محمد أحمد سليمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدكتور محمد أحمد سليمان رجال على طريق الدعوة


إخوان ويكي

مقدمة

الرجال في كل عصر لهم علامات وآثار، والمخلصون منهم يتركون أثراً واضحاً في عموم الناس، ويسير حبُّهم في الوجدان، فالرجل الصالح يترك أثراً صالحاً أينما حلّ، والمؤمن كالغيث أينما حل نفع. والدكتور محمد سليمان من الذين كان لهم بصمات في الحركة الإسلامية المعاصرة.

مسيرته

على ضفاف قناة السويس حيث المدينة الباسلة بورسعيد التي قاومت المحتلين ولد محمد أحمد سليمان عام 1916م تقريبا وكان أحد الطلبة المتفوقين الذين استطاعوا أن يلتحقوا بكلية الطب جامعة الملك فؤاد الأول (القاهرة) حيث تخرج عام 1938م وعين معيدا بكلية الطب ثم تدرج في المناصب العلمية بها حتى بلغ درجة استاذ وتخصص في الباطنية والجهاز الهضمي، كما تولى الإشراف الطبي على جميع مؤسسات الإخوان الطبية.

مع الإمام البنا

تعرف على الإخوان وقت أن كان طالبا في جامعة القاهرة والتي شهدت نشأة قسم الطلاب، حيث كان أحد الطلاب النشطين حتى أنه كان ضمن أحد اللجان التي شكلها القسم لزيارة الشعب والقرى والمدن فكان نصيبه مديريات الجيزة والفيوم وبني سويف ومراكزها، الجيزة، العياط، الصف، الفيوم، أطسا، سنورس، ابشواي، بني سويف الواسطة، ببا.

وليس ذلك فحسب، بل كان يصحب الإمام البنا في معظم زيارته للشعب حتى أنه صحبه أثناء زيارته لبورسعيد عام 1936، بصحبة حسن أفندي عثمان الطالب بكلية الحقوق، وبعض الإخوان من الزقازيق.

كان الدكتور سليمان رغم صغر سنه أحد أعضاء مجلس الشورى العام للجماعة وقت أن كان طالبا، بل فور تخرجه اختاره الأستاذ البنا كعضو في مكتب الإرشاد عام 1939م لما اتصف به من حسن في الإدارة والتنظيم. حيث أسندت إليه مهمة الإشراف على اللجنة الطبية والاجتماعية بالجماعة.

وفي عام 1939م أثناء وزارة على ماهر باشا أرسل الإمام البنا برسالة إلى وزير الشئون الاجتماعية يعرض عليه تعاون الإخوان ضمن وزارة الشئون وقد حمل هذه الرسالة الأستاذ عمر التلمساني والدكتور محمد سليمان والأستاذ عيسى عبده تكون مهمتهم تقديم المقترحات والمذكرات في المشروعات التي تدرسها الوزارة.

كان مكتب الإرشاد فى 1944م تم انتخابهم يتكون من أربعة وعشرين عضوًا، وزعت عليهم الأعباء والإشراف على الأقسام المختلفة ورئاستها فى بعض الأحوال حيث انتخب الدكتور محمد سليمان عضوا فيه. وحينما نشأ القسم الطبي يوليو 1939م بجماعة الإخوان المسلمين أسندت رئاسة هذا القسم للدكتور محمد أحمد سليمان، وهو من الأقسام التى أنشئت حديثًا، وأوكل للدكتور محمد سليمان القيام على تنظيمه عمليًا وفنيًا وإداريًا.

وكان نشاط هذا القسم فى ذلك الوقت يتكون من:

مقر خاص بعيد عن المركز العام أمام مدرسة السينية بحى السيدة زينب، وبالقسم مستوصف يقوم بالكشف الطبى على المرضى نظير أجر يسير، كما يقوم بتنظيم الكشف على أعضاء شعب الإخوان، والقيام بقوافل طبية لعلاج الفقراء، ومعاونة مصلحة الشئون القروية بوزارة الصحة، ثم انتقل المستوصف إلى دار الإخوان بالمركز العام بالحلمية فى 15 نوفمبر 1944م.

كتب القسم عددًا من المقالات حول بعض الأمور الطبية والأمراض وكيفية علاجها والوقاية منها، مثل شرح وتركيب جسم الإنسان، والجهاز الدوري، والجهاز الهضمي، واستمرت مهمة القسم الطبي في الكشف الدوري على الإخوان حتى تم تطويره وعملت لائحته وتحددت أهدافه

وهي:

  1. إنشاء العيادات والمستوصفات والمستشفيات والإشراف على تنظيمها وإدارتها.
  2. العمل على تحقيق التأمين الصحي للإخوان.
  3. العمل على نشر الدعوة الصحية ورفع المستوى الصحي لجميع الطبقات بكافة الوسائل، ومعاونة الهيئات الرسمية والشعبية في مقاومة الأمراض المتوطنة والأوبئة عن طريق النشر والإذاعة والمحاضرات.
  4. توثيق الصلة بين الهيئات الطبية وهيئة الإخوان المسلمين في مصر والبلاد العربية والإسلامية بإرسال الوفود والبعوث، وعقد المؤتمرات وحضورها، واستقبال المندوبين.

