القارىء طلعت سلامة يكتب : دستور يا سياد
ن دماء أبناء مصر الشرفاء والتي أهدرت غدرا في غياب للضمير الأخلاقي تجعلنا ننظر بعين الاعتبار قبل ساعات قلائل من الإستفتاءعلى التعديلات الدستورية ونتساءل هل هذه التعديلات توافقت مع الرؤية الجديدة لمستقبل مصر؟
وهل تتساوى مع وطنية هؤلاء الشهداء وهل حققت ما كانوا يطمحون الية من أحلام؟
أم هي مجرد ترقيع يتجاذب بعضه إلى بعض بخيط واهن قد يحدث من خلاله انفجارا أخر يزلزل كيان مصر ليعاود الجرح النزف من جديد وتبكى مصر على الشهداء من أبنائها وتتشح بالسواد الممزوج بالدماء؟
لقد كفانا الظلم حزنا وكفانا الليل طولاوكفانا القهر قهرا فهل عدنا وكأننا نمد يدنا لنجذب دفء شمس الشتاء وتأبى هي إلا أن تترك لنا قشعريرة البرد وذلك الثوب المهلهل الذي تخترقه ألسنة اللهب البارد ليتسلل إلى أجسامنا بلا خجل فيجمد الدماء فى عروقنا وأطرافنا
فهل عجز فقهاء مصر عن صياغة دستور للحياة ؟ وهل توقف فكرهم عند إجراء عملية التجميل والترقيع لجسد الدستور؟
فبعد الجراحة العصيبة التى مر بها الدستورتاتى التعديلات لبعض مواد الدستورقاصرة وغير مرضية بل جاءت مخيبة لأمال الشعب
لقد خيم الخوف والحزن وتجاذب الأمل والضياع في عزف سيمفونية حب لمصر وعزفت الأوتار نغم الناي الحزين لأن عماد رأسه قد تصدع فلم يعد يصدر ألحانا بغير صوت الشخير.
وهل المرحلة الراهنة وما دفعه الشعب من ثمن غال ونفيس تتحمل إصلاحا جزئيا لايحقق ثمة طموحاته نحو الحرية أم هو التفاف على الثورة وكأننا مازلنا نعيش ونبكى على أطلال العهد القديم؟
أم تغيرت الوجوه ومازالوا هم يحكمونا
خدعونا فقالوا روعوهم, وارهبوهم, وأفقدوهم الشعور بالأمان ليعلموا أن الظلم والقهر مع الأمان نعمة يجب أن يحمدونا عليها فأرهبونا, وروعونا, وأطلقوا يد البطش فينا, وذكرونا بموقعة الجمل ورضي الله عن عائشة أم ألمؤمنينا .
وقتلونا, وجلدونا حتى علم السوط فينا وتحت إطارات السفارة مروا علينا وفى البيوت هاجمونا بل روعوا صغارنا ونسائنا وأبينا لهم أن نستكين وقال مرضى الفساد منهم وعلى مصر السلام لم يعد بقاء لنا فيها فسرقونا ونهبونا ولكننا تعافينا.
فحاولوا غرس الفتنة بيننا ولكن رباط الله لأهل مصر أحال أن يشمت فينا الشامتين.
فيا ساسة مصر وعسكرها وجنودها المخلصين اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا.
فلا معنى إذا للثورة إذا كانت هناك إصلاحات جزئية ويا شعب مصر عليك أن تنتظر البقية واختر بين الفوضى أو الحرية.
إن الدستور يجب أن تعاد صياغته شكلا ومضمونا فمصر مرت بمرحلة صعبة على كل طوائف أبنائها استوجبت تغيرا جذريا في كل نواحي الحياة مما يقتضينا أن نتفهم الوضع الجديد وأن نضع له المواثيق التي تضمن الانتقال إلى عصر جديد بمفهوم يلبى كل التطلعات والآمال وحتى لا يشبه الدستور الجديد شقيقه القديم ليعلن أنه مازال على قيد الحياة معبرا لنا عن مضمونه قائلا دستورياسياد.
المصدر
- مقال :القارىء طلعت سلامة يكتب : دستور يا سياد ، الشروق