أثار التربية في الروح الجهادية - جهود إخوان العراق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أثار التربية في الروح الجهادية


جهود إخوان العراق


مقدمة

وضوح الغاية عند الإنسان يسبب له الاطمئنان و يؤدي إلى السعادة، يقول ابن المقفع:

"أما بعد: فإن لكل مخلوق حاجة، ولكل حاجة غاية، ولكل غاية سبيلاً؛ فغاية الناس وحاجتهم: صلاح المعاش والمعاد، والسبيل ليدركها العقل الصحيح. وإمارة صحة العقل اختيار الأمور بالبصر .. فعلى العاقل أن يعلن أنّ الناس مشتركون مستوون في الحب لما يوافق، والبغض لما يؤذي
وان هذه منزلة اتفق عليها الحمقى والأكياس، ثم اختلفوا بعدها في خصال. من ذلك أن العاقل ينظر في ما يؤذيه وفيما يسره فيعلم أن أحق ذلك بالطلب - إن كان مما يحب - وأحقه بالاتقاء - إن كان مما يكره - أطوله وأدومه وأبقاه" (1)

ومعرفة الغاية تضيء لنا الطريق للوصول للغاية ، ولكن إذا لم نعرف الغاية فقد نبذل جهدا كبيرا لكنه ليس في اتجاه الغاية المنشودة، كما أنه بدون تحديد الغاية الحقيقية فإن أعمالا كثيرة تبدو تافهة أو حقيرة مهما كانت عظيمة

حسن البنا وفكر الجهاد

من هذا المنطلق الحي لمعاني الإسلام حدد البنا غايته التي يبتغي من ورائها تربية المجتمعات، فيقول: "نحاول أن نحيا بالحق للحق، ونعتقد أننا أمناء على شرائع العدالة والخير والرحمة فى هذه الأرض، وأننا حراس رسالة السماء إلى أهلها الحيارى التائهين".

فنعلم أن حقيقة إنسانيتنا:

"الإيمان والعمل"، وأن لب رسالتنا: "الحق والخير"، وأن مجمل وسيلتنا "الجهاد والصبر"، وهذه خلاصة فلسفة الحياة الكاملة لمن أراد الحياة الكاملة، ووسيلتنا أن نتحرر؛ فلن يسلم مع الذل شعور، ولن يصح إدراك، ولن يستقيم حكم، والحرية هى مظهر الفضائل الإنسانية جميعًا. (2)

ثم وضح أن الجهاد هو طريق المؤمنين للحصول على عزتهم – لكن دون المبادرة بالاعتداء – فيقول:

فرض الله الجهاد على كل مسلم فريضة لازمة حازمة لا مناص منها ولا مفر معها، ورغب فيه أعظم الترغيب، وأجزل ثواب المجاهدين والشهداء، فلم يلحقهم فى مثوبتهم إلا من عمل بمثل عملهم، ومن اقتدى بهم فى جهادهم. (3)

ويضيف:

فرض الله الجهاد على المسلمين لا أداة للعدوان ولا وسيلة للمطامع الشخصية، ولكن حماية للدعوة وضمانًا للسلم، وأداء للرسالة الكبرى التى حمل عبئها المسلمون، رسالة هداية الناس إلى الحق والعدل، وإن الإسلام كما فرض القتال شاد بالسلام فقال تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ﴾ "الأنفال: 61" (4)

ويقول في موضع اخر:

أمامنا من الجهاد فى سبيل الله مقاطعة أعداء دين الله الذين يستذلون المسلمين، ويفتنون عباد الله عن الدين، لا نريد أن نعتدى عليهم، ولا أن نوصل الأذى إليهم؛ فقد نهانا الله عن العدوان إلا من اعتدى علينا، ولكنا نريد أن نبتعد عنهم، ولا نتملق إليهم، ولا نجاملهم، ولا نظهر بمظاهر الضعف بين أيديهم. (5)

ثم شدد في التربية الجهادية التي تنزع الخوف من قلوب الناس الحريصين على الحياة، فيقول لهم:

