عبد اللطيف الشعشاعي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد اللطيف الشعشاعي



تنسال الدعوة بين ثنايا كل من تعرف عليها فيعشقها ويسارع لاحتضانها والعمل لافتدائها متحليا باليقين في فضل الله وبالنصر سواء في الدنيا أو الآخرة.

والشيخ الشعشاعي واحد من الذين تعرفوا على الدعوة في وقت مبكر رغم ظروفه وأصبح أحد أعلام هذه الحركة المباركة

من هو؟

الشيخ عبد اللطيف عبد الباري الشعشاعي ولد بقرية شعشاع إحدى قرى مركز أشمون بالمنوفية بمصر،عام 1914م تقريبا ومن رموز ومشايخ وعلماء القرية حيث عمل إماما وخطيبا بأكبر مساجد القاهرة ومنها الجامع الأزهر الشريف

كان كفيفا لكن الله أعطاه البصيرة فكان يرى بنور الله، تزوج ورزقه الله بثلاث من الأولاد البنين " أسامة – جعفر – محمد" ومما يذكر أنه دعا بأن لا يرزق بالبنات واستجاب الله دعاءه وكان هدا بسبب واقعة حدثت له مع الشيخ البنا وهما في العتبة عند حديقة بجوار قنطرة الدكة فقال للشيخ البنا: ما هذا الصوت؟ فقال له: ولد وبنت في وضع مخل، فدعا بأن لا يرزق بالبنات وكان الشيخ يسكن بشعبة السيدة زينب.

كان من محبي العلم وقد تخرج في الأزهر الشريف في كلية أصول الدين وحصل على العالمية وكان إماما وخطيبا مفوها . وكان يمتلك مكتبة قيمة عرض عليه 50000 جنيه ثمنا لها في وقتها – أي ما يقدر اليوم بالملايين- فرفض في حين أن حاله كان صعبا وعندما لامه الناس لأن عنده أولاد قال لهم تركت لهم الله ورسوله.

اتصف الشيخ بالشجاعة فكان لا يخاف في الله لومة لائم، حتى أنه يوم مات البنا خطب بالجامع الأزهر وبأعلى صوت مات الشهيد حسن البنا.

مع الإخوان

ألف الأستاذ البنا جماعة الإخوان عام 1928م وانطلق من معه يؤلفون الشعب في كل مكان وتصادف أن تجمع عدد من الأصدقاء في القاهرة وألفوا جمعية الحضارة وكان منهم عبد الرحمن البنا أخو الأستاذ البنا وأرسل بذلك لأخيه حسن فما كان منه إلا أن دعاه أن ينضم بجمعيته ومن معه في ركب الإخوان وتتوحد الجهود وبعد مشاورات بين الجميع وافقوا على ذلك واذبحت جمعية الحضارة شعبة من شعب الإخوان وكان ممن انضم إليهم الأستاذ محمد حلمي نور الدين وغيره من الإخوان، وفي صيف عام 1929م الموافق 1348هـ دعت جمعية الحضارة الإسلامية الإمام الشهيد لإلقاء محاضرة لرواد الجمعية بعنوان "الإسلام أساس السعادة"، وبعدها اجتمع أعضاء جمعية الحضارة وقرروا الانضمام إلى جمعية الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، وأشار عليهم الأستاذ حسن البنا أن يتخذوا دارًا جديدة غير هذه الدار، فتم اختيار دار جديدة هي منزل سليم باشا حجازي بسوق السلاح، وقد عمل الإخوان بأنفسهم حتى أصبحت الدار مقصدًا لكثير من الطلاب والشيوخ، وكان منهم الشيخ محمد فرغلي والشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ محمد أحمد شريت وأخواه حامد شريت وأحمد شريت، والشيخ عبد اللطيف الشعشاعي، والأستاذ محمد النبراوي، والشيخ جمال العقاد السوري الحلبي، وقد قامت الإسماعيلية بجهود مشكورة في إمداد فرع القاهرة الناشئ بالمعونات المادية حتى تصبح منبرًا لدعوة الإخوان في العاصمة المصرية.

نشط الشيخ وكان دائما سباق في دعوته فبعدما اجتمع مجلس الشورى انعقد في بورسعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م مجلس الشورى العام الثاني للإخوان المسلمين، قرروا إنشاء فطبعة للإخوان فكان الشيخ واحد من المساهمين فيها.

