نعمان عبد الرزاق السامرائي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ نعمان عبدالرزاق صالح السامرائي

نشأته

ولد نعمان عبد الرزاق صالح السامرائي في مدينة سامراء القريبة من بغداد مابين عامي 19351936 من أسرة عربية مسلمة تنتمي بنسبها إلى عشيرة آل نيسان السامرائية الأشراف الحسنية .

كان الأكبر بين اخوته ربته جدته لأبيه في حياة والديه حيث كان جداه يسكنان مدينة سامراء ووالداه يسكنان الريف القريب من المدينة ونشأته جدته على العفة

ابتدأت طفولته (بالكُتاب) فتعلم القرآن الكريم ثم الابتدائية 6 سنوات أتم دراسة المتوسطة في مدارس التفيض الاهلية 3سنوات و الثانوية سنتان (آنذاك ) جميعها في سامراء

اختار دراسة الشريعة، وكان من الدفعة الأولى في (كلية الشريعة) والبداية مع العام الدراسي (1947) وتخرج فيها عام 1952 والتي كان اسمها دار العلوم العربية والدينية وقبلها جامعة آل البيت وهي تقع بجوار جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وتعد الوريث لمدرسة الإمام أبي حنيفة النعمان.

سجل أول رسالة ماجستير في كلية الشريعة في بغداد بعنوان (أحكام المرتد في الشريعة الاسلامية : دراسة مقارنة) وكان المشرف عليها الشيخ محمد عبد الرحيم الكشكي المعروف بالشيخ الكشكي من مصر والذي كان أستاذا في الكلية آنذاك، وتألفت لجنة المناقشة من ستة من أساتذة الجامعة برئاسة مديرها. وقد وافقت جامعة بغداد على طبع ونشر الرسالة الماجستير وتبنت الدعم المالي لذلك.

  • حصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة القاهرة 1392هـ - 1972 م . بأطروحته الموسومة "تصرفات المريض مرض الموت في الشريعة والقانون، "

مسيرته في الدعوة

مع انتقاله إلى بغداد و بداية العام الدراسي الأول (1947) في كلية الشريعة ، وفوجئ العالم العربي والإسلامي بقضية (فلسطين)، وكان الشيخ (الصواف) -رحمه الله، - قد عاد لتوه من الأزهر وعين أستاذاً في (الكلية)، الشيخ الصواف كان يشتعل حماساً فتحولت كلية الشريعة إلى محرض وقائد للمظاهرات، وانفعل طلبة الجامعات وتفاعلوا أكبر تفاعل، وفوجئت الحكومات العربية بثورة لا مثيل لها حتى تعطلت الدراسة، وكانت المرة الأولى التي يرى فيها العراقيون شيخاً بعمامته وجبته يقود المظاهرات ويخطب يومياً، ويجمع التبرعات بل يجمع المتطوعين للذهاب إلى فلسطين، وكان يرى البعض ومنهم (الشيخ حسن البنا) -رحمه الله- أن اليهود في فلسطين قد كوّنوا (عصابات)، وهم يخوضون (حرب عصابات)، وفي مثل هذه الحالة على الطرف الآخر أن يقابلهم (بحرب عصابات) وليس بجيش نظامي..

وشارك في المظاهرات التي كان يعد لها الطلبة في الاقسام الداخلية وتعرض للاعتقال عدة مرات

بذلك كان للشيخ الصواف أبلغ الاثر عليه وقد عرف دعوة الاخوان المسلمين في الكلية ، فيقول عن نفسه (( وكانت البداية فيها غرابة، فالإنسان يبدو محباً لجماعة، وقد يتحول الحب إلى انتماء، أو يقف عند حد الحب والتعاطف، وأذكر أني كنت أجلس في مكتبة وفيها صورة لـ(حسن البنا) قبل اغتياله، ولي قريب ماركسي اسمه (مجيد حسن) قال وهو يشير بإصبعه إلى صورة البنا في الجريدة: هل هذا يعتقد أنه سيحرر مصر من الإنجليز بفضل لحيته؟! (حتى هذا الوقت كنت مجرد محب معجب بالحركة الإسلامية) ، وبهدوء ودون أي انفعال قلت: فلان – وذكرت رجلاً يسارياً ورئيس حزب عراقي- حلق لحيته وشاربه فهل تحرر العراق؟!

يبدو أن الجواب كان مفاجأة فانصرف القريب، ولم أسمع منه بعدها هجوماً، وشعرت كأن الرجل دفع بي للتعرف على هذه الحركة، ويمكن القول بأن جيل الشباب الإسلامي في العراق كان يتعاطف مع الدعوة الإسلامية، بل لا يجد في الساحة مادة ثقافية تناسبه إلاّ ما كان يأتي من مصر، ومن البلدان العربية الأخرى.))

وقد تمخض عن تأثر طلبة الكلية بأفكار الإخوان أن شكل أول تنظيم طلابي إخواني داخل الكلية في السنة الدراسية (47-1948 ) كان أحد أعضائه الدكتور نعمان السامرائي

التحق بجمعية الأخوة الاسلامية التي أجيزت عام 1949 والتي كان المراقب العام لها الاستاذ محمد محمود الصواف بعد أن رفض الطلب الاول عام 1943 لإجازة الجمعية باسم الإخوان المسلمين لوجود مثيل لها في بلد اسلامي آخر طبقا لقانون الجمعيات.

عاشت المظاهرات الكبرى والصراع بين الأحزاب، وانتشار الحزب الشيوعي، بحيث صار مصدراً للقلق الشعبي والحكومي، وجاءت ثورة 1958 أو انقلاب 1958، وانقسم القائمون عليها بسرعة مخيفة، وأبرز الحزب الشيوعي (عضلاته)، وقام بحملات دموية في كركوك والموصل، وشن حملة إرهاب لا مثيل لها ولا سابق، وشهدت المدن العراقية اعتقالات لعشرات الألوف لتخويف الناس وإسكاتهم، وقد اعتقل حينها ، وكان مديراً لثانوية سامراء

أصبح عضوا في قيادة الاخوان المسلمين في العراق عام 1958 بعد أن أصدر مجلس الشورى لجماعة الاخوان المسلمين قرارا ملزما يطلب من الاستاذ الصواف مغادرة العراق رغم معارضة الاستاذ الصواف نفسه ولكنه اضطر للامتثال للأمر الصادر خوفا على حياته من التهديد المباشر من الحكم الجديد على أثر انقلاب 14 تموز (يوليو) 1958 وكانت القيادة الجديدة تضم في عضويتها كلا من : كمال القيسي ( مراقب عام وكالة) ، داود العيثاوي ، نعمان عبد الرزاق السامرائي ، عبد المنعم صالح العلي العزي (المعروف باسمه المستعار محمد أحمد الراشد) ،علي صالح السعدون ، سلمان حسين سعيد ، عبد الرحمن داود الصميدعي.

في عام 1960 اجتمع مجلس شورى الاخوان مجددا وأجرى الانتخابات التي نتج عنها انتخاب الدكتور عبدالكريم زيدان مراقبا عاما للإخوان المسلمين في العراق.

كانت الساحة السياسية العراقية في النصف الأول من القرن العشرين خالية من الأحزاب السياسية ذات العمق الإسلامي . وبعد ثورة تموز 1958 وانتقال الحكم من الملكية إلى الجمهورية وما صاحب ذلك من صراع بين الأحزاب العلمانية والليبرالية وجدت جماعة الاخوان المسلمين في العراق عام 1960 الوقت مناسباً لملء الفراغ السياسي عندما أتاح عبد الكريم قاسم الفرصة للأحزاب كي تتشكل .

فقدم السيد نعمان عبدالرزاق السامرائي، طلبا إلى وزارة الداخلية لتأسيس حزب سياسي باسم (الحزب الإسلامي العراقي) لكن وزارة الداخلية رفضت الطلب بقرارها المرقم ش / ج / 914 في 27/3/1960، فميز السيد نعمان السامرائي القرار المذكور لدى محكمة التمييز، فأحيلت الدعوى إليها لإجراء التدقيقات التمييزية عليها وبعد التدقيق والمداولة، وجد من محاضر التحقيق المرفوعة من الجهات المختصة أنه ليس هناك مانع بقدر ما يتعلق الأمر بتلك الجهات من منح الأعضاء المؤسسين إجازة. وقد صدرت موافقة محكمة التمييز على تأسيسه في 26 / 4 / 1960

وأعلنوا عن تشكيل الحزب الإسلامي العراقي والذي يعد واجهة سياسية لجماعة الاخوان المسلمين آنذاك ، و عقد مؤتمره الأول في 29 / 7 / 1960 .

حيث انتخب المؤتمر اللجنة المركزية (المكتب السياسي) للحزب الاسلامي العراقي ، فقد فاز الأستاذ نعمان عبد الرزاق السامرائي برئاسة الحزب ، والشيخ إبراهيم منير المدرس بمنصب نائب الرئيس وعضوية كل من : الأستاذ فليح حسن السامرائي والمحامي فاضل دولان والشيخ عبدالجليل الهيتي والأستاذ نظام الدين عبد الحميد والأستاذ سليمان محمد أمين والشيخ طه جابر العلواني والأستاذ وليد الأعظمي والمحامي عبد المجيد ذهيبة.

كان الأمين العام الأول للحزب هو الدكتور نعمان السامرائي والذي تمكن هو وإخوانه من قيادة الحزب قيادة راشدة تواصلوا من خلالها مع الإسلاميين والوطنيين في الشمال والجنوب ، وكانت لهم صلات وثيقة مع رابطة علماء العراق ومع المرجعية الشيعية في النجف وكربلاء .

وصدرت مواقف وطنية مشتركة لمؤازرة المقاومة الفلسطينية والثورة الجزائرية ومنددة باعتراف إيران بدولة (إسرائيل) .

وبعد مرور ستة أشهر على تأسيسه نشر الحزب مذكرته الشهيرة التي دون فيها انتقاداته لسياسات عبد الكريم قاسم وقانون الأحوال الشخصية وقانون الإرث الذي ساوى فيه بين الاناث والذكور في الميراث مخالفا الشريعة الاسلامية وللمذابح التي ارتكبت في عهده في الموصل وكركوك في جريدة (الفيحاء) فتم على أثر ها اعتقال جميع أعضاء المكتب السياسي مدة خمسة شهور وجرى التحقيق معهم في بناية محكمة المهداوي.

وقد كان عبد الكريم قاسم ينتظر منهم استرحاما أو اعتذارا ليطلق سراحهم فلم يتقدم أحد منهم بشيء ، وجاء رمضان فارتأى أن يوجه الدعوة لعلماء الشريعة ليتكلموا بشأن أعضاء الحزب فيطلق سراحهم وقد وجه الدعوة الى الشيخ أمجد الزهاوي الذي أرسل إلى الدكتور نعمان السامرائي (وهو في سجنه) مبعوثا منه (الحاج فاضل النعيمي) يسأله يطلب رأيه بالمشاركة وعن الآراء التي يريدون طرحها ، فأجاب الدكتور نعمان بالشكر لسماحة الشيخ الزهاوي ، وقال : ((أنا اقترح أن ترفضوا الدعوة ولا تذهبوا للإفطار عنده لأنه في ذلك يكون هو المنتفع))، فامتنع الشيخ أمجد عن قبول الدعوة وامتنع الحاج حمدي الاعظمي والحاج عبدالقادر الخطيب والحاج نجم الدين الواعظ.

وفي ليلة 27 رمضان 1380 هـ ، منتصف آذار جمع عبدالكريم قاسم المعتقلين أعضاء المكتب السياسي في لقاء بمقره في وزارة الدفاع واشتكى من مذكرة الحزب مدعيا أنهم ظلموه وأخذ يستعرض نشاطاته الخدمية للشعب وتبريراته لما يعترض عليه ، كل ذلك وقيادة الحزب ترد عليه وتجادله بشجاعة واستمر اللقاء على هذا المنوال من التاسعة مساءً حتى الرابعة فجرًا أذن لهم بعدها بالانصراف إلى بيوتهم .

وقد منع الحزب من العمل وأغلقت ومنعت كافة مقاره ونشاطاته،وعاد إلى العمل السري.

وفي عام 1962 زار الأستاذ نعمان السامرائي ممثل جبهة التحرير الجزائرية الأستاذ أحمد بودة ضمن وفد إخواني برئاسة الشيخ أمجد الزهاوي كبير علماء العراق وعضوية الأستاذ وليد الاعظمي والأستاذ نور الدين الواعظ والأستاذ فليح حسن السامرائي لتقديم التهنئة بإعلان استقلال الجزائر وتحريرها من الاحتلال الفرنسي.

وتكلم الشيخ أمجد الزهاوي قائلا بعد تقديمه التهنئة : (( يا أبناء الجزائر ، لقد مرّت بكم آيات الصبر والجهاد وبذل الأموال والأنفس ، وامتحنكم الله تعالى فنجحتم بالامتحان والحمد لله ، واليوم يمر عليكم قوله تعالى : ((لننظر كيف تعملون )) فعليكم بالعدل وتحقيق ما وعدتم به الأمة من النهوض والعمران ، وإياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)). وطلب من الأستاذ أحمد بودة أن ينقل ذلك إلى رجال الحكومة الجزائرية.

واجه الاخوان المسلمين في العراق محناً عديدة وشديدة في العهود المختلفة، وتعرضوا للتصفية عدة مرات غير أن المحن تلك زادتهم قوة وصلابة

وفي أواخر شهر آب سنة 1966 ، نفذ حكم الاعدام بالشهيد سيد قطب فأقام الإخوان تجمعا كبيرا بعد صلاة العصر في جامع الإمام الأعظم ، تكلم فيه الاستاذ نعمان السامرائي مستنكرا هذه الجريمة الشنعاء وخطباء آخرون من جملتهم الاستاذ غانم حمّودات والشيخ ناظم العاصي وانطلقت مظاهرات شباب الإخوان في اليوم التالي طوفت مناطق كثيرة من بغداد وانتهت امام السفارة المصرية حيث ألقى الأستاذ وليد الأعظمي قصيدة . وفي نفس الليلة اعتقل الاستاذ وليد الأعظمي مع نخبة من الشباب الذين تظاهروا في مديرية الأمن العامة وأطلق سراحهم بعد ثلاثة ايام.

واستمر نشاط الحزب الإسلامي والجماعة في ستينات القرن الماضي بين السر والعلن حتى جاءت ثورة تموز 1968 والتي تفرد فيها حزب البعث بالسلطة تفرداً تاماً وصادر الحريات وحظر جميع الأحزاب السياسية وبضمنها الحزب الإسلامي العراقي .

قدم للدكتوراه في جامعة القاهرة، عام 1388هـ - 1968 م ، وفي طريق عودته إلى بغداد عن طريق بيروت، وبينما كان في طريقه من بيروت لدمشق سمع من السيارة انقلاباً قد وقع في بغداد، وأن حزب البعث كان وراءه، فقرر العودة فوراً والحصول على عمل خارج العراق بأي ثمن؛ إذ لا مستقبل في العراق، وما أن وصل إلى بغداد حتى راح يعمل بسرعة وحصل على فرصة عمل في الرياض، وبأقصى سرعة أنجز (الانتداب) وسافر مسرعاً، وبعد وصوله الرياض في أواخر عام 1388هـ وصلته رسالة مع مسافر من أهله تقول: قد وضع اسمك في القائمة (السوداء)، وأنت ممنوع من السفر فانتبه لذلك، ومع نهاية العام طلبت وزارة التعليم العراقية إنهاء عقده وعودته بسرعة إلى كلية الشريعة، حيث كان (معيداً) ولكنه قرر ألاّ يستجيب وأبقى عمله في الرياض ويقول: (( لو ظللت باقياً في العراق لكنت إما مسجوناً أو ميتاً))

الأعمال الوظيفية

ومارس التعليم في العراق في مدن الفيصلية (ناحية بين النجف والديوانية ) ثم إلى الفلوجة وبعدها الكوت مديراً لثانوية سامراء.

التدريس بالجامعات السعودية من عام 1388 إلى عام 1422هـ

كلية الشرطة 8سنوات جامعة الإمام محمد بن سعود 11سنة

جامعة الملك سعود 14سنة

النتاج العلمي

باشر الكتابة في بعض المجلات والصحف العراقية، كما قام بنشاط في إذاعة بغداد آنذاك ، كما كان من مؤسسي هيئة الكتاب والمؤلفين، وعند وصوله للرياض عام 1388 هـ شارك في برنامج (يا أخي المسلم) الذي نظمته الإذاعة، وتميز هذا البرنامج بقصر وقته وقوة السبك.

وعندما أُنشئت إذاعة القرآن الكريم كان من أوائل من سجل برامج وأذاعها.

وأنجز مايقارب 20 مؤلف منها :

• مباحث في الثقافة الاسلامية

• من قضايا الحضارة المعاصرة العلاقة بين العلم والدين

• الفكر العربي والفكر الاستشراقي بين محمد أركون و إدوارد سعيد

• قراءة في كتاب إظهار الإسلام لروجيه دوباسكويه

• تفسير التاريخ

• مباحث في التفسير الاسلامي للتاريخ

• أضواء على تفسير التاريخ

اليهود والتحالف مع الاقوياء

• التكفير جذوره ، أسبابه ، مبرراته

• التوراة بين فقدان الأصل وتناقص النص

• الماسونية واليهود والتوراة

• التكفير قديما وحديثا التكفير عند شيخ الاسلام

• أحكام المرتد في الشريعة الاسلامية • • احكام القذف وموانع القصاص

• العقوبات في الشريعة اهدافها ومسالكها

• تصرفات المريض مرض الموت في الشريعة والقانون

• في الحضارة وأمراضها والتقدم والتخلف

• إسرائيل الخطر والمخادعة

• في المعرفة والثقافة والقيم

• النظام السياسي في الإسلام

• قراءة في النظام العالمي الجديد

• في أعماق التجربة اليابانية

• وقد صدر حديثا مطابخ الكره والعنصرية

• أمريكا والعراق في350صفحة

اهتماماته الثقافية وأسلوبه ونظراته

صحب القلم والكتاب فأعطياه فرصة التأليف والكتابة على نطاق واسع.. هنا يوضح كيف بدأت هذه الصحبة؟ وكيف كانت؟ وبمَ كافأهما؟

لكل صاحب فن وعلم أدواته الخاصة، فأدوات المثقف ليست إلاّ قلماً وورقة وربما عوداً من خشب أضعه في حجري لأستكمل هذه الأدوات.

وقد بدأت بواكير صحبتي لها منذ أيام المرحلة الابتدائية عندما قام أستاذ اللغة العربية –غنام- ليقرأ ما كتبت في مادة الإنشاء على زملائي، ويثني عليه، ويشكر لي جهدي، وتميز كتابتي.

فأكسبني ثقة وغمر نفسي بموهبة الكتابة. فباشرت لاحقاً الكتابة عن بعض ما يقع في الحياة، وأعلق عليه، مما حدا بي إلى أن أنسخ فأقرأ ما يعجبني ويستهويني، وقد ألجأ إلى تلخيصه عندما يكون طويلاً، ثم أوثق ذلك كله توثيقاً كاملاً بعنوان الكتاب واسم المؤلف ورقم الصفحة... وهكذا.

وقد تجمع عندي من هذه الطريقة ثروة معرفية ومعلوماتية كبيرة لا تُقدَّر بثمن، وهي تعينني اليوم على الكتابة والتأليف في موضوعات شتى، وهذه تجربة عمرها قرابة (40) عاماً، وما زلت على ذلك حتى اليوم.

وأنصح كل قارئ بها؛ فهي لا تكلف جهداً مضنياً، أو وقتاً كبيراً، وتثمر معرفة واسعة جداً، فما نسخت أجده استقر في ذهني، وأفادني أكثر مما صورت أو طبعت، فقلمي لا يفارقني، فكم من مرة تخطر لي فكرة، وأنا على فراش النوم أجد نفسي قائماً أدونها حتى لا تنسل من فكري عند النوم.

وربما دونت وكتبت وأنا مع الطلاب في قاعة الدراسة، فكم تسلل من ذهني من أفكار وموضوعات جوهرية إذا لم أدونها، فذهبت بلا رجعة، وليتها تعود يوماً ما.

وكم دونت من أفكار مع علمي أنها لن تأخذ طريقها للنشر فإذا انتهيت مزقتها وأتلفتها وكأنها رغبة جامحة لكتابة ما ازدحم في الذهن من معرفة يمانع المحيط من حولي في إظهارها، فأودعها العالم المجهول بلا رجعة.

ولعل الناظر إلى الكتب التي أقرؤها يظن أني قد أفسدتها لكثرة ما أعلق عليها، لكن ذلك يسهل علي الوصول إلى المعلومات والفوائد التي أريد.

أما خبري مع القراءة فقد أدمنتها وعشقتها إلى درجة الولاء؛ فالكتاب رفيق سفري، وأقرأ في أي زمان، أو مكان، وكم ترددت بين العراق وتركيا لأقرأ على شاطئ البحر؛ لأني لا أفهم التركية، فلا يسرق ذهني حديثهم أو همساتهم، لأبقى محاطاً بفكرة الكاتب وموضوع الكتاب. وإذا أصابني الملل شردت من كتاب لآخر لأجد النشاط والسعادة تتجدد، وبهذا أقضي وقتاً طويلاً قارئاً وكاتباً، لكنها من أمتع وأبرك ساعات يومي، فقد أصاب بالصداع، فأجد علاجه في كتابة أسطر ليذهب عني على استحياء بلا رجعة، ولعل أم أولادي تشفق عليّ فتقول: إلى متى هذا النسخ؟! فلا أجد جواباً إلاّ قول الإمام أحمد: (مع المحبرة إلى المقبرة)، فهكذا كافأت القلم والكتاب بصحبتهما ما بقي لي عمر، وما جرى لي نَفَس.

الحضارة وتفسير التاريخ موضوعان أقبل عليهما كاتباً ومعلماً ومتحدثاً مع كونه متخصصاً في علم الفقه.. هنا يتحدث عن سر هذا التحول والاهتمام الشديد بهذين الموضوعين؟

عندما درست تاريخ العراق القديم في المرحلة المتوسطة كنت أحضر الموضوع الجديد قبل دراسته، فأسأل وأناقش وأجيب مع أستاذ المادة، وحصلت على علامة (100)، فشعرت بحب يساور نفسي لهذه المادة. وعندما كنت أسمع محاضرة حول التاريخ أجد القدرة على إعادتها حتى لو احتوت على أرقام كثيرة.