إن الأمة التى تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب لها الله الحياة العزيزة فى الدنيا، والنعيم الخالد فى الآخرة، وما الوهن الذى أذلنا ألا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة.
واعلموا أن الموت لابد منه، وأنه لا يكون إلا مرة واحدة، فإن جعلتموها فى سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة، ولن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم، فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة. (6)

عاش الإخوان في مصر وغيرها من الدول التي انتشرت فيها الدعوة على روح الجهاد، وعمدوا للتحلي بأخلاق المجاهدين، والتجهز الدائم – سواء بدنيا أو ماديا – لساعة النفير التي كان بعضهم يعيشها مثل إخوان فلسطين، وكان يتجهز لها البقية لساعة الحسم ضد المحتل الغربي.

بهذه الجاهزية نطق المستشار الهضيبي معبرا عن روح الجهاد التي يجب أن يتحلى بها المسلمون، فيقول: وسيجدون في الإسلام أنه عالج الأخلاق والفضائل وآداب السلوك فأمر بالحسن ونهى عن القبيح، وسيجدون أنه أوجب على المسلمين رجالهم ونسائهم وصغيرهم وكبيرهم الجهاد إذا ديست أرضهم واحتلها العدو. (7)

ثم يضيف:

ولعل مما يجهله كثير من الناس أن من مقاصد الجهاد في الإسلام رفع الظلم بمختلف أنواعه عن الضعفاء والمظلومين في الأرض "وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيرًا" "النساء الآية 75". (8)

بل وضع التلمساني قاعدة هامة وهى أن يضع نفسه للجهاد تحت الحاكم – حتى ولو مختلف معه – طالما سيحكم شرع الله ويرفع راية الجهاد في وجه كل معتدي

فيقول:

وأقول: إذا سألت عن البديل، فإنني أضع نفسي، وأعتقد أن كل مسلم حر في مصر وغير مصر على استعداد أن يضع نفسه تحت أمر رئيس الدولة اليوم وغدًا إذا نادى بكتاب الله، وطالبنا بالتقشف الذي تستلزمه طبيعة الموقف وأعددنا عقيديًّا وخلقيًا وعسكريًا للموقف الفاصل لا نساوم ولا نطلب ثمنًا؛ لأننا نجند أنفسنا للجهاد في سبيل الله لأن الجهاد في سبيل الله هو الطريق الوحيد لوضع كل معتد علينا في حجمه الطبيعي. (9)

غرست هذه الروح في شباب الإخوان وفي كثير من أبناء المجتمعات الإسلامية، فانتظروا على شوق أن يدفع بهم إلى ساحة الجهاد فكانت فلسطين، هي المسرح العملي لظهور هذه النماذج التربوية التي سجلت صحائف بمداد من نور.

لقد شغلت تربية إخوان مصر على ارض فلسطين حيزا كبيرا لدى الباحثين الذين وثقوا نماذج إخوان مصر في الحرب، بالإضافة لشهادة كبار القادة كاللواء المواوي واللواء أحمد صادق ومفتي فلسطين، والصاغ محمود لبيب وغيرهم.

غير أن كثير من إخوان الدول الأخرى شاركوا بجهادهم فسجلوا صفحات منيرة على في ساحة الجهاد سواء من إخوان العراق أو الأردن أو غيرها.

إخوان العراق على أرض فلسطين

أعلن حسن البنا النفير فاستجاب له معظم الإخوان في البلاد العربية، فاندفعوا مع هذا النفير مصحوبين بالتربية الإسلامية التي تربوا عليها من خلال القرآن الكريم والسنة المطهرة.

انتقلت بذرة الإخوان إلى العراق من اكثر من طريق، حيث كانت باكورة الدعوة في العراق بعد ما سافر الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد للتدريس هناك عام 1941م حيث استطاع أن ينشر فكر الإخوان المسلمين بين الطلبة العراقيين.

ثم سافر أيضا الدكتور حسين الدين كمال للتدريس هناك فكانت إضافة قوية للدعوة وللحركة الإسلامية في العراق (10). وتزامن مع جهود هذين الأخوين الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد والدكتور حسين كمال الدين اتصال الشيخ محمد محمود الصواف بالإخوان في مصر وتعرفه على الشيخ حسن البنا.

بدأ الإخوان المسلمون في العراق العمل العلني عام 1944م، وبعدما اشتغل الصواف مدرسا بكلية الشريعة في مدينة الأعظمية مفضلا التعليم على القضاء، وأنشأ جمعية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ثم أسس مع الشيخ أمجد الزهاوي جمعية "الأخوة الإسلامية" سنة (صفر 1367هـ = يناير 1948) التي كانت الاسم الذي تحرك تحته الإخوان في العراق، وأصدر مجلة "الأخوة الإسلامية" التي ظلت تصدر لمدة عامين حتى أغلقتها حكومة "نوري السعيد" في العهد الملكي، وألغت الجمعية. (11)

وعندما صدر قرار تقسيم فلسطين في عام 1947م صار الصواف يجوب مدن العراق الواحدة بعد الأخرى يعدّ كتائب المجاهدين لقتال عصابات اليهود، ويجمع الأموال للجهاد، وكان ـ رحمه الله ـ ذا صوت جهوري وخطيبا مفوَّها، فلم يكن أحد يستمع إليه إلا وشده إليه، وقاد الشيخ المظاهرات في بغداد مرفوعاً على أكتاف مؤيديه يهتف لنصرة أرض الإسراء والمعراج، ولم يكن أهل العراق وقتها معتادين على رؤية شيخ بالجبة والعمامة الأزهرية يقود المظاهرات ويخطب خطباً سياسية ويعمل لقضية فلسطين. (12)

ولقد لبى نداء التطوع 15 ألفًا معظمهم ممن تدرب في الجندية أو الشرطة. وكان للإخوان المسلمين في تلك الفترة دور أساسي في تعبئة الجماهير للجهاد، وكانوا على رأس المظاهرات التي خرجت للتنديد بقرار تقسيم فلسطين، والتي اشترك فيها 200 ألف عراقي في بغداد. (13)

وتألف من المتطوعين للجهاد كتيبتا الحسين والقادسية (كل واحدة تتكون من 360 مقاتلًا) وقد وصلتا إلى فلسطين في مارس 1948م. (14)

كما اشترك ضمن الأفواج التي ذهبت للجهاد الكثير من إخوان العراق الذين قاتلوا ضمن قوات جيش الإنقاذ، ورأوا الكثير من تخاذل وضعف وسوء إدارة قيادته وعلى رأسه فوزي القاوقجي، إلا أنهم بذلوا ما استطاعوا في المعارك التي شاركوا فيها خصوصًا في شمال فلسطين. (15)

يقول الشيخ الصواف:

بدأ التطوع بثلاثة أفواج، وبعد أن سيرنا فوجين جاءتني برقية خاصة لجمعية إنقاذ فلسطين يطالبون فيها بعدم تسيير الفوج الثالث لعدم الحاجة إليه؟ فاستشرت شيخنا الشيخ الزهاوي ورئيس الجمعية حسين فوزي، واتفقنا أن لا أذيع البرقية، وسيرت الفوج الثالث، ولكن للأسف فلما ذهبت إلى مفتشية التطوع – وكانت في دمشق - وكان يرأسها الفريق طه الهاشمي
وجد هؤلاء الكبار لا يعرفون معنى الجهاد ولا ينزلون إلى مستوى أفراد الشعب، وكنت أرسلت عشرة آلاف بطانية ومائة طن من التمور، وإذا بي أجد المجاهدين والجرحى حول المفتشية لا يسأل عنهم أحد ولا كساء لهم، المجاهدون بلا أغطية والأغطية مكدسة في العنابر، يبيت المجاهدون بلا طعام والطعام مخزون في العنابر، لهذا اصطدمت مع الرجل وناقشته متأسفا على هذا الحال وعلى إهمال المجاهدين وجرحاهم، وهكذا كان التسيب والتآمر. (16)

يقول محسن عبد الحميد:

