الغباء بطعم الخبال

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٩:٥٣، ١١ يونيو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "الغباء بطعم الخبال" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الغباء بطعم الخبال
د. الواعى.jpg

بقلم: د. توفيق الواعي

كنا نسمع عن الغباء والأغبياء، والعملاء الذين يخونون أوطانهم، فنحسب أنها قصص وخيال للتسلية والفكاهة؛ حتى أراد الله أن يرينا ذلك عيانًا بيانًا، رؤية صدق وحقيقة، فرأينا أناسًا من جلدتنا يصادقون الأعداء بل ويوالونهم ويأتمرون بأمرهم، بل ويعملون لإهلاك قومهم ويساعدون على إبادتهم، فرأينا الخونة والعملاء الذين أرشدوا الصهاينة على الشيخ أحمد ياسين وصلاح شحادة والرنتيسي وسعيد صيام وغيرهم؛ الذين عرضوهم للتصفية فرادى أو مع أسرهم.

ورأينا الخونة والعملاء الذين خدعوا المقاومة الفلسطينية وحرَّضوا الصهاينة على غزة، فقتلوا منهم وأصابوا حوالي ألفي قتيل وجريح، وهدموا آلاف المساكن فوق رؤوس أصحابها، ولم يرحموا طفلاً ولا شيخًا ولا امرأةً.

قلوب غلاظ الأكباد عمي وألباب من الزعماء حول

أضلهم الغباء فهم كثير وعمهم البلاء فهم قليل

فما نجت النساء ولا الذراري ولا سلم الشباب ولا الكهول

ورأينا الكثرة الكاثرة من المرجفين الذين يزوِّرون الحقائق ويقلبون الموازين بغية تلويث المجاهدين واختراع الأراجيف لتلطيخ سمعتهم؛ بأنهم كانوا السبب في الحرب لأنهم لم يلتزموا بالهدنة، فتذيع وكالات الأنباء الحقيقة قائلةً: أكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أن حركة حماس لم تنتهك اتفاق الهدنة الذي توسَّطت فيه مصر مع الكيان الصهيوني، وأنها لم يسبق أن انتهكت عهدًا قطعته على نفسها، مستبعدًا التوصُّل إلى تسوية للصراع العربي الصهيوني دون إشراك حماس.

جيمي كارتر

وقال كارتر خلال مقابلة مع شبكة التليفزيون الأمريكي (NBC) بمناسبة صدور كتابه الجديد "السلام ممكن في الأراضي المقدسة.. خطة فاعلة": "إن حماس تعتبر في نظر البعض منظمة إرهابية، إلا أنها لم تنتهك عهدًا قطعته، وإنه في العام السابق للهدنة- التي ساعد في التوصل إليها في 19 يونيو من العام الماضي- قتل صهيوني واحد بصواريخ حماس ، فيما كان الكيان يقتل 49 فلسطينيًّا كل شهر".

وأضاف: "بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيِّز التنفيذ التزمت به حماس تمامًا، ولم يحدث إطلاق خطير للصواريخ خلال الأشهر الخمسة الأولى، إلا أن الكيان لم يفِ بتعهداته تجاه الفلسطينيين في غزة ".

وقد شعر بهذا الحيف الكثير من الزعماء والمفكرين، وضاقوا ذرعًا بأفعال الصهاينة المعتدين؛ نورد بعضًا من هذا هنا: يقول مؤرخ فرنسي لسفير الكيان الصهيوني: إنكم تتصرفون مثل لصوص الأراض

في 30/1/ 2009 م وجَّه أندري نوشي أحد أهم المؤرخين الفرنسيين وهو أحد مؤسسي الجامعة التونسية رسالةً شديدةَ اللهجة للسفير الإسرائيلي في فرنسا:

سيدي السفير..

بالنسبة إليك هو يوم الشبات، أي يوم السلم لكنه أصبح يوم الحرب، بالنسبة إليّ، ومنذ عدة سنوات الاحتلال واللصوصية الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية تزعجني، أكتب إليك إذن انطلاقًا من عدة مواقع: كفرنسي، وكيهودي من الولاة، وكصانع للاتفاقيات بين جامعة نيس وجامعة حيفا.

لم يعد ممكنًا السكوت أمام سياسة القتل والتوسع الإمبريالي الإسرائيلي، إنكم تتصرفون تمامًا مثل ما كان يتصرف هتلر في أوروبا مع النمسا، وتشيكوسلوفاكيا، إنكم تحتقرون قرارات الأمم المتحدة مثل ما فعل مع قرارات عصبة الأمم، إنكم تقتلون بدون عقاب النساء والأطفال، ولا يجدي التذرع بالاعتداءات والانتفاضة، كل هذا ناتج من الاحتلال غير الشرعي وغير القانوني، وهو يعد لصوصيةً.

إنكم تتصرفون مثل لصوص الأراضي وتديرون ظهوركم لقواعد الأخلاق اليهودية، عار عليكم، عار على إسرائيل! إنكم تحفرون قبركم دون أن تعوا ما تفعلونه؛، لأنه محكوم عليكم العيش مع الفلسطينيين والبلدان العربية، إذا ما افتقدتم هذا الذكاء السياسي، فإنكم لستم جديرين بممارسة السياسة وعلى قادتكم أن يتركوها، البلاد التي تقتل رابين، والتي تفتخر بقاتله هي بلاد لا أخلاق لها ولا شرف.

