مجاملة أم معارضة؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مجاملة أم معارضة؟


جماعة سرية تواجة مشكلات فى شتى أنحاء العالم العربى

روابط1642011.jpg

منذ تأسيسها في مصر في عام 1928 عانت جماعةالإخوان المسلمين من نوبات متكررة من القمع، وانشقاق الجهاديين المتطرفين والمعتدلين الليبراليين على حد سواء، كما عانت من نزاعات تفتيتية حول رؤية أعضائها للأزمات الإقليمية، مثل غزو العراق للكويت عام 1990.

ومعلوم أن هيكل التنظيم الدولي التابع للإخوان لا يزال على درجة عالية من الانضباط والسرية على حد سواء بعدد أعضاء مهول يتعدى حدود نصف الدول العربية.

ومع ذلك، ففي الوقت الذي يُدعى فيه الوسطية النسبية للإخوان، تقف الجماعة على محك اختبار لم يحدث من قبل.

ويأتي التحدي الأول عندما تتخلى الجماعة عن مقاعد المعارضة وتتوجه لكرسي الحكم وتدير شئون حكومة.

حماس

فحماس التي تعتبر النسخة الفلسطينية للإخوان المسلمين أصبحت المسيطرة على الأمور في قطاع غزة منذ عام 2007 عندما أطاحت بالقوميين العلمانيين من حركة فتح في انقلاب لم تتمثل فيه الرحمة.

ومع أن هذا النصر قد ولّد فخرًا، لكنه أيضًا سبب مشكلات للجماعة. فحماس الآن مسؤولة عن مصير مليون ونصف المليون شخص أو نحو ذلك.

كما كثير من سكان غزة المحاصرين يقومون بتوجيه اللوم لحماس التي يقولون أنها من تسببت في الهجمة الإسرائيلية الشتاء الماضي، والتي شردت الآلاف وقتلت ما يقرب من 1400 فلسطيني.

البعض يتهم حماس لكسر عصا الوحدة الوطنية الفلسطينية، في حين يلوم الإسلاميون الأكثر راديكالية حماس بخيانة آمال الجماهير لتحويل القطاع إلى دولة إسلامية سليمة، حيث قامت قوات الأمن التابعة لحماس بسحق أتباع المنهج الجهادي بحماسة أكثر مما كانت عليه عندما أطاحت بحركة فتح وذلك في أغسطس حيث قامت حماس بإنهاء حياة 28 شخصا في هذه العملية.

على الرغم من أن العيد من الحكومات ترى أن حركة حماس حركة إرهابية مسؤولة عن التفجيرات الانتحارية وهجمات الصواريخ التي تسنها على المدنيين الإسرائيليين، تفتخر حماس بأنها قامت بكبح جماح الفساد والجريمة في قطاع غزة وهو ما لا يمكن الجدال عليه.

يبدو من المستبعد أن يتم إسقاط حكومة حماس في أي وقت قريب. لكن تأسيس الإسلاميين لدولة الحزب الواحد في غزة قد أثار قلق الحكومات العربية الأخرى.

وقد جاء انتصار حماس في غزة بعد مكاسب كبيرة حققها مرشحو الإخوان في الانتخابات البرلمانية المصرية في عام 2005.

مبارك والإخوان

فيما يبدو أنها أقسى حملة على جماعة الإخوان في مصر منذ ستينيات القرن الماضي، قامت حكومة الرئيس المصري حسني مبارك بحظر إقامة أحزاب على أساس الدين كما قامت بتمرير قوانين تمنع الإخوان من خوض الانتخابات المقبلة كمستقلين.

وقد قامت الآلة الأمنية لنظام مبارك بعدد من الإعتقالات التي لا تعرف هوادة ضمت قادة الجماعة مما أعاق تحركات التنظيم.

جدير بالذكر أنه ما يقرب من 250 من أفراد الإخوان المسلمين مغيبون خلف أسوار السجون المصرية، بما في ذلك العديد من المعتدلين الأكثر شعبية والمؤهلين لكي يكونوا قادة المستقبل.

