى إخوانه في الشام، ويشعر بالوحشة في ديار الغربة، فينظم هذه القصيدة علها تخفف عنه ما يكابد من حرقة وألم، فيقول فيها9)
ويزداد به الشوق إلى إخوانه في الشام، ويشعر بالوحشة في ديار الغربة، فينظم هذه القصيدة علها تخفف عنه ما يكابد من حرقة وألم، فيقول فيها9)


تطاول  ليلي  والسهاد iiمرافقي
تطاول  ليلي  والسهاد مرافقي
وما  أطْوَلَ الليلَض البهيم iiلآرق
وما  أطْوَلَ الليلَض البهيم لآرق




غريب يقلبه الحنين على الغضا
غريب يقلبه الحنين على الغضا
ويرمضه  شوقا  إلى كل iiشائق
ويرمضه  شوقا  إلى كل شائق




تناءت  به  دار  وأوحش منزل
تناءت  به  دار  وأوحش منزل
وظلله    هم  مديد   iiالسُّرادقِ
وظلله    هم  مديد السُّرادقِ




أحبائي  يا  مهوى  الفؤاد iiتحية
أحبائي  يا  مهوى  الفؤاد iiتحية
تجوز  إليكم  كل  سد  iiوعائق.
تجوز  إليكم  كل  سد  وعائق.




لقد  هدني  شوق  إليكم  iiمبرِّحُ
لقد  هدني  شوق  إليكم  مبرِّحُ
وقَرَّحَ  جفني  دافق  بعد  iiدافقٌ
وقَرَّحَ  جفني  دافق  بعد  دافقٌ




سطر ١٨١: سطر ١٧٥:
ولكن الغربة عند شاعرنا غربة مؤمن صابر لايعرف اليأس، وإنما ينتظر إشراقة الفجر.. اسمتع إليه، وهو يقول:
ولكن الغربة عند شاعرنا غربة مؤمن صابر لايعرف اليأس، وإنما ينتظر إشراقة الفجر.. اسمتع إليه، وهو يقول:


لابد  الليل  أن  ينزاح  iiغيهبه
لابد  الليل  أن  ينزاح  غيهبه
ويشرق الفجر بعد الظُّلْمِ iiوالظُّلَمِ
ويشرق الفجر بعد الظُّلْمِ والظُّلَمِ




سطر ١٩٠: سطر ١٨٤:


سنصدع الليل مهما اشتد iiغيهبه
سنصدع الليل مهما اشتد iiغيهبه
ونحمل  الفجر  للإنسان iiوالأمم
ونحمل  الفجر  للإنسان والأمم
 
 
فجر من العدل والإسلام iiمؤتلق
نهدي  سناه لأهل الأرض iiكلهم
 




فجر من العدل والإسلام مؤتلق
نهدي  سناه لأهل الأرض كلهم


== مصادر الدراسة: ==


== المصادر ==


1- مجلة الشهاب اللبنانية- العدد الثامن والتاسع- السنة الأولى عام 1386هـ ، 1967م.
1- مجلة الشهاب اللبنانية- العدد الثامن والتاسع- السنة الأولى عام 1386هـ ، 1967م.
سطر ٢١٣: سطر ٢٠٤:




 
== الهوامش ==
 
== الهوامش : ==
 


(1) مجلة الرائد - العدد ،78 جمادى الأولى 1405هـ، فبراير 1985م، ص30.
(1) مجلة الرائد - العدد ،78 جمادى الأولى 1405هـ، فبراير 1985م، ص30.
سطر ٢٣٩: سطر ٢٢٧:
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أعلام من سوريا]]

مراجعة ٠٤:٠١، ٢٢ مارس ٢٠١٠

عصام العطار أديب ذوّاقة يتقن فنّ الكلمة المؤثرة، وخطيب مفوّه من خطباء العربية النادرين في هذا العصر الذي غلبت فيه العُجمة وضاع فيه البيان.. وهو داعية وهب حياته لدعوة الإسلام، ودافع عن قضايا أمته، ،اضطر للعيش في ديار الغربة، وتفرّغ للعمل الإسلامي في أوروبا.


