المناوى: كنت أتلقى الأوامر من قيادات (أعلى من وزير الإعلام)
بقلم: دنيا سالم

اعترف عبداللطيف المناوى، رئيس قطاع الأخبار فى التليفزيون المصرى، بتلقيه أوامر خلال أيام ثورة 25 يناير من قيادات وصفها بأنها «أعلى من وزير الإعلام»، رافضا الإفصاح عنها، لكنه أبان أن بعضهم من المكتب السياسى للحزب الوطنى.
وحمّل سعد المناوى مسئولية التغطية الإعلامية «السيئة» للتليفزيون المصرى طوال أيام الثورة، وأن النظام السابق استخدمه كأداة لترويع المواطنين وإفشال الثورة.
وقال المناوى إنه تلقى عددا هائلا من الاتصالات الهاتفية من جهات مسئولة فى الدولة، أبلغوه بأن «كرات نارية» متجهة لميدان التحرير يوم الأربعاء الذى عرف بـ«معركة الجمل». مضيفا أن نفس الجهات طالبته برفع كاميرا التليفزيون من الميدان ليلة الأربعاء.
وتابع المناوى أنه اضطر لنشر خبر الكرات النارية لاجتناب كارثة قد تحدث فى التحرير، إلا أن محمود سعد عاتب المناوى على هذا، وقال إن هذه الأخبار من شأنها ترويع المواطنين، وكان عليه أن يبلغ القوات المسلحة، لكن المناوى رد بأن مهنته هى إذاعة الأخبار وليس الإبلاغ للقوات المسلحة.
وهاجم سعد استجابة المناوى لضغوط رجال النظام فى تشويه حقائق الثورة، ورأى أنه كان عليه تقديم استقالته من منصبه، واستشهد سعد بتجربته ليلة اليوم الأول من أحداث ثورة 25 يناير، وهى رفضه إذاعة معلومات مناقضة لحقيقة ثورة الشباب، مما أدى لاستبعاده من برنامج «مصر النهارده» طوال فترة أحداث ثورة يناير.
وتابع سعد: «قعدت بالبيجامة فى البيت بسببكم أتابع التليفزيون المصرى وأراقبكم، وكنت محظوظا أنى ابتعدت عن هذه المهزلة».
ورفض عبداللطيف المناوى الإفصاح عن كل ما لديه من معلومات، وقال إن الوقت لا يسمح بذلك، ووعد بالكشف عن جميع أوراقه فى التوقيت المناسب.
وتداخل أنس الفقى فى الحوار هاتفيا، وقال إن محمود سعد طالبه أكثر من مرة بإتاحة الفرصة له لإجراء حوار مع مبارك، بدعوى أنه أولى بهذا من المناوى لأنه الأقدر على إيصال مطالب الجماهير إليه وتقريبه منهم، حسب قوله.
ونفى سعد حديث الفقى وطالبه بتقديم شهود على الواقعة، وأكد أن الفقى هو الذى طالبه بإجراء ذلك الحوار، ولكنه وقتها أوضح له أن الحوار مع رئيس الجمهورية لا يضيف إلى الإعلامى، ولكن الفقى واصل هجومه على سعد قائلا: «أنت تزعم البطولة رغم أنك لست من ثوار التحرير، إنت كنت قاعد فى البيت بالبيجامة كما ذكرت، واحنا كنا قاعدين فى ماسبيرو والطبنجات فى جيوبنا».
محمود سعد رفض التعليق على الفقى، وجاءت مداخلة الشاعر عمار الشريعى، حيث شن هجوما شرسا على أنس الفقى، وكشف عن علاقته الوطيدة بعائلة مبارك، التى وصلت إلى حد ملازمته لهم فى منزلهم، «كشف لى عدد من أصدقائى أن سوزان مبارك كانت عندما يتأخر مبارك فى الحمام 10 دقائق، تنادى على أنس وتقول له شوف بابا ممكن يكون عايزك» على حد قوله.
وأثارت الحلقة غضب عدد من العاملين فى قطاع الأخبار، ممن جمعوا توقيعات لإقالة المناوى من منصبه ومحاكمته بعد مساهمته فيما وصفوه بأعمال الفساد فى قطاع الأخبار وسوء إدارته للقطاع خلال ثورة 25 يناير وما قبلها، وسلموا قائمة التوقيعات إلى القوات المسلحة.
وانتقد العاملون بالقطاع الأداء الإعلامى لمحمود سعد ووصفوه بـ«السيئ»، واتهموه بخداعهم والتراجع عن وعده لهم بالمشاركة فى حضور الحلقة ومواجهة المناوى على الهواء مباشرة, وقال خالد سعد، المسئول عن إدارة المندوبين فى قطاع الأخبار إن سعد خصص الحلقة بأكملها لعبداللطيف المناوى وحده مما ترتب عليه عرض وجهة نظر أحادية الجانب، مؤكدا أنه اتفق مع مساعدة محمود سعد ومدير تحرير البرنامج، هبة، على المشاركة فى مداخلات هاتفية خلال إذاعة الحلقة.
وأكد خالد سعد وأيمن العوضى أنهما مصممان على عرض قضيتهما عبر قناة فضائية مصرية، إلا أنهما كان يرغبان فى عرضها أولا عبر التليفزيون المصرى.
من جانبه، أكد عمرو الخياط رئيس تحرير برنامج مصر النهارده لـ«الشروق» أنه لم يكن لديه علم على الإطلاق بمشاركة خالد سعد وأيمن العوضى فى الحلقة، مشيرا إلى أنه لم يصدر سوى تصريح واحد لعبداللطيف المناوى لدخول الاستوديو، موضحا أنه لا توجد مراقبة من جانب القائمين على العمل بالبرنامج تجاه المدخلات الهاتفية، التى تتخلل إذاعة البرنامج وأنهم لا يمنعون أحدا من المشاركة بمداخلات هاتفية.