"احمد منصور" يكتب:كان الأولى بك أن تغضب لـقطر وليس لهيكل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"احمد منصور" يكتب:كان الأولى بك أن تغضب لـقطر وليس لهيكل


كان الأولى بك أن تغضب لـقطر.jpg

(29 فبراير 2016)

قرأت المقال المليء بالمتناقضات الذي كتبه الزميل أحمد علي عني في صحيفة الوطن أمس، ومن حقه ومن حق كل صاحب رأي أن يختلف معي في الرأي وأن ينتقد ما أكتب فمهنة الكتابة والصحافة هي الرأي والرأي الآخر وفكرتي في الكتابة تقوم على أن رأيي صواب يحتمل الخطأ، لكنها أيضا مهنة الصدق والاحترام وليس الهمز واللمز الذي يلجأ له أحمد علي عادة في كتاباته لكني لن أنزل إلى مستوى اللمز والهمز وسأكتفي بالمهنية التي تعلمتها والتي لن أحيد عنها مع أحد.

بداية: من الواضح أنك لم تقرأ سلسلة مقالاتي التي كتبتها في الوطن واكتفيت بالعناوين حيث استندت في مقالاتي إلى مصادر كان من الأولى أن تكون قد اطلعت عليها مثل ما كتبه الدكتور فؤاد زكريا واللواء جمال حماد وسيار الجمل الذي فككه في كتابه المميز "تفكيك هيكل" وأنصحك إن كنت من محبي الروايات

وأردت التعرف على حقيقة هيكل روائيا أن تقرأ رواية "الرجل الذي فقد ظله" تلك الرواية التي روى فيها فتحي غانم في أربعة أجزاء قصة هيكل الانتهازي النصاب من خلال شخصية يوسف عبد الحميد السويفي وإذا كنت لا تهوى قراءة الكتب أو الروايات كما يبدو من كتاباتك فعليك أن تشاهد فيلم "الرجل الذي فقد ظله" بطولة كمال الشناوي وصلاح ذو الفقار وماجدة ربما يعطيك الفرصة لتعرف هيكل الحقيقي وليس صنم "هيكل المصداقية" الذي كتبت عنه ولا تعرفه.

ثانيا: لم أكن أعرف من قبل أنك أصبحت مفتى الديار القطرية تفتي الناس بالحديث عن الأحياء والموتى ومن هذا الذي قال إن الأموات لا ينتقدون؟!! ولو صحت فتواك لطوينا صفحات التاريخ ولم نتحدث عن سيرة أي فاسق أو ظالم أو فاسد أو مستبد أو مدلس أو كاذب ولأصبحوا جميعا من عباد الله الصالحين ولكان مسيلمة الكذاب صادقا لأننا يجب أن نذكر محاسنه ولا نروي أكاذيبه وافتراءاته، وإذا كانت فتواك صحيحة لما روى القرآن لنا سير الأولين من الظالمين لاسيما فرعون وهامان وقارون أو الفاسقين أو الملحدين.

ولعلك لم تكن تعلم أن أستاذك "هيكل المصداقية" كان ملحدا وأنه كان قد أوصى بحرق جسده بعد موته لولا أن أثناه عن ذلك بعض المقربين منه الذين أعرفهم وتحدثوا لي بالأمر وإلحاده أمر شائع لم يكن يخفيه وكان يعرفه كثيرون. أرجو أن تدع الفتاوى لأهلها وأن تبقى فيما تتقنه من النقد والكتابة لاسيما ثقافة اللمز والهمز.

ثالثا: حتى أؤكد لك أنك لست قارئا لقد كتبت ونشرت عن هيكل في حياته عشرات المقالات بعد الانقلاب العسكري في مصر ودوره فيه وتاريخه وأنا الذي أطلقت عليه لقب "المرشد الأعلى للانقلاب" ومقالاتي منشورة إن كنت تقرأ يمكنك الرجوع إليها لكني كما قلت لك: يبدو أنك لا تقرأ.

رابعا وأخيرا: ما صدمني في مقالك ليس كل ما سبق فهو هين ويسير ولكن الذي صدمني بحق هو أني توقعت منك وأنت الكاتب القطري المميز أن تنحاز لبلدك قطر التي تطاول عليها هيكل مؤخرا عدة مرات ونال من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة- حفظه الله وأعزه ورعاه- وتقوَّل عليه بالأكاذيب وافترى عليه بالبهتان والقصص المفبركة بعدما أكرمه الأمير الوالد وقربه

وبدلا من أن يشكر هيكل الأمير الكريم المعطاء فعل ما كان يفعله دائما مع كل من أحسنوا إليه عض اليد التي أكرمته، وتطاول على البلد التي فتحت له أبوابها ثم وجد في النهاية كاتبا قطريا مرموقا مثلك تعلم في الأكاديميات العليا وليس مثلي في جامعة المنصورة يدافع عنه. إن مسيرة هذا الانتهازي الأفاك بدأت بعض يد أستاذه محمد التابعي الذي انتشله من المستنقع وأدخله إلى عالم الصحافة وانتهت بعض يد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة الذي أكرمه وكان يستحق منه الشكر لا البطر.

لقد كان الأولى بك يا أحمد علي أن تهدم صنم "هيكل المصداقية" بقلمك وأن تنتفض دفاعا عن بلدك التي نال هيكل منها ومن أميرها الوالد- حفظه الله- الذي يحظى بالحب والاحترام والتقدير ليس في قطر وحدها وإنما في كل بلد في أنحاء العالم أقام فيه مشروعا أو بنى فيه مسجدا أو مركزا إسلاميا أو عمر ما هدمه الصهاينة في غزة أو أقام مشروعات غيرت العالم مثل شبكة الجزيرة التي نشرت الوعي والمعرفة وجعلت للعرب صوتا في أنحاء العالم

وأنا هنا أقول ما يقوله الناس عنه- أحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا- وهذا أمر لا ينكره إلا جاحد مثل هيكل الذي افترى عليه بالأكاذيب فكان الأولى بك أن تفضح هيكل وتفند أكاذيبه لا أن تبني له صنم "المصداقية". في الختام أقول لك ليس من العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نتمادى في الخطأ ونصر عليه، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

المصدر