"ألصهيونية" بين "ألحاخام فايس" و"بورغ"....!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"ألصهيونية" بين "ألحاخام فايس" و"بورغ"....!

بقلم : د/ صلاح عودة الله

ولقد شهد شاهد من اهلهم..

أجرى المذيع الأمريكي"نيل كافوتو" مقابلة مع الحاخام "يسرويل فايس" وهو من "جماعة اليهود المتحدين ضد الصهيونية" بثتها قناة "فوكس نيوز" الفضائية الأمريكية مؤخراً وتعد هذه المقابلة أهم مقابلة تجريها قناة إخبارية في العالم في هذه الآونة، لسببين:

الأول: أن هذه المقابلة تحمل صرخة من حاخام يهودي يعلن فيها صراحة ضرورة تفكيك الكيان الصهيوني، لأن إقامته حسب كلامه أمر محرم في التوراة قطعاً، ولأن وجود هذا الكيان أفسد كل شيء على الناس جميعاً حتى على اليهود أنفسهم.

الثاني: أن من بث هذه المقابلة هي قناة "فوكس" الأمريكية المعروفة بأنها الأكثر عداء للإسلام والمسلمين.

ولهذا فإن هذه المقابلة تمثل "شاهداً مهماً وكبيراً من أهلها"، فصاحب المقابلة والقناة التي بثتها ليسا من الموالين للفلسطينيين ولا للمسلمين، وإنما من أعدائهم، ولذا فإنها تمثل شهادة مهمة وجديرة بالتأمل، وهذا ما دعانا لإعادة نشر المقابلة.

وإلى التفاصيل:

يقول الحاخام يسرويل فايس: إن إقامة الكيان الصهيوني سفهت بشكل واضح وبعبارات صريحة تلك الكذبة الشيطانية التي خدعت ذوي النوايا الحسنة حول العالم، وأقنعتهم بدعم هذا الشيء الشرير والبغيض الذي يسمي نفسه "الدولة اليهودية".

ويضيف: إن إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعاًًً اليهود منهم وغير اليهود وهذه وجهة نظر متفق عليها عبر المائة سنة الماضية، أي منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذي هدف قومي للحصول على قطعة أرض، وجميع المراجع قالت إن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية وهو أمر محرم قطعاً في التوراة لأننا منفيون بأمر من الله.

كافوتو: ما المانع إذاً في أن تكون لكم دولة؟ وما المانع في أن يكون لكم بلد تنتمون إليه؟ وما المانع في أن تكون لكم حكومة؟

الحاخام فايس: يجب ألا تكون لنا دولة.

يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل اليهود يفعلون منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين مخلصين يعبدون الله ويتصفون بالرحمة الربانية.

وعلى العكس مما يعتقد الناس، هذه الحرب (الدائرة في لبنان) ليست دينية، فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هنالك حاجة إلى رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

كافوتو: دعني أسألك هذا السؤال أيها الحاخام: هل كانت حياة اليهود أفضل قبل قيام دولة إسرائيل اليهودية؟

الحاخام فايس: نعم.. كانت أفضل بنسبة 100%.

ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تعيش هناك، وغيرها من الجاليات في أماكن أخرى، بأنهم كانوا يعيشون في توافق وأنهم ناشدوا الأمم المتحدة بذلك، حسب الوثائق التي بحوزتنا، حيث إن كبير حاخامات اليهود في القدس قال: نحن لا نريد دولة يهودية.

وعند اتخاذ قرار قيام إسرائيل تم تجاهل سكان ذلك البلد من المسلمين والمسيحيين واليهود.

كافوتو: على أية حال لم يكن لديكم بلد تنتمون إليه، ولكنكم كنتم غرباء لدرجة أن تعرضتم للاضطهاد والقتل عبر الألفية الماضية، وخصوصاً ما حدث قبل خمسين أو ستين عاماً؟

الحاخام فايس: هنالك قتل بسبب معاداة السامية، وهنالك موضوع آخر، عندما تثير العداء تخلق معاداة السامية من خلال الصهيونية، أي بعبارة أخرى: إن الأمر لم يأت هكذا دون سبب حيث إنك تطرق نوافذ جيرانك وتدعوهم إلى معاداة السامية.

كافوتو: أنت يهودي أرثوذكسي حسب علمي، ما هو رأي اليهود التقليديين في ذلك الموقف؟

الحاخام ويس: الرأي الغالب لدى اليهود هو: صحيح أنه يجب ألا تكون لدينا دولة، ولكنها قامت، غير أن الدعاية الصهيونية بأن العرب يريدون رمي أي يهودي في المحيط، وبأن هنالك حقداً دفيناً لليهود، مكّنهم من إقناع الكثيرين من اليهود، وهو ما جعل هؤلاء يخافون من العودة إلى تلك الأرض.