مثل هذه الضربات قد أضعفت الفصيل المعتدل داخل جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تواجه ضغوطا داخلية متزايدة لعمل تغييرات في القيادة التي تعاني الشيخوخة.

فمهدي عاكف، الذي يقوم بأعباء المرشد العام للجماعة في مصر يرأس كذلك التنظيم الدولي الغامض للجماعة. فعاكف الذي يبلغ من العمر إحدى وثمانين عامًا يقول إنه سوف يتنحى عن منصبه في كانون الثاني / يناير وهو ما يشكل سابقة في تاريخ الجماعة عمن سبقوه من المرشدين الذين ظلوا في مكتب الإرشاد حتى ماتوا.

أما نائبه محمد حبيب، الذي يعمل أستاذًا جامعيًا فيعتبر محافظًا إلى حد ما، فإنه من المحتمل أن يكون خليفته.

ففي الوقت الذي تبدو فيه الحكومة المصرية مصممة على سحق الجماعة، لم يعد من الواضح كيفية إدارة الجماعة لعملية الانتقال.

فبعض شباب الجماعة بالإضافة إلى أعضاء الجماعة من غير المصريين يريدون أن يكون لهم رأي في الطريقة التي تنتهجها قيادة الجماعة.

فبعض الإخوان الذين يئسوا من الحياة السياسية في مصر في ظل المناخ القمعي المتزايد يرون أنه من الأفضل تخفيض سقف المعارضة والعودة إلى العمل الاجتماعي، كما كانت الجماعة في الماضي في حين قام البعض الآخر بالتخلي عن عضوية الجماعة وترك الساحة خالية أمام الطائفة الأكثر راديكالية.

وتعتبر هذه الخطوة محاكاة للماضي الذي قام فيه نائب أسامة بن لادن بترك عضويته في الجماعة والتحول إلى الجهاد الخشن.

الإخوان في الأردن

وفي الأردن تشوب العلاقات بين الإخوان والدولة قدر أقل من الندية والعداء. فالأردن الذي يتداخل في تركيبته السكانية اللاجئين الفلسطينيين وذويهم، يقوم حكام الأردن المتواليين على احتواء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وعلى الرغم من رفض إخوان الأردن لمعاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل في عام 1994، تواصل الحكومة سياستها في السماح لأعضاء الإخوان المسلمين بالترشح في البرلمان لتصبح أكبر جماعة معارضة في البرلمان.

الإخوان بين الاتصال والانفصال

شعار إخوان الأردن.jpg

لقد اختلط هذا الفهم في السنوات الأخيرة. فمنذ العام 1999 قامت الحكومة الأردنية بإعلان حظر رسمي على حركة حماس وطرد من الأراضي الأردنية كبار قادة الحركة.

وفي الآونة الأخيرة، على الرغم من موجة من التعاطف مع الإسلاميين بعد غزو أميركا للعراق، كانت التغييرات التي حدثت في القوانين الانتخابية كبير الأثر في خفض تمثيل الإخوان المسلمين في الأردن في البرلمان الأردني الذي يبلغ 110 مقعدا من 17 مقعدا في عام 2003 إلى ستة مقاعد فقط اليوم.

كما أن الجمعيات الخيرية ذات الارتباطات الوثيقة بالإخوان قم تم إيقافها عن مزاولة نشاطها. أضف إلى ذلك أن جماعةالإخوان المسلمين في الأردن قد واجهت وابلا من الانتقادات في عام 2006 بعدما بعض قادتها جنازة أبو مصعب الزرقاوي الأردني المولد الذي قام على تشكيل جماعة عراقية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة كانت قد قصفت ثلاثة فنادق في عمان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، قبل أربع سنوات.

التوترات تصاعدت داخل الجماعة منذ انتخابات العام الماضي التي مهدت الطريق لقيادة أكثر تحفظًا.

فالنسخة الأردنية للإخوان يوجد على رأس قيادتها ولأول مرة مواطن غير آت من الضفة الشرقية وهو همام سعيد الذي تسانده حماس على اعتبار أصله الفلسطيني.

من جانبهم سارعت الحمائم داخل الجماعة على التأكيد على طابعها الأردني رسميا والبقاء بعيدًا عن حماس.

