حاتم عزام يكتب : حوار مع السيد بولنت تحسين أوغلو

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حاتم عزام يكتب : حوار مع السيد بولنت تحسين أوغلو

2013/6/3

كتب - م/ حاتم عزام (نائب رئيس حزب الوسط) :

حوار مع السيد بولنت تحسين أوغلو !

جمعني لقاء في أحد المقابلات لي بفرنسا قبل عشرة أيام مع احد معارضي نظام العدالة و التنمية التركي ، السيد بولنت تحسين أوغلو ، الذي ظل يتحدث فترة طويلة علي العشاء عن مساوئ النظام الحاكم في تركيا و دار بيننا حوار اتسم بالوضوح حين سألته: لماذا تعارض نظام أردوغان الذي حقق لبلادكم تنمية و ازدهار لم يشهدها تاريخ تركيا المعاصر، حتي صار الحديث عن تركيا كأحد النماذج التي حققت نجاحاً اقتصادياً و إجتماعياً غير مسبوق ، و انا كمصري اتمني ان تحقق بلادي هذا التقدم ؟

رد السيد بولنت دون تردد لان هذا النظام فاشي و ديكتاتوري و مستبد. قلت له: كيف هذا و هو ينجح بالانتخابات النزيه بل و يحقق إنجازات غير مسبوقة للشعب التركي. رد: هذا نظام يكمم الأفواه و يقتل الحريات. سألته: ما هي شواهد ذلك؟

رد: انه ضد حقوق المرأة علي سبيل المثال. قلت كيف، فلم نسمع علي هذا بل نجد المرأة في تركيا تمتلك كافة الحقوق لدرجة تميل الي الطايع الأوروبي أكثر من الطايع الإسلامي ؟

قال لقد اصدروا تشريعات تسمح للنساء بتركيا بغطاء الرأس في الجامعات و مؤسسات الدولة، بل و اصدروا تشريعاً يعطي المرأة الحق في إجازة وضع عامان! رددت مستغرباً؛ و ما الضرر في هذا فهذة حرية للمرأة ان ترتدي ما تشاء، و إجازة الوضع هذة ميزة للأم و للأسرة .

رد و قد بدا عليه الحدة : هذة هي الخطوات الاولي لأسلمة المجتمع و فرض الدين علي المجتمع التركي و بالتأكيد سيتبعها خطوات أخري راديكالية مثلها تقيد الحريات.

قلت له: هل انت علماني؟ قال نعم انا علماني ، انا أؤمن بوجود الله لكنني لا أؤمن بالأديان و الديموقراطية الحقيقية هي لن تتحقق في وجود الأديان لانها تقيد الحريات و لكي نتقدم يجب ان ننحي الأديان جانباً و نتمسك فقط بالمواثيق الدولية.

لا ديموقراطية و لا تقدم الا بهذا. قلت له: هذة وجهة نظرك. رد: لا، لا ديموقراطية في وجود أديان تقيدها!

قلت له مجدداً : هذا رأيك و الديموقراطية هي الا تفرضه علي الآخرين و تأخذ رأي شعبك في الحسبان الذي عليه ان يختار مصيره، إذا رأي في اردوغان و حزبه نموذج يتلائم مع ثقافة الشعب و هويته و يحقق له طموحاته الاقتصادية و الاجتماعية ! قال لي منفعلاً: هذا نظام إسلامي فاشي ديكتاتوري و لن نترك له تركيا .

قلت له: هل تعلم ان كثيرين بمصر يظنون ان اردوغان رجل علماني !! رد غاضباً و قد ظن أنني أستهزء برأيه : هذا نظام اسلامي فاشي و استبدادي ، و انا تركي و انت مصري و انا اعلم بشؤون تركيا أكثر منك، فان قلت لك انه نظام اسلامي مستبد فاشي فانا الاصدق..و انصرف غاضباً بعد أن أستأذن .

تذكرت هذا الحوار اليوم عندما طالعت ما نشرته اليوم السابع عن ان حركة تمرد بقيادة الشاب محمود بدر عضو التيار الشعبي ( الشهير ببانجو) تنسق مع رافضي حركة النهضة في تونس ( لا تحكم تونس وحدها) و حزب الشعب التركي العلماني (الذي ينتمي اليه صديقي صاحب الحوار، و المعارض لحزب العدالة و التنمية )، وذلك للقيام في ٣٠ يونيو بتظاهرات لإسقاط حكم الإخوان الدولي في الدول الثلاث.

كما أنني رأيت كيف أحتفي البعض في مصر من أعضاء حركة تمرد و جبهة الانقاذ بتظاهر عشرات الآلاف في ميدان تقسيم ضد نظام أردوغان ( الإسلامي) ، و الذي رد علي معارضيه قائلاً: إذا حشدتم الف معارضاً..فساحشد لكم مليون مؤيد لي و لحزبي.

بدا لي بشكل واضح للعيان ، ان ما جمع حركة تمرد و جبهة الانقاذ من جهة ، و حزب الشعب التركي هو عداء إيديلوجي لأي فصيل سياسي له خلفية إسلامية أياً كان هذا الفصيل السياسي و ليس الحرص علي تقديم الأفضل لشعوبهم .

أعتقد أن هذا النوع من العداء و الكره للآخر الفكري و السياسي لن يبني وطناً و لن يكون سبباً في نجاح فصيلاً.

ان الذي سيفوز بثقة الشعب، هو من سيشعر الشعب انه معبراً عنه و عن ثقافته وهويته لا ينفصم عنها ، بل و يقدرها و يحترمها و يعيش بمبادئ تتشابه و الغالبية العظمي منه .. و في نفس الوقت يستطيع تقديم حلولاً ترضي طموحاتهم إقتصادياً و إجتماعياً ...بلا هذان العاملان لن ينجح اي فصيل سياسي في الفوز بثقة الشعب.

الكره و العداء لن يحقق النجاح لأصحابه

المصدر