شكلت اللجنة العسكرية برئاسة اللواء الركن إبراهيم باشا الراوي. وبسرعة قرت اللجنة إرسال المتطوعين إلى الجهاد في فلسطين وأقبل الشعب العراقي إقبالا منقطع النظير وتدافع الشباب وتسابقت الوفود إلى مقر الجمعية في باب المعظم يريد الانخراط في سلك الجهاد الأكبر وبدأ الصواف يخطب في المساجد خطابات نارية حماسية يدعو المسلمين إلى التبرع بالغالي والنفيس من أجل فلسطين والمسجد الأقصى .
وبدأت الأموال تنهال على اللجنة من الرجال والنساء حتى شكلوا ثلاثة أفواج (فوج القادسية) و(فوج اليرموك) و(فوج الحسين) جهزت بالمستلزمات الواجبة للمجاهدين كل ذلك في أقل من شهر وأرسلت الأفواج تباعا إلى معسكر قطنة في دمشق بين حماس الجماهير الحاشدة المباركة وتهليلات المؤمنين والمؤمنات بالنصر المبين .
ثم قررت الجمعية إرسال الصواف إلى ميادين المعارك مسافرا أولا إلى جنوب لبنان ثم نابلس وطولكرم وقلقيلية للإلحاق بالجيش العراقي والتنسيق مع قادته فخطب خطابا حماسيا في الفوج الذي كان يقوده الرجل المؤمن عمر على ودعاهم إلى الثأر والجهاد.
وبعد الخيانات المكشوفة التي حصلت من عدد من الحكومات العربية يومئذ وعدم السماح للمجاهدين الفلسطينيين والعراقيين والسوريين والمصريين من الإخوان وغيرهم بالقتال انكشفت الجريمة وتمكنت العصابات اليهودية بالبقاء ليشكلوا دولة مغتصبة ظالمة من خلال فرقة العرب ومناصرة الدول الاستعمارية .
ويروي الشيخ الصواف في سجل ذكرياته ما رأي من خيانات وإهمال مقصود للمجاهدين وعدم وجود إرادة القتال عند قادة معظم الجيوش العربية خلا الجيش العراقي الذي كان يقود قطعاته قادة مؤمنون من أمثال اللواء الركن مصطفي راغب والعقيد الركن (يومئذ) عمر على بطل معركة جنين.
وبعد سنوات الهدنة المزعومة مع اليهود من سنوات الخمسينيات لم يهدأ الصواف وإخوانه فكان يتصل في كل سنة قبل موسم الشتاء بأغنياء بغداد الكبار ويحرك فهم النخوة لندة إخوانهم اللاجئين الفلسطينيين فكان يجمع المواد الغذائية والتمور والبطانيات فيذهب هو ويوزعها على مخيمات اللاجئين.
وكم مر رأيت بأم عيني السيارات الكبيرة تقف أمام جمعية إنقاذ فلسطين وهي تتهيأ محملة بتلك المواد للتوجه إلى مدن الضفة الغبية ومخيمات اللاجئين. (17)
وعندما انتهت حرب 1948 بين العرب واليهود وقامت إسرائيل لم يتوقف الصواف في نصرة قضية فلسطين، بل خاض جهادًا آخر في ميدان الوعي والثقافة؛ وعمل على جمع التبرعات وشرح القضية، وإظهار أن هذه القضية هي قضية جميع المسلمين. وعقدت الجمعية في عام 1373هـ - 1953م مؤتمر القدس الذي حضره لفيف من العلماء.
وانتدب المؤتمر الصواف وأمجد الزهاوي وعلي الطنطاوي للطواف بالعالم الإسلامي لشرح أبعاد القضية الفلسطينية. (18)

وكتب الصواف يقول:

