خبْط ... لزْق-10-12
أ.د/جابر قميحة
مقدمة
( كثيرا ما يستخدم المصريون هذا التركيب " خبط ... لزق " . وهذا التركيب ليس عاميا كما يعتقد بعضهم : فالخبط هو الضرب ، واللزق هو اللصق . ويستخدم هذا التركيب في الدلالة على أن الضرب أو الرأي أصاب ، وأتى بنتيجته مباشرة دون تأخر ) .
وهذه الحلقات تعد من الأدب الهادف الذي يحمل في بساطة وعفوية إسقاطات سياسية واجتماعية ، يدركها المواطن المصري بسهولة . ومن حق القارئ أن ينسبها إلى " الأدب الساخر " .
اللبن والعصائر والنظافة
النظافة من الإيمان... إنها دعوة تتفق مع الوجود السوي الفاضل للإنسان, والنظافة ضرورة صحة وضرورة بقاء. ولكننا -للأسف- نري هذه القاعدة تشجب شيئًا فشيئًا في مجتمعاتنا.. فأصبح التلوث «سيد الموقف» أرضًا... وجوًا... وصوتًا... وضمائر.
وأذكر أنني ذات صيف في رحلة جماعية إلي سيناء.. زرنا مصنعًا كبيرًا جدًا للعصائر والمربات وزيت الزيتون.. كان ذلك في منتصف النهار, ورأيت الذباب بعشرات الألوف - إن لم يكن بالملايين - يمرح ويسرح سعيدًا في المصنع (الذي لم يكن يعمل ساعتها) قلت للموظف المسئول: ألا تخشون تلوث إنتاجكم بالذباب؟!
ضحك وقال: لا يمكن» لأن المصنع لا يعمل إلا ليلاً .. والذباب يكون راقدًا علي الحيطان لا يتحرك (!!!) . والله هذا ما حدث وليست نكتة.
وكتب أحد كبار الصحفيين أنه زار مصنعًا كبيرًا للألبان, ورأي الحوض الكبير الذي يوزع اللبن للتعبئة الآلية مغطي بستارة سوداء... فلما اقترب منه اكتشف أنها ستارة من الذباب الذي تمدد واسترخي علي «وش» اللبن.. وأعتقد أن أبشع ما يراه شارب كوب اللبن ذبابة تعلو الكوب أو تسبح أو ترقد فيه.
تعليقات
- . مات كبير جدًا فذهب علية القوم للتعزية في السرادق الكبير. وفجأة جاء للعزاء شخص يرتدي حلة بيضاء... كله أبيض في أبيض حتي الكرافت والحذاء. سأله أبناء المتوفي -في غضب- ما هذا ؟! من أنت ؟ فأجاب: أنا جئت للتعزية بتكليف من شركة مصر للألبان.
- . حوار بين مسطولين:
- هوّ جارك الجديد بيشتغل إيه؟
- يظهر أنه فاتح محل ألبان.
- وعرفت إزاي؟
- لأنه كل يوم بيصحي من النوم «وش» الفجر.
- . وبينهما كذلك:
- هو صحيح اللي بني مصر كان في الأصل حلواني ؟
- آه.. صحيح.
- طيب اللي بني إسكندرية ؟؟
- دا كان في الأصل «لبَّان» .
- . ضبط أحدهم يغش اللبن بخلطه بالماء. ودار بينه وبين المحقق الحوار التالي:
- يا بيه أنا بريء.. وأنا حطيت الميه في اللبن لأننا في حكومة الدكتور «نظيف»!
- وإيه علاقة الدكتور نظيف بغش اللبن ؟
- يا بيه دا مش غش.. دي نضافة... وأنا كنت بغْسل اللبن.
- . وسئل غشاش آخر:
- ليه بتخلط اللبن بالميه ؟
- أصل أنا لقيت اللبن تقيل, واحنا في عصر الشفافية.
