ثلاث سنوات على رحيل داعية القرن العشرين زينب الغزالى
بقلم أ/ بدر محمد بدر

فى الاربعاء الثالث من أغسطس عام 2005, لقيت الداعية الكبيرة, والمجاهدة الصابرة زينب الغزالى الجبيلى ربها, عن عمر يناهز الثامنة والثمانين, بعد حياة حافلة بالدعوة والحركة والجهاد والصمود والشموخ, وفى الذكرى الثانية لوفاتها, نتذكر سوياً بعضاً من سيرتها, التى تحتاج إلى التسجيل والنشر حتى تصل إلى الشباب والفتيات فى عالمنا الإسلامى وشيعت الجنازة الخميس الرابع من اغسطس..
ولدت الداعية الكبيرة فى الثانى من يناير عام 1917م, فى قرية " ميت يعيش " مركز ميت غمر ـ محافظة الدقهلية ( 80كم من القاهرة ), وبعد وفاة والدها فى عام 1928 انتقلت الأسرة إلى حى السيدة زينب بالقاهرة, ثم إلى حى الحلمية الجديدة.
فى الثامنة عشرة من عمرها انضمت إلى الاتحاد النسائى الذى كانت ترأسه السيدة هدى شعراوى, لكنها سرعان ما قدمت استقالتها, وأسست جمعية السيدات المسلمات فى شارع نور الظلام بالحلمية فى عام 1937, وهى فى العشرين من عمرها, وانتشرت فروع الجمعية فى أنحاء البلاد, تمارس الوعظ فى المساجد والأعمال الخيرية والإجتماعية المختلفة.
بيعة مع البنا
وفى عام 1948م بايعت الإمام الشهيد حسن البنا على العمل معه لنصرة الاسلام, وفى عام 1951م, أصدرت مجلة " السيدات المسلمات ", ولكنها اختلفت مع توجهات " ثورة يوليو 1952 ", ـ كما حدث مع الإخوان ـ فأصدر عبد الناصر قراراً بإغلاق المجلة, وسرعان ما أغلق الجمعية نفسها فى عام 1964, وفى عام 65 تم إلقاء القبض عليها ضمن الحملة على الإخوان المسلمين, وحكمت المحكمة العسكرية عليها بالأشغال الشاقة المؤبدة, قضت منها ست سنوات, ذاقت فيها ألوان التعذيب الرهيب, وسجلت ذلك فى كتابها الشهير الذى طبعت منه عشرات الطبعات " أيام من حياتى ", وخرجت بعفو من الرئيس السادات فى عام 1971م, بعد تدخل الملك فيصل ملك السعودية ـ رحمه الله ـ .
بعد خروجها من السجن واصلت طريقها فى الدعوة إلى الله وألقت العديد من المحاضرات وشاركت فى الكثير من الندوات فى داخل مصر وفى خارجها وألفت مجموعة من الكتب منها : نحو بعث جديد ـ إلى ابنتى ـ مشكلات الشباب والفتيات فى مرحلة المراهقة ـ الأربعون النبوية ـ نظرات فى كتاب الله ( تفسير للقرآن الكريم ). وغيرها, بالإضافة إلى مئات المقالات فى الصحف والمجلات المختلفة .
لقد عايشت الداعية الكبيرة زينب الغزالي مايزيد عن العشرين عاماً, سكرتيراً إعلامياً لها, وأشهد أنها كانت كلها لله, أحبته من أعماقها, وأحبت دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم, ما كان يشغلها عن هذا الحب شئ مما يشغل الناس, وما عملت لدنيا قط وما ارتاحت ـ حتى لقيت ربها وهى فى سن الشيخوخة ـ وهى تعلم أن دينها وأمتها فى حاجة إلى جهدها وعطائها, وما استثقلت الأعباء الجسام, ولا أعطت الدنية فى دينها, بل خرجت من السجن وهى أكثر قوة وحماسة .. كانت شامخة شموخ الأبطال فى كل مواقفها.
حب القراءة
كانت مولعة بحب القراءة, تقضى معظم نهارها وجزءاً من ليلها فى المطالعة فى مختلف فروع المعرفة .. كانت تقرأ فى التفسير والحديث والسيرة والفقه, مثلما كانت تقرأ فى قضايا العمل الاسلامى المعاصر ومشكلات المسلمين .. كما كانت تقرأ فى الأدب والسياسة والعلوم الإنسانية .. وكانت تحرص على وجود الورق والقلم بجوارها دائماً, فالدافع للكتابة يمكن أن يأتى فى أى لحظة .. وعندما زارت إسلام أباد, ورأت مسجد الملك فيصل رحمه الله, وطالعت الكثير من فخامته وروعته ومظاهر الأبهة فيه, ألحت عليها خاطرة سجلت عنوانها : " يوم كانت مساجدنا من جريد النخل, حكمنا العالم !.. أى يوم كنا نهتم بالجوهر قبل المظهر.
التواضع
كانت داعية القرن العشرين شديدة التواضع, إذا دعت إلى طعام قامت بنفسها على خدمة الضيوف, ولاتترك أحداً غيرها يقوم بهذه المهمة, وتسعد كثيراً بضيوفها وكانوا كثرة من جميع أنحاء العالم, من العرب وغير العرب .. من المسلمين وغير المسلمين, وكانت تجيد فن التعامل الإنسانى مع الإعلاميين الغربيين .. وقبل أن تجلس إلى مائدة الطعام كانت تسأل عن خدم البيت : السائق والشغالة والسفرجى والجناينى .. هل تناولوا الطعام أم لا ؟.. فإن تأخر قامت بنفسها لتقدمه لهم ..
