د. حبيب للتايم الأمريكية: عزيمة الإخوان لم تفتر أبدًا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. حبيب للتايم الأمريكية: عزيمة الإخوان لم تفتر أبدًا

[20-07-2004]

مقدمة

"من أهم أهداف الإخوان المسلمين العمل على الاستقلال.. عبد الناصر كان يعادي كل من يقف في طريق استئثاره بالسلطة وتفرده بالحكم.. الحكومة المصرية عجزت أن تلبِّي طموحات وآمال الشعب.. لا يوجد لدينا صراع من أي نوع أو حول أية قضية.." بهذه العبارات استهل النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد حبيب حوارَه الصحفي مع محرر مجلة التايم الأمريكية مروان فريد، الذي ينقل موقع (إخوان أون لاين) لقرائه ما دار فيه:


نص الحوار

يرجع تأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر في مارس من عام 1928م إلى عدة أسباب، يأتي في مقدمتها:
  1. الاحتلال الإنجليزي الذي جثم على صدر مصر منذ عام 1882م، وذاقت على يديه الذل والهوان- شعبًا وحكومات- حيث كان المندوب السامي البريطاني هو الحاكم الفعلي لمصر، وهو صاحب القرار في تكوين الوزارات وعزلها، وكانت خيرات مصر كلها تذهب لبريطانيا، بما في ذلك الاستفادة الكبرى من موقع مصر الإستراتيجي، وكذلك السيطرة على قناة السويس.
  2. عدم تطبيق الشريعة الإسلامية.
  3. الانحلال الأخلاقي، والفساد الإداري والمالي الذي كان سائدًا في هذه الآونة.
لذا كان من أهم أهداف الإخوان المسلمين العمل على الاستقلال، وإنقاذ مصر من براثن الاحتلال، ومحاربة الفساد، وذلك عن طريق العودة إلى منابع الإسلام الصافية، بتغيير المفاهيم والأسس والمنطلقات، والالتزام بتعاليم الإسلام، وتربية الفرد والأسرة والمجتمع على أساسه؛ حتى تخرج الحكومة التي تطبق شريعة الإسلام، وتنمية روح الجهاد في النفوس، والأخذ بأسباب العزة والقوة في ميادين العلم والثقافة والاقتصاد.
  • ما هي أسباب الاعتقالات الجماعية في عهد الملكية في الأربعينيات والخمسينيات؟

الأسباب الحقيقية تكمن في أمرين:

أولهما: بروز قوة الإخوان السياسية على الساحة في مواجهة الإنجليز والقصر من ناحية، والأحزاب والقوى السياسية الموجودة آنذاك من ناحية أخرى.
ثانيهما: الدور الجهادي الكبير الذي قاموا به في مقاومة العدو الصهيوني على أرض فلسطين، وقوات الاحتلال البريطاني الرابضة على ضفاف القناة.