وعندما رأى "مكتب الإرشاد" أن يكون انعقاد مجلس الشورى الثالث في عطلة عيد الأضحى بالقاهرة، ووجه الدعوة إلى الإخوان، وقد عَقد المجلس جلساته في الفترة من يوم السبت 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935م حتى يوم الاثنين 13 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 18 من مارس 1935م..وكان الشيخ أحد أعضاء مجلس الشورى العام عن القاهرة

وفي 5 يوليو 1936م أوفد ا/ البنا الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي للبحيرة لإعطاء الدروس والوعظ ومباشرة مهامها وكان يعاونه رشاد سلام وحينما تألفت الهيئة التأسيسية وهي إحدى الهيئات الإدارية لجماعة الإخوان المسلمين التي تألفت في 8 سبتمبر عام 1945م للإشراف العام على سير الدعوة واعتماد أعضاء مكتب الإرشاد العام وانتخاب مراجع الحسابات، وتعتبر بمثابة الجمعية العمومية لمكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين وقد اختير الشيخ الشعشاعي فيها (1).

في قسم الأخوات

نشأ قسم الأخوات عام 1933م وكانت أول مسئولة له الحاجة لبيبة أحمد وفي عام 1937 أرسل الأستاذ حسن البنا العالم الجليل الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي برسالة إلى الآنسة زينب الغزالي ـ لم تكن قد تزوجت بعد ـ يطلب فيها أن يعملا معاً من خلال اندماجها في قسم الأخوات المسلمات, لكنها لم توافق على الاندماج, ورحبت في نفس الوقت بالتعاون مع الإخوان المسلمين في الدعوة إلى الله وظل القسم يعمل حتى انضمت إليه عام 1949م .

اهتم القسم بالأخوات فانتظمت دروس السيدات منذ في دار الإخوان بالعتبة الخضراء وخصص لها عصر كل جمعة بين الساعة الرابعة والسادسة والنصف، فتخلو الدار للعابدات الصالحات، ولقد حفل درس الجمعة بعدد كبير جدًا خطبهن كل من حضرات أصحاب الفضيلة الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي والشيخ يس والشيخ محمد حرب من علماء الإخوان والآنسة زينب الغزالي.

وفي عام 1944م تشكل مكتب إرشاد جديد وتم اختيار مسئولي القسم وتم اختيار الشعشاعي مسئول عن قسم الأخوات ويشرف عليه من مكتب الإرشاد صالح عشماوي.

وفى منيا القمح تكونت جماعة للأخوات المسلمات، ضمت عددًا من النساء الفضليات، وقد انتخبت السيدة نفيسة حسين زهدى رئيسة للجماعة، وكان الشيخ عبد اللطيف الشعشاعى (2) يقوم بموالاة تلك الجمعية، وكان ذلك فى فبراير من عام 1944م.

وفى تلك الفترة تكون قسم للأخوات المسلمات، وكان رئيس القسم هو الشيخ عبد اللطيف الشعشاعى، وأما المشرف على القسم من قبل مكتب الإرشاد فكان الأستاذ صالح عشماوى (3).

تنوعت الأنشطة الاجتماعية التى كان قسم الأخوات يقوم بها، لكن البداية كانت فى إنشاء مكتبة عامة بإحدى دور الأخوات، الكائنة بمدرسة أمير الصعيد الابتدائية للبنات، كما قام قسم الأخوات بافتتاح مستوصف للولادة ورعاية الطفل بدار القسم بـ17 شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة، وذلك فى يوم الأحد 29 من جمادى الآخرة 1364هـ الموافق 10 من يونيو 1945م، وقد حضر الاحتفال الإمام الشهيد، وألقى فيه كلمة، كما حضره الشيخ عبد اللطيف الشعشاعى ولفيف من الإخوان (4).

ومع ازدياد نشاط الأخوات تكونت أول لجنة تنفيذية من الأخوات بتاريخ 12 من ربيع الأول 1363هـ الموافق 14 من أبريل 1944م، واتخذت لها مقرًا بالمنزل رقم 17شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة بالقاهرة (5).

والجدير بالذكر أنه قد تشكلت لجنة إرشاد عامة للأخوات منبثقة عن اللجنة التنفيذية، ضمت كلا من: زينب عبد المجيد زوجة الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي والذي كان مسئولا عن القسم (6) .