حياته

عصام العطار

ولد عصام العطار في دمشق لعائلة عريقة عُرفت بالتقوى والعلم، وتلقّى فيها علومه ثم أكملها بمطالعاته الخاصة الواسعة، وعمل في التربية والتعليم فكان من ألمع العاملين في هذا الحقل بدمشق، كما أنه وهب حياته للدعوة الإسلامية منذ فجر شبابه حتى غدا من أعلامها في العالم الإسلامي، وعرفه الناس مفكراً حكيماً وسياسياً صادقاً وقائداً مجاهداً وقف في وجه الانحراف والاستبداد ودافع عن قضايا الأمة في جرأة نادرة.. وعندما زاد طغيان الناصرية وأعوانها في فترة الوحدة بين مصر وسورية. كان عصام العطار من الأصوات النادرة التي جهرت بموقفها من الطغيان وندّدت بأساليبه وبخاصة في خطبه الشهيرة بمسجد جامعة دمشق وجامع "دنكز" وكانت تلك الخطب تستقطب الجماهير الإسلامية ومنها آلاف الشباب . وبعد انفكاك الوحدة بين مصر وسورية وعودة الدعوة الإسلامية للعمل العام كان عصام قائداً لها في سورية، وخاض الانتخابات النيابية على رأس قائمة إخوانه ففاز بالنيابة عن دمشق فوزاً ساحقاً تجاوز فيه السياسيين الكبار العريقين في العمل السياسي، وأثار ذلك الفوز حفيظة أعداء الدعوة الإسلامية، كما كان موضوعاً لتعليقات المعلقين والمراسلين الأجانب الذين قام بعضهم بدق أجراس الخطر ويحذر من فوز العطار وإخوانه وما يمثله ذلك من نهضة إسلامية شعبية.وبعد الظروف السياسية التي مرّت بها سورية منذ أواسط الستينات اضطر الأستاذ عصام للعيش في ديار الغربة فتفرّغ للعمل الإسلامي في أوروبا وبخاصة في حقل الطلاب العرب والمسلمين القادمين للدراسة والتخصص، وقد أعطى هذا الجهد ثمرات مباركة لا تزال تزيد وتنمو.. على أنه رغم ذلك العمل فإن الأستاذ العطار لم ينقطع عن المشاركة في الاهتمام بأمور المسلمين والدعوة الإسلامية في سورية وبقية العالم الإسلامي.


شعره

لم يكن عصام العطار شاعراً محترفاً إلا أن له نفثات شعرية ضمنها نجاوى فكره وذوب نفسه المحترقة لهموم الإسلام والمسلمين، وقد جاء شعره صورة صادقة له في تواضعه وإبائه، وكفاحه المستمر، والتزامه لحدود الإسلام وجهاده في سبيله.

للأستاذ عصام شعر قليل قبل الغربة، نظمه في الأربعينيات، دعا الناس فيه إلى التمسّك بالدين والثبات على الحق، والوقوف في وجه الظلم والظالمين.

قال في قصيدة بعنوان "ثورة الدين"(1) نظمها عام 1943م:


ثورةُ الدّين ثورةُ الوحي والعقل تسامتْ أصلاً وروحاً وفِكرا


مشعَلُ الحقِ والعدالةِ سارت بهما في الزّمان عصراً فعصرا


تملأُ الأرضَ والجوانحَ نوراً وتُحيلُ الحياةَ حبّاً وخيرا


ما لقومي -لقد آسيتُ لقومي قد تجافَوا عن الحنيفةِ iiصَدرا


حملوا راية التُّراب وألقَوْا راية اللهِ عزاً ونصرا


فإذا الأنفُ في الرّغام خضيبٌ وإذا بالهوان دُنيا وأخرى


أيها المؤمنُ الأبيُّ تقدّم نَحملِ الشمسَ والكواكبَ ذِكرا


لا يرُعكَ الظلامُ سادَ وهيّا نقذفِ الحقَّ في الدّياجير iiفجرا


أُصدُقِ الله نيّةً وجهادا يُنبتِ القفرُ والجلاميدُ نصرا


ورأى العطار الناس يبتعدون عن الحق ويزوّرون التاريخ وينقادون خلف المصالح والأهواء، فقال في مقطوعة بعنوان "تزوير2)

قد زوّروا الحقَّ والتاريخَ واختلقوا *** مـن الأكاذيب ما يندى له الخجلُ

والناس جهـلٌ وأهـواءٌ ومصلحةٌ *** تُطـوى الحقيقـةُ والتزويرُ ينتقلُ

تـوزّعتْهم على إغـرائهـا سُبُلٌ *** وليس لله مـا تُفضي لـه السُّبلُ


ولما كان كثير من الناس لا يستجيبون لدعوة الخير والصفاء بين منهجه في الحياة بقصيدة بعنوان "الله قصدي" (3) قال فيها:


سيان عنديَ إن أثنَوْا وإن كفروا(4) *** الله قصـديَ لا الدنيـا ولا البشر

أُصفيهِـمُ والحـب أنقـاه وأخلصَهُ *** ولا أسائل هل ذموا وهل شكروا

أحيا مع الله ، فالـدنيـا وزينتهـا *** هبـاءة، وخلـود الذكر والعُصُرُ


وعندما وجد بعض الناس يتنكرون له، نراه يبث شكواه في قصيدة بعنوان: "وما أبالي"(5)، يقول فيها:

ومـا أبـالي إذا التاريخ أنصفنـي *** أو جـار في حكمه أو خان أو كذبا

ومـا أبالي: لسانُ الدهـر تـوجني *** بالحمد أم أَعْمَـلَ الأنيابَ والقُضُبا

الظالمـون على شتـى مذاهبهـم *** قد مـزقوني- وما باليتهم - إربا

الله قصـدي وهـذا الكـون أجمعه *** لم يستثر رغبا في النفس أو رهبا

حسبي طهـارة قلبـي في مقاصده *** والنهجُ، ما رضي الرحمن أو طلبا

إن نلت مرضاتَهُ فالشمس دون يدي *** فكيـف أقبـل فـي آمالي الشهبا


ويرى شاعرنا الطغاة يتجبرون في الأرض عن سفه وعدم فهم وإدراك لمعنى الحياة ولنهايتها، فيقول في قصيدة بعنوان: "بعض التجبر يا فرعون"(6):

