سر يذاع لأول مرة عن: «الواد المجنون بتاع ليبيا»
بقلم : فاروق هاشم
لم يكن السادات يتهكم علي القذافي عندما يشير إلىه بـ«الواد المجنون بتاع ليبيا » وإنما كان يؤكد حقيقة طبية يعلمها القذافي وعدد محدود جدا.
حيث كان يعالج بأحد المستشفيات ب مصر بقسم الأمراض العصبية والنفسية عندما كان ضابطا بالجيش الملكي الليبي.
وتم التكتم علي الخبر عندما أصبح رئيسا حرصا علي مئات الألوف من المصريين العاملين بليبيا بحثا عن لقمة العيش.
وسبب غضب السادات عليه انه اتهمه بالخيانة والعمالة بعد زيارته لإسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد التي كان يطلق عليها القذافي اتفاقية «إسطبل داود» تهكما وسخرية فما كان من السادات الذي عرف هذه المعلومة إلا أن استخدمها دون إفصاح كامل لحقيقتها.
ولأن السادات رحمه الله كان يعرف طبيعته جيدا لم يخبره بموعد حرب أكتوبر حيث كانت السرية أحد أهم أسلحة التمويه في المعركة ولكن أخبره بالاستعداد للحرب، فأرسل القذافي سربا من طائرات الميراج للمشاركة ضمن القوات المصرية.
وعندما اندلعت المعركة في 6 أكتوبر فوجئ القذافي بها فطلب يومها سحب الطائرات وهاجم السادات هجوما فظا وعنيفا!
وعندما تأكد العرب من نجاح الجيش المصري في العبور أعلنوا وعلى رأسهم الملك فيصل رحمه الله قطع البترول كما وعدوا السادات من قبل إلا أن القذافي كان يسرب البترول سرا إلى أوروبا وأمريكا عبر مالطا ولذلك عندما أراد إحداث «فرقعة إعلامية» كعادته في أحد مؤتمرات القمة العربية وهاجم المملكة السعودية لأن علي أرضها قاعدة أمريكية رد عليه الملك عبدالله متهكما وسأله محتدا: «من أتى بك (رئيسا ل ليبيا ).
من أتى بك»؟
فبهت القذافي ولم يرد.
ولم يرد أحد على هذا السؤال حتى الآن.
وما هو دور المخابرات الأمريكية في الانقلاب العسكري الليبي بقيادة القذافي؟.
ملف لم يفتحه أحد حتى الآن!!
لذلك ترسب في وجدانه خوف شديد من الانقلابات ومن الجيش حتى لا يتكرر معه مافعله هو، فقام بحل الجيش إلى فصائل لا علاقة بينها، يتولى قيادتها أبناؤه، ولذلك أيضا جعل حراسته الخاصة من النساء اللاتي يقسمن علي حمايته بأرواحهن.
ويشترط أن تكون كل واحدة منهن عذراء ولايفارقنه ليلا أو نهارا وأطلق عليهن (راهبات الثورة).
ومن غرائب القذافي التي لاتعد ولاتحصى وتيمنا باسم ابنته عائشة أطلق عليهن جميعا اسم عائشة.
(عائشة1 وعائشة 2 وعائشة 3)!!.
كل ذلك غير 4 ممرضات أوكرانيات لرعايته وعمل «المساج» والتدليك!!.
وازداد خوفه بعد تعرضه لأكثر من محاولة لاغتياله أبرزها في بنغازي (مقر الملك السابق إدريس السنوسي) ولذلك تركها بلا خدمات حقيقية!!..
وكون 4 فصائل من المرتزقة الأفارقة كان كل فرد يحصل علي 30 ألف دولار غير راتبه لحمايته وقت الضرورة إلى جانب طيارين من أوكرانيا!
وهذا الخوف من الانقلابات جعله لايبيت ليلتين متتإلىتين في مكان واحد.
وأحيانا ينصب خيمة في وسط الصحراء.
وشاهد علي ذلك ماحدث مع الصديق المرحوم حسين فتح الله عندما كان مديرا لمكتب الأهرام في ليبيا فقد طلب إجراء حوار مع القذافي.
فمرت عليه سيارة جيب بعد عدة أيام ودون موعد لتأخذه من منزله ليلا وانضمت لها مجموعة من السيارات انحرفت به بعد مسيرة طويلة إلى الصحراء وكان الظلام دامسا ثم فجأة أطفأت السيارات أنوارها في غور الصحراء ووضعوا غمامة علي عينيه وهي منطلقة إلى غايتها إمعانا في التمويه فظن المرحوم حسين فتح الله أن هذه مؤامرة لقتلة لخطأ ارتكبه أو كلام قاله في حق العقيد، وبعد فترة طويلة توقفت السيارات أمام خيمة وأزالوا الغمامة من علي عينيه فدخل الخيمة فوجدها خيمة ملوك بها كل شيء ومضاءة بواسطة مولد كهربائي ووجد في وسطها الأخ العقيد القذافي زعيم الثورة الليبية وأمين القومية العربية وملك ملوك إفريقيا.