قبل خمس سنوات وفى مثل هذا اليوم انطلقت الجيوش العربية مندفعى نحو فلسطين كآساد الثرى وقد صممت أن تدك الصهيونيين وتلقيهم فى البحر وتضع حدا لأحلام الصهاينة فى الوطن القومى ولتفسد على ثعالبه السياسى وفجرة الاستعمار خطة التهويد المسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد استبشر المسلمون وظنوا بهذه الجيوش خيرا وتوقعوا أن يكون يوم خمسة عشر من أيام يوم سعد ونصر وتحطيم للأغلال وبداية النهاية للاستعمار البغيض لا فى فلسطين وحدها ولكن فى العالم الإسلامي أجمع.
.. وما كان إرسال الجيوش لفلسطين إلا لتمزق فلسطين يعد أن تسلم فلسطين لليهود وهى خطة ماكرة وضعتها الخارجية البريطانية. وقد قام الزعماء العرب بوظيفة المموه وملبس الباطل ثوب الحق فبرزوا كالأبطال في معركة التحرير الموهومة. (19)

شهادات الملوك والزعماء في حق المجاهدين

لقد شهد كثير من الملوك والقادة بدور الإخوان في حرب فلسطين، وهو الدور الذي يحاول كل كاره لمنهج وفكر الإخوان طمس هذه الحقائق.

أولاً: شهادة الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود - جلالة ملك السعودية فيما بعد نشرت مجلة الدعوة القاهرية ما نصه:

حضر مندوب الدعوة المؤتمر الصحفي، الذي دُعي إليه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل - وزير خارجية المملكة العربية السعودية - بدار المفوضية بالقاهرة في مساء يوم الجمعة الماضي، وقد انتهز مندوب الدعوة هذه الفرصة، وسأل الأمير فيصل عن رأيه في المجاهدين من الإخوان في حرب فلسطين، وقد لاحظ المندوب أثر المفاجأة على وجه سموه؛
لأنه في الواقع كان لا يتصور أن يوجَّه إليه مثل هذا السؤال، ورغم هذا ابتسم الأمير، وأجاب على سؤال مندوبنا قائلاً: "ماذا تريد يا أخي مني أن أقوله عن أبطال جاهدوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله، أما يكفيك وعد الله لهم: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69)، ولقد سمعنا أخي عن جهادهم وما قاموا به من دور البطولة التي لم نسمع عنها إلا في صدر الدعوة الأولى". (20)

ثانيًا: شهادة الملك عبد الله - ملك الأردن

في حديثه مع الصحفي المصري زكريا لطفي جمعة دار الآتي:
"هل تقول لي أين حارب جيشكم؟! عفوًا.. بل جيش فاروق في عام 1948؟! لقد دخلتم غزة وهي مدينة عربية ليس فيها أي يهودي واحد، ثم وقفتم عند مجدل عسقلان حتى جاء اليهود وأخذوها منكم، وجعلتم من قائد جيشكم الضبع الأسود أسطورةً عسكريةً، بينما هو لم يدخل معركة واحدة، ولم ينتصر على اليهود في اشتباك واحد، ولولا الأعمال الفدائية للإخوان المسلمين بجوار الخليل وبيت لحم لكان سجِلُّ فاروق في حرب فلسطين لا يشرفه كثيرًا". (21)

ويقول د. محمد حسين هيكل - وزير المعارف وبحزب الأحرار الدستوريين

بحلول نهاية عام 1948م تمت شعبية جماعة الإخوان المسلمين بتأييدها للثورة الفلسطينية، فقد بادر فدائيو الجماعة بالتطوع، معتبرين الحرب بين العرب واليهود حربًا دينية، فاشتركوا فيها، وخاضوا غمارها. (22)

وجاءت في شهادة الرئيس محمد نجيب قوله على قبر حسن البنا:

ولست أنسى ما حييت هذا الشباب المؤمن القوي في معارك فلسطين يقتحم على العدو الصهيوني أقوى الحصون ، ويسلك إلى قتاله أعصى السبل ، ويتربَّص بقواته وجحافله كل طريق ، ويحتمل في ذلك من المشاكل والصعاب مالا يستطيع احتمالَه إلا من امتلأت نفسه بالإيمان بالخالق ، ووجد قلبُه حلاوة الإيمان. (23)

وكتب الدكتور مصطفى الفقي يقول:

