المرشد العام: الشعوب هي مفتاح النهضة الحقيقية

(28-01-2011)
كتب- إسلام توفيق
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن النهضة الحقيقية للأمة تأتي عن طريق إرادة قوية، لا يتطرق إليها ضعف ولا يوهنها تجبر ولا استقواء بطغيان الغرب، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل ولا حرص على ظهور أو سعي لرياء، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه أو الزلل أثناء السير في طريقه والانحراف عنه، والمساومة عليه أو الانحراف لغير أصل القضية وعينها، ألا وهو رفض الظلم والاستبداد.
وقال فضيلته- في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "تبقى الشعوب.. ويزول الطغيان"-:
- إن الأمة تملك المقدرات والقوى البشرية، ومن حقِّها أن تملك قرارها لتدير مقدراتها بقواها، مشيرًا إلى أن الشعوب ستبقى مهما كانت قوة القهر، وسيزول الطغيان مهما امتلك من أدوات البطش والإرهاب.
وأضاف:
- "يردِّد الإخوان المسلمون اليوم مع الشعب كله على مسامع ولاة الأمر في بلادنا؛ ألم يكن لنا دروس وعبر في رحيل صدام حسين، وفي هروب بن علي من تونس تحت جنح الظلام، وفي هدير الشعب التونسي ضد سجانيه، وفي التقسيم الذي صار مفروضًا على الوطن الواحد، وأخيرًا في فضائح التفاوض مع العدو الصهيوني، والتفريط في حقوق فلسطين وأهلها المرابطين التاريخية، بل والعمالة السافرة للعدو، وتسليم المقاومين، وقبض ثمن الأرواح الطاهرة".
وأوضح أن هذه الدروس والعبر تؤكد على مرِّ الزمان أن الشعوب تمرض ولا تموت، وحقوق الشعوب تُنهب ولكن لا تضيع، والشعوب لا تأسرها قضبان الظلمة ومحاكم الطغيان، ولا ترهبها زيارات الفجر وقوانين الجور، ولا تقف في وجه حريتها دساتير تفصل على مقاييس الطغاة ومصالح سدنة معابدهم.
ووجه المرشد العام رسالة إلى الذين يخوفون الباحثين عن حريتهم شاهرين الفوضى تهمة مطاطة وسابقة التجهيز.. قال فيها:
- "اسألوا أنفسكم من صنع الفوضى وصدرها، وأزكاها بجوره وظلمه، فمن صنع الفوضى هو من جعلها سمة العصر في نهب ثروات الشعوب، ليذهب أهل الحكم بكلِّ مقدرات الأوطان، في حين يُفرض على الشعوب أن تشد وحدها الحزام، وهو من باع خيرات الشعوب والأوطان للعدو، وترك من استرعاه الله عليهم، يتقاتلون على رغيف الخبز وأنبوبة الغاز وهم من زوَّر إرادة الشعب، ولوى عنق حقائقه ليصبح من يصفق ويهلل وينافق مكان من يراقب ويحاسب، وهم من فصل الدساتير والقوانين ليورث الأرض والشعوب، ويحول الأمم إلى عقار مؤمم الإرادة والثروة والقرار، وهم من غضَّ الطرف عن مؤامرات تقسم أوطاننا، وسمح لخناجر الفتن أن تفرق الشعب الواحد، وهم من أهدر طاقات شعبه وقدرات أبنائه وهجّر عقوله، وأغرق في سفن الحزن الباحثين عن الرزق، ووأد في قوارب الهجرة زهورًا شابةً، وقتل في معتقلاته وعلى يد زبانيته أبرياء بتهم لم يرتكبوها".