كانت صاحبة مظهر جذاب .. ثيابها بيضاء ناصعة, وهندامها متناسق, وذوقها رفيع, وغرفتها طاهرة معطرة, جعلت منها مسجداً صغيراً, يخلع المرء حذاءه قبل أن يدخل لأمر ضرورى, فيجد الغرفة وقد رتبت ترتيباً بديعاً ..
شاركت زينب الغزالي ـ رحمها الله ـ فى غرس جذور الصحوة الإسلامية فى أوساط الشباب عموماً, والمرأة خصوصاً, وكانت وستظل ـ بإذن الله ـ منارة من منارات الحق والهداية وصحابية ولدت فى القرن العشرين, رحمها الله رحمة واسعة ..
موضوعات ذات صلة
وصلات داخلية
- ترجمة شخصية الحاجة زينب الغزالي
- زينب الغزالي في عيون الآخرين
- نظرة في فكر الداعية زينب الغزالي
- كتاب أيـام من حيـاتي....زينب الغزالى
وصلات خارجية
- زينب الغزالي نجم يتألق في سماء الدعوة منفردًا
- زينب الغزالي.. امرأة في عين العاصفة
- زينب الغزالي.. أول امرأة تفسر القرآن
- دمعة على أم الصابرين "زينب الغزالي"
- نظرات في كتاب الله.. أول تفسير للقرآن تكتبه امرأة
- نظرات في كتاب الله
- الحاجة زينب الغزالي.. مسيرة دعوة
- زينب الغزالي من السفور الى الحجاب
- وداعا أم الأخوات .. زينب الغزالي
- زينب الغزالي من القبعة إلى الحجاب
- زينب الغزالي.. امرأة في عين العاصفة
- سطور فى حياة الداعية المجاهدة زينب الغزالى
- وفاة الداعية الإسلامية زينب الغزالي
- زينب الغزالي .. داعية تحرير المرأة
- عندما قابلت زينب الغزالي ضياء الحق !
- تنفيذ تكليف ركن الحاجة زينب الغزالي .
- الداعيه زينب الغزالي
- زينب الغزالي .... في زمن ندر فيه الرجال
- زينب الغزالي والكذب المقدس الجزء 1
- زينب الغزالي والكذب المقدس الجزء2
- زينب الغزالي والكذب المقدس الجزء 3
- زينب الغزالي والكذب المقدس الجزء الاخير
- زينب الغزالي .. داعية تحرير المرأة
- زينب الغزالي.. نموذج الداعية المثالية
- وفاة الداعية الإسلامية زينب الغزالي عن عمر 88 عاما
- وفاة الداعية الإسلامية .. زينب الغزالي
- الداعيه زينب الغزالى
- سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 14 )
- الملف الخاص بزينب الغزالي
- زينب الغزالي داعية القرن
- زينب الغزالي.. ونصف قرن من الدعوة
- مدير أعمال الحاجة زينب الغزالي يفتح خزائن أسرارها
- مواقف من حياة الداعية زينب الغزالي ـ رحمها الله (1)
- مواقف من حياة الداعية زينب الغزالي- رحمها الله (2)
- مواقف من حياة الداعية زينب الغزالي- رحمها الله (3)
- مواقف من حياة الداعية زينب الغزالي- رحمها الله- (4)
- مواقف من حياة الداعية زينب الغزالي- رحمها الله (5)
- مواقف من حياة الداعية زينب الغزالي رحمها الله (6)
- مواقف من حياة الداعية زينب الغزالي- رحمها الله (7)
- مواقف من حياة الداعية زينب الغزالي- رحمها الله- (8)
- قصة جهاد .. زينب الغزالي
- الحاجة زينب الغزالي سبقتني إلي تفسير القرآن.. والحكومات ترغب أن يكون الولاء دائماً لها أ/ كريمان حمزة
- نسيبة القرن العشرين
- الداعية زينب الغزالي في ذمة الله
- لماذا سجنوها ?? الأخت الفاضلة "زينب الغزالي
- عندما قابلت زينب الغزالي ضياء الحق / د. محمد بن عبد القادر الشواف
- مستشار زينب الغزالي ينتقد تشكيك علام في تعذيبها
- المجاهدة زينب الغزالي
- تشييع جنازة الإخوانية «زينب الغزالي» مؤسسة قسم الأخوات في جماعة الإخوان المسلمين المصرية
- الداعيه الإسلاميه زينب الغزالي رحمها الله في سطور
- ..وفاة زينب الغزالي(امرأه بأمه)-رحمها الله-.....
- يوم أن ماتت الإنسانية بين جمال عبد الناصر وزينب الغزالي
- صدور كتاب (نظرات في كتاب الله ) لزينب الغزالي رحمها الله في 1300 صفحة
- امرأة أبكت الرئيس الباكستاني وسط تصفيق الحضور!
- رثاء الحاجة زينب الغزالي
وصلات فيديو
- زينب الغزالي- رؤيتها للنبي في المنام
- الإخوان المسلمين - زينب الغزالي- موقف مع الشيخ النجار
- الإخوان المسلمين - زينب الغزالي- موقف مع الشيخ النجار
- الإخوان المسلمين - زينب الغزالي- عضويتها في الاتحاد النسائي
- الإخوان المسلمين - زينب الغزالي- داخل السجن الحربي
- الإخوان المسلمين - زينب الغزالي- الميلاد والنشأة
- زينب الغزالي- رؤيتها للنبي في المنام
- الإخوان المسلمين - زينب الغزالي- مقابلتها هدى شعراوي