وتتذكره الحاجة فاطمة عبد الهادي بقولها: يوم عقد القران جاء الشيخ عبداللطيف الشعشاعي في شعبة الإخوان بالمنيل وكان مرتدياً عباءة وأخذ ينشد ونحن نردد وراءه: «أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم»، ثم قال لمحمد هواش: تفضل يا عريس

في مواجهة التبشير

كان الخطر التنصيري يزحف على كل جزء من ربوع مصر وفي ظل ضعف الإدارة والحكومة وتكبل أيدي العلماء انتفض بعضهم ليتصدوا لهذه الحملات كان منهم الأستاذ البنا وحينما أنشأ جماعة الإخوان وضع هدف من أهداف الجماعة التصدي للغزو الخارجي وبالفعل شمرت الجماعة عن سواعدها لتكون صخرة أمام غزو التبشير.

فقامت بالعديد من العمال ورفعت التقارير في الصحف وللملك والوزارة ومشيخة الأزهر ولم تكتف جمعية الإخوان المسلمين بهذه التقارير التي رفعتها بعض شعبها النشيطة في محاربة التبشير بل أوفدت إدارة الجمعية بالقاهرة الأستاذ الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي إلى باقي مدن الوجه البحري للتحذير من دسائس المبشرين، وقد قام بمهمته. وها نحن ننشر هنا إحدى رسائله بهذا الخصوص التي أرسلها إلى المركز العام، وقد نشرت في جريدة الإخوان الأسبوعية تحت عنوان: "رحلة مندوب الإخوان المسلمين إلى الوجه البحري لتحذير الأهلين من دسائس المبشرين" وكانت كالتالي (7) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد.. فقد بدأت رحلتي الساعة الخامسة والربع فأخذت القطار الذي يغادر القاهرة الساعة 17 والدقيقة 15 ميممًا شطر المنوفية وباشرت مهمتي فعلاً في القطار، فقمت خطيبًا متنقلاً في العربات حتى وصلت شَطَانُوف وهنا نزلت من القطار وقصدت توًا إلى نقطة البوليس حيث قابلت حضرة الملازم الأول أحمد أفندي زكي خورشيد فسألته عما للمبشرين من النفوذ في دائرته، فأكد لي أن المبشرين هناك قد عفت آثارهم ولا يوجد في الدائرة كلها إلا أقباط أرثوذكس وصرح لي باهتمامه بهذا النوع من الحوادث فشكرت له هذا الصنيع وتوجهت إلى شعشاع وقضيت فيها ليلة المولد الشريف، وفي مساء ثاني عشر تركت البلدة لإتمام الرحلة فركبت القطار القائم من شطانوف الساعة 18 والدقيقة 15 قاصدًا مركز أشمون فوصلتها بعد خمس عشرة دقيقة وكان محمد أفندي عبد المؤمن الموظف بسنترال التليفونات في انتظاري على إفريز المحطة فأكرم وفادتي، وبعد زيارتنا منزله وتناول العشاء توجهنا إلى مسجد العمري بأشمون وكان فيه كثيرون من المصلين فبلغتهم رسالتي، وفهمت منهم أن المبشرين لا يمارسون عملاً هناك اللهم إلا مستشفى صغيرًا فيه عيادة خارجية وليس له طبيب خاص وإنما يزوره في بعض الأيام لعلاج المرضى كما يزعمون طبيب من المستشفى الرئيسي بمنوف.. وفي صباح الثالث عشر قابلت بعض الأعيان وأصحاب المتاجر فوجدت منهم رغبة ملحة في تأليف جمعية باسم جمعية الإخوان المسلمين، فوعدتهم بزيارة أخرى قريبة، ثم زرت المستشفى الأميري بجميع أقسامه الداخلية فوجدته نظيفًا كل النظافة وحضرات الأطباء وعلى رأسهم الدكتور شفيق إسكندر كلهم عطف وعناية بالمرضى ويشفقون عليهم كل الشفقة، وقد سألت المرضى عن مبلغ راحتهم وسررت لإجابتهم وثنائهم على موظفي المستشفى، ونزلت إلى الطابق الأول حيث احتشد جموع الوافدين على المستشفى بعيادتها الخارجية، وهناك ألقيت محاضرة مختصرة باللغة العامية الدارجة في أضرار المبشرين فتقدم إلي رجال كثيرون، وبعد أن سلموا علي حمدوا الله كثيرًا حيث أراحهم من مشافي هرمل ودروسها المحرمة.

