سعيد صيام: غزة على وشك الانفجار

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سعيد صيام: غزة على وشك الانفجار
الشهيدسعيدصيام13.jpg

حوار- محمد هاني

- 450 مليون دولار حجم الخسائر بسبب الحصار الظالم

- البطالة وصلت إلى 75% والفقر إلى 85% والكارثة مقبلة

- تدهور الوضع الإنساني في القطاع خارج أي حسابات

- تعطُّل سيارات الإسعاف ومولِّدات الكهرباء في المستشفيات

- حريصون على أمن مصر والعصبية ضد غزة غير مبرَّرة

هو من قادة حماس المعدودين، يسيطر على المربع الأمني حاليًّا بحكم منصبه في حكومة إسماعيل هنية؛ فهو يشغل منصب وزير الداخلية، وهو من المناصب التي أثبتت نجاح إسماعيل هنية في اختيار مسئوليها.. إنه سعيد صيام المعروف بأنه من أكثر قادة حماس حنكةً؛ فهو حادُّ الذكاء، ويتميَّز بالحذر الشديد إلى درجةٍ دفعت رئيس الاستخبارات الصهيونية السابق مائير دغان إلى تسميته بـ"ثعلب حماس".

(إخوان أون لاين) حاور القيادي سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة هنية ورئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي، وطَرَحَ العديد من القضايا الساخنة لمناقشتها بكل صراحة، وعلى رأسها قضية العلاقة بين مصر وحماس، وحالة التوتر التي تشوبها حول قضية معتقلي حماس في مصر، وقضية الحصار المفروض على القطاع، وقضية المبادرة اليمنية وخلفيات إجهاضها، وما أسفرت عنه قمة دمشق الأخيرة، بالإضافة إلى آخر المستجدات في قضية المعابر وصفقة الأسرى والتهدئة مع الكيان الصهيوني.

إلى تفاصيل الحوار:

* في ظل استمرار الحصار على غزة قرابة عشرة شهور، هناك توجُّه داخل العديد من الفصائل بالتصعيد لفكِّ هذا الحصار بعد فشل المفاوضات حوله.. كيف تقيِّمون الموقف الآن؟ وما هو توجُّه حماس لمواجهة تلك الأزمة؟

    • لن ننكر أن الفصائل والشعب بأكمله الآن يعيش حالةَ تذمُّر لم يسبق لها مثيل؛ بسبب الحصار المفروض على القطاع في ظل صمتٍ وتواطؤٍ عربيَّين، لكن هذا لا يعني أن خطوات حماس غير محسوبة جيدًا أو أنها تسعى إلى ما يروِّج له الإعلام حاليًّا من أن الانفجار سيكون بالاعتداء على مصر؛ فحماس ليس لديها أيُّ قرار للتصعيد ضد مصر، لكن في الوقت ذاته إرادة كسر الحصار المفروض على غزة لم تعد تحتمل التأجيل، ولم يعد بإمكان الشعب الفلسطيني أن يقبل بالموت على مرأى ومسمع العالم كله.

ولا شك أن الحصار هو جزءٌ من التواطؤ الدولي ضد حماس وحكومة إسماعيل هنية بهدف إسقاطها؛ ولذلك نحن أمام حالة من الضغوطات التي يسعى من خلالها الكيان الصهيوني وأمريكا إلى زيادة الضغوطات علينا من أجل تحقيق هذا الهدف، ومن هنا نحن مضطرون إلى فتح ثقب في جدار الحصار واجتياز الحدود؛ لأن هناك شعبًا يحتضر.

الحسابات

* ما حسابات الحكومة الفلسطينية في غزة ومعها الفصائل الفلسطينية حتى لا تقعوا في حرج سياسي مع دول الجوار مثلما حدث من قبل حين كُسِر الحصار بالقوة منذ عدة أشهر؟ وكيف ترون السيناريوهات المستقبلية بعد الانفجار؟

    • كيف لنا أن تكون خطواتنا محسوبة في ظل تفاقم معاناة مواطني قطاع غزة البائسين، وتدهور الأوضاع المعيشية بفعل الحصار المفروض، وليس أمامهم سوى كسر الحصار بالقوة، خاصةً أن الشهداء يتساقطون يومًا بعد الآخر جرَّاء الحصار؛ وذلك في ظل صمت عربي مريب لأنظمةٍ خانعةٍ وخاضعة للنظام الأمريكي المتصهين.