- . طلبت الطلاق من زوجها بتهمة أنه يحتقرها. فسألها القاضي:
- وعرفتي إزاي أنه بيحتقرك ؟
- يا بيه بيروح وييجي ما بيدنيش «وش».
- . مصنع ألبان -اعترافا منه بالواقع- أنتج ثلاث عبوات:
- لبن خالي من الذباب .
- لبن نص ذباب.
- لبن كامل الذباب
عن الدستور وتعديله
استفتاء... لا استفتاء !!!! تعديل.. لا تعديل !!!!.. واتهامات تكال للذين كانوا يطالبون بالتعديل... غباء... عجالة.. تلقي ملايين الدولارات من الخارج... إلخ...
وفجأة أعلن عن التعديل.. تعديل المادة 76 علي ما هو معروف.. والذين كانوا يطبلون للاستفتاء... أصبحوا يطبلون للتعديل...وهم علي استعداد أن يطبلوا مرة أخري للاستفتاء لو أن القيادة عادت إليه...
وفتحت الأبواب إلي أوسع مدي للنفاق والمنافقين... إننا نعيش عصر الإنسان المصري «المفرغ» من الداخل.. مصر المحروسة أصبحت «نفاقستان» ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تعليقات
- بين المدرس وتلميذه:
-قل لي ياعبده: ما الفرق بين مجلس الشعب و مجلس الشوري ؟
-الأولاني رئيسه فتحي سرور .
والثاني رئيسه صفوت الشريف .
- بين صديقين:
- حكومة «نظيف» بتدعو للشفافية, طيب ليه مبيعملوش صناديق الانتخاب من الزجاج أو البلاستيك الشفاف ؟
- كمال الشاذلي قال: إن دي عملية مُكلفة.
- حلها بسيط: يفرضوا رسوم علي تذاكر الانتخاب.
- وبينهما:
- همه سموا الحزب الوطني حزب الأغلبية الساحقة ليه ؟
- لأنه «بيسحق» كل اللي يقف أمامه.
- وبينهما:
- بقولك إيه:مادام فيه حزب اسمه «الغد» تيجي نعمل حزب نسميه «حزب الأمس»
- آه ... والله فكرة.. طب حنكتب الهدف من إنشاء الحزب ده إيه ؟
- بسيطة: نكتب هدف الحزب أن ينطلق من الماضي «المبارك» ليعيش الشعب المصري حاضره «الشريف» في سعادة و«سرور» .
- الله!! آخر «جمال» وحياتك. عليك «نور».
- وبينهما:
- بيقولوا: إن أحزاب المعارضة أحزاب ورقية. الكلام ده صحيح ؟
- آه طبعًا, لأن ثبت أن همه السبب في أزمة «الورق» وارتفاع سعره.
- وبينهما:
- هي الدساتير بتشّحّت بدل الفلوس ؟
- لا.. إزاي ؟!
- أصل أنا شفت امبارح واحد بيخبط علي شقة جاري وبيقول: «دستور» يا سيادي.
- بين مسطولين:
- هي المادة 76 دي عايزين يعدلوها ليه ؟
- لازم عشان تمشي كويس.
- طب افرض مارضيتش تتعدل ؟
- خلاص.. يبقي «يعدلها ربنا».
- وبينهما:
- هي المادة 76 دي ماتت ؟
- لأ.. ليه ؟
- أصل ابني «عبده» قرأ في الجرنان أنهم كانوا بيصوتوا عليها امبارح.
- بين صديقين:
- الحكومة دي بتناقض نفسها.
- إزاي ؟
- بيقولوا: إنهم بيقبضوا علي أي «تنظيم سري» مع أنهم بيقولوا: لازم من «الاقتراع السري» فإيه رأيك ؟
- «كلام في سرك» أنا مش فاهم حاجة .
كرويات
إن من يري المباريات المصرية في كرة القدم يعتقد أنه يشاهد تسجيلاً للمباراة «بالتصوير البطيء» [Slow Motion] بعكس ما نراه من الفرق الأجنبية.