بعض التجبر يا فرعون عن سفه *** فالله أكبـر مـن كـل الطواغيت

مـاذا الريـاسةُ والدنيا بأجمعها *** والمرءُ في حفرة في جوف تابوت

لا ينـفع المـرء عند الله سلطتُه *** ومـا تملَّكَ من مـال ومن صيت


أما الغربة، فهي قدر كثير من الدعاة في هذا الزمان... الغربة عن الأوطان حيث منعوا من العيش فيها، والغربة عن الحياة التي امتلأت بالفساد والانحراف.. إنه زمن الغربة الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء.. قالوا يا رسول الله وما الغرباء؟

قال: الذين يصلحون عند فساد الناس"(7).

والأستاذ عصام من الدعاة الذين طالت غربتهم عن أوطانهم، وحركت الغربة كوامن الشعر في نفوسهم.. فنظم شعرا فيه اللوعة والألم، وفيه صدق العاطفة والتصوير، وفيه إحساس عميق بمأساة العرب والمسلمين ومأساة الإنسان في هذا العصر..


إنه يشعر بطول الغربة، ولا يرى نهاية قريبة لها، فيقول والألم يعتصر قلبه واللوعة تملأ نفسه(8):


ثورةُ الدّين ثورةُ الوحي والعقل تسامتْ أصلاً وروحاً وفِكرا


مشعَلُ الحقِ والعدالةِ سارت بهما في الزّمان عصراً فعصرا


تملأُ الأرضَ والجوانحَ نوراً وتُحيلُ الحياةَ حبّاً وخيرا


ما لقومي -لقد آسيتُ لقومي قد تجافَوا عن الحنيفةِ صَدرا


حملوا راية التُّراب وألقَوْا راية اللهِ عزاً ونصرا


فإذا الأنفُ في الرّغام iiخضيبٌ وإذا بالهوان دُنيا وأخرى


أيها المؤمنُ الأبيُّ تقدّم نَحملِ الشمسَ والكواكبَ ذِكرا


لا يرُعكَ الظلامُ سادَ وهيّا نقذفِ الحقَّ في الدّياجير iiفجرا


أُصدُقِ الله نيّةً وجهادا يُنبتِ القفرُ والجلاميدُ نصرا


ويزداد به الشوق إلى إخوانه في الشام، ويشعر بالوحشة في ديار الغربة، فينظم هذه القصيدة علها تخفف عنه ما يكابد من حرقة وألم، فيقول فيها9)

تطاول ليلي والسهاد مرافقي وما أطْوَلَ الليلَض البهيم لآرق


غريب يقلبه الحنين على الغضا ويرمضه شوقا إلى كل شائق


تناءت به دار وأوحش منزل وظلله هم مديد السُّرادقِ


أحبائي يا مهوى الفؤاد iiتحية تجوز إليكم كل سد وعائق.


لقد هدني شوق إليكم مبرِّحُ وقَرَّحَ جفني دافق بعد دافقٌ


ولكن الغربة عند شاعرنا غربة مؤمن صابر لايعرف اليأس، وإنما ينتظر إشراقة الفجر.. اسمتع إليه، وهو يقول:

لابد الليل أن ينزاح غيهبه ويشرق الفجر بعد الظُّلْمِ والظُّلَمِ


اليأس في ديننا كفر ومنقصة لايُنْبِتُ اليأسَ قلب المؤمن الفهم


سنصدع الليل مهما اشتد iiغيهبه ونحمل الفجر للإنسان والأمم


فجر من العدل والإسلام مؤتلق نهدي سناه لأهل الأرض كلهم


المصادر

1- مجلة الشهاب اللبنانية- العدد الثامن والتاسع- السنة الأولى عام 1386هـ ، 1967م.

2- مجلة الرائد- العددان ،77 ،78 1405هــ، 1985م.

3- مجلة المجتمع اللبنانية سنة 1964م.

4- شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، الجزء الأول، الطبعة الأولى، 1978م.

5- قصيدة "رحيل"، الدار الإسلامية للإعلام- بون، 1985م.


الهوامش

(1) مجلة الرائد - العدد ،78 جمادى الأولى 1405هـ، فبراير 1985م، ص30.

(2) مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص15.

(3) مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص15.

(4) كفروا هنا: ستروا وغطّوا وجحدوا ما يستحقّ الثناء.

(5) مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص16.

(6) مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص17.

(7) رواه مسلم.

(8) شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، جـ،1 ط،1 ص80.

(9) شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، جـ،1 ط،1 ص87.