ليس لدينا وصفةٌ سحريةٌ لإنهاء حالة الخناق والحصار المفروض، كما أننا لن نسمح بالاعتداء على مصر الجارة الشقيقة، لكننا نطالب القيادة المصرية بأن تتخذ موقفًا شجاعًا ولا تتراجع في أقوالها بأنها لن تسمح بتجويع الشعب الفلسطيني.

أما السيناريوهات المتوقَّعة للانفجار الشعبي فإن الكل سيتحرَّك في اتجاهٍ ما يراه؛ لذلك نحن نحذِّر بشدة من هذه اللحظة؛ لأنها قد تسفر عن حالة فوضى في المنطقة، لكن لا شك أن الحركة لديها خياراتٌ عديدةٌ من محاولات الضغط السياسي على الأنظمة بكافة الأشكال، وكذلك على المستوى العسكري، فأتوق أن تزيد الهجمات القسَّامية على المغتصبات الصهيونية لتوصيل رسالة مفادها أننا لن نركع لحصاركم؛ لذلك نشدِّد دائمًا على أن تلعب مصر دَوْرَها في التصدي للحصار "الإسرائيلي"، وأن تفتح الحدود للفلسطينيين؛ لأن الشعب الفلسطيني لا يمثِّل خطرًا على مصر؛ لأن أمن القاهرة يأتي من معبر رفح.

* لكن مصر أعلنت حالة التأهُّب لصدِّ أية محاولة لفك الحصار، خاصةً بعد تصريحات الدكتور خليل الحية التي اعتبرتها تهديدًا لسيادتها وحدودها.. كيف ترون ذلك؟

    • نحن في حركة حماس استغربنا من حالة الانفعال التي تتعامل بها القاهرة في تلك القضية، خاصةً أننا لا نرى في مصر سوى الشقيقة الكبرى والملاذ الذي نحتضنه، وقد فوجئنا من ردة الفعل بنشر الآلاف من الجنود المصريين والمدرَّعات على الحدود المصرية وكأن العدو الصهيوني هو من سيهاجم المعبر، خاصةً أنه عند تدمير المعبر سابقًا لم يلتقِ الشعبان بالتناحر، بل تلاقَوا بالأحضان؛ فنحن حريصون بشكلٍ بالغٍ على سيادة مصر وأمنها.
حديث الأرقام

* حدِّثنا بالأرقام عن مجمل الخسائر بشكل إجمالي التي لحقت بالقطاعات المختلفة جرَّاء الحصار، خاصةً في المجال الصحي والغذائي.

    • قُدِّرت الخسائر المباشرة للحصار بـ450 مليون دولار، أما الخسائر غير المباشرة فكانت بمئات الملايين من الدولارات، وأخطر شيء تعطُّل أكثر من 140 ألف عامل عن العمل، وارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من 75%، وأكثر من 85% تحت خط الفقر، وعدد الذين يتلقَّون مساعدات عبر وكالة (غوث) وغيرها من المؤسسات الداعمة زادوا عن مليون و100 ألف مواطن.

أما عن المجال الصحي فاليوم فقط تلقَّينا في مجلس الوزراء تحذيرًا شديدًا واستغاثةً من وزارة الصحة من أن الكارثة الصحية باتت وشيكةً؛ جرَّاء التناقص السريع والكبير في كميات الوقود اللازمة لتحرُّك سيارات الإسعاف وتشغيل مولِّدات الكهرباء في المستشفيات والمؤسسات الصحية، وتشغيل مضخَّات الصرف الصحي، وأكدت الوزارة أن سيارات الإسعاف تتوقَّف بالساعات في أماكنها كأنها كُتلٌ حديديةٌ عاجزةٌ عن الحراك، بعد أن أصيبت بالشلل التام نتيجةَ عدم إدخال ولو لترًا واحدًا من الوقود!.

معاناة فلسطين2.jpg

أما عن مستشفيات غزة فإن العدوان الأخير الذي شهده مخيم البريج كشف صعوبةَ الأوضاع الصحية التي يعيشها قطاع غزة؛ فنقل المرضى على عربات قديمة، وبوسائل بدائية، لا تتوفَّر الإسعافات الأولية، وعدم تمكُّن سيارات الإسعاف من التحرُّك لإنقاذ الجرحى.. كل هذا يدلُّ على حجم المأساة التي حلَّت بسكان قطاع غزة المحاصرين، وليس لدينا حلول خارقة في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة، ولا نستطيع الإبقاء على الأطباء داخل المستشفى لمدة 24 ساعةً؛ فهذا لا يُعتبر حلاًّ؛ لأن الأطباء الآن أصبحوا يتنقَّلون بين منازلهم وبين المستشفيات عبر عربات "الكارو"، وهو أمر فظيع؛ أي قد يلحق الطبيب بالجريح أو يتركه للموت.

كما أثَّر الحصار في قطاع الأدوية بشكل بالغ؛ فقد علمنا أن 55 صنفًا من الأدوية رصيدها صفر، فيما سيرتفع عدد الأدوية التي تفتقر إليها الوزارة إلى 120 صنفًا في غضون الأشهر الثلاثة القادمة، في حال بقي الحصار على حاله، مبيِّنًا أن 130 صنفًا من المستلزمات الطبية غير موجودة في وزارة الصحة.

* ما آخر المستجدات في الحوار مع فتح؟ وكيف تنظرون إلى مستقبله بعد تفويض عباس مصرَ في الحوار مع حماس؟

    • لقد سمعنا تصريحات نبيل شعث الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني محمود عباس في مصر بأن أبو مازن فوَّض القيادة المصرية بالقيام بالمباحثات والاتصال بحركة حماس بشأن عدة قضايا، كقضية التهدئة، وفتح المعابر، وقضية تبادل الأسرى، والاتصالات مع الإخوة المصريين مستمرة في هذه القضايا عبر اللجنة المشتركة بين حماس والجهاد، التي تلتقي بالمسئولين المصريين بالعريش.

وحول آخر المستجدات فيما توصَّلت إليه تلك اللجنة أن "إسرائيل" رفضت الهدنة في الضفة والقطاع بعد اقتراحٍ من حماس نقلته مصر إلى "إسرائيل"، ثم أبلغت مصر حماس بالرفض، أما بشأن فتح المعابر فمصر ألمحت إلى أن هذا الأمر لن يتم إلا بحدوث توافق داخلي بين حماس وفتح لعودة فتح معبر رفح، لكنَّ المصريين أبدَوا ترحيبًا في فتح المعبر استثنائيًّا ليوم واحد لإنهاء أزمة العالقين.

وفي شأن قضية شاليط فإن الرسائل التي وجَّهتها حماس عبر مصر مفادها أننا لن نسلِّم الجندي الصهيوني جلعاد شاليط قبل الإفراج عمَّن طلبت حماس بالإفراج عنهم من فلسطينيين في السجون الصهيونية.

* لماذا يبدو التوتر في العلاقة بين مصر وحماس في الآونة الأخيرة، خاصةً بعد أزمة المعتقلين من حماس في أمن الدولة المصري، وهذا التوتر وصل إلى توارد أنباء عن منعك من دخول مصر!!

    • لا ننكر أن العلاقة بيننا وبين الإخوة المصريين وقعت بين شدٍّ وجذبٍ، لكن لم يصل الأمر إلى منعِي من السفر إلى مصر، وقد روَّجت بعض المواقع التي تسعى إلى تعكير الأجواء بيننا وبين مصر هذا الخبر، رغم أنه عارٍ من الصحة، لكن الأزمة كانت تكمن فيما تعرَّض له عشرات المحتجزين من عناصر الحركة وقيادات في كتائب القسام في سجون أمن الدولة المصري من تحقيقٍ أمني وتعذيبٍ بحقهم، وفي الوقت ذاته نرى سياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها هذا الجهاز، في حين يترك الحرية الكاملة للهاربين من المجرمين والقتلة والسكارى من أتباع التيار الخياني من حركة فتح في الأراضي المصرية، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل لم يكن هناك مبرِّر لأن يتم التحقيق في أمور ليس لها علاقة بداخل مصر، وإنما لها علاقة بالعمل الجهادي في فلسطين، فكيف؟ وبأيِّ حق؟! وما علاقة محقِّقين من (أمن الدولة) يتحدثون عن أين يمكن أن يكون الأسير شاليط وأين ينتقل رئيس الوزراء إسماعيل هنية حينما تكون هناك تهديدات؟!