الأخوان وعبد الناصر والسادات

عبد الناصر كان يعادي كل من يقف في طريق استئثاره بالسلطة وتفرده بالحكم.. سواءٌ كانوا من الإخوان المسلمين أو الشيوعيين أو المسيحيين؛ ولأنه كان يعرف أن الإخوان يمثلون قوةً شعبيةً كبرى تقف أمام ديكتاتوريته واستبداده، فقد سعى إلى إزاحتها من طريقه بكل الوسائل.
لقي الإخوان في سجون عبد الناصر ما لم يلقه أحد من البطش والتعذيب والتنكيل، بل والقتل، إضافةً إلى التعليق على أعواد المشانق.. وبصرف النظر هل أفرج السادات عن معتقلي الإخوان عام 71 (وبعضهم تأخر إلى عام 74) كي يستفيد بهم في مواجهة الشيوعيين الذين كان يدعمهم الاتحاد السوفيتي، أم لا، فقد قام السادات برفع الظلم عن الإخوان، إذ إن بعضهم قضى في سجون عبد الناصر عشرين عامًا كاملةً، وأشاع جوًّا من الحرية كان سببًا في التمهيد والإعداد لانتصارات أكتوبر 1973م.
بالتأكيد لا.. والأسباب أن دعوة الإخوان قائمة على الإصلاح والتغيير بالوسائل السلمية، وعبر القنوات الدستورية، وهم ضد الثورات والانقلابات، وقد أعلنوا قبولهم للديمقراطية، والفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، واحترامهم للدستور، وسيادة القانون، والامتثال لأحكام القضاء، واعتبار أن الأمة هي مصدر السلطات، وأن الحكومة يجب أن تكون مدنية.
حكومة مبارك ينقصها الكثير.. فقد عجزت عن أن تلبِّي طموحات وآمال الشعب.. إذ إن هناك ركود سياسي، وتخلف علمي وتقني، وأزمة اقتصادية طاحنة، وبطالة، ومشكلة سكان وتعليم.. نعم هناك بعض الإنجازات، لكن هناك الكثير الذي يجب أن تعمله.. غير أن أهم السلبيات يكمن في تزييف إرادة الأمة في الانتخابات العامة، وهو ما جعل الشعب لا يشارك في أية انتخابات، إضافةً إلى العمل بقانون الطوارئ لمدة 22 سنة، وعدم وجود فصل حقيقي بين السلطات الثلاث، فضلاً عن التحايل والالتفاف وعدم تنفيذ أحكام القضاء.
إدعاء غير صحيح، فالأحزاب مقيدة، وليس لها أن تقوم بأية مؤتمرات جماهيرية، إلا بإذن السلطة، ولا أن تستفيد من المنافذ الإعلامية المختلفة المملوكة للشعب، كالإذاعة والتلفاز بقنواته الأرضية والفضائية، ومسألة الديمقراطية (أي تداول السلطة) غير موجودة أصلاً، ولا يُسمح بها، وتنظر الحكومة إلى الإخوان على أنها جماعة محظورة قانونًا- رغم عدم وجود سند قانوني بذلك- وبالتالي فهي تقوم بالقبض على مجموعات منهم واعتقالهم، وتشكيل محاكم عسكرية لهم بشكل روتيني وعلى فترات.. عام أو عامين على أساس تحجيم نشاطهم.
  • يقول البعض إن الإخوان لهم قاعدة شعبية اجتماعية فقط.. فهل هذا صحيح؟!
هذا غير صحيح؛ فالإخوان لهم قاعدة شعبية اجتماعية وسياسية أيضًا، وانظر إلى انتخابات النقابات والانتخابات العامة.


الاخوان والبرلمان

  • للإخوان تمثيل في البرلمان.. لكن يقال إن دورهم شكليٌّ فقط؛ حيث إن عضو الإخوان مهما قال فلن يغير شيئًا؟!
الإخوان في البرلمان يؤدون دورهم الرقابي والتشريعي على أفضل ما يكون.. وهم يمثلون قلةً، والتغيير كما نعلم بيد الأغلبية، بصرف النظر كيف جاءت هذه الأغلبية.
  • تجربة الاعتقال في السجون؟ كيف هي؟ ماذا يحدث فعلاً لأعضاء الإخوان داخل السجون؟
سجون عبد الناصر امتُهنت فيها كرامةُ الإنسان واعتُدي فيها على آدميته بشكل لم يسبق له مثل.. أما سجون السادات فقد كانت مقصورةً على الحبس فقط.. وعقب اغتيال السادات، تعرض الإخوان وغيرهم في السجون إلى تعذيب شديد، وطوال فترة مبارك، خاصةً في الفترة 95- 2002م، لم يحدث أن تعرض الإخوان في السجون إلى معاملة غير آدمية..
لكن ما حدث مؤخرًا منذ عام 2002م وحتى الآن بدأت مسألة التعذيب الجسدي والنفسي تمارَس في حق الإخوان حتى مات أحدهم من شدة التعذيب، ومنذ شهرين تعرض ثمانية من الإخوان لتعذيب شديد تناول الضرب، والتعليق كالذبائح، والصعق بالكهرباء في أماكن حساسة من الجسد.
لأن المشكلات في مصر مستعصية، والأزمات مستحكمة، والأوضاع متردية؛ بسبب السياسات السيئة للحكومات المتعاقبة.
نعم.. الإخوان يمثلون التيار الوسطي المعتدل؛ لأنهم يأخذونالإسلام بشموله، ودون إفراط أو تفريط، ويعتمدون على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ويسعَون إلى الإصلاح عبر الوسائل السلمية، ويوقنون بأن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وأن الإسلام جاء رحمة للعالمين.
  • لماذا تعتبر الحكومة الإخوان المسلمين من أشد أعدائها، مع وجود الكثير من التيارات الإسلامية والتي أحيانًا تتبنى الجهاد كوسيلة لتحقيق أهدافها؟
الحكومة تتصور أن الإخوان ينافسونها على السلطة أو ينازعونها في الحكم، مع أن هذا غير صحيح.. نعم إن الإخوان يشكلون فصيلاً شعبيًّا سياسيًّا له وزنه وتأثيره، لكن ليس إلى درجة المنافسة أو المنازعة، إضافةً إلى أن طلب الحكم والسعي إليه ليس من أهدافهم.
  • لو كانت أحد أهداف الإخوان تطبيق الشريعة الإسلامية كدستور وقانون للدولة.. فماذا عن المسيحيين وهم كثر في مصر؟
الشريعة الإسلامية ينعم في ظلها المسلم والمسيحي بالأمن والأمان، والطمأنينة والاستقرار، وتقرر الشريعة أن أهل الكتاب لهم حقوق المواطنة الكاملة، بمعنى أن لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، وهم شركاء الوطن والمصير، بل إن الشريعة تأمر بالبر بهم والإحسان إليهم.


