بالفيديو.. قبل 3 سنوات.. الرئيس مرسي يصل بالثورة المصرية إلى القصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بالفيديو.. قبل 3 سنوات.. الرئيس مرسي يصل بالثورة المصرية إلى القصر


بالفيديو.. قبل 3 سنوات.. الرئيس مرسي.jpg

(25/06/2015)

مقدمة

25 يونيو 2012.. هنا توقف كاتب التاريخ ليفكر مليا كيف يمكن أن يصف تلك اللحظة الفارقة في عمر الدولة المصرية الضارب في أعماق التاريخ، ربما لأنها لم يسبق لها مثيل في أي حقبة زمنية مضت، أو لأنها توجت 18 يومًا من النضال في ميدان التحرير، أو ربما هي اللحظة التي توجت فيها ثورة 25 يناير بانتهاء حقبة العسكر ووصل أول رئيس مدني منتخب إلى سدة الحكم.

من السجن إلى القصر

هي إذًا سنن الله في كونه تتجلى في مصر من جديد وربما في مشهد كربوني لما حدث قبل آلاف السنين على ذات الأرض وإن اختلفت الأسماء وتباينت الصفات وتتابعت الأزمنة، إلا أن المحصلة واحدة حيث يخرج البريء منتصرًا من غياهب سجون الفاشية، ليعتلي عرش البلاد محملاً على أكتاف البسطاء والكادحين والثوار.

قبيل 24 ساعة فقط من يوم 25 يونيو قبل ثلاث سنوات، وقف المصريون على أطراف أصابعهم في مشهد تاريخي في انتظار إعلان نتيجة أول انتخابات رئاسية حقيقية في تاريخ مصر، وترقب الجميع كلمة الفصل في الصراع بين الحق والباطل والثورة والفساد والميدان وأعدائه والدولة المدنية والحكم العسكري

وبعد ديباجة ليست بالقصيرة فند خلالها المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات كافة المزاعم والأكاذيب والافتراءات حول العملية الديمقراطية، أطلق أول فرحة حقيقية في صدور الشعب بإعلان فوز المرشح محمد مرسي عيسي العياط رئيسًا للجمهورية.

واكتظت الميادين من جديد في مشهد مهيب تمتزج فيه أعلام مصر بصور الرئيس الجديد، وتتعانق فيه أهازيج البسطاء مع هتافات الأحرار على وقع انتصار الثورة، في سهرة امتدت حتى صباح 25 يونيو لتزف الرئيس المنتخب المدني حافظ القرآن إلى القصر الجمهوري، ليقف على رءوس الأشهاد معزيًا نفسه: "إن مقادير الرجال تبرز على منابر الابتلاء لا على منابر الأقوال".

محمد مرسي هو المرشح الاحتياطي لحزب الحرية والعدالة في انتخابات الرئاسة، بعدما دفع الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بالمهندس خيرت الشاطر في ماراثون الرئاسة، وكما توقع الحزب أطاح المجلس العسكري بالمرشح الأول، ليحمل أستاذ الهندسة بجامعة الزقازيق على عاتقه مهمة التصدي لحلم الدولة العميقة للعودة إلى الحكم ويجابه الثورة المضادة بثقة وثبات في مواجهة رجل المخلوع أحمد شفيق، حتى وصل بسفينة الثورة إلى بر الأمان.

وجاء المنصب الأهم في مصر والابتلاء الأكبر كما وصفه مرسي ليتوج رحلة من النضال ضد الاستبداد رافق الرئيس الشرعي في مسيرته مذ كان طالبًا نابها وحتى اختطفه مليشيات مبارك في سجن وادي النطرون إبان ثورة يناير، ولا زال يدفع فاتورة رفض الظلم والقهر والفاشية ويسدد ضريبة عدم الرضوخ لجبروت الجنرالات ومصالح العسكر.

مسيرة الرئيس الشرعي

ولد الدكتور محمد مرسي في قرية العدوة بمحافظة الشرقية، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة 1975 مع مرتبة الشرف، ليكمل مسيرته العلمية ويحمل درجة الماجستير في هندسة الفلزات 1978، ثم الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982 في حماية محركات مركبات الفضاء، وتقلد بعض المناصب الأكاديمية ومنها معيدًا ومدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأستاذًا مساعدًا في جامعة كاليفورنيا وأستاذًا مساعدًا في جامعة كاليفورنيا.

وانضم مرسي إلى جماعة الإخوان المسلمين تنظيميًا في عام 1979، وانطلق منها إلى رحلة من النضال ضد حكم العسكر، فترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995، ونجح في انتخابات 2000 وأصبح المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، وحصل على لقب أفضل برلماني في العالم لهذا العام، وفي انتخابات مجلس الشعب 2005 حصل على أعلى الأصوات وبفارقٍ كبيرٍ عن أقرب منافسيه، ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه بالتزوير، وشارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير مع د. محمد البرادعي عام 2010.

لعب د. مرسي دورًا كبيرًا في القسم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث كان مشرفًا على القسم السياسي الذي شهد تفاعلاً كبيرًا خلال الفترة الأخيرة بدءًا من مبادرة الإصلاح التي أطلقتها الجماعة عام 2004، ومرورًا بطرح برنامج الحزب "القراءة الأولى "عام 2007، فيما قاد المطبخ السياسي للانتخابات البرلمانية في 2010.

وقع عليه الاختيار كعضو في لجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني. وبسبب مواقفه الرافضة باستمرار للممارسات الظالمة للنظام المخلوع تعرض الدكتور مرسي للاعتقال مرات عديدة

فبعد تزوير انتخابات 2005 كان الدكتور محمد مرسي في مقدمة المظاهرات الداعمة للقضاة المطالبين باستقلالهم والرافضين لتحويل بعضهم للجنة الصلاحية عقابًا على مواقفهم، فاعتقل في صبيحة يوم 18 مايو 2006 مع 500 من أعضاء الإخوان من أمام محكمة شمال القاهرة، ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة ليقضي 7 أشهر خلف القضبان.

كما اعتقل صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011م أثناء ثورة 25 يناير ضمن عدد كبير من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات؛ لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب، وبعد فتح السجون وهروب المساجين، ورفض د. مرسي ترك السجن واتصل بالقنوات الفضائية ووكالات الأنباء يطالب الجهات القضائية بالانتقال لمقرّ السجن والتحقق من موقفهم القانوني وأسباب اعتقالهم، قبل أن يغادر السجن؛ لعدم وصول أي جهة قضائية إليهم.

وتعدى الظلم الذي تعرض له الدكتور محمد مرسي إلى عائلته؛ حيث تمَّ اعتقال نجله الدكتور أحمد عند إعلان والده الترشيح لمجلس الشعب عام 2000 واعتقل 3 مرات ووالده نائب بالمجلس، ولم تتوقف بعد انتهاء الدورة البرلمانية. وبعد تأسيس حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة 25 يناير انتخب محمد مرسي في 30 أبريل 2011 رئيسًا لحزب الحرية والعدالة، وهو الحزب الذي استطاع أن يحصل على 235 مقعدًا من مقاعد مجلس شعب الثورة و106 من مقاعد مجلس الشورى.

ومع مخاوف استبعاد المهندس خيرت الشاطر -نائب المرشد العام للإخوان المسلمين- من سباق الرئاسة قرر حزب الحرية والعدالة في 7 أبريل 2012 الدفع بمرسي مرشحًا احتياطيًّا كإجراء احترازي خوفًا من احتمالية وجود معوقات قانونية تمنع ترشح الشاطر، وبعد استبعاد الشاطر في 17 أبريل أصبح محمد مرسي هو المرشح الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين.

واستطاع مرسي أن يحافظ على صدارة سباق الانتخابات في نتائج المرحلة الأولى بـ5 ملايين و764 ألفًا و952 صوتًا، متفوقًا على أحمد شفيق بـ5 ملايين و505 آلاف و327 صوتًا، ليخرج عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباح وعمرو موسي وخالد على وأبو العز الحديدي وسليم العوا من الماراثون، وتنحصر الإعادة بين الثورة والفلول، ليحسمها مرسي بالقاضية بمباركة الثوار بـ51 % من أصوات الناخبين.

وبعد مرور 3 سنوات وبالتزامن مع إعلان مرسي تمسكه بمنصبه رئيسًا شرعيًا للبلاد وعدم الطعن على الأحكام الجائرة بحق أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر بالإعدام والمؤبد والمشدد، لا زال صمود مرسي صداعًا في رأس الانقلاب ولا زالت صدى كلمات الرئيس الشرعي تتردد في الأذهان "ليعلم أبناؤنا أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالاً، لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبدًا على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبدًا من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم".

ميدان التحرير لحظة إعلان النتيجة

مقر حملة الرئيس محمد مرسي

المصدر