ممدوح الولى يكتب: مستقبل السياحة المصرية بعد كارثة الطائرة الروسية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:٣١، ١٠ نوفمبر ٢٠١٥ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''<center><font color="blue"><font size=5>ممدوح الولى يكتب: مستقبل السياحة المصرية بعد كارثة الطائرة الروسية</f...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ممدوح الولى يكتب: مستقبل السياحة المصرية بعد كارثة الطائرة الروسية


(11/7/2015)

ممدوح الولى

شكل تشكيك الحكومة البريطانية في إجراءات الأمن بالمطارات المصرية- وترجيحها سقوط الطائرة الروسية في سيناء بسبب قنبلة ووقف رحلاتها لمصر- ضربة قوية للسياحة المصرية، خاصة مع تزامن التصريح البريطاني مع انعقاد بورصة السياحة بلندن، مما يوصل صورة سلبية عن السياحة المصرية لدى كل شركات السياحة الدولية المشاركة بالبورصة.

ولحقت أيرلندا بإنجلترا في حظر الرحلات لشرم الشيخ، ودعت فرنسا لتجنب السفر لشرم الشيخ إلا للضرورة القصوى، وشاركت ألمانيا بتحذير جزئي لمواطنيها من السفر إلى مصر، كما بدأ إلغاء بعض الحجوزات السياحية الروسية التي كانت ستقصد مصر، عقب سقوط الطائرة التي راح ضحيتها 224 شخصًا.

والخطير في الأمر أنّ دول روسيا وإنجلترا وألمانيا جاء منها نصف عدد السياح الذين حضروا إلى مصر خلال العام الماضي؛ حيث جاء من روسيا 3.1 مليون سائح يمثلون نسبة 32 % من إجمالي السياح الواصلين لمصر بالعام الماضي، والبالغ 9.9 مليون سائح، مما جعل روسيا تحتل المركز الأول في عدد السياح، وهو مركز تحتله منذ سبع سنوات متتالية.

والغريب أن المركز الثاني احتلته بريطانيا بعدد 906 ألف سائح يمثلون نسبة 9 % من إجمالي السياح، كما احتلت ألمانيا المركز الثالث بنصيب 899 ألف سائح يمثلون نسبة 9 % من إجمالي عدد السياح، وهو ما يُبَيِّن مدى الضرر المتوقع على السياحة المصرية، وتوقع خسارة الموسم الشتوي الحالي، ولعلّ ذلك كان سببًا رئيسيًا لتأجيل وزارة السياحة المصرية إطلاق حملتها الدعائية للسياحة في مصر، والتي كان من المقرر انطلاقها خلال انعقاد بورصة السياحة في لندن.

وتتأكد خطورة الموقف أن الأمر متعلق بحادث طيران، في ظل اعتماد السياحة المصرية بدرجة عالية على وصول الكم الأعظم من السياح لمصر عبر الطائرات، بينما يشكل الوصول بحرًا أو جوًا نسبة ضئيلة.

ومن ناحية أخرى، فإن المخاوف تجاه ضعف الإجراءات الأمنية يتجه إلى مطار شرم الشيخ، بما له من مكانة في انعقاد المؤتمرات الدولية، وليس إلى مطار ثانوي محدود الأهمية.. وهكذا تتوالى الضربات التي أصابت السياحة المصرية خلال فترة زمنية قصيرة بداية من حادث معبد مدينة الأقصر، ثم مقتل السياح المكسيكيين في الواحات بالصحراء الغربية، ثم محاولة تفجير قنبلة أمام أحد فنادق منطقة الهرم بالجيزة، ثم سقوط طائرة شرم الشيخ، علاوة على تأثير الأخبار التي لا تتوقف عن عمليات تفجيرات في شمال سيناء، والتي انتقلت إلى أسلوب العمليات الانتحارية بعد سقوط الطائرة الروسية.

وإذا كانت مدن طابا والأقصر وأسوان تعاني من ضعف معدلات الإشغال بدرجة كبيرة منذ شهور، إلى جانب ضعف حركة السياحة النيلية، ووقف سياحة السفاري فى مصر، فإنّ الضرر سيلحق بشرم الشيخ.

وهكذا يستمر تراجع إيرادات السياحة المصرية التي انخفضت من 11.6 مليار دولار بالعام المالي السابق على ثورة يناير 2011، لتستمر الإيرادات في التراجع لتصل إلى 7.4 مليار دولار بالعام المالي الأخير، وهو ما انعكس على انخفاض عدد الليالي السياحية وانخفاض متوسط إنفاق السائح.

وتضاف الحوادث الأخيرة كعوامل مؤثرة في انخفاض الدخل السياحي إلى جانب عوامل أخرى محلية منها زيادة معدلات وفيات السياح وإصاباتهم نتيجة كثرة حوادث الطرق وحالات التحرش التي تتعرض لها السائحات، والمضايقات من جانب كثير من المتعاملين مع السياح من سائقين وبائعين وغيرهم.. والنتيجة بروز ظاهرة سائح المرة الواحدة، بحيث يغلب على من زار مصر ألا يكرر الزيارة، وغلبة السياح من الشرائح متوسطة ومنخفضة الدخل، وسياحة الشارتر الرخيصة.

كما أدى تسابق الشركات السياحية على حرق الأسعار إلى قلة الدخل السياحي وإغلاق حوالي مائة منشأة سياحية، ومن ناحية أخرى ضعف مستوى الخدمة، فعلى سبيل المثال فقد أدى قلة الدخل السياحي إلى عدم تجديد أسطول السيارات السياحية منذ ثوة يناير وحتى الآن مما انعكس على مستوى الخدمة.

كما عجزت كثير من المنشآت السياحية عن دفع نفقات المياه والكهرباء والتأمينات الاجتماعية أقساط ديون البنوك مما دفعها إلى تقليل العمالة بها مما أثر أيضًا على مستوى الخدمة.

وهكذا من المتوقع أن تطول معاناة كثيرين من العاملين بالسياحة الذين تضررت دخولهم منذ ثوة يناير، وهو ضرر لا يلحق بالعاملين بالأنشطة السياحية من فنادق ومطاعم ونقل وإرشاد فقط، بل يصل أيضًا إلى الأنشطة الخلفية للسياحة، ومن ذلك شبه توقف لعمليات الاستثمار السياحي، وهو ما يُعمّق حالة الركود بالسوق لدى العديد من القطاعات.

ويتصل تراجع الدخل السياحي بتراجع حصيلة الصادرات، وتراجع المعونات الخليجية وانخفض تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وتحول استثمارات الأجانب بالبورصة إلى تدفق عكسي متجه للخارج، وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر وانخفاض عائدات قناة السويس، وهو ما يؤثر سلبًا على الحصيلة الدولارية، واستمرار تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، مما يتسبب في ارتفاع أسعار السلع والخدمات المستوردة، وتأثر مستوى المعيشة لكثير من المصريين، رغم عدم اتصالهم المباشر بالأنشطة السياحية.

المصدر