قالب:من تراث الدعوة
من الممكن " تقصيص المادة التاريخية " ، أي عرض الحقائق التاريخية من خلال قصة أو رواية قد تحقق التسلية والتسرية . وحتى على هذا الاعتبار يجب مراعاة القواعد الفنية والموضوعية الأتية : أ – لا مانع من اختراع شخصيات ثانوية لا وجود لها تاريخيا ، ولكن يجب أن تمثل طبيعة الزمن والبيئة . ب- يجب عدم المساس بالشخصية المحورية ، أي الرئيسية ، بملامحها المادية ، والنفسية . ونفس الحكم يصدق على الوقائع التاريخية فلا نحول في الرواية واقعة تاريخية بالنصر إلى الهزيمة . أي يجب أن يتفق المنطق الروائي مع المنطق التاريخي . لذلك نأخذ على أحمد شوقي أنه حول كليوباترا من ملكة متهتكة بنت هوى ، إلى ملكة مخلصة حريصة على مصلحة الشعب المصري . ونأخذ على تمثيلية جاءت من ربع قرن في التلفاز المصري عن " أبي ذر الغفاري " . وكان من شخصياتها عبد الله بن مسعود ، واختاروا لتمثيله عملاقا طويلا هو " عزت العلايلي " ، مع أن ابن مسعود كان قصير القامة جدا. كما وردت على ألسنة الشخصيات عدة مرات كلمة "الثورة " مع أنها كلمة مستحدثة ، لم تستعمل في العصر الذي تناول الكاتب فترة منه . وبذلك تناقض المنطقان : المنطق الروائي ، والمنطق التاريخي .
وعز على نفسي أن أرى مجلة حبيبة إلي لأنها تتبنى القيم العقدية والإيمانية،والخلقية والتراثية ... عز علي تقع في مصيدة التاريخ اللاهي العابث .....تابع القراءة