"التهجير".. تخبط انقلابي.. أم مخطط خارجي؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"التهجير".. تخبط انقلابي.. أم مخطط خارجي؟


( الأربعاء 29 أكتوبر 2014)

تخبط انقلابي.. أم مخطط خارجي؟

"انت ازاى ظابط جيش.. مش متخيلين بمنتهي البساطة أروح الشيخ زويد والا رفح.. أروح محاصرهم ومطلع السكان اللى منها ومفجّر البيوت اللى فيها.. ازاى نعمل كده.. لو حد ضرب نار طلع قدام النار 100 نار.. فبتشكل عدو ليك، مع ابن بلدك، لأنه بقى في تار بينك وبينه..".

كانت تلك الكلمات من تسريب لخطاب قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، مع جنوده قبل الانقلاب.

ولم تكن كلمات قائد الانقلاب، السيسي، لجنوده فى الفيديو المسرب له – فقط - هي عكس ما يحدث الآن، ولكن الدستور وقوانينه – أيضًا – هما عكس ما يحدث الآن، فقد ضرب بهما عُرض الحائط؛ حيث تنص المادة 63 على أن "التهجير القسري التعسفي للمواطنين بجميع صوره وأشكاله جريمة لا تسقط بالتقادم"، وتنص المادة 78 من الدستور ذاته على أن: "تكفل الدولة للمواطنين الحق في المسكن الملائم والأمن الصحي، بما يحفظ الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية"، كما تنص المادة 59 على أن "الحياة الآمنة حق لكل إنسان، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها ولكل مقيم على أراضيها".

وبينما نسمع تلك الكلمات فى فيديو مسرب لقائد الانقلاب، يخرج علينا كثير من الإعلاميين والسياسيين الموالين للانقلاب، فى الأبواق الإعلامية ينادون "بتهجير أهالي سيناء".. وبعد أربعة أيام يصدر قرار - بالفعل - بتهجير أهالى سيناء من منازلهم، وإخلاء مدينة رفح بالكامل، مما يدل على أن تلك الدعاوى لم تكن جملة عابرة، أو مجرد تصادف في وجهات النظر، وإنما كانت تخطيطًا لسيناريو التهجير منذ لحظاتها الأولى التي قيلت فيها.

وفى الوقت الذى حذر فيه كثير من السياسيين والخبراء من تهجير أهالى سيناء من سكنهم، خرج قرار التهجير ليدلل على وجود حالة من التخبط، والقرارات غير المدروسة من الانقلاب، بينما اعتبره آخرون مخططًا مدفوعًا من الخارج، الأمر الذى أكده تقرير نشرته جريدة الوطن، الأحد الماضي، بشأن مخطط أمريكي صهيوني بالمنطقة الحدودية فى سيناء، يهدف إلى تعميق الأمن الصهيوني.

فقال التقرير نقلاً عن "الوطن": إن هناك خطة أمريكية "إسرائيلية" فى المنطقة الحدودية فى سيناء والمعروفة فى اتفاقية السلام باسم المنطقة «ج»، تهدف لتعميق الأمن الاستراتيجى "الإسرائيلي"، وقال: إن مجموعة من الخبراء الأمريكيين مشطوا المنطقة الحدودية، من مدينة رفح شمالًا وصولًا إلى مدينة طابا جنوبًا، على الشريط الحدودى الموازي مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورسموا خرائط للمنطقة مدونًا عليها خطة عزل بطول 200 كيلومتر، وبعمق يتراوح بين 10 إلى 20 كيلومترًا، وإخلاء المنطقة من السكان.

وأكد المصدر أن لديه معلومات سرية أن هذا المخطط وضع لضمان أمن إسرائيل، وعزل منطقة من الحدود لمراقبتها جيدًا، ومنع إطلاق الصواريخ منها مستقبلًا على إسرائيل، إضافة إلى وضع أجهزة حديثة فى هذه المنطقة تدار من داخل تل أبيب لمنع أى خطر يهدد أمن "إسرائيل".

وأضاف: هناك عدة محاور للمخطط، تبدأ بعزل منطقة حدودية بعمق محدد، وزرع أجهزة حساسة، على أن يشترط ترحيل الأهالي من المنطقة، مع بقائها منطقة صحراوية خاوية، وتزويد هذا الشريط بطائرات دون طيار لمراقبتها، بعد إقناع مصر بضرورة هذا المخطط، على أن توكل هذه المهمة أمام الحكومة المصرية - من الناحية الشكلية - لقوات حفظ السلام.

وحذر الباحث السياسى والمتخصص فى الشئون العربية "محمد سيف الدولة" من مخطط تهجير سيناء؛ مشيرًا إلى أن الأرض الفارغة من السكان، هى مطمع للعدو طوال الوقت، ولا يكفى وجود قوات مسلحة بها، مستشهدًا بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، مناحم بيجين عام 1979: «انسحبنا من سيناء؛ لأنها كانت تحتاج وقتها إلى ثلاثة ملايين مستوطن إسرائيلى للعيش بها، الأمر الذى لم يكن متوفرًا، لكن عندما يتحقق ذلك ستجدونا فى سيناء».

وعلق الدكتور سيف عبد الفتاح – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - مستنكرًا ما نُشر من أخبار حول اتجاه مجلس الدفاع الوطني لإخلاء عدد من مناطق سيناء؛ للتمكن من السيطرة على المنطقة - بحسب زعمهم - قائلًا - خلال تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك": "العباقرة اللي عاوزين يخلوا سيناء عشان يعرفوا يواجهوا الإرهابيين.. ما تقترحوا بالمرة إخلاء الجامعات من الطلاب، وإخلاء مصر كلها من السكان عشان تعرفوا تواجهوا الإرهابيين!!".

المصدر