أطلب من السماء ومن ربكم أن يميت شارون القاتل، لقد تكبدتم هزيمة في لبنان في سنة 2006 ، وأتمنى أن تتكبدوا هزائم أخرى، وسوف ترسلون إلى الموت شبابًا إسرائيليًّا لأنكم لا تملكون الشجاعة لإرساء السلام، كيف يمكن لليهود الذين عانوا كثيرًا أن يقتدوا بجلاديهم الهتلريين؟ بالنسبة إليّ، ومنذ سنة 1975 م، الاحتلال يثير فيّ ذكريات قديمة، ذكريات الهتلرية، ولا أرى فرقًا بين قادتكم وقادة ألمانيا النازية.

شخصيًّا، سوف أقاومكم بكل ما أوتيت من قوة كما فعلت في الفترة بين سنة 1938 م وسنة 1945 م حتى تقضي العدالة على الهتلرية التي في قلب بلادكم، العار لإسرائيل، وأتمنى أن ربكم ينتقم من قادتكم الانتقام الذي يستحقونه، إنني أشعر بالعار كيهودي، ومقاوم قديم أثناء الحرب العالمية الثانية، من أجلكم، فليلعنكم ربكم حتى نهاية التاريخ! وأتمنى أن تنالوا عقابكم.

الإعداد للهزيمة

هذا ومن أكبر المخازي والدلالة على استحكام الغباء إعداد هؤلاء العملاء الأغبياء الساحة لسقوط حماس ؛ بما في ذلك إعداد المؤتمرات للتهنئة، وبغض النظر عن التحليلات التي رأت أن مؤتمر شرم الشيخ في الأصل كان مهيأً لما بعد إعلان هزيمة حماس وانكسارها في غزة، وبالتالي كانت المراهنة على المؤتمر أن ينعقد بعد النصر المتبخر لتغطية الجوانب الإنسانية وإضافة شرعية جديدة لسلطة رام الله لتسلم غزة من الصهاينة بعد إعدام واعتقال قادة الحكومة المنتخبة، ومن ثم غيرت غزة مرتين سيادة الخونة عليها: المرة الأولى عند الهجوم عليها من دحلان وعملائه، والمرة الثانية من هجوم الصهاينة، ولهذا تغير برنامج مؤتمر شرم الشيخ بعد هزيمة العدو الصهيوني، وظهر الارتباك على الكيان؛ فاضطر إلى إعلان وقف إطلاق النار، وأفرز الوضع برنامجًا مختلفًا، بدءًا من خلع الداعمين للصهاينة، وصلاً إلى حلفائهم الأغبياء والعملاء.

وقد أدت هزيمة المحور إلى العمل على تطويق نصر حماس، والتقليل من آثاره، واضطرت القاهرة إلى إعلان مبادرتها التي لم يحترمها أحد، ومحاولة تكثيف الحصار ومنع المساعدات فضلاً عن التحقيقات التي أجرتها المخابرات المصرية مع جرحى غزة لاستخلاص معلومات عن المقاومة، وعن أماكنها وأسلحتها، ولكن تسارع الأحداث أفشل كل مخططات الأعداء من ذلك الهياج الشعبي للعرب، ولكل الأحرار في العالم، ومنها الإعلام الذي قادته قناة "الجزيرة" و"الأقصى" و"الحوار"، وغيرها، ومنها ظهور فضائح الهزيمة الصهيونية، وحديث الصهاينة عنها، ومن ذلك ما ذكرته صحيفة (العرب نيوز)؛ حيث قالت: "حزب الليكود: الحرب على غزة فشلت ولم تحقق أهدافها".

(العرب نيوز): قال عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب الليكود "يسرائيل كاتس" على ضوء القرار الإسرائيلي المتوقع الليلة لوقف النار الأحادي الجانب إن العملية العسكرية في قطاع غزة وصمود سكان الجنوب لمدة ثلاثة أسابيع باءت بالفشل.

وبحسب أقواله: "فلم يتم القضاء على قوة الفصائل الفلسطينية ولم يتم الوصول إلى اتفاق لوقف تهريب الأسلحة لغزة، ولم يتم إدراج الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في أي اتفاق لوقف النار، كما أن اتفاق وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ونظيرتها الأمريكية كونداليزا رايس لوقف التهريب ضربت به مصر عرض الحائط، وبقي اتفاق ليفني- رايس اتفاقًا خاليَ المضمون.

ومنها رجولة بعض المسلمين وخاصةً رجولة تركيا التي وقفت تدافع عن غزة حماس وكشفت الفضائح والمخازي الصهيونية، وجرأة الرئيس أردوغان في الرد على رئيس إسرائيل وتكذيب مزاعمه عن حرب غزة، هذا وكنا نظن أن هذه المواقف والبيانات تُرجع الشاردين عن الحق وتستبين الحقيقة، ولكن للأسف لم يرجعوا وظلوا في طغيانهم يعمهون.

ونقول في الختام: ما كنا نظن أن هذا الغباء وهذه العمالات بلغت هذا المبلغ، وما كنا نحسب أن هؤلاء الذين انساقوا وراء الصهاينة يفترسون شرف شعوبهم، ويذبحون شعورهم ويهدمون مستقبلهم بمثل هذه البشاعة، ولكنها الحقيقة التي أظهرتها الأقدار، والغباء الذي كان يتوارى خلف سنيّ الضياع العجاف.. نسأل الله السلام والتوفيق لإخواننا ومجاهدينا.. آمين.

المصدر


قالب:روابط توفيق الواعى