زعيم الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمي، وهو الاسم الذي كان يهتف به تلاميذ المدارس 7 مرات في طابور الصباح.
هذا هو القذافي القادم من «جهنم».
وجهنم هو اسم قريته بمنطقة سرت والذي يبلغ عمره الآن 69 عاما فهو من مواليد 1942، وقد طالب ذات يوم بإلغاء السنة النبوية ثم طالب بإلغاء كلمة «قل» من كل آيات القرآن لأن النبي صلي الله عليه وسلم رحل فيقول في سورة الإخلاص: «هو الله أحد» بدلا من «قل هو الله أحد»!! وهو الذي جعل سفارته تنشر إعلانا في أثناء زيارته لايطاليا بدعوة 500 فتاة علي أن لايقل طول كل فتاة عن 175 سنتيمترا ويتراوح عمرها بين 18 إلى 30 سنة ودفعوا لكل فتاة ايطالية مبلغا كبيرا وظهر أمامهن القذافي لنشر الدعوة الإسلامية بينهن!!.
وأثناء إحدى زياراته لمصر طلب الالتقاء بأساتذة جامعة القاهرة.
وكنت يومها بكلية الإعلام وكان طلب كل الجهات وعلي رأسها «أمن الدولة» للأساتذة وبإلحاح لا أسئلة لاتعليقات ودعوا اليوم يمر بسلام فشرح أمامهم كلمة ديمقراطية وأفاض فقال إن أصلها ديمقراسي وهي تعني أن الشعب قاعد علي الكراسي مثلما يفعل في ليبيا عبر اللجان الشعبية فلم يستطع الأساتذة إلا أن يضحكوا بصوت رج جامعة القاهرة سخرية واستغرابا من هذا الكائن وخرج بعضهم مشمئزا من هذا الهراء ضاربين عرض الحائط بتعليمات أمن الدولة.
وهو الذي أرسل الشباب بل والصبية الليبيين إلى أوغندا لتحريرها إلى جانب ملايين الدولارات لعديد من الدول الإفريقية التي بايعته «ملك الملوك». غير الملايين التي أرسلها إلى ثوار الفلبين وايرلندا.
وأصبحت ليبيا التي يبلغ دخلها 98 مليار دولار سنويا لاتجد ماتنفق علي شعبها الذي يعاني الأمرين بينما بلغت ثروة القذافي وأسرته 131 مليار دولار!
هذا عن سفاهة الأب أما سفاهة الأبناء فعديدة حتى إن سيف الإسلام صرف الملايين من اجل صورة مع ملكات جمال العالم بالبكيني علي يخته الكبير.
والسعدي دفع ملايين لشراء جزء من حصة نادي يوفنتوس الايطالي لكي يلعب معهم. وبالطبع جلس علي دكة الاحتياط. وعندما سألوا القذافي من أين للسعدي بكل هذه الأموال أجاب: كان عنده حبة جمال وباعها!
والسعدي هو الذي أمر قواته بإطلاق النار علي المشجعين بالاستاد في ليبيا عندما أطلقوا صيحات الاستهجان ضده فقتلوا 20!!
هذا هو القذافي الذي أمر بقتل أكثر من 1200 سجين سياسي في عام 96 في سجن بوسليم ولم يعلم أهلهم بموتهم إلا في عام 2004 وكانت تلك بداية الثورة المشتعلة الآن، عندما اعتقل محامي الأهالي فتحي سربل فخرجت مظاهرة تطالب بالإفراج عنه..
وسوف تكون النهاية بالقضاء علي هذا الرجل الذي أساء للشعب الليبي وأساء لمنصب الزعامة بملابسه وشطحاته وحركاته واستحق بجدارة أن يكون «الواد المجنون بتاع ليبيا».
ولن يغفر التاريخ للجيش الليبي قتله وسجلت للشعب دون رحمة.
وفي يده إنهاء هذه المأساة الآن حتى تخرج ليبيا من القرن الـ 18 وتدخل القرن الـ 21 لأنه ـ لاقدر الله ـ لو استعاد العقيد زمام الأمور فسوف ينكل بالجميع معارضين ومؤيدين.
واسألوا خبراء علم النفس وخبراء علم الاجتماع السياسي.
وعلي الجامعة العربية التي أصبحت لأول مرة جامعة دول عربية (حكومات وشعوب) وليس حكومات فقط إن تبحث عن تقديم دعم «لوجوستي» قوي للشعب الليبي بدلا من مناشدة الآخرين فقط لإنهاء الأزمة.
المصدر
- مقال:سر يذاع لأول مرة عن: «الواد المجنون بتاع ليبيا»المركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات