نزال: السلطة تسعى إلى تجميل نفسها بمشاركة حماس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نزال: السلطة تسعى إلى تجميل نفسها بمشاركة حماس
17-07-2005

حوار- محمد هاني

مقدمة

الاستاذ محمد نزال

- تيار في فتح كان يسعى لتزوير انتخابات الإعادة في البلديات

- فتح مُصرَّة على تأجيل الانتخابات التشريعية لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية

- علاقتنا الشخصية بأبو مازن طيبة لكننا نختلف معه سياسيًا

- لن تسهم حماس في انشقاق فتح أو إضعاف أي تنظيم مهما اختلفت معه

- حماس لن تلقي بسلاحها حتى بعد الانسحاب الصهيوني من غزة

- ملتزمون بالتهدئة مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق صهيوني

الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة- الذي بات وشيكًا- هو انتصار مؤزَّر للمقاومة الفلسطينية، فما كان لهذا العدو الغاصب المتغطرس الذي هزم الأنظمة العربية عسكريًّا أن ينسحب من أي بقعة من أرض فلسطين إلا أن هذا العدو قد أثخنته الجراح، وبات في وضع يدفعه للهروب، فأراد شارون أن يقايض اندحاره من قطاع غزة بالبقاء في الضفة الغربية، وعليه فإننا واعون للفخ الذي يريد شارون أن ينصبه للشعب الفلسطيني؛ لذا فإنَّ حماس لن تلقي سلاحها ما دام الاحتلال موجودًا..

هذا ما أشار إليه الأستاذ محمد نزال خلال حواره مع (إخوان أون لاين) حول مرحلة ما بعد الانسحاب الصهيوني المزمع من غزة، كما أكد نزال أن ما عرضته السلطة لإشراك حماس في حكومة وحدة وطنية محاولةٌ لإقحام حماس كديكور يجمل الحكومة.. مزيد من التفاصيل عبر أسطر الحوار القادم:

  • بدايةً ما الأسباب وراء رفض حركة حماس عرض السلطة الفلسطينية المشارَكة في حكومة وحدة وطنية؟
هذا العرض هو محاولةُ استدراج ل حركة حماس للمشاركة في وضع مهترئ ستكون فيه "ديكورًا" يجمل الحكومة الفلسطينية، وتتحمل فيه حماس أوزار مرحلة سابقة لم يكن لها علاقة بها على الإطلاق؛ حيث إنَّها حكومة يُفترض أن تكون مؤقتةً لحين إجراء انتخابات المجلس التشريعي، كما أن العرض هو عملية التفاف على مطالبة حركة حماس الدائمة بالعمل على إنشاء مرجعية عُليا للشعب الفلسطيني.
  • أعلنت حماس رفض إعادة انتخابات الدوائر الثلاثة في قطاع غزة التي أُلغيت نتائجها جزئيًا في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية، كما أعلنت رفضها قرار السلطة تأجيل انتخابات المجلس التشريعي إلى أجل غير مسمّى.. هل يمكن تفسير مواقفكم تلك؟!
بالنسبة لإعادة انتخابات الدوائر الثلاث في قطاع غزة فنحن وافقنا على الإعادة، شريطةَ تقديم آليات عملية لضمان عملية نزاهة الانتخابات؛ وذلك لأن تيارًا متنفِّذًا في حركة فتح أجهض فوز حماس عبر مسرحية "القضاء"، وكان يخطط لتزوير انتخابات الإعادة، وهو ما لم تسمح به حماس .

طرفة التاريخ المعاصر

  • ولكن فتح اتهمتكم بأنكم زوَّرتم النتائج!!
تلك كانت أكبر طرفة في التاريخ السياسي المعاصر، وهي ماركةٌ مسجلةٌ باسم السلطة الفلسطينية؛ حيث اتهمت المعارضة في سابقةٍ لم تحدث من قبل بتزوير نتائج الانتخابات، خلافًا لما هو معروف ومعمول به في معظم دول العالم الثالث بأن الحكومات هي التي تزوِّر النتائج؛ باعتبارها هي التي تشرف على الانتخابات وتملك آليات ووسائل التزوير.
  • في حال عدم التزام السلطة بتقديم آليات عملية لضمان عملية نزاهة الانتخابات ماذا سيكون موقفكم؟!
سيكون موقف حماس كما أعلنَتْه بعدم المشاركة فيها.
  • بالنسبة لانتخابات المجلس التشريعي.. هل لا زلتم عند موقفكم بالمشاركة فيها؟!
نعم.. موقفنا هو المشاركة.
  • وما رأيكم فيما تسعى إليه السلطة بتأجيلها؟
أعلنا رفضنا للقرار لافتقاده للمسوِّغات المنطقية.

خطة مدبَّرة

أبو مازن


  • ولكنَّ السلطة تبرر التأجيل لأسباب قانونية تتعلق بتأخر المجلس التشريعي في إقرار قانون انتخابات جديد وعدم القدرة على إجرائه.. فما هو رأيكم؟
برأيي أن ما جرى كان أمرًا مدبَّرًا ومقصودًا بين أعضاء حركة فتح في التشريعي وقيادتهم؛ لذا كانت المماطلة مقصودةً لتأجيل الانتخابات تحت عنوان قانوني.
  • لماذا أرادت فتح تأجيل الانتخابات؟
فتح تريد ترتيب أوراقها وأوضاعها الداخلية؛ خشيةً أن تفوز حماس ويتكرر ما جرى في الانتخابات البلدية؛ لذا لديها مصلحة في التأجيل إلى أطول فترة ممكنة.
  • هل توصلتم إلى موعد جديد للانتخابات خلال لقاء وفد حماس بالسيد محمود عباس يوم الخميس قبل الماضي؟
طرحنا رأينا بأن الانتخابات ينبغي أن تُعقَد في شهر أكتوبر المقبل كحد أقصى، ولكن من الواضح أن النية لدى السلطة تتجه نحو عقد الانتخابات مطلع العام المقبل.
  • وما مبرر عقدها في مطلع العام المقبل؟
المبرر هو أن تُعقد الانتخابات بعد الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة .
  • هل ترون أنه مبرِّر مقبول ومنطقي؟
ليس مبرِّرًا منطقيًّا أو مقبولاً.. فالانسحاب الصهيوني يفترض أن ينتهي خلال شهر سبتمبر المقبل، كما أن الانتخابات الرئاسية والمرحلتين الأولى والثانية من انتخابات المجلس التشريعي أجريت في ظل وجود الاحتلال، كما أن انتخابات التشريعي في الضفة الغربية ستُجرَى في وجود قوات الاحتلال.. إذن ما علاقة وجود الاحتلال من عدمه بإجراء الانتخابات؟!
الحقيقة المؤسفة أن الحجج التي طُرحت للتأجيل أو للموعد الجديد حُججٌ واهيةٌ ولا تصمد أمام المنطق، والسبب الحقيقي هو الذي ذكرته لك وهو رغبة فتح بتأجيلها لأسباب تخصها.

أجواء أريحية

  • تضاربت التصريحات بين قياديي حماس في الداخل حول الموقف من محمود عباس ؛ حيث أشار أحدهم إلى فقدان الثقة بعباس، في حين أشار آخر إلى أن حماس على علاقة شخصية قوية به.. هل أنتم في طور إعادة النظر في موقفكم من عباس في ظل عدم تنفيذه لما تم في القاهرة ؟!
العلاقات السياسية لا تقوم على الحب والكراهية، ونحن نُميِّز بين العلاقات الشخصية والعلاقات السياسية، فإن سألت عن علاقتنا الشخصية مع السيد محمود عباس فهي جيدة، وكنا يوم الخميس الماضي على مائدة العشاء معه في أجواء أريحية، ولكن في الإطار السياسي هناك خلافاتٌ عديدةٌ معه، وفي هذا الإطار نحن لا نجامل ولا نداهن، ونقول رأينا بوضوح وصراحة وشفافية.
حركة حماس ترى أن المصلحة الوطنية تقتضي أن تكون حركةٌ بحجم فتح موحدةً وقويةً، والسياسة التي اعتمدتْها الحركة بهذا الشأن هي عدم التدخل في خصوصيات الحركات والتنظيمات في الساحة الفلسطينية، وهي لن تسهم في انشقاق أو إضعاف أي تنظيم مهما اختلفَت معه، وهو ما مارسه البعض خلال العقود الماضية؛ حيث عملوا على شقِّ التنظيمات وبالحد الأدنى إضعافها، وفيما يتعلق بالخلافات بين محمود عباس والقدومي فنحن لم نتدخل فيها وكنا على الحياد بين الطرفين وعلى علاقة مستمرة بينهما، وإذا كان لنا ثمة دور فسيكون دورًا إيجابيًّا.

لن نلقي بالسلاح

سلاح المقاومة
  • إذا تم الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة .. كيف ستتعاملون مع الوضع الجديد؟ وهل ستتجاوبون مع الدعوات لتسليم سلاحكم؟ وما موقفكم من إعلان دولة فلسطينية في غزة؟
دعونا نقر بأن الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة الذي بات وشيكًا هو انتصار مؤزَّر للمقاومة الفلسطينية، فما كان لهذا العدو الغاصب المتغطرس الذي هَزم الأنظمة العربية عسكريًّا أن ينسحب من أي بقعة من أرض فلسطين إلا أن هذا العدو قد أثخنته الجراح، وبات في وضع يدفعه للهروب، فأراد شارون أن يقايض اندحاره من قطاع غزة بالبقاء في الضفة الغربية، وعليه فإننا واعون للفخ الذي يريد شارون أن ينصبَه للشعب الفلسطيني؛ لذا فإن حماس لن تُلقي سلاحها ما دام الاحتلال موجودًا، وتحرير قطاع غزة هو بداية النهاية للمشروع الصهيوني، وهو لا يمثل نهاية المشروع الوطني الفلسطيني ضمن هذا الفهم، سنتعامل مع الوضع الجديد في قطاع غزة، ولن نقبل بمنطق المقايضة أو المساومة.
  • لا تزال الخروقات الصهيونية مستمرة على الرغم من التزامكم والفصائل بالتهدئة.. هل حان الوقت لإعلان إنهاء التهدئة؟!
قبل فترة وجيزة كان هناك لقاءٌ لست فصائل شاركت في حوار القاهرة لتقويم ما عُرف بـ"إعلان القاهرة "؛ حيث كان هناك إجماعٌ على أن العدو لا يزال مستمرًّا في عدوانه على الشعب الفلسطيني، وإن كان ذلك يتم بوتيرة منخفضة وأقل من السابق، وبعد نقاش طويل ومعمَّق وصريح رأينا الاستمرار في الالتزام بـ"التهدئة" لاعتبارات عديدة، ولكن مع الاحتفاظ بحق الرد على العدوان.

المصدر