كما نصت لائحة القسم ألا يتعرض للمسائل السياسية أو الحزبية حتى ما يتصل بهيئة الإخوان المسلمين نفسها وقد بلغ عدد الأطباء العاملين فى ذلك المستوصف عشر أطباء، وكان على رأسهم الدكتور محمد أحمد سليمان رئيس القسم الطبى للإخوان والمدرس بكلية طب القصر العينى، وهو مدير المستوصف فى الوقت نفسه.

وكتب للإخوان عن اهمية الصفحة الطبية ومتابعتها فقال:

إن هذه الصفحة خصصت من أجل أن تكون دليلاً للإخوان وغيرهم في بعض النواحي التي من الضروري معرفتها في الطب، والتي تهم الجمهور، والإجابة على الأسئلة الواردة منهم، كما أنها سوف تتناول المسائل المتفق عليها، وستتجنب - بقدر الإمكان - المسائل المختلف فيها، أوضح أن الصحيفة سوف تتناول بقدر الإمكان بعض ما ورد في القرآن والسنة من النواحي الطبية، وما تعرض له كثير من الناس بعضهم على علم وبعضهم عن هوى.

وحينما أراد الإخوان شراء دار جديدة لهم عام 1944م افتتح الاكتتاب بمائة سهم من عشرة من إخوان القاهرة، كل منهم قد اكتتب بعشرة أسهم، وهؤلاء هم: المرشد العام، وعبد المقصود بك خضر، والأستاذ السكرى، والأستاذ صالح عشماوي، والأستاذ عمر التلمساني، والأستاذ أحمد محمد عطية، والأستاذ أحمد الباقورى، والأستاذ عبد اللطيف النشرتى، والأستاذ محمد المغلاوى، والدكتور محمد سليمان.

وبعد إقرار لائحة الحج الجديدة فى عام 1944م قرر الإخوان أن يوفدوا بعثة رسمية للأقطار الحجازية للحج، تمثلهم وتدعو لفكرتهم، وتوثق الصلات بينهم وبين الزعماء العرب والمسلمين حيث شارك فيها الدكتور محمد سليمان.

اعتذار عن الإرشاد

وفي عام 1947م تطورت الأوضاع الداخلية للجماعة حيث حدث انشقاق جزئي داخلا الجماعة من قبل بعض أعضاء المكتب مما حدا بالمرشد العام أن يجتمع بالهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين في 14 من المحرم عام 1367هـ الموافق 27 من نوفمبر 1947م حيث تم إعادة انتخابات مكتب الإرشاد

غير أن الدكتور محمد سليمان اعتذر عن الترشح لعضوية المكتب، فاختير أحد أعضاء لجنة فرز الأصوات والتي تألفت من حضرات الدكتور محمد سُليمان والأستاذ حسين بدر والأستاذ حسين فرج والأستاذ حلمي عبد المجيد بإشراف المرشد العام. بعدما اعتذر الدكتور سليمان عن عضوية مكتب الإرشاد ظل مسئولا عن القسم الطبي في الجماعة.

فلسطين والشهداء

تألفت بالمركز العام للإخوان المسلمين عام 1947م لجنة برئاسة الأستاذ صالح عشماوي الوكيل العام للهيئة وعضوية الأستاذ عبده قاسم وأحمد محمد عطية ومحمد شريف وفريد عبد الخالق وسعد الويلي والدكتور محمد احمد سليمان.

والغرض من هذه اللجنة القيام بمشروع لتخليد ذكرى الشهداء – والعمل السريع على مساعدة أسرهم ومن تركوا من أرامل وأيتام، فضلاً عن تقديم يد المعونة للمصابين والجرحى ولتعويض أسرهم ومن حرم ثمرة أعمالهم نتيجة تعطلهم.