في البوليس: ثم توجهت إلى ضابط مباحث المركز لبيب أفندي وسألته عن هذا النوع من حوادث التبشير فأكد لي بأن البروتستانت هنا ليس لهم عمل ظاهر، فوجهت إليه سؤالاً بخصوص مستشفى هرمل الصغير الموجود بأشمون وعن مبلغ أثره، فكانت إجابته أن الناس انصرفوا عنه تمامًا من يوم افتتاح المستشفى الأميري هنا وهكذا رأيت أن أحسن وسيلة هي إقامة منشآت مثل منشآت المبشرين ليستغني عنهم الناس.

تصريح خطير: وبعد خروجي من المركز قابلني القس بولس أمين المعلم مشرقي رئيس كنيسة أشمون الأرثوذكسية "وليس في البلد غيرها" فاستوقفته ووجهت إليه أسئلة ملخصها:

هل أثرت الدعاية البروتستانتية بين المسيحيين الأرثوذكس فأجابني بدون اكتراث وفي رزانة فيها حزن "وهل هذه الدعاية يراد بها غيرنا، لقد أخذوا منا 75ألف نسمة ولست أدري إلى أي حد سينتهون" هذه كلمة القس ننقلها كما هي بحروفها وهكذا لا يقتصر شر المبشرين على المسلمين وحدهم بل يتعداهم إلى كل ذي دين حتى المسيحي.

في القطار: غادرت أشمون على قطار الساعة 11 والدقيقة 15 إلى منوف وخاطبت الجماهير في القطار على طول الخط، وقد وصلت منوف عند الساعة الثانية عشر إلا قليلاً فقصدت المحكمة الشرعية لمقابلة المحامين، فوجدتهم قد انتهوا من المرافعة وتوجهوا إلى منازلهم فجلست قليلاً بدار المحكمة مع الأستاذ الفاضل الشيخ عبد العظيم الضرير، ثم جلسة أخرى مع الحاج محمد ضبيش تاجر النحاس والملتهب غيرة وحماسًا على الدين، ثم قصدت مركز البوليس فكان بيني وبين حضرة المأمور نقاش أفصله في رسالتي الثانية إن شاء الله.

وكيلكم
عبد اللطيف الشعشاعي

إصلاح المجتمع

كما نشط الإخوان في التصدي للتبشير نشطوا في التصدي لمظاهر الانحلال التي انتشرت في المجتمع ومن الأعمال التى قاموا بها ما قام به مندوب جريدة الإخوان الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي خلال هذا الأسبوع بمقابلة جم غفير من ذوي الحل والعقد في وزارة الداخلية للاستنارة برأيهم في موضوع البغاء، ومن مجموع ما أجابوا به نستطيع أن نقول في صراحة إن إلغاء البغاء أصبح أمرًا واقعًا غير أن بعض الهيئات الأجنبية تعارض في هذا معارضة خفية.

في غياهب السجون

اعتقل الشيخ الشعشاعي أكثر من مرة سواء في عهد الملك أو بعد ثورة يوليو 52م وبقى في السجون ما يقرب من سبع سنين.

ففي اعتقال عام 1948م يقول الأستاذ علي أبو شعيشع (مؤسس الدعوة بكفر الشيخ): وفي النهار تقوم نوبتجية بإعداد وجبة الإفطار في كل غرفة وكانت صلاة القيام في كل حزاء جماعة يؤمها إمام ولاحظت انشغال البعض بهموم الحياة أثناء الصلاة حيث كان الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي يؤم حزاء 4 والشيخ الغزالي يؤمنا وكان الريح يأتنا بصوت الشيخ الشعشاعي كأنه معنا وسمعته مرة يختم الفاتحة مع الإخوة بكلمة " آمين " وإذا بأخ بجواري يردد معهم آمين ظنا منه أنه يصلي خلف الشيخ الشعشاعي .

بدأت ترد كشوف بالإفراج عن بعض الإخوان ومنهم الشيخ محمد الغزالي وأخي الذي يلازمني في حياتي " الأستاذ محمد كرام" الذي كان نعم العون على متاعب الحياة وبدأنا نتجمع في مجموعات بعد أن قل عددنا وانتهي بي المطاف في فيلا بها ( بانيو) مع الأخ الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي والأخ عبد العزيز كامل وأخذ الأخ عبد الرحمن البنان يجمعنا في المساء في مكان إقامته ويردد أدعية مأثورة ونحن نردد خلفه عسي أن يأتي الله بالفرج .