كافوتو: حسناً، لا يمكنك أن تلومهم، فهذا صحيح، أقصد أن لديك مثلاً رئيس إيران الذي يقول: إن المحرقة لم تقع أصلاً، ولو كان الأمر بيده لدمر إسرائيل وقضى على جميع اليهود؟

الحاخام فايس: هذا كذب واضح.

فهو لديه جالية يهودية في إيران، ولم يقتلهم عندما سنحت له الفرصة.

كافوتو: إذاً أنت لا تأخذ كلامه على أنه يريد قتل اليهود؟

الحاخام فايس: بل هو يريد تفكيك الكيان السياسي.

وفي الحقيقة، نحن مجموعة من الحاخامات ذهبنا لزيارة إيران العام الماضي، واستقبلنا القادة الإيرانيون، والتقينا بنائب الرئيس، حيث إن الرئيس كان في زيارة إلى فنزويلا في ذلك الوقت، والتقينا كذلك بالزعماء الروحيين، وكلهم بينوا وبكل صراحة بأنهم ليسوا في نزاع مع اليهود.

كافوتو: إذاً أيها الحاخام أنت تعتقد أنه طالما أن إسرائيل موجودة فلن تأتي بخير..!

الحاخام فايس: اليهود يعانون والفلسطينيون يعانون، ونحن نصلي من أجل التعجيل بتفكيك هذه الدولة اليهودية بطريقة سلمية..!

ولهذه المقابلة اهميتها الخاصة لأنها تأتي بعد الضجة الاعلامية التي أثارها "افراهام بورغ" مؤخرا بعد نشر كتابه "الانتصار على هتلر": "ان اسرائيل ماهي إلا (غيتو) صهيوني يحمل بذور زواله في ذاته وفي كينونته، وان قانون العودة الذي يتيح لكل يهودي من الشتات ان يعود الى اسرائيل ليصبح اسرائيليا بشكل آلي هو بمثابة المرآة التي تعكس صورة هتلر ... وان ممارسات اسرائيل ضد الفلسطينيين هي ممارسات نازية .. وان المجتمع الاسرائيلي هو اشبه بالمجتمع النازي".

من يصدق ان صاحب هذه الافكار هو رئيس الكنيست الاسرائيلي الى الامس القريب؟ ومن يصدق ان هذه الحقائق التي تعكس الواقع وتقر بها مراكز الابحاث العالمية والمنظمات الدولية اراد "ابراهام بورغ" ان يجعل منها محاور رئيسة لكتابه الذي اصدره مؤخرا تحت عنوان ( التغلب على هتلر)؟

وكيف يمكن فهم افكار وتصورات بورغ التي يرى من خلالها مستقبلا سياسيا هو الاكثر سوداوية لاسرائيل، وربما يكون الاكثر واقعية وانسجاما مع رؤى الباحثين والاكاديميين المختصين بعلم الاجتماع السياسي؟!

واذا كان مستهجنا ان يتحول يهودي متدين يميل الى التطرف وقد وصل الى رأس المؤسسة التشريعية في اسرائيل (الكنيست)، وكان ايضا رئيسا للوكالة اليهودية في العالم ... نقول اذا كان مستهجنا ان يتحول مثل هذا الشخص بين ليلة وضحاها الى منتقد للفكر اليهودي ومعاد لمبدأ اقامة الدولة اليهودية ومتنبئ بزوالها، فان في القصة سراً ما وفي المسألة قطبة مخفية تستحق البحث والتمحيص والتوقف عندها؟!

هل ثمة صحوة للانسانية داخل بورغ الانسان، ام انها تشخيص لحالة مرضية الدافع فيه شدة حرص بورغ على الحلم اليهودي الذي راح يتكسر ويتحول وهما، ويريد بورغ بتحذيراته ان يدفع بالحركة الصهيونية الى اصلاحات ماتحول دون القضاء والاجهاز على الكيان الذي شارك في رعايته؟!.‏

على اي حال ومهما كانت دوافع بورغ، ومهما كان السر وراء هذا النمط من الاعترافات فانه من المهم تسجيلها والاهتمام بها لان من شأن ذلك ان يسهم في تثبيت حقائق ارادت واشنطن وقوى اخرى طمسها، ولان من شأن ذلك ان يعيد احياء القرار الاممي الذي يساوي النازية بالصهيونية، وهو مايضع اسرائيل فعليا ومجددا على اول سكة الزوال والاندثار.

وفي الختام أقول: هذان الشاهدان وباقوالهما هل هما نهاية المطاف؟ ام ان الأيام الآتية سترينا المزيد من امثالهم..

وعلى قول الشاعر:ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود...!

وانا لمنتظرون..!