وفي ديسمبر 1947م تكونت لجنة مركزية لمساعدة فلسطين في المركز العام للإخوان مكونة من الإخوان الأساتذة:

  1. محمد بك نصير "رئيسًا"
  2. سعد الدين الوليلي "سكرتيرًا"
  3. الصاغ محمود لبيب "عضوًا"
  4. حسين كمال الدين "عضوًا"
  5. عبده أحمد قاسم "عضوًا"
  6. عبدالحفيظ الصيفي "عضوًا"
  7. فريد عبد الخالق "عضوًا"
  8. محمد شريف "عضوًا"
  9. مصطفى مؤمن "عضوًا"
  10. الدكتور محمد أحمد سليمان "عضوًا"
  11. صلاح عبدالحافظ المحامي "عضوًا"

إلى الشام

حينما أوفد مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين بعثتهم الطبية للمساهمة في إغاثة منكوبي سوريا أثناء غارة فرنسا عليها عام 1945م، وتكونت اللجنة من الدكتور محمد أحمد سليمان رئيسًا والأستاذ عبد الحكيم عابدين سكرتيرًا، والدكتور علي البرلسي والأستاذ علي محمد مطاوع والآنسة زبيدة أحمد أعضاء، وقد افتتحت البعثة في دمشق عيادة خارجية بلغ عدد الذين ترددوا عليها يوميًّا نحو مائتي شخص.

كان الدكتور محمد سليمان خطيبا مفوها حيث شارك في كثير من اختفالات الإخوان المسلمين ومنها مع الأستاذ البنا في منطقة السيدة زينب حفلاً عظيمًا يوم الثلاثاء الموافقة 25 نوفمبر سنة 1947م الموافقة 12 المحرم سنة 1367هـ بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية.

خاتمة

ظل الدكتور محمد سليمان يعمل داخل الجماعة حتى تعرضت للمحنة والحل ثم عودتها واختيار المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما للجماعة حتى كانت فتنة النظام الخاص ومقتل السيد فايز حينما اجتمع مكتب الإرشاد في 22 نوفمبر 1953م وقرر فصل عبد الرحمن السندي وبعض رفاقه.

ولقد تضامن الدكتور محمد سليمان مع الإخوان المفصولين ووقف ضد قرارات مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية ولجنة التحقيق التي أقرت بفصلهم، وأصدر بيان هو والأستاذ صالح عشماوي والأستاذ محمد الغزالي والأستاذ أحمد عبد العزيز جلال يوم 28 نوفمبر 1953م نشرته صحيفة المصري

جاء فيه:

فوجئ الإخوان والرأي العام بقرار مكتب الإرشاد العام حرص علي نشره في جميع الصحف صباح الاثنين الماضي يقضي بفصل أربعة من أعضاء الجماعة دون أن يجري معهم أي تحقيق أو توجه إليهم أية تهمة ، ودون إبداء الأسباب التي أدت إلي اتخاذ هذا القرار الخطير .. وقد نتج عن ذلك بلبلة في نفوس الإخوان ، واضطراب في صفوفهم وانتظروا إلي يوم الثلاثاء الماضي ، وسأل بعضهم المرشد العام عن أسباب الفصل فرفض أن يدلي بالأسباب ، وأكد أن المكتب يصدر قراراته ، وليس لأحد أن يسأله عما يفعل .
ثم تطورت الأمور تطورًا سريعًا مساء الجمعة (أمس) إذ تجمع عدد كبير من الإخوان وطالبوا المرشد بإعادة النظر في قرار المكتب الذي يجمع بين طابع الاستبداد والتحدي ، ولكن فضيلته أعلن استقالته علي الملأ . ثم تجمع الإخوان في المركز العام من مختلف الشعب وتدارسوا الأمر حتى ساعة متأخرة من الليل

واستقر رأيهم علي :

أولاً: اعتبار الإخوان عبد الرحمن السندي وأحمد زكي ومحمود الصباغ وأحمد عادل كمال موقوفين إلي أن تحدد موقفهم لجنة خاصة تعرض تقريرها علي الهيئة التأسيسية .
ثانيًا: اعتبار مكتب الإرشاد موقوفاً حتى تبت الهيئة في مصيره .
ثالثاً: تأليف هيئة لتصريف شئون الدعوة وإدارة المركز العام لحين اجتماع الهيئة التأسيسية – تتكون من الدكتور محمد سليمان والأستاذ محمد الغزالي والأستاذ أحمد عبد العزيز جلال والأستاذ صالح عشماوي.

لكن الهيئة التأسيسية استهجنت موقف الإخوة وقررت تحويل صالح عشماوي وعبدالعزيز جلال والغزالي وسابق إلى التحقيق وقبول اعتذار الدكتور محمد سليمان الذي أعلن تجديد الثقة في المرشد العام والهيئة التأسيسية وقراراتها في نوفمبر 1953 وظل عضوا في الهيئة التأسيسية لكنه يبدو أنه ترك الجماعة قبل محنتها بفترة وفقا لما ذكره الأستاذ محمد حامد أبو النصر.