وكم كنت أتساءل عندما يقال: (هذه دولة متقدمة) فأقول: كيف وُصِفت بهذا؟ ولماذا؟ ما هو سر تقدمها؟ لأجد عزوفاً من بعض زملائي الطلاب بل حتى من الأساتذة بقولهم (لا تضيع الوقت بهذه التساؤلات)، ولاعتقادي أن دراسة تفسير التاريخ تساعدني على تفسير ومعرفة مثل هذه الظواهر والحوادث وجدت نفسي تلحّ عليّ أن أتجه إلى دراسة تفسير التاريخ، والذي كان يُعرف بفلسفة التاريخ، فباشرت الكتابة والقراءة عن الحضارة ومقوماتها وأمراضها، وأسهبت في ذلك كثيراً.

أحب اليابان وأعشقها عنوان مقالة دونها في مذكراته.. وعن سر هذا الحب ومكنون هذا العشق يقول:

أنا إنسان شرقي المولد، شرقي الهوى، ونظراً لما نعانيه من ضغط الغرب ووكلائه من أبنائنا والحملة الظالمة علينا.. تحت كل هذا تشعر بالسعادة عندما يقوم شعب كاليابان لينهض خصوصاً وتاريخهم يشهد بأنهم بلد لم يعرف الاستعمار ونهب الخيرات والاعتداء على الشعوب إلاّ متأخراً جداً، وبعد أخذها بعض نظم الغرب وأمراض حضارته فذهب يتوسع خارج البلاد، لكن بعد أن ألحقت بها الهزيمة وضُربت بالقنابل الذرية أحسب أن اليابان لن يعود لغلطة العمر، فيستعمر بلداً آخر.

وقد طلبت مني إحدى دول الخليج ذات مرة أن أكتب عن اليابان؛ لأني من عشاق الحضارة والتحضر، وبعد إصرارها كتبت كتاباً بعنوان (في أعماق التجربة اليابانية) حاولت أن أبرز فيه سياسة اليابان التي مكنتها أن تكون على ما هي عليه اليوم؛ فهي أرض أصغر من العراق مساحة، وثلاثة أرباعها جبال وقليلة الموارد شحيحة الخيرات.

لكن رأس مالها الأول هو(الإنسان الياباني المبدع المنتج)، وهي مدينة في نهضتها للتعليم وجودته، كما أنها احتفظت بنظامها الاجتماعي؛ فطوكيو عدد سكانها يعادل سكان العراق كله، وها هي اليوم من أنظف مدن العالم، وقد أُجري استفتاء عن مهمة المرأة الأولى، فكان جواب 96% أن مهمة المرأة اليابانية الأولى هي العمل في المنزل وتربية الأبناء. فالمرأة تعمل وعندما تتزوج وتنجب تتفرغ كلياً لشؤون البيت والتربية... فهل في العالم من يملك هذا التصور؟!

وقد وضعت الصين نظاماً للضرائب فكان الفشل هو النتيجة، فأخذت به اليابان، وطبقته تطبيقاً جيداً فنجح نجاحاً كبيراً.

ومن هنا ربما كان حبي لليابان حتى تمنيت زيارتها لكن لم أستطع وأستدرك قائلاً: "إن الحضارة يصنعها الإنسان ولا تصنعها الموارد والثروات، فكم من بلد يشكو الجوع، ويعاني الفقر والتخلف وهو على نهر جارٍ من الثروات والخيرات

وما زلت متابعاً لهذا الموضوع الشائق، ومحباً له، وأكتب فيه هاوياً، ومتلذّذاً، عله أن يوصلني إلى إجابات شافية لأسئلة عديدة ترد على الذهن، مزدحمة بحوادث متنوعة في حياتنا اليومية

• فكرة كتاب جامع لكل ما جاء به الإسلام من عقيدة وعبادات ومعاملات عرضت علي في إفريقية وهولندا وتركيا في نفس هذه الرحلة، مما حدا بي إلى تبني هذه الفكرة وعرضها على زملاء المهنة، لكن لم أجد جواباً أو تعاوناً، فكتبت ما يقارب خمسمائة صفحة بعنوان: "الإسلام عبادة وعقيدة ومعاملة وتشريع"، مع عدم يأسي من وجود من يتبنى نشره وتوزيعه.

