د. محمود حسين: لقاءاتنا بالأحزاب ليست جديدة
كتب- إسلام توفيق:
الأمين العام في لقاء على "الجزيرة مباشر":
- ننسق مع البرادعي لوجود مبادئ مشتركة بيننا
- صدر الجماعة يتسع للجميع والشورى هي الحاكمة
- فلسطين قضيتنا وقدمنا من أجلها الشهداء والمعتقلين
- لن نخوض الانتخابات الرئاسية بمرشح إخواني
- الكتلة البرلمانية مارست دورها بأكثر من حجم تمثيلها
أكد الدكتور محمود حسين الأمين العام ل جماعة الإخوان المسلمين أن اللقاءات التي تعقدها الجماعة مع القوى والأحزاب السياسية المصرية ليست جديدةً على الإخوان ، مشيرًا إلى أن الجماعة تعي جيدًا- كما تعي الأحزاب السياسية- أنه لن يكون هناك إصلاح حقيقي في مصر إلا بتكاتف الجهود والتنسيق بين التيارات المختلفة لتشكيل جبهة ضغط واحدة ضد النظام.
وقال د. حسين- خلال برنامج "مباشر مع" على قناة (الجزيرة مباشر), مساء اليوم- إن هذه اللقاءات تنسيقية أكثر منها توحُّدية، نافيًا أن تكون هذه اللقاءات لها علاقة بانتخابات مجلسي الشورى والشعب المقبلتين، وقال: "لم يطرح موضوع الانتخابات في أيٍّ من الجلسات السابقة ولم يكن على طاولة المباحثات"، إلا أنه عاد وأكد أن هذا لا يعني طرحها مستقبلاً.
وعن حزبي التجمع والكرامة تحديدًا كبداية للقاءات الإخوان ، قال د. حسين: "بدأنا بالأحزاب اليسارية والناصرية رغم اختلافاتها الأيدولوجية مع فكر الجماعة؛ لنثبت أننا نحاول التنسيق بين كل القوى لوقف قانون الطوارئ والمطالبة بانتخابات حرة ونزيهة ووقف الاستبداد السياسي والاجتماعي للشعب المصري، والمطالبة بنقلة اجتماعية تنتشل الشعب المصري من حاله الذي وصل إليه".
وفي ردِّه على سؤال أن الإخوان بحاجة إلى الأحزاب السياسية لكسب الشرعية، قال د. حسين: "الجميع يعلم وضع الإخوان في الساحة المصرية كأكبر فصيل معارض، كما يعلم أننا نقدر على التحرك بمفردنا، إلا أننا نفضل تكاتف كل القوى لتشكيل جبهة واحدة قوية"، ضاربًا المثل بمشاركة الإخوان في جبهة د. عزيز صدقي- رحمه الله- قبل عامين، ومشاركتهم في الجمعية الوطنية للتغيير التي يرأسها د. محمد البرادعي.
كما شدد على أن الملاحقات الأمنية التي تطال الإخوان منذ الخمسينيات ولم تنتهِ حتى الآن لن تثني الجماعة عن طريقها الإصلاحي الذي اتخذته للدفاع عن مصر وإصلاحها، وأن الجماعة لن تتهاون في مسيرة الإصلاح والدفع بعجلة التطوير حتى تخرج مصر من كبوتها.
وفي سؤال من أحد المشاهدين حول عزلة الإخوان السياسية، قال د. محمود حسين : "كيف نكون في عزلة سياسية ولدينا 86 نائبًا في مجلس الشعب، ويقال عنا إننا أقوى قوة شعبية في البلاد؟!!".
وعن موقف الجماعة من الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال الأمين العام للجماعة: "نحن لن نشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة بمرشحين، وإن ما يثار حول تأييدنا د. البرادعي ليس صحيحًا، فالبرادعي نفسه لم يعلن خوض الانتخابات"، مشيرًا إلى أن مبادئ الجماعة ومطالبها التي تنادي بها تتفق في كثير مع ما طرحه د. البرادعي، وهو ما جعل الجماعة تسير معه.
وأضاف: "عندما تنفَّذ مطالبنا بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لا فرق فيها بين المرشحين، وأن يسمح للجميع بالترشح دون تسخير مؤسسات الدولة لمرشح دون الآخر؛ فسيكون إعلان موقفنا ممن سننتخبه ونرشِّحه".
وتابع د. حسين حديثه حول الإخوان قائلاً: " الإخوان حريصون على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ف الإخوان لم يستخدموا العنف ولم يقوموا بأي أعمال عدائية رغم كل ما يعانون منه، فضلاً عن أن الإخوان هم أكبر فصيل ذاق من النظام اعتقالات ومحاكمات عسكرية".
وردًّا على سؤال حول عدم جدوى السياسة في تغيير مفاهيم الشعوب، أكد الأمين العام للجماعة أن الباحث والمثقف لن يقوما وحدهما بالتغيير، وأن الإصلاح والتغيير يبدأ بتكوين رأي عام شعبي شامل يقف وراءه المناضل والسياسي والمثقف والفنان؛ لتنوير الشعوب بحقوقهم، مشددًا على أن الجماعة لا تنتهج أسلوب الثورات ولا تؤمن بها، وإنما يكمن إيمانها في التغيير السلمي الذي يبدأ بإصلاح الشعوب وتنويرها.
وحول مزاعم عدم فاعلية نواب الإخوان داخل البرلمان المصري، أشاد د. حسين بدور نواب الجماعة الذين يمثلون 20% من البرلمان، في الوقت الذي أكدت الإحصائيات الرسمية أنهم مارسوا دورهم الرقابي والبرلماني بنسبة 30% تقريبًا من إجمالي الممارسات، وهو ما يعني أن دورهم ضعف عددهم.
وقال إن الإخوان يشاركون المجتمع في مشكلاته، سواء كانوا نوابًا أو قياداتٍ أو أفرادًا، مدللاً بدور الإخوان في زلزال التسعينيات والسيول وانهيارات الدويقة ومطالبات العمال والموظفين الفئوية، مؤكدًا أن الجماعة تتصدَّى للفساد في كل المناسبات التي تكون طرفًا فيها، كما أن الجماعة حريصةٌ على صنع ما تستطيع من أجل إصلاح، ولكن النظام يصمُّ آذانه عما نقول وننادي به، بل ويقف حائلاً دون تحقيق هذا الإصلاح!.
كما نفى د. حسين الاتهامات التي يحاول البعض إلصاقها بالجماعة بعدم الوطنية، وقال إن التاريخ شاهد عيان على وطنية الإخوان، فهم من تحركوا في حرب 48 وشاركوا في صدِّ العدوان الثلاثي وكان لهم دور بارز في حرب القناة، وهم الذين يشاركون الآن في الدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية والعربية، ويُعتقلون ويُسجنون في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى .
وحول برنامج الإخوان في الانتخابات المقبلة، قال الأمين العام للجماعة إن الإخوان تقدموا ببرنامج سياسي واقتصادي واجتماعي شامل، ينظر إلى مشكلات المجتمع ويحاول حلَّها، فضلاً عن تقدمهم بقراءة أولية لبرنامج حزب سياسي يحمل العديد من الملفات الإصلاحية في التعليم والصحة والاقتصاد، إلا أن تقديم هذا البرنامج كحزب سياسي مرتبطٌ بتغيير المناخ السياسي القائم.
وفيما يتعلق بالانتخابات القادمة وتوقعاته لنزاهتها، قال د. محمود حسين إن النظام المصري لن يغيِّر إستراتيجيته وموقفه في تزوير إرادة الناخبين في الانتخابات المقبلة، إلا أن الحراك الشعبي والمجتمعي الذي تشهده مصر حاليًّا قد يدفع إلى وقف عمليات التزوير أو تقليلها، مشيرًا إلى أن تمديد حالة الطوارئ من عدمه هو الامتحان الحقيقي الذي سيحدد طبيعة سير العملية الانتخابية المقبلة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وعددًا من دول العالم تدعم النظم الاستبدادية في الشرق الأوسط والوطن العربي، وأنه على الشعوب التصدِّي لهذا الدعم وإبطال هذا المشروع.
وفي ردِّه حول رؤية الإخوان لحزب الله وإيران كشيعة، قال د. حسين إن الإخوان حريصون على وحدة الأمة وأنهم ضد إشعال الفتنة بين السنة والشيعة، مشددًا على أنهم مع المقاومة، سواء كانت تتخذها حماس السنيَّة أو حزب الله الشيعية كمنهج لها.
كما شدَّد على أن موقفهم من الأقباط واضحٌ، وأعلنته الجماعة صراحةً؛ أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
وحول موقف الجماعة من التوريث، أكد د. حسين ما أعلنته الجماعة مسبقًا؛ أنها ضد التوريث تمامًا، وطالب بوجود ضمانات لعملية الانتخابات تكفل حرية الترشح للجميع، وسط انتخابات حرة ونزيهة ودون مجاملة مرشح على حساب آخر، مشيرًا إلى أنهم في هذه الحالة سيرضون بما يختاره الشعب بإرادتهم الحرة مهما كان.
كما نفى الأمين العام للجماعة وجود أي انشقاقات داخل الصف الإخواني، وقال إنه لم يحدث بالجماعة انشقاقات لما تتمتع به الجماعة من صفة الربانية، وما يمتاز به الإخوان من سعة صدر، يستمعون من خلالها إلى كل وجهات النظر لتبقى في النهاية الشورى هي الفيصل في كل مناقشات الجماعة.
وشدَّد على أن الإخوان أصحاب مشروع إسلامي متكامل؛ السياسة جزء منه، والحزب السياسي جزء من الجماعة، وليس كلها، وهو ما يعني أن وجود حزب للإخوان لا يلغي وجود الجماعة.
وأوضح د. حسين أن فلسطين تمثل عند الإخوان قضية محورية، مشيرًا إلى أنهم من أرسلوا المتطوعين في حرب 48، وأن استشهاد الأمام حسن البنا مؤسس الجماعة كان بسبب هؤلاء المتطوعين وبسبب مشاركة الجماعة في هذه الحرب ودفاعها عن فلسطين ، وهذا لا يعني أنهم سيتخلَّون عن الدفاع عنها.
واختتم حديثه قائلاً: "الاعتقالات الأخيرة التي طالت المئات من الإخوان كانت موجهةً ضد نصرة الأقصى ، وضد تنظيم الإخوان وقفاتٍ احتجاجيةً ضد الممارسات الصهيونية في مدينة القدس .
المصدر
- خبر:د. محمود حسين: لقاءاتنا بالأحزاب ليست جديدةإخوان أون لاين