لكن السيد سعيد أراد أن يبقي على الروابط، والسماح للأشخاص بالانتماء إلى أحد مجلسي الشورى التابع لكلا الجماعتين.

في الشهر الماضي، استقال ثلاثة من الأردنيين أعضاء المكتب التنفيذي لإخوان الأردن بعد تسريب وثيقة داخلية اتهمت الحكومة الأردنية بالانضواء تحت مؤامرة أمريكية إسرائيلية لإقناع الزعماء الفلسطينيين لإسقاط حق العودة لللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.

يبرر الثلاثي انشقاقه أن هذا الكلام في سياق الإبقاء على العلاقات مع حماس هو بمثابة خرق الولاء للدولة الأردنية.

في العديد من فروع جماعة الإخوان المسلمين، يدور نقاش ساخن حول تغليب المصالح الوطنية على الإسلامية الأوسع منها؛ كما أن الحكومة المصرية قد وصمت الإخوان بالقول إنهم مهتمون بالفلسطينيين أكثر من مواطنيهم.

الإخوان في سوريا

علم سوريا وشعار الاخوان.jpg

وفي الوقت نفسه يشكو فرع سوريا منذ وقت طويل من تجاهله في المحافل الدولية للجماعة. فبدلا من انتقاد سوريا والنظام البعثي العلماني لقمعها الدموي لجماعةالإخوان المسلمين السورية في الماضي، وهو ما بلغت ذروته في المذبحة التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 10،000 من المدنيين في مسعى الجيش سحق انتفاضة مدينة حماة في عام 1982، يقوم التنظيم الدولي للإخوان بالإشادة بتحالف دمشق مع حركة حماس وتوفير مأوى لقادتها في دمشق، عاصمة سوريا.

ولكن الآن، كما أن على الأشقّاء الأردنيين والمصريين مواجهة مشاكلهم المتزايدة في الداخل، فإن الإخوان في سوريا يتجهون مرة أخرى إلى المضطهد السابق لنيل فيوضاته عليهم.

في نيسان / أبريل من هذا العام، تخلت جماعة الإخوان المسلمين السورية عن عضويتها في ائتلاف كانت قد عقدته مع أحزاب المعارضة العلمانية. فالآن يبدو أن الجماعة تسعى بهدوء لصنع سلام مع حكام البلاد البعثيين.

إن مسعى الجماعة للموائمة يضر كثيرًا بسمعة الإخوان المسلمين. لكن ضعفها في بعض البلدان سببه الفشل في تنفيذ الوعود بإحداث التغيير.

في وقت سابق من هذا العام، وفي الانتخابات التي جرت في الكويت، حصل المرشحون من الإخوان هناك على مقعد واحد فقط نزولاً عن ستة في عام 2003.

وفي المغرب قام حزب العدالة والتنمية الذي نجح في تقليد الإخوان بالحصول على أقل من 6 ٪ في الانتخابات المحلية الأخيرة، بغض النظر عما أعلنوه من اتهامات بالكسب غير المشروع والتلاعب.

كما خفت نجم الإخوان في السودان منذ عام 2000 وما جزى من تهميش لحسن الترابي، زعيم الانقلاب الذي أتى بالجبهة القومية الإسلامية إلى السلطة في عام 1989.

في بلدان أخرى، مثل ليبيا وتونس، يمارس ضد الإخوان هناك أو من يشتبه فيه ذلك الحظر والاضطهاد.

تثبت جماعة الإخوان المسلمين على الدوام أنها تحظى باحترام واسع. فكثير من الحكومات العلمانية تهابها؛ كما أن العديد من الليبراليين العرب ما زالوا يخشون فتح الباب للإخوان للدخول في انتخابات تعددية لأنها وإن فازت وظفرت بالسلطة فإنها لن تقيم انتخابات بعد ذلك.

هناك معضلة بالنسبة للإخوان أنفسهم تتلخص في دراسة الأجدى بالنسبة لصراعهم مع العلمانيين وهل يختارون معارضتهم بالأساس أو تحييدهم أملا في الاقتراب من السلطة. فهذه الأطروحة سوف تواصل المد والجزر على أفق غير معلوم.