بيان من الإخوان المسلمين وعزاء في وفاة الرئيس عرفات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٠:٣٥، ٢٨ مايو ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏المصدر)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان من الإخوان المسلمين وعزاء في وفاة الرئيس عرفات
11-11-2004


الرئيس الراحل ياسر عرفات

يتقدم الإخوان المسلمون بخالص العزاء إلى الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحركة فتح، وكافة الفصائل الفلسطينية في أرض الرباط، وإلى آل الرئيس عرفات، ويعربون عن حزنهم الشديد لفقد أحد رموز الجهاد والنضال الفلسطيني.

لقد ظل الرئيس عرفات صامدًا في وجه الضغوط الأمريكية والصهيونية الهادفة إلى تركيع الشعب الفلسطيني ونزع سلاح المقاومة ورفض الإغراءات، كما لم يقبل التهديدات ولم يساوم على الحد الأدنى من حق شعب فلسطين في القدس وعودة اللاجئين ودولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف .

إن الرئيس عرفات لم يذهب ضحية المؤامرات الصهيونية والمباركة الأمريكية فقط، ولكنه كان أيضًا ضحية العجز العربي المشين الذي تركه تحت الحصار دون عونٍ أو سند إلا ما يسد الرمق فقط ولا يكفى لمواصلة الجهاد لانتزاع الحقوق المشروعة للعرب والمسلمين في أرض فلسطين.

إن الإخوان المسلمين يناشدون الشعب الفلسطيني الصامد وكافة فصائله أن تجتمع كلمتهم في هذه اللحظات الحاسمة، وأن ينبذوا خلافاتهم السابقة، وتخص بالذكر الأخوة في حركة فتح كبرى الفصائل الفلسطينية.

إننا نؤكد في هذه المناسبة الحزينة ونحن نودع الرئيس عرفات على ثبات موقفنا الذي أثبتت التجارب صحته، وهو أن المقاومة هي الطريق الرئيسي لانتزاع الحقوق المشروعة، وإن الجهاد في سبيل الله لتخليص المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس و فلسطين وتحرير الأوطان هو السبيل الوحيد لعزة الشعوب وكرامتها.

وإن وحدّة الصف اليوم تحت راية المقاومة وعلم الجهاد هو الرد الصحيح على المؤامرات الصهيونية والأمريكية الرامية- بعد إزاحة عرفات من الطريق- إلى مزيدٍ من الضغوط على القيادة الفلسطينية لتقدم التنازلات التي رفض عرفات تقديمها، ولتزرع داخل الشعب الفلسطيني حربًا أهلية وفتنة دامية تدّمر ما بقي للشعب بعد أن دمّر الاحتلال معظم مقومات الحياة على أرض فلسطين .

"وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: 40)، "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا" (البقرة: من الآية 103)، "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" (الحج: 39) صدق الله العظيم.

رحم الله الرئيس عرفات رحمة واسعة، وأجزل له العطاء جزاء ما قدم لقضية فلسطين من تضحياتٍ، وألهم أسرته وإخوانه وشعب فلسطين الصبرَ، وربط على قلوبهم لمواصلة طريق الجهاد حتى تحرير المقدسات وإقامة دولة فلسطين المستقلة.

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 28 من رمضان 1425هـ = 11 من نوفمبر 2004 م

المصدر