عبد القادر ناجي العمري

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد القادر ناجي العمري النائب الإردني


إخوان ويكي

مقدمة

عبدالقادر-ناجي-العمري.6.jpg

الحمد لله الذي جعل في كل زمانِ بعد الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، يُحيون بكتاب الله الموتى، ويبصِّرون بنور الله أهل العمى، والمصلحين كبار في مبادئهم، هانت حياتهم في رفعة الدين وماتوا على ذلك.

ولادته

ولد عبد القادر ناجي حسن العمري، في قرية دير يوسف التابعة لناحية لواء الكورة آنذاك - بالأردن في 1 يناير 1927م.

تعليمه

لم يكن في قريته مدرسة ، حتى حضر للقرية عام 1937 معلم فلسطيني ، يعرف اللغة العربية ، وقواعد اللغة الانجليزية وغير ذلك من المواد الدراسية فقام بتدريسها لأبناء القرية مدة عام كامل ، وكان من ضمنهم الطالب عبد القادر العمري .

بعد ذلك التحق بمدرسة دير ابي سعيد الحكومية الوحيدة في ناحية الكورة ، ودرس فيها للصف الخامس . عام 1941م انتقل لمدرسة اربد الثانوية المتوسطة ، بعد ان كانت فكرة دراسته مرفوضة من قبل والده ، ولكن حب العلم والتعلم كان قد ملك عليه كل جوارحه ، مما اضطره للتعبير عن رغبته بالدراسة أن لجأ للبكاء والنحيب ، لعله يخفف عنه هذا الضيق الذي أصابه ، عندها تنازل الأب ووافق لعبد القادر أن يكمل دراسته ، كان ترتيبه في جميع الصوف وجميع المواد الاول بلا منازع.

بعد الانتهاء من دراسة أربد الثانوية وتخرجه من الصف الثاني الثانوي ، احتار الطالب المتفوق والشغوف بالعلم ماذا يفعل ، حيث إن المدرسة الوحيدة في الأردن التي تدرس المرحلة الثانوية موجودة في السلط ، وقد ذكرنا أن فكرة الدراسة في أربد كانت بعد عناء وجهاد مع والده ، فكيف بالذهاب للسلط .

قدر الله تعالى لهذا الطالب المتميز أن يكمل مسيرة العلم ، ويحقق ما يصبو إليه وذلك من قبل وزارة المعارف الاردنية التي قررت لأول مرة اختيار ثمانية طلاب للدراسة في مصر عام 1945 - 1946 ، وكان استاذنا عبد القادر من بينهم .

الدراسة في مصر

غادر الاستاذ عبد القادر مع زملائه إلى مصر ، وهناك استقبلهم القنصل الأردني فوزي الملقي ، وأبلغهم بأنه قدم أوراقهم للدراسة في المدرسة الخديوية الثانوية وبسبب اختلاف المناهج بين البلدين كان عليهم تقديم امتحان الثاني ثانوي فاذ نجحوا سيُقبلوا في الصف الثانوي .

وفعلا تقدم الطلاب الثمانية للإمتحان ولم ينجح منهم الا الاستاذ عبد القادر عام 1945م ، فواجهته صعوبة بان المدرسة تدرس اللغة الفرنسية ، فطلب من مدرس اللغة الفرنسية اعطاءه دروس خصوصية ، جعلته ينجح نجاحا باهرا فيها وبعدها تقدم لامتحان النهائي الذي يؤهل لدخول الجامعة فاجتاز الامتحان ببراعة

فكان الأول على المدرسة الخديوية والسابع على القطر المصري ، وبمطلع عام 1948 التحق بجامعة فؤاد الاول (جامعة القاهرة حاليا) بكلية الآداب قسم اللغة العربية والذي تخرج منها بتقدير جيد جدا عام 1952م. كما درّس في جامعة اليرموك ، وجامعة العلوم والتكنولوجيا ، مساق اللغة العربية.

بين أروقة وزارة التعليم

أختير رئيس التوجيه التربوي 1962م، ثم مدير التربية والتعليم في محافظة البلقاء. كما نقل لوزارة التربية 1968 وحصل على شهادة الادارة والتخطيط التربوي لكبار موظفي وزارة التربية والتعليم. كما عمل مستشارا ثقافيا للاردن في السفارة الاردنية لدولة الامارات العربية المتحدة ودول الخليج 1972م.

أتقن ثلاثة لغات: العربية ، والانجليزية ، وتعلم اللغة الفرنسية بالرغم أنه أخذ درسا واحداً مركزاً باللغة الفرنسية لضيق الوقت وقلة المال وحقق نجاحاً باهرا في امتحان اللغه الفرنسية التي لم يدرسها في حياته.

بين السياسيين والإخوان

خلال وجوده بمصر التقى بشخصيات بارزة أمثال الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة ، والزعيم الحاج أمين الحسيني ، وحسن البنا ، والزعيم الامير عبد الكريم الخطابي ، والزعيم الباكستاني محمد علي جناح ، وكان يحرص على الاستماع لمحاضرات الدكتور طه حسين والسيد قطب وغيرهم من مشاهير العلماء الذين كانوا يحاضرون أسبوعيا بقاعة سورات التذكارية .

انتمى الاستاذ عبد القادر العمري ، لجماعة الإخوان المسلمين ، خلال دراستة بمصر اذ كانت له عدة لقاءات مع الإمام حسن البنا.

عبدالقادر-ناجي-العمري.7.jpg

في العمل السياسي

بعدما عاد لوطنه عمل في وزارة التربية والتعليم حتى قدم الاستاذ عبد القادر استقالته من الخدمة لخوض المعركة الانتخابية التي أُجريت يوم 22 نوفمبر 1956م ، وذلك عن لواء عجلون (الذي كان يمثل عجلون وأربد وجزء من جرش والمفرق)

كل هذة المنطقة كان يمثلها ثلاثة نواب : مسلمان ومسيحي ، وكان الاستاذ عبد القادر ممن كتب الله لهم الفوز بهذه الانتخابات بالاضافة لشفيق ارشيدات ويعقوب معمر ، وكان أصغر نائب في البرلمان ، حيث كان القانون ينص (على النائب ان لا يقل عمره عن الثلاثين عاما) ، وبقي عضوا في مجلس النواب مدة خمس سنوات.

وفي تلك الفترة عرضت الدولة على الإخوان المشاركة في تشكيل الحكومة ، وكان الاستاذ عبد القادر مرشحا ليكون وزيرا للتربية والتعليم ، لكن الجماعة رفضت المشاركة والتزم الاستاذ عبد القادر بقرار الجماعة.

عين عضوا في المجلس الوطني الاستشاري الذي حل محل مجلس النواب المعطل لشهر نيسان عام 1982م .

عبد القادر الاب

أما عن حياته الأسرية يتحدث ابنه محمد العمري قائلا :

" علاقته بنا كانت علاقة اخوة ، لم اذكر يوما انة قام برفع يده على أحدنا ولم يوجة لنا حتى كلاما مسيئا ، بل يبعث برسالة عتاب يضعها في غرفة أحدنا ، أتذكر بأنه أرسل لي بواحدة عندما رغبت بالسفر لأمريكا وكان رافضا لذلك ، فالتزمت الصمت فأرسل وقتها رسالة يعاتبني على تصرفي هذا
اتصور بأن هذا الرقي والاناقة في الحديث يرجع للمدرسة الخديوية التي درس بها ، لم يجمع ثروة مالية طوال حياته ، كان زاهدا بالدنيا ، كان همه الاول الرقي والاصلاح بالبلد ، كما طلب مني ذات مرة بيع بيت يملكه في القرية ، وأمرني بتوزيع المال على اخوتي واخواتي بالتساوي لأنه مازال على قيد الحياة ، عندما توفي كان راتبه التقاعدي 255 دينار " .

اما عن تأثير الاستاذ عبد القادر العمري في نفوس عائلته فقد تحدثت حفيدته ايمان قائلة:

" اتكلم بكل اعتزاز عن جدي اذ هو اول اردني يحصل على شهادة البكالوريوس من خارج الأردن ، اعشق اللحظات التي كان يروي لنا الحكايات الطفولية ، ويقص علينا سيرته الدراسية بما قضى بها من جهد وتعب ، فيطرح علينا الألغاز ، ويقص على مسامعنا ابيات من الشعر المنمق
بنظري كان ملاك على هيئة بشر ، باخلاقه وباسلوبه وتصرفاته بالكلام ، باحترامه للناس ومحبتهم له ، اذ كنت اعتقد بانه من عائلة ملكية عريقة ، فعندما يسألني أحدهم عن اسمي أحرص على التلفظ باسمي الرباعي لأقول لهم بان عبد القادر العمري هو جدي ، أينما كنت أذهب لأجد من يعرفه ، فكان هذا فخرا وشرفا ، وعزة ورفعة لي ولعائلتي " .

وفاته

ظل الأستاذ العمري عاملا من أجل دينه ووطنه حتى رحل يوم السبت 18 ديسمبر 2010م الموافق 12 محرم 1432هـ حيث شيعته الآلوف.

وكتبت عنه رضاب عبيدات:

إن الحديث عن شخصية عبد القادر العمري، هو الحديث عن رجل تحدى الصعاب ليصل إلى مراتب عليا من التعليم، هو الحديث عن رجل يعشق العلم والتعليم كان باستطاعتة إعراب القرآن الكريم كاملاً، متذوق للغة العربية فإذا أعطيته صدر البيت الشعري يكمل عجزة، يتحدث ثلاثة لغات:الفرنسية، الإنجليزية، بالإضافة إلى العربية.
لم يذق النوم مجرد علمة بأن أحد أصدقاءه ذهب إلى المدرسة، رجل وضع جُل إهتمامه بتنشئة أجيال مثل "عبد الرؤوف الروابدة، عبد الرزاق طبيشات، والدكتور سعد حجازي، وطراد القاضي، فايز الخصاونة والكثير الكثير" .
فمنهم من وصلوا لرئاسة الحكومة ووزراء، ومنهم من وصل لقبة البرلمان، ورؤساء جامعات. كان يتحدث لأبناءه بأنهم كانوا مميزين منذ صغرهم يمتلكون حس القيادة. فهو وكما يراه المقربين منه، رجل رقيق حنون، زاهداً في الدنيا تتسم شخصيتة بالقيادة والهدوء والاتزان ، طيب القلب لا يكره أحدا.

المصادر

  1. بكر محمد البدور: التجربة النيابية للحركة الإسلامية في الأردن 1989 م - 2007 م ، دار المأمون للنشر والتوزيع، طـ1، 2011، صـ47.
  2. رضاب عبيدات: عبد القادر العمري .. رجل من زمن النبل