الشيخ أحمد ياسين .. حياة حافلة بتضحيات جسيمة تكللت بالشهادة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ أحمد ياسين .. حياة حافلة بتضحيات جسيمة تكللت بالشهادة


مقدمة

أحمد ياسين سلام عليك.jpg

ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في عام 1938 م في قرية الجورة، قضاء المجدل (جنوبي قطاع غزة)، حيث لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948 م التي أشرفت عليها عصابات الهاجاناة والأرغون الصهيونية بتواطؤ دولي في ذاك الوقت.

وفي بدايات شباب الشيخ ياسين تعرض لحادث أثناء ممارسته للرياضة أصابه بالشلل التام الذي أقعده عن الحركة والتنقل، إلا أنه أكمل دراسته، وعمل مدرساً للغة العربية بعد حصوله على الثانوية العامة آنذاك، وسعى الشيخ لإكمال دراسته في جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية كإصرار على تحدي الصعوبات التي واجهته، إلا أنه لم يتمكن من إكمالها بسبب ظروف عديدة ألمت به أهمها المرض.

وقد عمل الشيخ رئيساً للمجمع الإسلامي في غزة، وعرف الشيخ أحمد ياسين كواحد من أبرز الخطباء الذين عرفتهم غزة خلال العقود الماضية.


اعتقال الشيخ وتأسيس حماس

اعتقل عام 1982 م بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيم عسكري ضد الاحتلال الصهيوني، وأصدرت عليه المحكمة الصهيونية حكماً بالسجن ثلاثة عشر عاماً، إلا أنه أفرج عنه في عام 1985 م في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال الصهيوني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، بعدما أمضى في السجن أحد عشر شهراً.

أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 م، وبعد ذلك داهمت قوات الاحتلال الصهيوني بيته في أغسطس عام 1988 م، وقامت بتفتيشه، ثم ألقت القبض عليه ليله الثامن عشر من مايو عام 1989 م، وبعدها حكم عليه - أصدرته محكمة عسكرية صهيونية في شهر أكتوبر عام 1991 م- حكماً عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة مع إضافة خمسة عشر عاما بتهم عديدة أبرزها اختطاف جنود صهاينة وقتلهم، وتأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس بجهازيها السياسي والعسكري.

محاولات للإفراج عن الشيخ

سعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى الإفراج عن الشيخ ياسين عبر مجموعة من محاولات الاختطاف لجنود صهاينة، إلا أنه أفرج عنه يوم الأربعاء الأول من أكتوبر عام 1997 م بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين الأردن والكيان الصهيوني في عملية تبادل لعميلين للموساد حاولا اغتيال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، الذي أطلق سراحه منذ ذلك الوقت، وبدأ يمارس نشاطه السياسي مرة أخرى.

عمل الشيخ المجاهد على إعادة تنظيم صفوف حركة "حماس" من جديد عقب تفكيك بنى الحركة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وشهدت علاقته بالسلطة الفلسطينية فترات مد وجزر، حيث وصلت الأمور أحيانا إلى فرض الإقامة الجبرية عليه وقطع الاتصالات عنه رغم مرضه الشديد وإخلاصه للقضية الفلسطينية، ولكن يبدو أن ذلك كان بأوامر من مصادر خارجية وتطبيق لسياسات أمريكية صهيونية!.

حملة علاقات عامة خارجية

وفي شهر مايو عام 1998 قام الشيخ أحمد ياسين بحملة علاقات عامة واسعة لحركة حماس في الخارج؛ ونجح خلالها في جمع مساعدات معنوية مادية كبيرة للحركة؛ فأثار الكيان الصهيوني آنذاك حيث قامت أجهزة الاستخبارات الصهيونية باتخاذ سلسلة قرارات تجاه ما وصفته "بحملة التحريض ضد إسرائيل في الخارج"، واتهمته أن الأموال التي جمعها ستخصص للإنفاق على نشاطات وعمليات الجناح العسكري "كتائب القسام" وليس على نشاطات حركة "حماس" الاجتماعية في الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، التي تشمل روضات للأطفال ومراكز طبية ومؤسسات إغاثة خيرية وأخرى تعليمية، وسارعت إلى رفع شكوى إلى الولايات المتحدة للضغط على الدول العربية بالامتناع عن تقديم المساعدة للحركة، وطالبت بمنع الشيخ ياسين من العودة إلى قطاع غزة، ولكنه عاد بعد ذلك بترتيب مع السلطة الفلسطينية.

محاولات اغتيال ثم استشهاد

وقد تعرض لمحاولة اغتيال جبانة وفاشلة في سبتمبر عام 2003، عندما كان في أحد الشقق بغزة وبرفقته إسماعيل هنية القيادي في "حماس" ورئيس الوزراء الفلسطيني الحالي حيث استهدف صاروخ أطلقته طائرات حربية صهيونية المبنى السكني الذي كان يتواجد فيه ما أدى إلى جرحه هو و15 من الفلسطينيين، إلا أن جروحه لم تكن خطيرة.

وأخيرا؛ كان الشيخ أحمد ياسين مع القدر حيث استشهد فجر يوم الاثنين 1 صفر 1425هـ والموافق 22 مارس 2004 م، وذلك لدى عودته من صلاة الفجر، حيث استهدفته مروحية صهيونية بثلاث صواريخ، فنال الشيخ أمنيته الغالية في الحياة، وهي الشهادة، بعد سنوات طويلة في الجهاد والنضال والدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى.