بيان (الإخوان) بشأن اغتيال الشيخ/ أحمد ياسين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان (الإخوان) بشأن اغتيال الشيخ/ أحمد ياسين
22-03-2004

بيان من (الإخوان المسلمون) بشأن جريمة اغتيال الشيخ المجاهد/ أحمد ياسين مؤسس حركة (حماس) الفلسطينية

بيان من الاخوان المسلمون.jpg

يحتسب (الإخوان المسلمون) عند الله تعالى الأخ المجاهد والشيخ الشهيد "أحمد ياسين"- مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس).. ذلك الشهيد الذي أصبح بجهاده ثم استشهاده رمزًا لقدرة الأمة المسلمة على الصمود، والاستمساك بثوابتها، وتحويل مسار التاريخ، والتوحد تحت رايات إسلامها، وعزَّة عقيدتها.. ذلك الرجل الذي هتف في شعبه: "حي على الجهاد"، وأعلنها مدويةً: "إنه لجهاد: نصر أو استشهاد"، يقدِّم اليوم الدليل العملي على صدق ما قال، فلقد قدم روحه ودمه في سبيل الله؛ من أجل تحرير الوطن ومقاومة المحتل..

فبشراك بشراك يا شيخ المجاهدين.. ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ( آل عمران: 170،169)

إن (الإخوان المسلمون)- وهم يستشعرون المسئولية تجاه دينهم وأمتهم، ويشاركون الشعوب العربية والإسلامية في هذه المسئولية- يريدون أن يلفتوا الأنظار إلى ما يلي:

أولاً: أن الشهيد الشيخ "أحمد ياسين" ليس أول الشهداء، ولن يكون آخرهم ما بقي احتلال يجثم على أرضنا؛ فهو الآن عند ربه مع إخوانه من السابقين.. مصعب وحمزة وسعد بن معاذ.. وحسن البنا.. ومع أبنائه وإخوانه شهداء فلسطين: يحيى عياش، والشقاقي، وأبو شنب، وأبو علي مصطفى، والمقادمة، وريم الرياشي، وغيرهم من المجاهدين والمجاهدات.. نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله.. وإن دروس التاريخ قد علَّمتنا أن دماء الشهداء لا تضيع، وأن الأمم تعيش بتضحيات أبنائها.

ثانيًا: أن المقاومة والجهاد هما السبيل الوحيد لتحرير أرض فلسطين، وأن الصهاينة لا عهد لهم ولا سلام معهم.. وإن ما حدث من استشهاد أمير الشهداء وقائد المجاهدين ليبرهن- بكل وضوح- على كذب دعاوى الصهاينة عن السلام.. إنهم كما قال الله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة: من الآية82)، وإن الحديث عن السلام معهم غدا الآن خديعةً مرةً.. ﴿أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ (البقرة:100)

ثالثًا: أن الشعوب العربية والإسلامية وقياداتها يجب عليها أن تعرف حقيقة ما يحاك لها، وما يخططه الصهاينة والأمريكان؛ للقضاء على هويتها وعلى مقاومتها، ليسهل لهم بذلك الهيمنة والسيطرة عليها، وإن ذلك العدوان الأثيم لَيؤكد على ضرورة دعم الجهاد والمقاومة ضد المعتدين في أرض الأقصى الأسير بكل ألوان الدعم وصوره.

رابعًا: أن حكام العرب والمسلمين هم أيضًا مستهدفون تمامًا بتمام كشعوبهم، فالجميع أمام آلة القتل والاغتيال الصهيونية في كفة واحدة، وهذا يحتِّم عليهم أن يكونوا على قلب رجل واحد، وأن يقفوا في خندق واحد.

خامسًا: أن أمريكا- بدعمها الدائم سياسيًا وعسكريًا للصهاينة- تتحمل المسئولية الأولى عن الفوضى التي تعم المنطقة الآن، وهي بذلك تحفر تحت أقدامها، وأن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين الآن تستخدم لإراقة دم الأبرياء في كل مكان.

سادسًا: نطالب الدول العربية التي لها علاقات بالصهاينة أن يجمدوا هذه العلاقات فورًا، وأن يبادروا بطرد السفراء والممثلين الدبلوماسيين من بلادهم، وأن يُعيدوا مراجعةَ مواقفهم ومعاهداتهم مع الصهاينة.

سابعًا: إن شعوب العالم الحر في شرقه وغربه يجب أن تدين هذا التصرف البربري الغير مسبوق؛ حيث خطط رئيس الحكومة الصهيونية للجريمة، وأشرف بنفسه على تنفيذها من قِبَل قوات جيشه المدجَّجة بالسلاح الأمريكي؟ فكيف يحدث ذلك ضد شخص يدافع عن حقه وأرضه ولم تتم إدانته طبقًا لأي قانون؟ فأين القوانين والمنظمات الدولية؟ وأين منظمات حقوق الإنسان وأين الأمم المتحدة؟

ثامنًا: نؤكد على أن أهل الإسلام لا يقبلون الضيم، ولا يتنازلون عن حقوقهم، وهم مستعدون دائمًا للجهاد وللتضحية في سبيل ربهم؛ للحفاظ على أوطانهم وأعراضهم، وأن الحق سينتصر لا محالة بإذن الله ﴿كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (المجادلة: 21)؛ وليستبشر (الإخوان) في فلسطين في حركة (حماس) وفي كل مكان بأن الله معهم ولن يتِرَهم أعمالَهم ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية21)، و﴿إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (البقرة: من الآية 156)