كلمة السر "خيرت الشاطر"!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كلمة السر "خيرت الشاطر"!


مشروع النهضة

14-04-2012

بعد أن صالت وجالت الشاشات والأقلام وتابعت تطوافها غير الماتع، وأفرغت وأوضحت ما لديها من شحنة كراهية وحقد على الإخوان المسلمين؛ بعد أن كشفت الجماعة النقاب عن دعمها المنتظر لمرشحي الرئاسة، وفاجأت جميع القوى السياسية بعدولها عن قرار الشورى السابق بعدم ترشح أحد المنتمين لها، وإعلانهم أخيرًا القرار الذي قلب جميع الموازين رأسًا على عقب، وهو الزج بأحد أبنائها الشرفاء المخلصين المهندس "خيرت الشاطر"؛ كانت هناك ولا تزال بعض النفوس الضعيفة التي توهم الجميع بقراءة الغيب ومعرفة بواطن الأمور، مشككين هؤلاء بأسلوبهم الركيك الباهت في مصداقية الأسباب ونزاهتها والدوافع التي أدت إلى خوض الإخوان السباق الرئاسي.

يمكننا أن نوضح المشهد بشكل شفاف متزن، وهي قراءة واقع تجبرنا على احترام ضمائرنا أولاً؛ وذلك لأنني لم أسعَ أبدًا في هذا المقال إلى تغييب العقول لصالح انتماء فكري أو سياسي معين كما يفعل الكثير.

ومن باب كشف الحقائق نضع عدة أسئلة وأجوبة لننطلق في مناقشة وتحليل سر ترشيح الإخوان لـ"خيرت الشاطر"؟!

بدايةً نضع الخطوة الأولى في هذا الحوار، وهي كيف يمكنني أن أثق في قرارات الجماعة المتذبذبة بعد هذا المسلسل الدرامي الانتهازي والكذب المتعمَّد لمحاولة الهيمنة على جميع السلطات، أليس هذا يصنع "حزبًا وطنيًّا جديدًا"؟!

ذلك هو السؤال الشائع الذي يتردَّد على جميع الألسنة وفي كل الطوائف المجتمعية، والإجابة من المؤسف أنها تتسربل في ثيابنا نحن البشر ولكن نتكابر عن إيضاحها.. هؤلاء الرجال ليسوا أنبياء معصومين عن الخطأ، ولهم الحق في تغيير مواقفهم ومراجعة أقوالهم لما فيه المصلحة والنفع، وليس لمجرد اكتساب الثقة أو افتقادها، ولذلك فلهم كل الحق مثل جميع القوى في اختيار مرشحهم، بالإضافة إلى أن قرار عدم خوض انتخابات الرئاسة كان قبل أن تتطاول مدة المرحلة الانتقالية، أما عن اتهامهم بالاستحواذ على جميع السلطات فأين نحن من المبدأ الديمقراطي الذي يمنح الحزب الفائز بالأغلبية جميع الصلاحيات لتحقيق برنامجه الانتخابي.

وها قد عرقل لهم ذلك "المجلس العسكري" بعد الصدام مع مجلس الشعب وإصراره على بقاء تلك الحكومة، بالرغم من أن الأغلبية كانت ستقوم بتوزيع الحقائب الوزارية على الأحزاب المختلفة؛ لعلمهم أنه لا يستطيع فصيل بمفرده- مهما كان حجمه- أن يتحمل تلك المسئولية منفردًا، وأخيرًا الحديث عن إنتاج "حزب وطني جديد" حينما ننتهي أولاً من إزاحة بقايا "الحزب الوطني القديم" الذي ما زال يحكم حتى الآن؛ يمكننا حينها الإجابة على تلك التهمة الملفقة.

وختامًا.. النقطة الأهم في هذا الجدل السائد: لماذا تم اختيار "الشاطر" بعينه؟! هذا يجعلنا نتطرق إلى عدة محاور مهمة منها:

أولاً: لم يكن سهلاً اختيار أي مرشح وتوجيه أصوات الملايين له، وأيضًا عدم دعم أي مرشح يزيد من فرصة مرشح غير مرغوب به.

ثانيًا: نصيحة عدد من الشخصيات المرموقة للجماعة بترشيح أحد أفرادها.

ولهذا فإنني أوجه صرخة نداء إلى كل الأحزاب والقوى السياسية أن يتم التعامل مع المسألة على أنها تنافس شريف لخدمة مصر.. ألا يكفينا هذا القدر من إلصاق التهم وشق الصدور دون وعي وإدراك؟ أليس كل ذلك يصب فى مصلحة الأعداء؟!

علينا من الآن أن نصلح من أنفسنا.. كفانا تلاوة ما يملى علينا، ولندع لعقولنا التمييز والإنصاف، فنحن إخوة وشركاء، وكلٌّ له رؤية تستحق التقدير والاحترام.

المصدر