مواقف تربوية

يقول الأستاذ أحمد عادل كمال: قرأ بعض الإخوان خبرا من جريدة يومية أن طائرات الألمان شنت غارة على لندن وأنها أصابت البرج الشهير لساعة بج بن bjg ben بقنابلها... وكان يجلس الشيخ عبد اللطيف الشعشاعى معنا – وكان رجلا ضريرا من كرام الإخوان – فظهر عليه الحزن الحقيقي والأسى. فعجبنا، وسأله سائلنا عما به وعما يهمه من أمر بج بن؟ فقال بلهجة كلها الجد" كنت أريد أن أؤذن من فوق ذلك البرج يوم فتح لندن!" قلنا بمرح ودعابة" فأذن من فوق غيره!" قال فى إصرار " كنت أريد أن أؤذن من فوق هذا.

وفي حرب فلسطين كان الشيخ من أصحاب الأعذار الواضحة ، ولكنه أصر وجادل إخوانه أن يشارك في الجهاد بأي شيء، فأجابوه : إنك صاحب عذر ورفع الله عنك الحرج ، فأجابهم : " ألا تحتاجون في حربكم جمالا وحميرا تحملون عليها متاعكم ، اعتبروني جملا أو حمارا أحمل لكم أمتعتكم إن لم أستطع القتال "

كان الشيخ من بصيرته وإيمانه وبشهادة الناس يقول عن الأتوبيس -هو جاي- ويكون هو الأتوبيس المعني في حين كان يمر في الدقيقة أكثر من أتوبيس حتى عرفه سائقو الأتوبيسات والترماي .

دعا المكتب الإداري الإخوان المفرج عنهم لحفل تكريم في الإسكندرية وأقيم سرادق كبير في حي باكوس حضرة جميع الإخوة المفرج عنهم وحضر الحفل فضيلة المرشد العام المستشار حسن الهضيبي وفضيلة الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي .

ثم اعتلي المنبر الشيخ الشعشاعي فأهاج الحاضرين بكلماته اللاذعة وتعليقاته المثيرة الساخرة وحين جاء في كلمته ( أن الإسكندرية قد تقيأت الملك فاروق في البحر) ضج الحاضرين بالضحك.

قال الإمام البنا عنه

فى 4 صفر سنة 1336 – 2 مارس 1941 أرسل الأستاذ البنا خطابا إلى والده قاله له فيه: سيدى الوالد الجليل حفظه الله

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ورد خطابكم الكريم فسررت به وجزاكم الله أفضل الجزاء ونفعنى برضائكم ودعواتكم وتولانا جميعا برعايته أنه نعم المولى ونعم النصير.

العمل بالمدرسة مريح لا يتعب والحمد لله وأنا مستريح فى منزلي باللوكاندة وقد استأجرنا مكانا للإخوان ولكنه لا يصلح للإقامة فسأظل حيث أنا حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.. هذا وقد حضر إلى قنا الشيخ الشعشاعى وبالدار وأراحني وجوده من كثير من المقابلات والشئون.

وفاته

توفي الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي عن عمر يناهز الستين عاما وكان هدا سنة 1974 فرحم الله علماءنا وأدخلهم فسيح جناته


الهامش

(1) قانون النظام الأساسي لهيئة الإخوان المسلمين . 8 سبتمبر 1945م

(2) مجلة الإخوان المسلمين – السنة الثانية – العدد 29 – صـ18 – 2ربيع الأول 1363هـ / 26فبراير 1944م.

(3) المركز العام – قسم المناطق – نشرة عامة – ملحق رقم (2) – ربيع الآخر 1363هـ / أبريل 1944م.

(4) المصدر السابق.

(5) محمد شوقى زكى: الإخوان المسلمون والمجتمع المصرى صـ193 – مكتبة وهبة – ط1 – 1373هـ / 1954م.

(6) زوجة الشيخ عبد اللطيف الشعشاعى واعظ قسم الأخوات وشهرتها زينب الشعشاعى.

(7) جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الأولى – العدد 7 – 4ربيع الثاني 1352هـ.