لكن المصريين في النهاية تداركوا الأمر وحاولوا إنهاء الأزمة؛ حفاظًا على عمق العلاقة معهم، وتمَّ احتواء الأزمة والإفراج عن بعض المعتقلين، وتلقَّينا رسائل بقرب الإفراج عن البقية.

وسرعة تدارك المصريين تلك الأزمةَ تؤكِّد حرص مصر على توطيد العلاقة وعدم تعكيرها بمثل تلك النقاط السوداء، ونحن نطالب بأن تكون معاملة مصر لأبناء حماس في مصر مثل معاملة أبناء فتح.. ما تتعرَّض له عناصر الحركة في السجون المصرية أخيرًا من تعذيبٍ يؤكِّد أن النظام المصري يتعامل معنا؛ كامتدادٍ لجماعة الإخوان المسلمين وليس كحركة تحرُّر وطنية فلسطينية.

العلاقة مع مصر
معاناة فلسطين3.jpg

* هل ترون السلطة المصرية شريكًا حقيقيًّا في الحصار المفروض على غزة، خاصةً في ظل تأزم المفاوضات معها في العريش؟

    • ليست لنا مشكلة مع مصر؛ فهي عمق عربي إستراتيجي لنا، ونحن لسنا معنيين بخلق مشكلة معها، لكننا نؤكد أننا سنتحرك في كل الاتجاهات لفك الحصار، وقد كان هدم الجدار الحدودي في رفح قبل أشهر هو الخطوة الأولى في طريق الانتفاضة الثالثة التي ستنطلق في كل الاتجاهات، ولا شك أنَّ معبر رفح أحدها ومعبر بيت حانون (إيريز)، لا سيما ونحن على أبواب الذكرى الستين للنكبة؛ فهناك إرادة لكسر هذا الحصار، وهي إرادة مفتوحة على كل الخيارات والاتجاهات.

ولا أستطيع أن أنكر أن غزة ستفاجئ الجميع بأشياء لم يسبق أن توقَّعها أحد، ولن يستسلم شعبنا لهذا الحصار، وإذا ظلت الأمة تتجاهل معاناتنا فإنَّ شعبنا سيتحرك ولن نترك أبناءنا يموتون يوميًّا بسبب نقص الدواء والغذاء.

* كيف ترون الموقف المصري بإمداد الجانب الصهيوني بالغاز بينما تترك أبناء القطاع بدون وقود؟

    • النظام المصري له توازنات سياسية هو أكثر علمًا بها، لكننا في حركة حماس نستهجن بشدة استمرار ضخِّ الوقود والغاز العربي للاحتلال وإحكام الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة المفروض منذ أشهر؛ لأن ذلك جريمة خطيرة يجب أن تنتهي، واستمرار بعض الدول العربية المحورية بعقد صفقات الوقود والغاز بأقل من سعر التكلفة وأحيانًا مجانًا للاحتلال الصهيوني، والذي يستخدم للطائرات والدبابات والمركبات الصهيونية، والتي تمعن قتلاً وذبحًا وقصفًا لشعبنا الفلسطيني، وعدم اتخاذ قرار عملي بفك الحصار عن غزة، هو جريمة خطيرة ضحيتها مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة، معظمهم من الأطفال والمرضى والنساء والشيوخ والطلبة.

* هناك عدة مناورات يقوم بها الجيش الصهيوني على الشريط الحدودي مع غزة، ما هدف تلك المناورات؟ وهل حماس لديها القدرة على صدِّ أيِّ عدوان، خاصةً في ظل الحصار والوضع المتأزِّم في القطاع؟