الإخوان والعنف

  • يتهم البعض الإخوان بالعنف- في الفترات السابقة- فهل كان خطأً أيديولوجيًّا أم هو جزء من وسائل الإخوان؟
لا هذا ولا ذاك، والذين قاموا بالعنف في الماضي (سواء مقتل النقراشي أو الخازندار) كانوا أفرادًا، وقد أصدر الإمام البنا بيانًا بشأنهم، بأنهم ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين، أي إن الإخوان والإسلام يبرآن مما صنعوا.
  • كيف ترى إنجازات الإخوان في مصر من الناحية الاجتماعية والدينية والسياسية في الوقت الحاضر..؟
الإنجازات من الناحية الاجتماعية تشتمل على الجمعيات التي كانت تشرف على إنشاء المدارس (من الحضانة حتى الثانوي)، وأيضًا الجمعيات الطبية التي تقوم بإنشاء عيادات ومستشفيات في كافة التخصصات.
أما الإنجازات الدينية فإن الإخوان يقومون بتوعية الشعب بالمفاهيم الصحيحة للإسلام، وإشاعة البر وأعمال الخير.
وأما السياسية فهي تتلخص في كتابة المقالات، وحضور الندوات والمؤتمرات، والمشاركة في الحوارات، والعمل البرلماني، وكل ذلك يصب في خانة الإصلاح الداخلي، والاهتمام بالقضايا القومية، وعلى رأسها قضية فلسطين، والعراق، والسودان.
الإخوان المسلمون لم تفتر عزيمتهم في يوم من الأيام، وإخوان الأمس هم إخوان اليوم، غير أن التجارب عبر هذا التاريخ الطويل علمتهم الكثير وجعلتهم أكثر حنكةً ودرايةً.
لا يوجد لدينا حصر أو نسبة؛ حيث إن مسألة الاستبيان أو استطلاع الرأي يحيطها كثير من المحاذير.
  • هل تعتقدون أن مقرات وتحركات واتصالات وفعاليات الإخوان مراقَبة من قِبَل الحكومة؟
نعم


الصراع الداخلي

  • كيف ترى الصراع الداخلي بين الإخوان.. من مؤيد لهم كحزب سياسي ومؤيد لهم كتيار إسلامي؟
لا يوجد لدينا صراع من أي نوع أو حول أية قضية.. ومسألة الحزب محسومة، ولكن التوقيت للتقدم بطلب لإنشاء الحزب، وكذلك الكيفية التي يكون عليها هذا الحزب ما زالت قيد الدراسة والبحث.
  • هل يعتقد الإخوان أن ضعف الحكومات العربية جعل كل عربيٍّ مسلم يخشى القول بأنه يجري في أي مكان خارج حدود هذه الأمة؟ كيف؟!
ربما كان هذا صحيحًا بعد كارثة 11 سبتمبر 2001م مباشرةً، لكن المسألة الآن أصبحت عاديةً، ويستطيع العربي المسلم أن يجهر بذلك في أي مكان.. طبعًا مع بعض التحفظات.
  • خلال إقامتي في مصر لاحظت وجود ردود فعل سلبية شديدة تجاه أي شيء إسلامي أو يدعو إلى الالتزام بالشريعة.. ما هو دور الحكومة في تفعيل هذه الآراء السلبية؟
هذا يتوقف على من قابلت، ولا أظن أن هناك مسلمًا يعتز بإسلامه يتحرج من إبداء ذلك، غير أن هناك بعض الناس بطبيعتها تخاف أكثر من اللازم، وتتصور أن ردود أفعالها الإيجابية تجاه الإسلام والدعوة إليه ربما تسبب لها بعض الأضرار.

المصدر