ومع ذلك ارتفعت عقود احتراف اللاعبين إلي «بند الملايين»... أما العطاء فلا تسأل عنه» فهو مؤسف ومخجل. وبجانب ذلك ندر أن نجد عند كثيرين منهم ما يسمي «الأخلاق الرياضية», ويبقي فريقنا القومي «صيدة» لأندية العالم حتي الدول التي تعلمت «كرة القدم» من مصر, وضياع البطولات العالمية منا أصبح هو الأصل, وأصبح أمرًا عاديًا لا يلفت النظر.
وأنا أكتب هذه الكلمات والتطاحن والتضارب, والهبوط اللاأخلاقي يدور علي قدم وساق في انتخابات أحد الأندية الكبري. وإن كان كل ما يحدث يمثل مظهرًا طبيعيًا من مظاهر «السقوط» الذي تعيشه «مصر المحروسة» تحت وطأة حكومات الحزب الوطني .
تعليقات
- بين مسطولين:
- بيقولوا: إن انتخابات الأهلي كانت نزيهة.
- و«نزيهة» دي متجوزة مين ؟
- جري إيه ؟! أنت مسطول ؟ نزيهة يعني نظيفة, مافيهاش غش, ولا تزوير.
- طظ!! ودي برضة تبقي انتخابات ؟
- وبينهما أيضًا:
- الواد ابني «سجل» امبارح 3 اجوان.
- والشهر العقاري خد منّه كام في تسجيلهم ؟
- عقاري إيه ؟ أنت مسطول ؟ داسجلهم في بريد العتبة.
- بين صديقين:
- هوّ عبده المحمَّص ما شي «منفوخ» كده ليه ؟
- طبعًا يا عم.. له حق.. لأن النادي بتاعه خد الدوري .
- وخده بكام ؟
- اللاعب إياه في حوار مع نفسه:
- قال إيه يقول لك: «لازم يكون عندك أخلاق رياضية» إيه التقليعة اللي مالهاش طعم دي ؟ لا... وبعد كده يقول لك: احنا في عصر الحرية والديمراطية!!!
- بين حشّاشيٍن.
- قريت الجرايد النهارده ؟
- لأ... ليه ؟
- مكتوب فيها أنهم امبارح قبضوا علي «حنفي المشخشخ» حارس مرمي نادي «الفروج الرهيب».
- وقبضوا عليه ليه ؟
- اكتشفوا أنه مشترك في «شبكة» تجسس.
- والشبكة دي دخل فيها كام جون ؟
- وبينهما أيضًا:
- بقول لك: حكومة «نظيف» دي ما فيهاش عدل.
- إزاي ؟
- المفروض توزع «الدوري» بالعدل.. يعني تديه كل سنة لنادي.
- آه ... صح... أمال سموه دوري ليه.
- وبينهما أيضًا:
- شفت لعيبة الزمالك نقلوهم كلهم للمستشفي وحطوهم تحت العناية المركزة..
- طب وليه ؟
- لأنهم جميعًا أصيبوا «بهبوط» حاد في الدوري.
- وبينهما كذلك:
- همه صحيح عملوا في مصر فريق كورة من الستات ؟
- آه ... ليه ؟
- وده مش حرام.
- يا عم واحنا مالنا... علي كل حال «الحُرمة» عليهم, مش علينا.
- وبينهما كذلك:
- شفت سنية توتو «حارسة مرمي الفريق الحريمي". كانت ممتازة في ماتش امبارح.
- طب ليه؟
- أصل كانت بتشتغل قبل كدة «عارضة» أزياء.
- طب ومين «القائم» بأمرها الوقتي ؟
- بين صديقين:
- في مصر بيقولوا: الكورة ما لهاش كبير «الكلام ده صحيح ؟
- آه طبعًا.. لأنها عيلت خالص .
المصدر:رابطة أدباء الشام