    • لا شك أن ما يقوم به الجيش الصهيوني، والجولات التي يقوم بها جنرالات الصهاينة أمثال باراك وآفي ديختر في المناطق الحدودية حول القطاع هي تؤكد رسالة هامة؛ أن الكيان ليس لديه نية في تهدئة متبادلة مع الفلسطينيين، ويعكس أيضًا حالة التخبُّط لدى العدو الصهيوني، خاصةً في ظل صد كتائب القسام والأجنحة الأخرى لأي عدوان أو محاولة اجتياح، وكان آخرها معركة القرارة، التي فقد فيها الاحتلال أحد جنوده، فضلاً عن عدد من الإصابات، وهي دليل على جهازية القسام وقوى المقاومة في مواجهة أيِّ عدوان، وفشل قوات الاحتلال التي عجزت عن التقدم لأمتار معدودة قبل أن تنسحب، وإن فكرة الاحتلال لاجتياح غزة باتت في حكم المستحيل في ظل جبن جيش الاحتلال وعجزه أمام شراسة وقوة كتائب القسام وقوى المقاومة، وعلى الاحتلال أن يكون جاهزًا لدفع المزيد من الثمن إذا ما استمر في هذه التوغلات.
المبادرة اليمنية
عباس وزبانيته2.jpg

* ما هي كواليس المبادرة اليمنية؟ ومن وراء إجهاضها في مهدها؟ وهل ترى أن حماس وقعت في فخِّ خداع فتح بما نشب من خلاف بين وفد فتح ومؤسسة الرئاسة؟

    • إن اليمن قدم مبادرةً أولى من ستة بنود تشاور حولها مع حركتي حماس وفتح، وبعد إعلان المبادرة أصر محمود عباس (أبو مازن) على تعديلها، وقبلنا التعديل فرفض أبو مازن مرةً أخرى، وزار اليمن في أول فبراير الماضي وعاد للمبادرة الأولى، بعودة أبو مازن للمبادرة الأولى، جمع أربعة بنود في بند واحد ينص على عودة غزة إلى سابق وضعها والتزامات منظمة التحرير واستئناف المفاوضات والقبول بالانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، ونحن لم نرفض أي مبادرة على الرغم من تعدد المبادرات، والتي جاءت كالتالي: مبادرة من الرئيس المصري ودعوة للحوار ورفضهما أبو مازن، مبادرتان أولى وثانية من البرلمان العربي، وتوقفت المبادرتان، ومبادرات من السودان والسعودية وسوريا ومن برلمانات وأحزاب عربية ومن المؤتمر الإسلامي، وتحمس أبو مازن للمبادرة اليمنية؛ لأن الرئيس اليمني وضع كل مطالب أبو مازن في البند رقم واحد، ورفضناها لأننا لم نُستشَر فيها، ووصلتنا كما وصلت إلى الإعلام بالتزامن.

وأرسل أبو مازن وفدًا من منظمة التحرير أو بمعنى أدق من المجلس المركزي للمنظمة، فيه اثنان من المجلس المركزي، وواحد من اللجنة التنفيذية، وفوجئنا بهذا الوفد، وقلنا إننا لن نفاوض وفد المجلس المركزي؛ لأنه غير معنيّ، ولأنه لا توجد مشكلة بيننا وبين المنظمة حتى نتحاور معها، وأن الخطأ كان في اختيار الوفد، ولا يعني هذا أننا نحصر التفاوض حول المشكلة مع فتح؛ فنحن جاهزون للتفاوض في إطار وطني يتحقق بتمثيل كل الفصائل الفلسطينية وليس منظمة التحرير؛ لأن المنظمة قضية أخرى، وهي بند من بنود الحوار، وهناك اتفاقات تتعلق بالمنظمة عقدت في مارس 2005 بالقاهرة ويتعين تطبيقها.

* ما طبيعة العلاقة بينكم وبين اليمن بعد موقفكم من مبادرة الرئيس علي عبد الله صالح؟

    • هناك تفهُّم يمني لموقف حماس؛ لأن الحركة وقَّعت على إعلان صنعاء والتزمت به سرًّا وعلنًا، ولم يطرأ أي تغيير على موقفها منه، وإذا كان هناك طرفٌ تضرَّر وفقد مصداقيته فهو الطرف الآخر، الذي وقَّع على إعلان صنعاء ولم يلتزم به، وتنصَّل منه بعد ساعات قليلة.

فالرؤية بالنسبة للقيادة اليمنية كانت واضحةً في أن حماس كانت إيجابية وتجاوبت مع الجهود اليمنية، ووقَّعت على الإعلان، لكن المشكلة كانت في الطرف الآخر.

