رفقا بقناة الجزيرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رفقا بقناة الجزيرة


بقلم:إياد إبراهيم القرا


تمتلك قناة الجزيرة سجلا هائلاً من النجاحات والإبداعات، على صعيد الإعلام العربي ووصلت إلى مصافي القنوات الإعلامية الأكثر تأثيراً عربياً ودولياً، وأجبرت الحكومات العربية والرأسمالية والقمعية على صرف مئات الملايين من الدولارات من أجل إنشاء وسائل إعلام وفضائيات لا هم لها إلا تشويه صورة قناة الجزيرة، والنيل منها.

قناة الجزيرة لها وعليها، لكن ما لها أكثر بكثير مما عليها، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ولكل حصان كبوة، وهكذا هي قناة الجزيرة فتسط هذه المرة في فخ نصب لها من قبل أحد مراسليها في فلسطين، والتي نعتقد أنها سقطت كما هي كبوة الجزيرة، وانساقت وراء الضغوط لتقع فريسة التضليل وأوقعت قناة الجزيرة في الفخ الذي يغلب عليه أنها كبوة الاثنين.

فمراسلة الجزيرة جيفارا البديري إعلامية فلسطينية مميزة، نجحت كثيرا في اصال صورة ومعاناة شعبنا الفلسطيني بفن واقتدار، لكن يسجل عليها أنها في الشأن الفلسطيني الداخلي انحازت لأحد الأطراف، بحكم انتمائها السياسي الواضح، فهي تملك حرية الانتماء السياسي كيفما تشاء لكن عندما تمارس عملها الإعلامي يجب أن تتجرد من أي انتماء حزبي وخاصة في الشأن الفلسطيني وهو ما وقعت فيه الزميلة جيفارا البديري.

ملف الاعتقال السياسي ملف فلسطيني داخلي مقيت وسياسة مقيتة تمارسها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بشهادة مؤسسات حقوق الإنسان ويعترف بها قادة الأجهزة الأمنية بشكل غير قانوني واضح كما صرح المتحدث باسمها عدنان الطميزي في الضفة الغربية، والأرقام والحقائق واضحة في الضفة الغربية عندما تدل الإحصاءات الصادرة عن المؤسسات الحقوقية خلال عام 2010 أن الأجهزة الأمنية في الضفة نفذت 3000 حالة اعتقال سياسي بينها 1600 اعتقال سياسي لأسرى محررين.

المقارنة الفخ الذي وقعت به الزميلة جيفار نتج عن ضغوظ واضحة دفعت بها لإخراج تقرير إعلامي ركيك وضعيف لا يرقى لمستوى العمل الإعلامي الذي تميزت به قناة الجزيرة أو حتى الزميلة جيفارا البديري وهو وجود 5 معتقلين سياسيين في قطاع غزة، معروفين في الشارع الفلسطيني والتهم الموجهة حيث أن غالبيتها مرتبطة بجرائم قتل مشهورة، ولهم الحق الكامل في الإضراب والمطالبة بتطبيق القانون والعدالة، كما حق الشأن العام في المطالبة بالقصاص منهم على جرائمهم التي روعت الشارع الفلسطيني، بينهم عائلة الزميلين الشهيدين سليمان العشي ومحمد عبدو.

سعى التقرير سيء المضمون والإخراج لإجراء ما يعرف بالمقارنة الظالمة وهو ما كان واضحا في التقرير ذاته عندما يتحدث عن 26 عائلة فلسطينية في الضفة الغربية مقابل خمسة أشخاص يقول التقرير أنهم معتقلون في غزة، في محاولة لتبرير الاعتقال السياسي والدفاع عنه في الضفة الغربية.

فإذا سلمنا بصدقية ما جاء فيه فهل يمكن تخصيص نصف التقرير للحديث عن 5 أشخاص في حين هناك 1500 معتقل حاليا بينهم حالات حرجة نتيجة التعذيب، وهو ما أنكر حتى الأشخاص الخمسة ذاتهم.

تقرير جيفارا البديري أوقع الجزيرة في فخ بث التقرير يتضح انه بضغط من إدارة المكتب في رام الله، لنيل رضى الرقيب العسكري عدنان الضميري وإرضاء الانتماء الحزبي الذي تحمله الزميلة جيفارا البديري، على الرغم من أن زملاءها في الانتماء السياسي من مؤسسات حقوق الإنسان زاروا مقرات الأجهزة الأمنية في غزة، وأكدوا أن أوضاع السجناء في غزة مريحة وتتوافق مع القوانين والإجراءات المتبعة مع بعض الملاحظات، والحديث هنا عن سجناء جنائيين متهمين بجرائم قتل، وضمن لهم القانون توفير سبل المعيشة والتواصل مع الأهل والزيارات المتواصلة.

حركة حماس والحكومة في غزة مستفزة هذه الأيام إلى مدى كبير من تصاعد الاعتقال السياسي في الضفة الغربية، وتعيش مأزق التعامل مع هذا الملف، فهي أمام خيارين الأول أن ترد بحملات اعتقال واسعة ضد قادة ونشطاء فتح في قطاع غزة، والمبررات لتنفيذ ذلك كثيرة وجمهورها في الضفة وغزة يضغط عليها في هذا الحل، لكن الخيار الثاني وهو ليس اقل بأن تكظم الغيض وتعمل على فضح انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية، والعمل على وقفها، عملاً بمبادئها الإسلامية، ولا تزر وازرة وزرة أخرى.

للأسف تقرير قناة الجزيرة أوقعها في المواجهة المباشرة وموقع الدفاع عن الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وتبريره، لكن نجزم أن قناة الجزيرة لم تكن تقصد ذلك، وهو يخالف القيم الإعلامية التي وضعتها قناة الجزيرة، وان مراسلتها في رام الله كان يجب تنأى بنفسها عن الجلوس على منصة القضاة.

خيرا فعلت حماس بدعوة قناة الجزيرة للتحقيق في دقة ما بث في التقرير وهي مطالبه مشروعه، لكن يجب ألا نقع ويقع البعض في دائرة اتهام الجزيرة والنيل منها على ما أصاباها أو مراسلتها في رام الله، فالرفق بها واجب، وأن ما وقعت فيه من خطأ هو نتاج ضغوط غير مبررة من الحكومة القائمة في رام الله، والتي تمارس الاعتقال والتعذيب ولن تتورع عن التهديد للجزيرة في رام الله لإجبارها على إعداد مثل هذه التقارير، وقد رأينا مشابها له في قنوات أخرى، لكن لم تنل مثل هذا الاعتراض لأنها أنشأت هذه القنوات لذلك والدفاع عن الشيطان وجرائمه.

الطلب الذي قدمته حماس والحكومة للتحقيق في ما ورد بالتقرير هو إجراء كاف لتوضيح المواقف واستيضاح الحقائق أمام إدارة قناة الجزيرة بعيدا عن التجريح أو الغمز أو اللمز ضد قناة الرأي والرأي الآخر، فهي تستحق منا التقدير والرفق وان نرفع شعارنا دوما رفقا بقناة الجزيرة.