إن للتيار الإسلامي ولجماعة الإخوان المسلمين في تاريخهم بعض النقاط التي تحسب لهم، فهم الذين بادروا للمشاركة في الحرب الفلسطينية الأولى عام 1948م، وكان الفدائيون أثناء الحرب من الإخوان المسلمين". (24)

المراجع

  1. عبد الله بن المقفع: الأدب الصغير والأدب الكبير، بيروت، دار بيروت للطباعة والنشر، 1987م.
  2. حسن البنا: جريدة الإخوان المسلمين اليومية: السنة الثانية، العدد 567 ، 24 ربيع الآخر 1367هـ - 5 مارس 1948م، صـ1.
  3. رسالة الجهاد: مجموعة رسائل حسن البنا.
  4. المرجع السابق.
  5. مجلة الإخوان المسلمين:السنة الأولى، العدد 11، 3 جمادى الأولى 1352هـ - 24 أغسطس 1933م، صـ15، 16.
  6. رسالة الجهاد: مرجع سابق
  7. جريدة الإخوان المسلمون: 17 رمضان 1373هـ - 20 مايو 1954م.
  8. الدعوة: العدد (120) ،20 رمضان 1372هـ - 2 يونيو 1953م.
  9. الدعوة – العدد (29) – ذي القعدة 1398هـ - أكتوبر 1978م.
  10. محمد عبد الحميد أحمد: ذكرياتي، دار البشير للثقافة والعلوم الإسلامية، 1993م، صـ 94
  11. محمد محمود الصواف: صفحات من تاريخ الدعوة الإسلامية في العراق، دار الاعتصام، صـ16.
  12. مجد مكي: محمد محمود الصواف، رابطة العلماء السوريين، الاثنين 17 ربيع الثاني 1435 - 17 فبراير 2014م
  13. بيان الحوت، القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981)، صـ 612
  14. وليد الخالدي وأخرون: حرب فلسطين 1947-1948م (الرواية الإسرائيلية الرسمية)، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، الطبعة الثانية، 1986 صـ 221.
  15. محمد محمود الصواف، معركة الإسلام أو وقائعنا في فلسطين بين الأمس واليوم (لبنان: د.ن.، 1969م)، ص 158-175.
  16. جريدة المسلمون: العدد 37، 25 أكتوبر 1985م، صـ 9
  17. محسن عبد الحميد: الإخوان المسلمون في العراق (1945م2003م)، طـ1، دار المأمون للنشر والتوزيع، 2011م، صـ 145
  18. محمود شاكر: التاريخ الإسلامي "بلاد العراق" ، المكتب الإسلامي ،دمشق ، الطبعة الأولى ،1412 هـ - 1992م.
  19. الإخوة الإسلامية: العدد (13)، السنة الأولى، الجمعة فى 2 رمضان 1373هـ - 15 مايو 1953م، صـ1.
  20. مجلة الدعوة القاهرة: العدد 4 السنة الأولى، 14 جمادى الأولى 1370هـ - 20/2/1951م، صـ4.
  21. عبد العظيم رمضان: مذكرات الزعماء والسياسيين في مصر 1881-1981م، مكتبة الأسرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998،صـ 304.
  22. محسن محمد: قتل حسن البنا، القاهرة، الشروق، 1987م، صـ 290
  23. منبر الشرق: 6 جمادى الآخرة 1372هــ - 20 فبراير 1953م.
  24. مجلة منبر الإسلام، أبريل 1990، صـ 52

للمزيد عن الإخوان في العراق

من أعلام الإخوان في العراق


المواقع الرسمية لإخوان العراق
مواقع إخبارية

مجلات وصحف

.

أجنحة المقاومة
أحزاب وحركات
كتل برلمانية
مواقع شخصية

.

مواقع تربوية ودعوية

.

بيانات الحزب الإسلامي العراقي
الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg بيانات الحزب الإسلامي العراقي الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg



وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

حوارت مع قادة الإخوان في العراق

.

أخبار متعلقة

مراقبو الإخوان في العراق

1-محمد محمود الصواف

2-كمال القيسي

3-عبدالكريم زيدان

4-زياد شفيق الراوي

وصلات فيديو

.