• ومما خلصت إليه أنه لكي تحصل على ولاءِ شخصٍ ما عليك إلا أن تقوم بتعليمه، وهذا مما شوهد فمن درس وتعلم في بلاد عربية من أولئك القوم تجد عنده ولاء وحباً لها، ومن درس في الهند أو باكستان فعنده الولاء والحب لها.

• فوسائل الإعلام إذا منحت الإنسان فرصة للمشاركة ساعدته على بناء ثقافة جيدة ومؤهلة لكي يقدم الجيد والنافع والجديد، مع بقاء الظهور في وسائل الإعلام مسؤولية ومسؤولية كبيرة؛ لأن الإنسان سيُسأل غداً عما قال و عمل، فمراعاة هذه المسؤولية مهم جداً؛ فهي إما للإنسان أو عليه.

• وقد أصبح الإعلام اليوم بتقدمه وتطوره يصنع كثيراً من المشاهير والقدوات (من دون شهرة أو عمل يقتدى به)، وهو وسيلة جبارة يصنع ثقافة المجتمع، ويسك فكره، ويصبغ قناعاته سواء سلباً أو إيجاباً.

المشاركات والخبرات العلمية

-عضو مؤسس لجمعية الكتاب والمؤلفين العراقية 1383 هـ.

-عضو جمعية التربية الإسلامية في العراق1383هـ.

عضو مؤسس لكلية الدراسات الإسلامية 1384هـ.

-عضو مشارك في مؤتمر الأدباء العرب ببغداد1385 هـ.

-عضو مشارك في مؤتمرات الندوة العالمية للشباب الإسلامي،وعضو لجنة تأصيل العلوم فيها.

-عضو مشارك في اختيار الفائزين لجائزة آل بصير 1404هـ.

-المساهمة في الموسوعة الفقهية الكويتية.

-المساهمة في موسوعة الكتاب العالمي

-المساهمة في موسوعة دار الإيمان بجدة.

-تدريس عدة دورات للمحاسبين القانونين بالرياض.

-عضو اللجنة الفرعية لجائزة الأمير نايف العالمية

-مقدم برنامج إذاعة الرياض والقران الكريم،وقناة الجد الفضائية.

-المساهمة في التعريف بالإسلام (انترنت وزارة الإعلام)

  • اشتغل في تدريس (الثقافة الإسلامية) بجامعة الإمام محمد بن سعود وهو يدرسها حالياً في جامعة الملك سعود.
  • يرى أن العمل الإسلامي لا بد أن يتوفر له الإخلاص والوعي، ولا يكفي أحدهما. وأن التحدي الصهيوني هو أكبر تحد يجابه الأمة منذ الحروب الصليبية وغزو التتار ، ولا بد من استجابة واعية لهذا التحدي.

وفاته

توفي العالم الجليل نعمان عبدالرزاق السامرائي واول امين عام للحزب الاسلامي العراقي يوم الخميس 20 ربيع الثاني 1443 الموافق 25 نوفمبر 2021م عن عمر ناهز 86 عاما ظل خلالها مجاهدا عاملا مناصرا لدينه ووطنه

المصادر

  • حوار في الحياة والدعوة والكتاب.. نعمان السامرائي..مع المحبرة إلى المقبرة من موقع الإسلام اليوم

السبت 06 جمادى الآخرة 1430 الموافق 30 مايو 2009.

للمزيد

وصلات داخلية

وصلات خارجية

مقالات متعلقة


من مؤلفاته