* كيف تنظرون إلى قمة دمشق الأخيرة وما أسفر عنها من نتائج؟ وما حقيقة ما أثير حول محاولات عقد لقاءات بين وفد فتح في القمة وقيادة حماس في دمشق على هامش القمة؟

    • نحن نرى أنها مثل القمم، لا نخرج بجديد منها، أو نحرز أيَّ تقدم على الأرض من خلال قراراتها، وحماس استنكرت خطاب عباس، والذي كرر فيه شروطه بشأن الحوار؛ لأننا اعتبرنا أن الخطاب تراجعٌ عن إعلان صنعاء، وكلمة عباس أمام القمة لا تعبر عن مواقف الشعب الفلسطيني الرافض للاستمرار في مشاريع التسوية، وهذا التنصل هو استجابة للإملاءات الخارجية وللتهديدات الصهيونية، كما أن قوله إنه يوفر رواتب لموظفي القطاع هي مجرد ادعاءات باطلة؛ لأن هناك عشرات الآلاف من الموظفين في قطاع غزة قطعت رواتبهم.

ولقد وجَّهنا رسالة للقمه العربية ندعو فيها القادة بإرسال لجنة عربية للتحقق من حجم مشاركة السلطة في الحصار المفروض على قطاع غزة، سواءٌ من خلال قطعه رواتب الموظفين، أو ممارسة الضغوط لمنع فتح المعابر المحيطة بغزة.

  • هل لو تمت الدعوة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة قادمة هل ستقررون المشاركة؟!
    • نعم ولكن بشرط ضمان نزاهتها، وإذا ضمنا تلك النزاهة فإننا لن ننافس فقط على مقاعد المجلس التشريعي، أما عن الانتخابات الرئاسية فإن ولاية أبو مازن ستنتهي هذا العام، لكن إذا أجرينا انتخابات رئاسية مبكرة فسننافس على منصب رئيس السلطة الفلسطينية ومرشح حماس جاهز.
حماس باقية
الشهيدسعيدصيام14.jpg

* هناك حملة شعواء لإقصاء وضرب حركة حماس في الضفة، ما هو موقفكم من ذلك؟

    • إن من يحاول أن يراهن على إقصاء حركة حماس وإبعادها عن المشهد السياسي الفلسطيني يعرف أن رهانه خاسر؛ فالشعب الفلسطيني في كل يوم يزيد التفافًا وتأييدًا لحركة حماس، وهذا ما تؤكده حتى مراكز استطلاعات وأبحاث محسوبة عليهم؛ لسبب بسيط، هو أن حماس تعبر عن آمال الشعب الفلسطيني وطموحاته، وتحافظ على برنامج المقاومة وتتمسك به، فهذه حقيقة يدركونها لكنهم يصرون على مجابهتها، نحن نقول لهم يجب أن تنسجموا مع الحقائق على الأرض، وكفانا فرقةً وانقسامًا.

* تردَّد أن بعض الأطراف الصهيونية تسعى للتحاور مع حماس عبر أطراف أوروبية، ما حقيقة هذا الأمر؟ وما هي الرسائل التي نقلها لكم الأوروبيون؟

    • غالبًا تنطلق هذه الرسائل من طرح قضيتَين أساسيتَين بالنسبة للصهاينة؛ هما: قضية التهدئة وصفقة شاليط، وبالتالي الدفع باتجاه إنجاز صفقة لكن بشروط يريد الكيان أن يفرضها؛ فعلى سبيل المثال وزير خارجية روسيا لافروف أجرى مكالمةً مع الأخ خالد مشعل، وعرض عليه بذل جهد للتوصُّل إلى تهدئة مع الطرف الصهيوني، ونحن طرحنا موقفَنا على الطرف الروسي، وقلنا إن كانت وفق الشروط المعلنة التي تمسَّكت بها حماس فليس لدينا ما يمنع، وبعد أن اتصل السيد لافروف بإيهود باراك وقال له نحن بحكم علاقتنا مع حركة حماس نستطيع أن نأتي بموافقة الحركة على تهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة، فأبلغه باراك عدم موافقته، وبذلك اعتذر الوسيط الروسي عن السير بالوساطة التي سبق وطرحها.

المصدر